دبي - (العربية نت): أظهرت الرسائل التي عثرت في مقر أسامة بن لادن بعد مقتله على أيدي القوات الأمريكية في مخبأة في باكستان عام 2011 أنه كان يعد نجله حمزة لتولي المسؤولية من بعده مما أوقع تنظيم "القاعدة" في مأزق بعدما تم الإعلان بشكل مفاجئ عن مقتل حمزة بن لادن في ظروف غامضة.
وكشفت الرسائل بين أسامة بن لادن ونجله حمزة قبل السنوات التي سبقت مقتل الوالد خلف جدران مجمعه السكني في باكستان قلقاً على ابنه حمزة الذي كان يعيش على بعد آلاف الأميال.
كان أسامة بن لادن يكتب الخطاب تلو الآخر ليصف لابنه حمزة، البالغ من العمر آنذاك 23 عاماً، المنهج الذي يتعين عليه اتباعه وما يجب عليه دراسته والصفات التي يجب أن يتحلى بها وإجراءات السلامة التي يجب عليه اتباعها. وعندما كان حمزة في سن الـ13، نصحه الأب في أحد الخطابات، عندما رأى والده للمرة الأخيرة، بعدم مغادرة منزله.
وفي خطاب آخر، ناقش أسامة ما إذا كان ابنه الشاب سينضم إليه في باكستان أم لا، ونصحه بالسفر في يوم غائم، حيث سيكون من الصعب على طائرة "درون" تعقبه. ابتكر أسامة بروتوكولاً أمنياً معقداً، حيث دعا الابن إلى تبديل السيارات داخل النفق لخداع المراقبة التي تجري من الجو.
لم تكن الرعاية التي أظهرها أسامة مجرد رعاية أب لابنه، لكن يبدو أنها كانت محاولة من قبل الإرهابي الأخطر والمطلوب رقم واحد في العالم لتأمين إرثه.
وفي تقرير لصحيفة "الشرق الأوسط" يعتقد المحللون، أنه منذ عام 2010 على الأقل كان تنظيم "القاعدة" يعد سراً حمزة بن لادن لتولي زعامة التنظيم، وهي الخطوة التي يبدو أنها قد أحبطت الآن. وفق مسؤولين أميركيين ثلاثة، فقد قُتل حمزة بن لادن خلال أول عامين من إدارة الرئيس ترامب.
حال جرى تأكيد ذلك، فإن وفاته تمثل ضربة أخرى لتنظيم "القاعدة" الذي ضعفت صفوفه نتيجة لهجمات أميركية لا هوادة فيها، وكذلك بروز تنظيم "داعش" الإرهابي. سعى التنظيم الإرهابي الأقدم لاستقطاب جيل شاب من المجندين الذين أغراهم تنظيم "داعش" بمقاطع الفيديو التي التقطت بواسطة طائرات "درون"، فيما كان تنظيم "القاعدة" لا يزال يقدم محاضرات تستمر ساعة كاملة عن طريق قادة كبار السن يجلسون أمام كاميرات الفيديو.
وكان من المفترض أن يقدم حمزة بن لادن حلولاً لعدد من أكثر قضايا الإدارة إلحاحاً في تنظيم "القاعدة"، ولم يكن عمره قد تجاوز 30 عاماً وكان أصغر من أيمن الظواهري، زعيم المجموعة الحالي في تنظيم القاعدة، بـ4 عقود تقريباً، وعمل "داعش" على تشويه صورته بوصفه زعيماً من الطراز القديم النظري.
ولأنه يحمل الاسم الأكثر شهرة في عالم الإرهاب، فإن حمزة كان قادراً على الاستناد إلى تفاني المتطرفين في جميع أنحاء العالم لأبيه. ولهذه الأسباب، كان تنظيم "القاعدة" يأمل أن يلعب حمزة بن لادن دور موحد الصفوف؛ ليس فقط لمنتسبي "القاعدة" بل أيضاً للمجندين الذين فقدهم "داعش" والذين يقف كثير منهم عند مفترق طرق بعد خسارة تنظيم "داعش" الأراضي في العراق وسوريا. وبحسب علي صوفان، الخبير السابق في محاربة الإرهاب الذي كان حذراً لأنه من غير المعتاد ألا يعلن "القاعدة" موته، "إذا كان صحيحاً أن حمزة مات، فإن القاعدة قد فقد مستقبله لأن حمزة كان يمثل مستقبل القاعدة".
وقال صوفان، مؤلف ملف السيرة الذاتية لحمزة بن لادن: "لقد كان مستعداً لقيادة التنظيم، ومن الواضح في تصريحاته أن تركيزه كان منصباً على إحياء رسالة والده الذي اعتبره زعيم القاعدة المنتظر".
لكن ملابسات مقتل الابن الشاب، شأن معظم فترات حياته، تظل غامضة، حيث لا تعلم حكومة الولايات المتحدة بالضبط كيف مات.
وبوفق مسؤولين أمريكيين حاليين وسابقين تحدثوا شريطة عدم الكشف عن هويتهم، فقد استهدفت غارة جوية أمريكية في منطقة بين أفغانستان وباكستان في مايو أو يونيو 2017، حمزة، لكنها قتلت ابنه، وأن حمزة بن لادن ربما أصيب في الغارة.
وأفاد مسؤول أمريكي ثالث بأن حمزة قتل في ديسمبر 2017 بعد إصابته في غارة جوية.
وبحلول فبراير، عندما وضعت وزارة الخارجية مكافأة قدرها مليون دولار للحصول على معلومات حول مكان وجوده، اعتقد مسؤولو الاستخبارات أنه قد مات. ويثق المسؤولون الأمريكيون بدرجة كبيرة في أنه قد مات حتى لو بقيت الملابسات الدقيقة لوفاته غير معلومة.
ولم يصدر عن تنظيم "القاعدة" أي تأكيد لمقتل حمزة، رغم أنه عادة ما يعلن مثل تلك الأنباء بعد أن يضيف اسم "شهيد" قبل اسم القتيل، ولم يصدر عنه نفي كذلك. وقال أحد المسؤولين الأمريكيين إن تنظيم "القاعدة" أبقى نبأ مقتله سراً خشية أن يضر ذلك بعمليات جمع الأموال.
وكان من المعتقد أن بن لادن كان يعيش على امتداد الحدود الأفغانية - الباكستانية، ولم يَرد سوى بعض الشهادات الغامضة عن رؤيته.
وقال محمد إسماعيل حاكم منطقة وانت ويغال، وهي منطقة جبلية في شرق أفغانستان بالقرب من الحدود الباكستانية: "أظهرت تقارير استخباراتنا أن حمزة كان هنا، لكننا لم نكن على يقين من ذلك، قد يقول البعض إنه باكستاني والبعض الآخر يقول إنه عربي".
وتشير الرسائل الواردة من أبيه، التي عثر عليها فريق البحرية الأمريكية الذي قتل بن لادن الأب ورفع السرية عنها لاحقاً، إلى أنه كان يعيش في إيران لعدة سنوات، بما في ذلك الفترة بين عامي 2009 و2010. وقال صوفان إن حمزة كان سجيناً في معسكر للجيش.
وتعهد بعد مقتل والده في أبوت آباد الباكستانية عام 2011 بالانتقام، ودعا إلى شن هجمات على العواصم الغربية، وحذر الأمريكيين من أنهم "سيستهدفون في الولايات المتحدة وخارجها"، وفقاً لوزارة الخارجية الأمريكية.
وفي تسجيلات صوتية صدرت عن تنظيم القاعدة بداية من عام 2015، دعا حمزة إلى الإرهاب، وحث الجماعات المتشددة على التوحد لتحرير الفلسطينيين. في أحدها، نصح حمزة الجهاديين المحتملين بأن "يسيروا على خطى الساعين إلى الشهادة"، وفقاً للتحليل الذي أجرته مجلة "لونغ وور جورنال" وهي مطبوعة تصدر عن "مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات" السياسية ومقرها واشنطن.
وكشفت الرسائل بين أسامة بن لادن ونجله حمزة قبل السنوات التي سبقت مقتل الوالد خلف جدران مجمعه السكني في باكستان قلقاً على ابنه حمزة الذي كان يعيش على بعد آلاف الأميال.
كان أسامة بن لادن يكتب الخطاب تلو الآخر ليصف لابنه حمزة، البالغ من العمر آنذاك 23 عاماً، المنهج الذي يتعين عليه اتباعه وما يجب عليه دراسته والصفات التي يجب أن يتحلى بها وإجراءات السلامة التي يجب عليه اتباعها. وعندما كان حمزة في سن الـ13، نصحه الأب في أحد الخطابات، عندما رأى والده للمرة الأخيرة، بعدم مغادرة منزله.
وفي خطاب آخر، ناقش أسامة ما إذا كان ابنه الشاب سينضم إليه في باكستان أم لا، ونصحه بالسفر في يوم غائم، حيث سيكون من الصعب على طائرة "درون" تعقبه. ابتكر أسامة بروتوكولاً أمنياً معقداً، حيث دعا الابن إلى تبديل السيارات داخل النفق لخداع المراقبة التي تجري من الجو.
لم تكن الرعاية التي أظهرها أسامة مجرد رعاية أب لابنه، لكن يبدو أنها كانت محاولة من قبل الإرهابي الأخطر والمطلوب رقم واحد في العالم لتأمين إرثه.
وفي تقرير لصحيفة "الشرق الأوسط" يعتقد المحللون، أنه منذ عام 2010 على الأقل كان تنظيم "القاعدة" يعد سراً حمزة بن لادن لتولي زعامة التنظيم، وهي الخطوة التي يبدو أنها قد أحبطت الآن. وفق مسؤولين أميركيين ثلاثة، فقد قُتل حمزة بن لادن خلال أول عامين من إدارة الرئيس ترامب.
حال جرى تأكيد ذلك، فإن وفاته تمثل ضربة أخرى لتنظيم "القاعدة" الذي ضعفت صفوفه نتيجة لهجمات أميركية لا هوادة فيها، وكذلك بروز تنظيم "داعش" الإرهابي. سعى التنظيم الإرهابي الأقدم لاستقطاب جيل شاب من المجندين الذين أغراهم تنظيم "داعش" بمقاطع الفيديو التي التقطت بواسطة طائرات "درون"، فيما كان تنظيم "القاعدة" لا يزال يقدم محاضرات تستمر ساعة كاملة عن طريق قادة كبار السن يجلسون أمام كاميرات الفيديو.
وكان من المفترض أن يقدم حمزة بن لادن حلولاً لعدد من أكثر قضايا الإدارة إلحاحاً في تنظيم "القاعدة"، ولم يكن عمره قد تجاوز 30 عاماً وكان أصغر من أيمن الظواهري، زعيم المجموعة الحالي في تنظيم القاعدة، بـ4 عقود تقريباً، وعمل "داعش" على تشويه صورته بوصفه زعيماً من الطراز القديم النظري.
ولأنه يحمل الاسم الأكثر شهرة في عالم الإرهاب، فإن حمزة كان قادراً على الاستناد إلى تفاني المتطرفين في جميع أنحاء العالم لأبيه. ولهذه الأسباب، كان تنظيم "القاعدة" يأمل أن يلعب حمزة بن لادن دور موحد الصفوف؛ ليس فقط لمنتسبي "القاعدة" بل أيضاً للمجندين الذين فقدهم "داعش" والذين يقف كثير منهم عند مفترق طرق بعد خسارة تنظيم "داعش" الأراضي في العراق وسوريا. وبحسب علي صوفان، الخبير السابق في محاربة الإرهاب الذي كان حذراً لأنه من غير المعتاد ألا يعلن "القاعدة" موته، "إذا كان صحيحاً أن حمزة مات، فإن القاعدة قد فقد مستقبله لأن حمزة كان يمثل مستقبل القاعدة".
وقال صوفان، مؤلف ملف السيرة الذاتية لحمزة بن لادن: "لقد كان مستعداً لقيادة التنظيم، ومن الواضح في تصريحاته أن تركيزه كان منصباً على إحياء رسالة والده الذي اعتبره زعيم القاعدة المنتظر".
لكن ملابسات مقتل الابن الشاب، شأن معظم فترات حياته، تظل غامضة، حيث لا تعلم حكومة الولايات المتحدة بالضبط كيف مات.
وبوفق مسؤولين أمريكيين حاليين وسابقين تحدثوا شريطة عدم الكشف عن هويتهم، فقد استهدفت غارة جوية أمريكية في منطقة بين أفغانستان وباكستان في مايو أو يونيو 2017، حمزة، لكنها قتلت ابنه، وأن حمزة بن لادن ربما أصيب في الغارة.
وأفاد مسؤول أمريكي ثالث بأن حمزة قتل في ديسمبر 2017 بعد إصابته في غارة جوية.
وبحلول فبراير، عندما وضعت وزارة الخارجية مكافأة قدرها مليون دولار للحصول على معلومات حول مكان وجوده، اعتقد مسؤولو الاستخبارات أنه قد مات. ويثق المسؤولون الأمريكيون بدرجة كبيرة في أنه قد مات حتى لو بقيت الملابسات الدقيقة لوفاته غير معلومة.
ولم يصدر عن تنظيم "القاعدة" أي تأكيد لمقتل حمزة، رغم أنه عادة ما يعلن مثل تلك الأنباء بعد أن يضيف اسم "شهيد" قبل اسم القتيل، ولم يصدر عنه نفي كذلك. وقال أحد المسؤولين الأمريكيين إن تنظيم "القاعدة" أبقى نبأ مقتله سراً خشية أن يضر ذلك بعمليات جمع الأموال.
وكان من المعتقد أن بن لادن كان يعيش على امتداد الحدود الأفغانية - الباكستانية، ولم يَرد سوى بعض الشهادات الغامضة عن رؤيته.
وقال محمد إسماعيل حاكم منطقة وانت ويغال، وهي منطقة جبلية في شرق أفغانستان بالقرب من الحدود الباكستانية: "أظهرت تقارير استخباراتنا أن حمزة كان هنا، لكننا لم نكن على يقين من ذلك، قد يقول البعض إنه باكستاني والبعض الآخر يقول إنه عربي".
وتشير الرسائل الواردة من أبيه، التي عثر عليها فريق البحرية الأمريكية الذي قتل بن لادن الأب ورفع السرية عنها لاحقاً، إلى أنه كان يعيش في إيران لعدة سنوات، بما في ذلك الفترة بين عامي 2009 و2010. وقال صوفان إن حمزة كان سجيناً في معسكر للجيش.
وتعهد بعد مقتل والده في أبوت آباد الباكستانية عام 2011 بالانتقام، ودعا إلى شن هجمات على العواصم الغربية، وحذر الأمريكيين من أنهم "سيستهدفون في الولايات المتحدة وخارجها"، وفقاً لوزارة الخارجية الأمريكية.
وفي تسجيلات صوتية صدرت عن تنظيم القاعدة بداية من عام 2015، دعا حمزة إلى الإرهاب، وحث الجماعات المتشددة على التوحد لتحرير الفلسطينيين. في أحدها، نصح حمزة الجهاديين المحتملين بأن "يسيروا على خطى الساعين إلى الشهادة"، وفقاً للتحليل الذي أجرته مجلة "لونغ وور جورنال" وهي مطبوعة تصدر عن "مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات" السياسية ومقرها واشنطن.