عبر ممثل بطريركية أنطاكية وسائر المشرق للروم الأرثوذكس لدى بطريركية موسكو وعموم روسيا نيافة المطران نيفون الصيقلي عن حبه الشديد لجلالة الملك المفدى كونه راعياً للسلام والتسامح بين الأديان، معرباً عن أمله في لقاء جلالته الذي ذاع صيت كرمه في رعاية ودعم دور العبادة وهباته السخية لمختلف المعابد والكنائس والمساجد.

وأعرب المطران الصيقلي عن تقديره عالياً لما تبذله البحرين من جهود ومساع استثنائية لضمان حرية التعبد وحوار الحضارات والأديان على أرضية ملؤها التسامح والتعايش السلمي، مؤكداً أن المملكة جسر مميز للتواصل بين الشرق والغرب، نظراً لسياساتها المعتدلة ولأنها مهد الحضارات والأديان.

والتقى رئيس مجلس أمناء مركز الملك الحمد للتعايش السلمي الدكتور الشيخ خالد بن خليفة آل خليفة في العاصمة الروسية موسكو نيافة المطران نيفون الصيقلي. واستعرض الجانبان فرص توطيد التعاون وتبادل الخبرات والتجارب في مجال التعايش السلمي وحوار الأديان.

وتطرق اللقاء إلى بحث الفرص المتاحة لتقوية التنسيق الثنائي في الموضوعات ذات الاهتمام المشترك، وكيفية الاستفادة من تعميم التجربة البحرينية الرائدة في مجال التسامح والتعايش السلمي بين مختلف أطياف المجتمع ودور العبادة على اختلاف معتقداتها ومذاهبها.

وأعرب الدكتور الشيخ خالد بن خليفة عن تقديره وامتنانه لنيافة المطران على حسن ترحيبه وضيافته لوفد مركز الملك حمد للتعايش السلمي، مؤكداً أن تسييس المجتمعات لا يزال سبب ولادة كل التحديات التي تواجهها شعوب المنطقة والعالم.

وأوضح الشيخ خالد أن "البحرين كانت ومازالت وستبقى ضد استغلال الدين والمذهب لخلق الأزمات بين الشعوب والدول، وهذا الفكر لم يكن وليد اللحظة، بل واقع ملموس نعيشه منذ مئات بل آلاف السنين على مر مختلف الحضارات"، مشدداً على أن البحرين "تتمتع بتاريخ عريق من التعايش السلمي، ما يجعلها نموذجاً عالمياً، توج بالفكر المستنير لحضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى، الذي جاء ليواصل نهج آبائه وأجداده".

وبين الشيخ خالد أن مركز الملك حمد للتعايش السلمي يرتكز في أهدافه وأنشطته على وثيقة عالمية كتبها جلالة الملك المفدى هي "إعلان مملكة البحرين"، التي تدعو الى التمسك بالدين المبني على الإيمان والأخلاق وحب الوطن وقبول الآخر، وهو جوهر كافة الأديان.

وأضاف الشيخ خالد "على عكس ما يعتقده البعض بأن الدين يتسبب في التفرقة والشقاق، فإننا في مركز الملك حمد للتعايش السلمي وضمن رؤية جلالة الملك المفدى نؤيد أن التمسك بالدين الصحيح واتباع جوهر الرسالات المختلفة يحملنا إلى عالم من التسامح والمحبة والولاء للأوطان والإنسانية مهما اختلفت طرق العبادات وأساليب ممارساتها".

فيما قال نيافة المطران الصيقلي "خلال زيارتي الأخيرة للبحرين بمناسبة الاحتفال بمرور 200 عاماً على إنشاء المعبد الهندوسي في المنامة، رأينا على أرض الواقع مدى التعايش السلمي بين كافة الأديان على أرض مباركة، مع وجود كافة الكنائس من مختلف أطياف الديانات المسيحية، والأجمل من ذلك أن بعضها قديم العهد يزيد على 100 عام".

وأكد المطران أن "ريادة جلالة الملك المفدى في تحقيق التقارب بين الحضارات والأديان وفق رؤية جلالته يجب أن يتم تعميمه عالمياً، لأنه يعكس جوهر الأديان ويخلق نسيجاً مجتمعياً قوياً ويبث روح المحبة"، داعياً الى تكثيف اللقاءات التي تفتح باب النقاش والتقارب وتخلق أفكاراً جديدة لتنفيذ تلك الرؤية الملكية الحميدة.

وأقام المطران مأدبة غداء على شرف الدكتور الشيخ خالد بن خليفة آل خليفة والوفد المرافق.

وحضر اللقاء عدد من ممثلي السلك الدبلوماسي في العاصمة الروسية موسكو وكبار الشخصيات والرموز الدينية من ضيوف نيافة المطران.