عند كل عملية إرهابية يقوم بها الحوثيون في المنطقة ترتفع الأصوات بعبارة «فتش عن إيران»، حيث الاعتقاد الذي صار سائداً هو أن النظام الإيراني هو الذي يقوم بكامل العملية الإرهابية بدءاً من التفكير فيها ومروراً بكل فصولها ووصولاً إلى مرحلتها النهائية باستثناء «اللمسة الأخيرة» التي يتركها للحوثيين ليبعد عن نفسه الشبهات ويتفرغ لنفي الاتهامات، ولينبري منه من يقول بأن الدليل على أن النظام الإيراني لا علاقة له بتلك العمليات هو أنه لم يتم القبض حتى الآن على أي إيراني في اليمن.
المتابع للفضائيات السوسة، ومثالها هنا قنوات العالم والميادين والجزيرة، لا يمكن أن يشك ولو للحظة واحدة بأنها تعمل على الترويج لفكرة أن الحوثيين «ورثوا» الصواريخ الروسية والكورية الشمالية من قبل وأنهم طوروها وأدخلوا عليها التحسينات التي تخدمهم فزادوا من مداها ومن الحشوة المتفجرة فيها وأن كل هذه الصواريخ ومعها الطائرات المسيرة هي من جهدهم وأنهم هم الذين يقومون بكل خطوات تلك العمليات ولا علاقة للنظام الإيراني بها. أي أن النظام الإيراني ليس إلا «جمهوراً» يتابع ما يجري لكنه اختار أن يشجع فريق الحوثيين، فيثني على أدائه، ويصفق لكل هجمة ينفذها، ويرقص فرحاً عند تمكنه من تسجيل هدف في مرمي من يعتبرهم أعداء للحوثيين وله!
عندما يقول مشارك في برنامج تلفزيوني أو إذاعي عن نفسه بأنه محلل سياسي فإن هذا يعني أنه يقوم بعملية تحليل الأحداث وربطها بعضها ببعض بغية التوصل إلى استنتاجات معينة يتم وضعها أمام المتلقي. من يقوم بهذا العمل لا ينظر إلى مصلحة هذا الطرف أو ذاك ولا يهمه إرضاء المتلقي فمهمته هي التحليل وليس التعبير عن موقفه أو رأيه. هذا الشخص لو أنه انحاز لطرف بعينه وبنى تحليلاته على ذلك فلا قيمة لها ولا يمكن منطقا إطلاق صفة محلل سياسي عليه، فهو هنا معلق وليس محللاً.
هناك دائماً فرق بين المحلل السياسي والمعلق على الأخبار والأحداث. الشخص الذي قرر من قبل انحيازه لطرف بعينه لا يمكن أن يكون محللاً سياسياً وإنما هو معلق على الخبر والحدث. والأمر نفسه ينطبق على من يتخذ صفة «باحث عسكري» حيث مهمته البحث والدرس والتوصل إلى استنتاجات معينة وتقديمها للمتلقي. أما إذا وصف هذا الشخص طرفاً من أطراف النزاع بأنه عدو فلا يمكن أن يكون باحثاً عسكرياً ولا محللاً سياسياً. وهذا ما ينبغي أن يكون واضحاً للعاملين في تلك الفضائيات السوسة، فهم يخلطون بين دور المحلل السياسي والباحث العسكري والمعلق على الأخبار والأحداث.
التلوين ليس مهمة المحلل السياسي والباحث العسكري، فهذا عمل يقوم به مراسل الوسيلة الإعلامية الذي لا توجد لديه حيلة للإفلات من هذا الأمر، فهو لا يستطيع إلا أن يستخدم المصطلحات المقررة من قبل إدارة تلك الوسيلة فيصف هذا الطرف بالعدو وإن كان غير مقتنع بذلك ويصف ذلك بالصديق وإن كان يعتبره عدواً، لكن المحلل السياسي والباحث العسكري أمره مختلف ومهمته هي توفير الصورة التي يراها بخبرته ويترك مسألة الاختيار والانحياز للمتلقي، وإلا لم يعد محللاً ولا باحثاً.
كل «المحللين السياسيين والباحثين العسكريين» الذين يعملون لدى الفضائيات السوسة، الإيرانية والقطرية وتلك التابعة لهذين النظامين والممولة منهما، يصفون غير الحوثيين وكل من تتخذ منهم تلك الفضائيات موقفاً سالباً بالأعداء، لهذا يصعب نعتهم بصفة المحلل السياسي والباحث العسكري. هؤلاء لا يمكن أن يفتشوا عن النظام الإيراني في أي عمل إرهابي، فهو في نظرهم بريء وفي اعتقادهم أن الذي يقوم بتطوير تلك الصواريخ والطائرات المسيرة وإطلاقها على السعودية وحلفائها هم الحوثيون.
المتابع للفضائيات السوسة، ومثالها هنا قنوات العالم والميادين والجزيرة، لا يمكن أن يشك ولو للحظة واحدة بأنها تعمل على الترويج لفكرة أن الحوثيين «ورثوا» الصواريخ الروسية والكورية الشمالية من قبل وأنهم طوروها وأدخلوا عليها التحسينات التي تخدمهم فزادوا من مداها ومن الحشوة المتفجرة فيها وأن كل هذه الصواريخ ومعها الطائرات المسيرة هي من جهدهم وأنهم هم الذين يقومون بكل خطوات تلك العمليات ولا علاقة للنظام الإيراني بها. أي أن النظام الإيراني ليس إلا «جمهوراً» يتابع ما يجري لكنه اختار أن يشجع فريق الحوثيين، فيثني على أدائه، ويصفق لكل هجمة ينفذها، ويرقص فرحاً عند تمكنه من تسجيل هدف في مرمي من يعتبرهم أعداء للحوثيين وله!
عندما يقول مشارك في برنامج تلفزيوني أو إذاعي عن نفسه بأنه محلل سياسي فإن هذا يعني أنه يقوم بعملية تحليل الأحداث وربطها بعضها ببعض بغية التوصل إلى استنتاجات معينة يتم وضعها أمام المتلقي. من يقوم بهذا العمل لا ينظر إلى مصلحة هذا الطرف أو ذاك ولا يهمه إرضاء المتلقي فمهمته هي التحليل وليس التعبير عن موقفه أو رأيه. هذا الشخص لو أنه انحاز لطرف بعينه وبنى تحليلاته على ذلك فلا قيمة لها ولا يمكن منطقا إطلاق صفة محلل سياسي عليه، فهو هنا معلق وليس محللاً.
هناك دائماً فرق بين المحلل السياسي والمعلق على الأخبار والأحداث. الشخص الذي قرر من قبل انحيازه لطرف بعينه لا يمكن أن يكون محللاً سياسياً وإنما هو معلق على الخبر والحدث. والأمر نفسه ينطبق على من يتخذ صفة «باحث عسكري» حيث مهمته البحث والدرس والتوصل إلى استنتاجات معينة وتقديمها للمتلقي. أما إذا وصف هذا الشخص طرفاً من أطراف النزاع بأنه عدو فلا يمكن أن يكون باحثاً عسكرياً ولا محللاً سياسياً. وهذا ما ينبغي أن يكون واضحاً للعاملين في تلك الفضائيات السوسة، فهم يخلطون بين دور المحلل السياسي والباحث العسكري والمعلق على الأخبار والأحداث.
التلوين ليس مهمة المحلل السياسي والباحث العسكري، فهذا عمل يقوم به مراسل الوسيلة الإعلامية الذي لا توجد لديه حيلة للإفلات من هذا الأمر، فهو لا يستطيع إلا أن يستخدم المصطلحات المقررة من قبل إدارة تلك الوسيلة فيصف هذا الطرف بالعدو وإن كان غير مقتنع بذلك ويصف ذلك بالصديق وإن كان يعتبره عدواً، لكن المحلل السياسي والباحث العسكري أمره مختلف ومهمته هي توفير الصورة التي يراها بخبرته ويترك مسألة الاختيار والانحياز للمتلقي، وإلا لم يعد محللاً ولا باحثاً.
كل «المحللين السياسيين والباحثين العسكريين» الذين يعملون لدى الفضائيات السوسة، الإيرانية والقطرية وتلك التابعة لهذين النظامين والممولة منهما، يصفون غير الحوثيين وكل من تتخذ منهم تلك الفضائيات موقفاً سالباً بالأعداء، لهذا يصعب نعتهم بصفة المحلل السياسي والباحث العسكري. هؤلاء لا يمكن أن يفتشوا عن النظام الإيراني في أي عمل إرهابي، فهو في نظرهم بريء وفي اعتقادهم أن الذي يقوم بتطوير تلك الصواريخ والطائرات المسيرة وإطلاقها على السعودية وحلفائها هم الحوثيون.