بداية لابد للحق أن يذكر ويؤكد عليه، وهذا معني بالتقدير والشكر المستحق للإدارة العامة للمرور على ما قامت به خلال السنوات الماضية من عمليات تطوير وتعديل لقوانين المرور، وكذلك تغليظ بعض المخالفات، خاصة مع زيادة نسبة الحوادث، والوفيات جراء تهور السائقين وتحويلهم لشوارعنا إما لحلبات تسابق، أو لشوارع بلا ضوابط.
أتذكر حملة «أعد النظر» وفي نفس الوقت أذكر بها، لأن لها فضل كبير جداً اليوم في تخفيض عدد الحوادث، وفي دفع الناس ولو بالطريقة الصعبة للالتزام بآداب وسلوكيات السياقة والقيادة، خوفاً من المخالفات التي زادت قيمتها، دون نسيان الاحترام لكل سائق أو مستخدم للطريق ملتزم بالقوانين والآداب إيماناً بها، لا خوفاً من عواقبها.
ورغم أن نسبة الحوادث قلت، ورغم أن عدد الضحايا جراء التهور على الطريق قل بكثير عما كان عليه سابقاً، إلا أننا لا نعدم حالياً، وبين فترة وأخرى من سماع نبأ أليم لحادث بشع يزهق الأرواح.
أذكر أنه كان يوم جمعة، وبعد خروجي من جزر أمواج، صادفتني للمرة الأولى نقطة تفتيش مرورية عند مدخل الجزيرة، طبعاً تفقدت حزام الأمان بصورة لا شعورية، وكان مربوطاً، وللعلم كثير منا يؤمن بأهمية حزام الأمان لكنه لا يستخدمه بل الأصح لا يتذكره إلا حينما يرى سيارة مرور، أو نقطة تفتيش. عموماً في نفس الليلة وفي مناطق متفرقة انتشرت نقاط تفتيش مرورية، كانت تتأكد من الالتزام بارتداء حزام الأمان، تسجيل السيارات وتأمينها، عدم الإخلال بضوابط «التعتيم» على الزجاج، وغيرها من إجراءات يفشل في تجاوزها من هو مخالف، بالتالي تستوجب عليه المبالغ المالية للمخالفات.
وهنا غير مقبولة إطلاقاً بعض حالات الاستياء التي يعبر عنها بعض الناس جراء مصادفتهم حملات تفتيشية مرورية، فرجال المرور يقومون بعملهم، وإن كانت نقاط التفتيش الفجائية تقلق البعض، فإن على هذا البعض الحرص دائماً على الالتزام بالضوابط، من لبس حزام الأمان والتأكد من تسجيل السيارة وتأمينها وغيرها من أمور، لو التزمت بها فإن لا أحد بإمكانه مخالفتك، والعكس صحيح.
لكن ما أزعجني جداً هو تعطل مسار السيارات على شارع الشيخ عيسى بن سلمان، مع إشارة الساعة للواحدة والنصف صباحاً، وعند الاقتراب من نقطة الازدحام تبين أنني أمام حادث بشع، فيه قرابة ثلاثة سيارات، وكان هناك جسد مسجي على الأرض، مغطى بغطاء أبيض ملطخ بالدماء. لاحقاً فجر نفس اليوم عرفت بأن آسيوياً عابراً للشارع توفي إثر اصطدام مركبة فيها شباب به، رحمه الله.
رغم الجهود المبذولة من المرور، مازلنا نعاني من تهور بعض السائقين وعدم مبالاتهم، هذا التهور الذي يمكنك أن تلحظه ببساطة حينما تقف خلف إشارة حمراء وأمامك سيارة، وحينما تتحول للون الأخضر ولا تتحرك السيارة أمامك، اعرف بأن صاحبها مشغول في «هاتفه»، وعليك أن تدق على «زمور» السيارة ليتحرك، وتصل الملاحظة لرصد سباقات صريحة على الشوارع المفتوحة بالأخص في الأوقات المتأخرة ليلاً.
لذلك حينما كتبت مرات عدة هنا بأنني مع تطبيق نظام مروري صارم، وفيه غرامات ضخمة، فإنني أشير إلى أغلى ما يملكه الإنسان، وهو حياته، إذ من غير المقبول أنه بسبب تهور متعمد ولا مبالاة مقصودة أن يفقد الناس حياتهم، أن يتيتم أبناء وترمل نساء ورجال، وتفقد أسرة معيلها أو يفقد أحد منا غالياً عليه.
في بعض الدول الغربية مخالفات المرور تكون عقوبتها مغلظة أكثر من أية عقوبات أخرى، وبعض الحالات لا يتم الاكتفاء فيها بالغرامات المالية، بل حتى بالتوقيف والسجن وسحب الرخصة.
هذه الظاهرة مهما اجتهدت إدارة المرور لضبطها وتهذيبها إلا أنها لن تتمكن من إرساء الأمن والسلامة في شوارعنا لوحدها، لابد من تنامي الوعي المجتمعي إزاء ما يحصل، لابد من تحمل المسؤولية من قبل الفرد، ويبدو أن البعض لا يرتدع حتى يقع الضرر عليه أو على قريب أو صديق له. لربما وصلنا لمرحلة لابد وأن ننتج فيها فيديوهات قصيرة تبث على التلفزيون الرسمي كل ساعة، لحوادث أليمة، ولأشخاص فقدوا آخرين جراء هذه الحوادث، نحتاج لفيديوهات تنتشر كما النار في الهشيم على وسائل التواصل الاجتماعي لتصل للناس رغماً عنهم وتجعلهم يقفون دقيقة ليستوعبوا الخطر الذي يمكن أن يتسبب به الإنسان لأخيه الإنسان بسبب الرعونة والتهور والاستهتار.
لا تحولوا شوارعنا لشوارع موت ورعب، الأجهزة المعنية لا تستطيع لوحدها ضبط العملية، الفرد بوعيه ونشره لهذا الوعي هو القادر على تأسيس مجتمع مدرك يكون على قدر المسؤولية.
أتذكر حملة «أعد النظر» وفي نفس الوقت أذكر بها، لأن لها فضل كبير جداً اليوم في تخفيض عدد الحوادث، وفي دفع الناس ولو بالطريقة الصعبة للالتزام بآداب وسلوكيات السياقة والقيادة، خوفاً من المخالفات التي زادت قيمتها، دون نسيان الاحترام لكل سائق أو مستخدم للطريق ملتزم بالقوانين والآداب إيماناً بها، لا خوفاً من عواقبها.
ورغم أن نسبة الحوادث قلت، ورغم أن عدد الضحايا جراء التهور على الطريق قل بكثير عما كان عليه سابقاً، إلا أننا لا نعدم حالياً، وبين فترة وأخرى من سماع نبأ أليم لحادث بشع يزهق الأرواح.
أذكر أنه كان يوم جمعة، وبعد خروجي من جزر أمواج، صادفتني للمرة الأولى نقطة تفتيش مرورية عند مدخل الجزيرة، طبعاً تفقدت حزام الأمان بصورة لا شعورية، وكان مربوطاً، وللعلم كثير منا يؤمن بأهمية حزام الأمان لكنه لا يستخدمه بل الأصح لا يتذكره إلا حينما يرى سيارة مرور، أو نقطة تفتيش. عموماً في نفس الليلة وفي مناطق متفرقة انتشرت نقاط تفتيش مرورية، كانت تتأكد من الالتزام بارتداء حزام الأمان، تسجيل السيارات وتأمينها، عدم الإخلال بضوابط «التعتيم» على الزجاج، وغيرها من إجراءات يفشل في تجاوزها من هو مخالف، بالتالي تستوجب عليه المبالغ المالية للمخالفات.
وهنا غير مقبولة إطلاقاً بعض حالات الاستياء التي يعبر عنها بعض الناس جراء مصادفتهم حملات تفتيشية مرورية، فرجال المرور يقومون بعملهم، وإن كانت نقاط التفتيش الفجائية تقلق البعض، فإن على هذا البعض الحرص دائماً على الالتزام بالضوابط، من لبس حزام الأمان والتأكد من تسجيل السيارة وتأمينها وغيرها من أمور، لو التزمت بها فإن لا أحد بإمكانه مخالفتك، والعكس صحيح.
لكن ما أزعجني جداً هو تعطل مسار السيارات على شارع الشيخ عيسى بن سلمان، مع إشارة الساعة للواحدة والنصف صباحاً، وعند الاقتراب من نقطة الازدحام تبين أنني أمام حادث بشع، فيه قرابة ثلاثة سيارات، وكان هناك جسد مسجي على الأرض، مغطى بغطاء أبيض ملطخ بالدماء. لاحقاً فجر نفس اليوم عرفت بأن آسيوياً عابراً للشارع توفي إثر اصطدام مركبة فيها شباب به، رحمه الله.
رغم الجهود المبذولة من المرور، مازلنا نعاني من تهور بعض السائقين وعدم مبالاتهم، هذا التهور الذي يمكنك أن تلحظه ببساطة حينما تقف خلف إشارة حمراء وأمامك سيارة، وحينما تتحول للون الأخضر ولا تتحرك السيارة أمامك، اعرف بأن صاحبها مشغول في «هاتفه»، وعليك أن تدق على «زمور» السيارة ليتحرك، وتصل الملاحظة لرصد سباقات صريحة على الشوارع المفتوحة بالأخص في الأوقات المتأخرة ليلاً.
لذلك حينما كتبت مرات عدة هنا بأنني مع تطبيق نظام مروري صارم، وفيه غرامات ضخمة، فإنني أشير إلى أغلى ما يملكه الإنسان، وهو حياته، إذ من غير المقبول أنه بسبب تهور متعمد ولا مبالاة مقصودة أن يفقد الناس حياتهم، أن يتيتم أبناء وترمل نساء ورجال، وتفقد أسرة معيلها أو يفقد أحد منا غالياً عليه.
في بعض الدول الغربية مخالفات المرور تكون عقوبتها مغلظة أكثر من أية عقوبات أخرى، وبعض الحالات لا يتم الاكتفاء فيها بالغرامات المالية، بل حتى بالتوقيف والسجن وسحب الرخصة.
هذه الظاهرة مهما اجتهدت إدارة المرور لضبطها وتهذيبها إلا أنها لن تتمكن من إرساء الأمن والسلامة في شوارعنا لوحدها، لابد من تنامي الوعي المجتمعي إزاء ما يحصل، لابد من تحمل المسؤولية من قبل الفرد، ويبدو أن البعض لا يرتدع حتى يقع الضرر عليه أو على قريب أو صديق له. لربما وصلنا لمرحلة لابد وأن ننتج فيها فيديوهات قصيرة تبث على التلفزيون الرسمي كل ساعة، لحوادث أليمة، ولأشخاص فقدوا آخرين جراء هذه الحوادث، نحتاج لفيديوهات تنتشر كما النار في الهشيم على وسائل التواصل الاجتماعي لتصل للناس رغماً عنهم وتجعلهم يقفون دقيقة ليستوعبوا الخطر الذي يمكن أن يتسبب به الإنسان لأخيه الإنسان بسبب الرعونة والتهور والاستهتار.
لا تحولوا شوارعنا لشوارع موت ورعب، الأجهزة المعنية لا تستطيع لوحدها ضبط العملية، الفرد بوعيه ونشره لهذا الوعي هو القادر على تأسيس مجتمع مدرك يكون على قدر المسؤولية.