ويعد اعتماد الامم المتحدة إنجازاً دولياً جديداً يضاف إلى إنجازات سمو رئيس الوزراء ويعكس ما يحظى به سموه من مكانة وتقدير عالمي.
ويأتي الإعلان ليؤكد ما تحظى به شخصية صاحب السمو الملكي رئيس الوزراء من ثقل ومكانة دولية، تقديراً لمبادرات وجهود سموه الداعمة لإرساء السلام العالمي، وتعزيز التكاتف والتعاون الدولي للمضي قدما في جهود التنمية المسـتدامة.
ويشكل اعتماد مشروع القرار تقديراً دولياً لما توليه البحرين بقيادة حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى، من حرص على أن يكون لها دور فاعل وإسهام واضح في كل جهد دولي غايته تقدم البشرية وتحقيق الأمن الدائم والسلام المستقر والتنمية المستدامة في مختلف أنحاء العالم.
وقالت منظمة الأمم المتحدة، في ديباجة القرار الصادر عن الجمعية العامة ضمن أعمال الدورة الثالثة والسبعين التي عقدت في يوليو الحالي، إن اعتماد الخامس من أبريل يوماً دولياً للضمير وسيلة لتعبئة جهود المجتمع الدولي بانتظام لتعزيز السلام والتسامح والإدماج والتفاهم والتضامن من أجل بناء عالم مستدام قوامه السلام والتضامن والوئام.
ودعت المنظمة جميع الدول الأعضاء ومؤسسات منظومة الأمم المتحدة وغيرها من المنظمات الدولية والإقليمية والقطاع الخاص والمجتمع المدني والأفراد إلى الاحتفال بهذا اليوم على النحو المناسب، بما يدعم بناء ثقافة السلام بمحبة وضمير وفقاً للثقافة السائدة في مجتمعاتها المحلية والإقليمية.
وحثت الأمم المتحدة جميع الدول الأعضاء إلى مواصلة تعزيز ثقافة السلام بمحبة وضمير من أجل المساعدة على ضمان تحقيق السلام والتنمية المستدامة، بطرق تشمل العمل مع المجتمعات المحلية، من خلال تقديم الخدمات للآخرين والتشجيع على العفو والتراحم بين الأفراد.
وجاءت رعاية صاحب السمو الملكي رئيس الوزراء لتدشين اليوم العالمي للضمير في مقر الأمم المتحدة بفيينا خلال أبريل 2019، كأول مبادرة من نوعها للتعاون العالمي لتعزيز ثقافة السلام والحب والضمير، حين أطلق اتحاد السلام والمحبة العالمي (فوبال) بالتعاون مع البعثة الدائمة للبحرين بفيينا (اليوم الدولي للضمير) في احتفالية حضرها حشد كبير من الشخصيات السياسية والدبلوماسية والاجتماعية في فيينا. بهدف تشجيع الحكومات والمنظمات على الاحتفال باليوم العالمي للضمير وسيلة لتحفيز المجتمع الدولي على حل النزاعات بطريقة سلمية.
ووجه سمو رئيس الوزراء حينها رسالة يمكن اعتبارها الوثيقة الأولى على مستوى العالم للضمير العالمي، حيث شدد فيها سموه على جملة من المبادئ التي تم ترجمتها في قرار الأمم المتحدة الخاص باعتماد الخامس من أبريل يوماً دولياً للضمير. وعكست رسالة سموه رؤية متكاملة تدعو إلى تكاتف جهود المجتمع الدولي وتفعيل دور الضمير العالمي في تحقيق الأمن والسلام والاستقرار في مختلف ربوع العالم.
وأكد سموه في رسالته أن "هذا اليوم يعد مناسبة للتأكيد على ضرورة أن تتحد إرادة المجتمع الدولي لإنهاء المعاناة التي يعيشها ملايين البشر في العديد من مناطق العالم، وأن تتواصل الجهود لصيانة الحق في الحياة الآمنة والمستقرة، واستدامة التنمية التي تعزز من رفاه الإنسان".
واعتبر سموه في الرسالة أن الاحتفال بهذا اليوم "يعكس وجود إرادة قوية لدى شعوب العالم بأن يكون الضمير العالمي أحد المرتكزات الأساسية التي يتم على أساسها دفع مسيرة العمل الجماعي الدولي من أجل عالم أكثر أمناً وسلاماً واستقراراً".
وقال سموه " إن الضمير العالمي يجب أن يكون أكثر ايجابية وتحركاً في مواجهة كل الأسباب التي تؤدي إلى زعزعة الأمن والاستقرار العالمي".
وشدد سموه على "أهمية التمسك بالطرق السلمية في حل المشكلات والنزاعات الدولية، بما يضمن ازالة أسباب التوتر التي تعيق جهود التنمية في العالم، وأن يعمل المجتمع الدولي وفق سياسات متكاملة وأكثر إنجازاً في مواجهة ما تعانيه بعض دول العالم من مشكلات، وفي مقدمتها الفقر والعوز والمرض".
وأضاف سموه "إننا نؤمن بأهمية تحرك المجتمع الدولي من أجل وضع رؤية شاملة لمعالجة التحديات الأمنية والسياسية والاقتصادية، فالنهوض بأوضاع الإنسانية يبدأ بإحلال السلام، وتوفير مسببات الأمن والاستقرار لكل الدول، وعلينا كمجتمع دولي أن نأخذ بأيدي بعضنا البعض للعيش في السلام والأمان الذي ننشده".
وجاءت رسالة سموه محددة لملامح رؤية شاملة بشأن السلام العالمي، وهي رؤية تدعو وتحترم التقارب والتواصل كأحد الركائز الأساسية لنماء العالم وتقدمه، وتنطلق من محور أساسي، هو أن السلام والأمن والاستقرار قيم إنسانية نبيلة تستحق العمل من أجلها ويجب أن تسود وتترسخ من أجل رخاء البشرية وتطورها.
نهج رئيس الوزراء ورؤيته
وعند التمعن في القيم الرفيعة التي تضمنتها رسالة صاحب السمو الملكي رئيس الوزراء، يمكن استخلاص نهج سموه ورؤيته لعالم أكثر أماناً ونماءً، ومنها:
أولاً: التأكيد على التلازم بين توافر الأمن واستباب السلام من ناحية وتحقيق التنمية التي تتطلع إليها شعوب العالم من ناحية أخرى، وهو ما يتطلب أن تركز منظومة العمل الجماعي على إرساء أسس هذا السلام وضمان استمرارتيه من خلال استشراف أسباب الصراعات والعمل على معالجتها كنقطة انطلاق نحو إرساء السلام والاستقرار.
ثانياً: التأكيد على أن الوسائل السلمية هي السبيل الأمثل للتعامل مع المشكلات والنزاعات الدولية، فالحروب والصراعات تؤدي إلى انتشار الخراب والفوضى والدمار الذي يعرقل جهود الدول في مجال التنمية ويعيدها سنوات إلى الوراء.
ثالثاً: التشديد على أهمية أن تتركز جهود المجتمع الدولي على تحقيق كل ما يدعم التقارب بين الشعوب على أسس تقوم على الاحترام المتبادل والوصول إلى تفاهمات وشراكات تدعم الجهود المبذولة في مواجهة ما تعانيه بعض دول العالم من مشكلات الفقر والعوز والمرض.
رابعاً: دعوة المجتمع الدولي إلى تحمل مسؤوليته الإنسانية في مواجهة الأوضاع المأسوية التي تعيشها العديد من الشعوب جراء الصراعات ونقص الغذاء والجفاف والأوبئة وغيرها باعتبارها أوضاعاً يجب أن تؤرق الضمير الانساني وتعزز من إرادته على التصدي لها وعلاجها بشكل جذري.
وارتكز صاحب السمو الملكي رئيس الوزراء حين أعلن مبادرته للاحتفاء بـ"يوم الضمير العالمي "، تحولت إلى مبادرة رائدة باسم البحرين، على جملة من المقومات الأساسية التي تتسق والنهج القيمي الذي يتبناه ويؤمن به ويحض عليه دائماً في توفير الأسباب الملائمة لعالم يخلو من التوتر والصراعات من أجل أجواء تعزز قدرة الشعوب على تحقيق التنمية بمختلف أبعادها. وتمكن سموه من الانتقال بمفهوم "الضمير العالمي" إلى تكوين استراتيجية كاملة الأركان تحدد معالم طريق لتعزيز التعاون بين مختلف الأطراف في المجتمع الدولي للنهوض بواجباتهم تجاه تعزيز السلام والاستقرار العالمي.
إن الترحيب الأممي والصدى الإيجابي الذي لقيته مبادرة سمو رئيس الوزراء، تأكيد على أن سموه كان مدركاً لأهمية الضمير العالمي كأحد المرتكزات التي يجب تفعيلها إذا ما أراد العالم أن يعيش في سلام وأمن واستقرار. ولم يكن ذلك الإدراك وليد اللحظة، بل يقوم على أساس متين من الاحترام الإقليمي والدولي الذي يحظى به سموه تقديراً لعطاءاته وإنجازاته في بناء البحرين ونهضتها ولمواقف سموه العديدة الداعمة لكل ما يحقق السلام والتعايش في مختلف بقاع العالم.