قبل نحو أقل من أسبوعين تم تكريم معالي الشيخة مي بنت محمد آل خليفة رئيسة هيئة البحرين للثقافة والآثار بجائزة «شخصية التراث العربي» خلال افتتاح «منتدى السياحة والتراث العربي الذي نظمه المركز ضمن فعاليات مهرجان صلالة السياحي بسلطة عمان، وذلك من طرف المركز العربي للإعلام السياحي.

لم يكن هذا التكريم مفاجأة بعيدة أو بالأمر الغريب على سيدة الثقافة في البحرين الشيخة مي بنت محمد آل خليفة. بل الغريب أن لا تكرم هذه المرأة المشحونة بالإنجاز والحيوية والعطاء. بل أن تكريمها له تاريخ عميق بعمق عطائها، فهي أول من حاز على جائزة «كولبير» للإبداع والتراث في عام 2010. كما كرمتها مؤسسة الفكر العربي بجائزة الإبداع الاجتماعي نظير قيادتها المتميزة للعديد من المبادرات الثقافية والسياحية السنوية مثل مهرجان ربيع الثقافة ومهرجان صيف البحرين. كما وحصلت الشيخة مي عبر مسيرتها الحافلة على العديد من الأوسمة والجوائز منها جائزة المرأة العربية السنوية لعام 2015، وجائزة «ووتش أوارد» من الصندوق العالمي للآثار، وعدد من الأوسمة من فرنسا والمملكة المغربية وإيطاليا ومملكة البحرين، كما أعلنتها منظمة السياحة العالمية سفيراً خاصاً للسياحة المستدامة من أجل التنمية بين عامي 2017 و2019.

ولن نبالغ إذا أكدنا من خلال قربنا العملي من الشيخة مي بنت محمد آل خليفة بأنها تستحق أن تنال كل هذه الجوائز على المستوى العالمي وليس على الصعيد العربي فقط، لأن ما قامت به من أعمال وإنجازات ومنجزات كبيرة للغاية تستحق أن تنال مثل هذه الحفاوة والتكريم الذي شهد به القاصي قبل الداني.

المرأة التي استطاعت أن تضع البحرين على الخارطة الثقافية والتراثية الدولية تستحق كل الحب والاحترام، لأنها انتصرت للوطن كما انتصرت للمرأة البحرينية وللثقافة البحرينية والتراث البحريني وللإنسان البحريني عموماً. فحصولها على جائزة «شخصية التراث العربي» هي حالة طبيعية بسبب عملها وجهودها واجتهادها وتضحياتها المستمرة بأن تكون البحرين في مقدمة الدول العالمية على صعيد التراث والثقافة.

نحن -كما غيرنا- نبارك لمعالي الشيخة مي بنت محمد آل خليفة حصولها على هذه الجائزة كما نبارك لكل امرأة بحرينية هذا الإنجاز والانتصار لقيم الحب والتسامح والتعايش. فتكريم رئيسة هيئة البحرين للثقافة والآثار بجائزة «شخصية التراث العربي» هو تكريم لكل بحريني ولكل بحرينية، إذ إن كل الجهود التي بذلتها معاليها لم تذهب مع الريح، بل بقيت على أرض الواقع قوية وشامخة وممتدة، ومازالت تصدح بكلماتها في كل محفل من محافل الثقافة إذ تبين حرصها الشديد على أن تكون البحرين أولاً، فكان لها ما تريد.