دانة الكويتية هو الاسم الذي كنا ننادي به زميلتنا دانة التي التحقت بنا في الصف مؤخراً.
استغربت عندما رأيتها تدخل الفصل الدراسي، وأذكر أن المُدرسة آنذاك عرفتها على أنها طالبة جديدة من دولة الكويت الشقيقة وستمضي معنا هذا الفصل الدراسي ريثما ترجع لبلدها الكويت بإذن الله.
كانت نبرة المُعلمة مشحونة بالألم والأسى وهي تقدم لنا الطالبة الكويتية الجديدة.
وأوصتنا المعلمة أن نهتم اهتماماً خاصاً بدانة الكويتية وأن نتابع معها الدروس الفائتة لكي تلحق بما تبقى من مواد دراسية.
وما أن صاح جرس الحصة معلناً عن بدئ الفسحة إلا قمت من مقعدي متجهة إلى دانة الكويتية. عرفتها بنفسي وعرضت عليها أن أكون صديقتها وأتكفل بتدريسها ما فاتها من حصص دراسية. وأن أعرفها بمرافق مدرستنا المتواضعة.
كنت حينها أصغر من فهم معنى الحرب. جل ما أشعر به خوف شديد يطوف بسائر جسدي إذا ما صاحت صفارة الإنذار. لابدأ جولة من البكاء المستمر المصاحب لسؤال لطالما كررته على والدتي حفظها الله مع كل إطلاق لصفارة الإنذار التي كانت تتكرر كثيراً «هل سنموت يا أمي»، هل ستسحقنا صواريخ سكود؟؟ هل سنموت خنقاً بالكيماوي؟؟؟ لترفع أمي يدها إلى السماء مرددة «حسبي الله عليك يا صدام.. عسى الله يرجع كويت لنا.. ويحفظ خليجنا من كل سوء ومكروه».
كنت أصغر من استيعاب كلمة «الشرعية»، كل ما يسكن مخيلتي من ذاكرة حرب الخليج صوت لصفارة الإنذار وقناع للكيماوي الذي يهددنا صدام آنذاك باستخدامه. وأذكر بأننا كنا نملك قناعاً واحداً فقط على الرغم من أن عددنا 6 أشخاص. وكنت أفكر كيف سننجو جميعاً ونحن نملك قناعاً واحداً فقط!! وأذكر الأمور الاحترازية التي كنا نقوم بها أثناء إطلاق صفارة الإنذار.. من وضع مناشف مبللة بالماء أسفل الأبواب وتغطية النوافذ بالأكياس البلاستيكية السوداء.. والاحتفاظ بفائض من الطعام والماء.
لا أتذكر بصراحة كيف كنا نداوم في المدرسة على الرغم من كل تلك الاحترازات؟!! لعدم تميزي للوقت آنذاك ولكني أذكر ملامح دانة الكويتية الملائكية جيداً ومازلت أملك صورة لها في حفل التكريم في المدرسة.
كانت دانة الكويتية حزينة منكسرة على الرغم من محاولاتنا في جعلها تبتسم. لتنسى الغزو الغاشم على بلدها الكويت.
قلت لها ذات مرة، أتمنى أن تعيشي معنا في البحرين وتواصلين معنا الدراسة طول العمر»؟ فبكت بحرقة قائلة: أحب البحرين ولكني أعشق الكويت ولا أتخيل أن يمر يوم دون أن أكون هناك.. أريد أن يرجع وطني.. أريد أن أعود إلى هناك..
* رأيي المتواضع:
لا شيء يعادل الوطن.. لا حضن كحضنه.. ولا دفء كدفئه.. عرفت في عمر مبكر هذا الشيء وتعلمته من زميلتي دانة الكويتية.
لا أعرف أين هي دانة؟؟ لم أتواصل معها بعد التحرير.. ومازالت حفلة التحرير راسخة في مخيلتي عندما دخلت مدرستي عدنانة البنعلي وهي تبكي وتضحك في نفس الوقت.. أوقفت الدرس وبدأت تغني بحرقة «وطني الكويت سلمت للمجد.. وعلى جبينك طالع السعد..
وبدأت الاحتفالات في المدرسة.. وسجد الجميع شاكراً للرب بتحرير الكويت..
هذه الذكريات التي أحملها في مخيلتي الصغيرة للغزو الغاشم على حبيبتنا الكويت.
استغربت عندما رأيتها تدخل الفصل الدراسي، وأذكر أن المُدرسة آنذاك عرفتها على أنها طالبة جديدة من دولة الكويت الشقيقة وستمضي معنا هذا الفصل الدراسي ريثما ترجع لبلدها الكويت بإذن الله.
كانت نبرة المُعلمة مشحونة بالألم والأسى وهي تقدم لنا الطالبة الكويتية الجديدة.
وأوصتنا المعلمة أن نهتم اهتماماً خاصاً بدانة الكويتية وأن نتابع معها الدروس الفائتة لكي تلحق بما تبقى من مواد دراسية.
وما أن صاح جرس الحصة معلناً عن بدئ الفسحة إلا قمت من مقعدي متجهة إلى دانة الكويتية. عرفتها بنفسي وعرضت عليها أن أكون صديقتها وأتكفل بتدريسها ما فاتها من حصص دراسية. وأن أعرفها بمرافق مدرستنا المتواضعة.
كنت حينها أصغر من فهم معنى الحرب. جل ما أشعر به خوف شديد يطوف بسائر جسدي إذا ما صاحت صفارة الإنذار. لابدأ جولة من البكاء المستمر المصاحب لسؤال لطالما كررته على والدتي حفظها الله مع كل إطلاق لصفارة الإنذار التي كانت تتكرر كثيراً «هل سنموت يا أمي»، هل ستسحقنا صواريخ سكود؟؟ هل سنموت خنقاً بالكيماوي؟؟؟ لترفع أمي يدها إلى السماء مرددة «حسبي الله عليك يا صدام.. عسى الله يرجع كويت لنا.. ويحفظ خليجنا من كل سوء ومكروه».
كنت أصغر من استيعاب كلمة «الشرعية»، كل ما يسكن مخيلتي من ذاكرة حرب الخليج صوت لصفارة الإنذار وقناع للكيماوي الذي يهددنا صدام آنذاك باستخدامه. وأذكر بأننا كنا نملك قناعاً واحداً فقط على الرغم من أن عددنا 6 أشخاص. وكنت أفكر كيف سننجو جميعاً ونحن نملك قناعاً واحداً فقط!! وأذكر الأمور الاحترازية التي كنا نقوم بها أثناء إطلاق صفارة الإنذار.. من وضع مناشف مبللة بالماء أسفل الأبواب وتغطية النوافذ بالأكياس البلاستيكية السوداء.. والاحتفاظ بفائض من الطعام والماء.
لا أتذكر بصراحة كيف كنا نداوم في المدرسة على الرغم من كل تلك الاحترازات؟!! لعدم تميزي للوقت آنذاك ولكني أذكر ملامح دانة الكويتية الملائكية جيداً ومازلت أملك صورة لها في حفل التكريم في المدرسة.
كانت دانة الكويتية حزينة منكسرة على الرغم من محاولاتنا في جعلها تبتسم. لتنسى الغزو الغاشم على بلدها الكويت.
قلت لها ذات مرة، أتمنى أن تعيشي معنا في البحرين وتواصلين معنا الدراسة طول العمر»؟ فبكت بحرقة قائلة: أحب البحرين ولكني أعشق الكويت ولا أتخيل أن يمر يوم دون أن أكون هناك.. أريد أن يرجع وطني.. أريد أن أعود إلى هناك..
* رأيي المتواضع:
لا شيء يعادل الوطن.. لا حضن كحضنه.. ولا دفء كدفئه.. عرفت في عمر مبكر هذا الشيء وتعلمته من زميلتي دانة الكويتية.
لا أعرف أين هي دانة؟؟ لم أتواصل معها بعد التحرير.. ومازالت حفلة التحرير راسخة في مخيلتي عندما دخلت مدرستي عدنانة البنعلي وهي تبكي وتضحك في نفس الوقت.. أوقفت الدرس وبدأت تغني بحرقة «وطني الكويت سلمت للمجد.. وعلى جبينك طالع السعد..
وبدأت الاحتفالات في المدرسة.. وسجد الجميع شاكراً للرب بتحرير الكويت..
هذه الذكريات التي أحملها في مخيلتي الصغيرة للغزو الغاشم على حبيبتنا الكويت.