فكر قبل أن تجيب
استوقفني سؤال بدا غريباً للحظات نصه التالي "قبل أن تجيب فكر للحظات هل تريد أن تكون محقاً أو تريد أن تكون سعيداً؟"
للوهلة الأولى بالتأكيد ستكون إجاباتك أريد أن أكون "محقاً" و لكن إن توقفت قليلاً وسألت نفسك، هل يتناقض الاثنان؟ أي هل هناك تناقض بين قول الحقيقة والسعادة؟
صحيح أن هذه العبارة جاءت في سياق دعابة أو نكتة ولكنها عبارة تستحق التمعن فيها لو حدثت في مواقف أخرى فهذه العبارة جاءت ضمن سؤال سألته زوجة لزوجها بعد أن قصت شعرها : ما رأيك؟ ألا أبدو أصغر بعشر سنوات؟ فظهرت هذه العبارة للزوج " قبل أن تجيب فكر للحظات هل تريد أن تكون محقاً أو تريد أن تكون سعيداً"؟!!
لاحظ أنني قلت ما تظنه حقيقة، فالحقيقة وحدها بحاجة لإثبات، وغالباً ما تظنه أنت حقاً لم تعرضه أنت للامتحان والسؤال كي يثبت أنه حقيقة، أحياناً يكون هذا رأيك أو اعتقادك، وأحياناً من تظنه حقيقة هو ذوقك وجميع تلك المرجعيات غير ثابتة، فلم تبدأ معركة لأمر لا يستحق العناء؟
لا أتحدث هنا عن أمور تتعلق بالكذب والصدق وقول الحق في أمور جدية، لا تذهبوا بعيداً، أتحدث عن أمور جدلية صغيرة تدخلنا في متاهات الجدل الذي يتحول لاختلاف في الرأي و يتحول بعدها لخلاف وقطيعة، لأنني أصر فيه أن أظهر محقاً لأفوز بجولة جدلية بالضربة القاضية، ثم بعدها يتعكر يومي ومزاجي و ربما صحبتي بقية اليوم وقد يمتد لأيام، فالجدل يستنزف طاقة من الجسم ينهكه و يتعبه وكأنه جرى أميالاً فهل هذا ما أريده؟ عليك أن تسأل نفسك هذا السؤال وأنت تتجادل مع زوجتك أو تسألينه لنفسك وأنت تتجادلين مع زوجك أو يتجادل شاب أو شابة مع والديهما مثلاً، هل من الضروري أن تخرج فائزاً بتمسكك برأيك؟ أم تقبل إنهاء الجدل بعدم المجادلة أصلاً، وتمنح من تحب ساعة صفا يظن أنه كان محقاً فيها خاصة إذا كانت الأمور صغيرة و تافهة لا تستحق الجدل أصلاً؟
شهدت في حياتي أمثلة لجدل يتحول لصراخ لإصرار كل طرف أن يخرج محقاً في العديد من الخناقات، بين أزواج و زوجاتهم، وبين آباء وأمهات وأبنائهم بين أصدقاء بعضهم بعضاً، وبين مدراء وموظفيهم، وبين زملاء عمل، وأكرر هنا أنا لا أتحدث عن أمور هامة بل عن الجدل على أمور صغيرة جداً، ولكن إصرار كل طرف على أن يكون هو من يضع النقطة الأخيرة يطيله إلى ساعات تنهك لا المختلفين بعضهم بعضاً إنما تنهك المحيط الذي حولهما من زملاء أو أطفال أو أخوة في ذات المنزل.
لطالما شهدت خلافات أسرية كبيرة تبدأ (بمعاياه) لدرجة أن الأبناء يضعون أيديهم على آذانهم من لحظة البداية ويخرجون من الغرفة لكثرة ما تكرر هذا المشهد أمامهم ولأنهم يعرفون سير السيناريو إلى أين يتجه، وتكون شرارة الانطلاقة ‘صرار الاثنين على أن يكونا محقين، هو يقول أنا قلت لك كذا وهي تقول أنت لم تقل كذا ويصر كل طرف على أنه هو المحق، ومثل هذا السيناريو يحدث بين أصدقاء وبين زملاء ووو.
أعزائي .. موافقة الآخر إنهاء للجدل ليس دائماً ضعفأً أو استسلاماً أو هزيمة أحياناً يكون قوة وثقة بالنفس وحكمة وطول بال ورؤية وبصيرة وذكاء، على أن لا تنتهيه بطريقة (انزين انزين) بمعنى (أنا محق ولكن بطوفها لك) فكأنك يا بوزيد ما ما غزيت، بل امنحها للآخرين بطيب نفس، تراك تكبر لا تصغر، هي كالصدقة تنهي جدلاً وتوفر طاقة وتفرح شريكاً وتسعد يومك ويومه.
ومن جديد لا أتحدث عن الكذب والنفاق والرياء أنا أتحدث عن جدال حول آراء وأذواق قابله للاختلاف.
لذلك أعيد السؤال من جديد، فكر جيداً قبل أن تجيب هل تريد أن تكون محقاً أم تريد أن تكون سعيداً؟!!
استوقفني سؤال بدا غريباً للحظات نصه التالي "قبل أن تجيب فكر للحظات هل تريد أن تكون محقاً أو تريد أن تكون سعيداً؟"
للوهلة الأولى بالتأكيد ستكون إجاباتك أريد أن أكون "محقاً" و لكن إن توقفت قليلاً وسألت نفسك، هل يتناقض الاثنان؟ أي هل هناك تناقض بين قول الحقيقة والسعادة؟
صحيح أن هذه العبارة جاءت في سياق دعابة أو نكتة ولكنها عبارة تستحق التمعن فيها لو حدثت في مواقف أخرى فهذه العبارة جاءت ضمن سؤال سألته زوجة لزوجها بعد أن قصت شعرها : ما رأيك؟ ألا أبدو أصغر بعشر سنوات؟ فظهرت هذه العبارة للزوج " قبل أن تجيب فكر للحظات هل تريد أن تكون محقاً أو تريد أن تكون سعيداً"؟!!
لاحظ أنني قلت ما تظنه حقيقة، فالحقيقة وحدها بحاجة لإثبات، وغالباً ما تظنه أنت حقاً لم تعرضه أنت للامتحان والسؤال كي يثبت أنه حقيقة، أحياناً يكون هذا رأيك أو اعتقادك، وأحياناً من تظنه حقيقة هو ذوقك وجميع تلك المرجعيات غير ثابتة، فلم تبدأ معركة لأمر لا يستحق العناء؟
لا أتحدث هنا عن أمور تتعلق بالكذب والصدق وقول الحق في أمور جدية، لا تذهبوا بعيداً، أتحدث عن أمور جدلية صغيرة تدخلنا في متاهات الجدل الذي يتحول لاختلاف في الرأي و يتحول بعدها لخلاف وقطيعة، لأنني أصر فيه أن أظهر محقاً لأفوز بجولة جدلية بالضربة القاضية، ثم بعدها يتعكر يومي ومزاجي و ربما صحبتي بقية اليوم وقد يمتد لأيام، فالجدل يستنزف طاقة من الجسم ينهكه و يتعبه وكأنه جرى أميالاً فهل هذا ما أريده؟ عليك أن تسأل نفسك هذا السؤال وأنت تتجادل مع زوجتك أو تسألينه لنفسك وأنت تتجادلين مع زوجك أو يتجادل شاب أو شابة مع والديهما مثلاً، هل من الضروري أن تخرج فائزاً بتمسكك برأيك؟ أم تقبل إنهاء الجدل بعدم المجادلة أصلاً، وتمنح من تحب ساعة صفا يظن أنه كان محقاً فيها خاصة إذا كانت الأمور صغيرة و تافهة لا تستحق الجدل أصلاً؟
شهدت في حياتي أمثلة لجدل يتحول لصراخ لإصرار كل طرف أن يخرج محقاً في العديد من الخناقات، بين أزواج و زوجاتهم، وبين آباء وأمهات وأبنائهم بين أصدقاء بعضهم بعضاً، وبين مدراء وموظفيهم، وبين زملاء عمل، وأكرر هنا أنا لا أتحدث عن أمور هامة بل عن الجدل على أمور صغيرة جداً، ولكن إصرار كل طرف على أن يكون هو من يضع النقطة الأخيرة يطيله إلى ساعات تنهك لا المختلفين بعضهم بعضاً إنما تنهك المحيط الذي حولهما من زملاء أو أطفال أو أخوة في ذات المنزل.
لطالما شهدت خلافات أسرية كبيرة تبدأ (بمعاياه) لدرجة أن الأبناء يضعون أيديهم على آذانهم من لحظة البداية ويخرجون من الغرفة لكثرة ما تكرر هذا المشهد أمامهم ولأنهم يعرفون سير السيناريو إلى أين يتجه، وتكون شرارة الانطلاقة ‘صرار الاثنين على أن يكونا محقين، هو يقول أنا قلت لك كذا وهي تقول أنت لم تقل كذا ويصر كل طرف على أنه هو المحق، ومثل هذا السيناريو يحدث بين أصدقاء وبين زملاء ووو.
أعزائي .. موافقة الآخر إنهاء للجدل ليس دائماً ضعفأً أو استسلاماً أو هزيمة أحياناً يكون قوة وثقة بالنفس وحكمة وطول بال ورؤية وبصيرة وذكاء، على أن لا تنتهيه بطريقة (انزين انزين) بمعنى (أنا محق ولكن بطوفها لك) فكأنك يا بوزيد ما ما غزيت، بل امنحها للآخرين بطيب نفس، تراك تكبر لا تصغر، هي كالصدقة تنهي جدلاً وتوفر طاقة وتفرح شريكاً وتسعد يومك ويومه.
ومن جديد لا أتحدث عن الكذب والنفاق والرياء أنا أتحدث عن جدال حول آراء وأذواق قابله للاختلاف.
لذلك أعيد السؤال من جديد، فكر جيداً قبل أن تجيب هل تريد أن تكون محقاً أم تريد أن تكون سعيداً؟!!