يقال إن سبب تسمية منطقة الفاو العراقية، هو أن سفينةً إسمها «الفاو» غرقت في نهر اللبان وهي تشتري التمر، فسميت المنطقة «محل غرق الفاو» ثم الفاو، وغير صيد الأسماك لم يذكر أن اهل المنطقة أهل غوص وأسفار كبقية شعوب الخليج، وبذلك نستطيع القول إن اسم المكان يرتبط بالبحر أكثر من سكان المنطقة أنفسهم. فأهل السود عموماً مزارعين لا بحارة. لكن بغداد بهدف «تأمين المياه الإقليمية»أعلنت إنشاء أكبر قاعدة بحرية عسكرية ملحقة بميناء الفاو الكبير جنوب البصرة بطول كلم واحد وعرض نصف كلم، وفيها أرصفة للبواخر العسكرية والزوارق العسكرية الكبيرة.
وحين نتذكر أن ميناء الفاو الكبير لا يزال قيد الإنشاء منذ 2010، تفتح الحيرة أمامنا باب شك أن هناك أهدافاً غير معلنة وراء هذه الخطوة ومن توجساتنا:
1- لماذا لم تطرح فكرة القاعدة مع المشروع قبل عشرة أعوام؟! وهل يمكن إنكار أن صانع القرار العراقي يقع أحياناً تحت ضغط قوى تتبع طهران أيديولوجياً وعليه فالقاعدة قد تعشعش فيها ميليشيات الحشد الشعبي؟!
2- يمكن أن تكون القاعدة إحدى مناورات طهران للفرار من الحصار الأمريكي وربما لتكون مستقبلاً نهاية خط قطار إيران - سوريا.
3- لماذا يتركز التعمير في الجنوب من أموال إعادة إعمار وتعويضات جمعت لأهل الموصل لإصلاح ما دمره الحشد الشعبي وهو يقاتل شذاذ الآفاق من «داعش» أليس للموصل والأنبار حق في مليار دولار يهدر لبناء كاسر الأمواج للقاعدة البحرية؟! أليست بغداد والبصرة أحق بـ 8 مليارات دولار لتوفير الماء والكهرباء ووقف التلوث وإكمال خطط التنمية بدل رصدها لميناء الفاو؟!
4- يملك العراق قوة بحرية ترتيبها 44 عالمياً بعد دول الخليج، وتضم 5 آلاف رجل فقط، وفي تقديرنا لا يحتاج العراق لمثل هذه القاعدة، فقد تنازلت الكويت لهم عن ميناء أم قصر، فهل سيكمل الحرس الثوري بزوارقه في سد نقص البحرية العراقية في قاعدة الفاو كضيف دائم مرة بذريعة التدريب ومرة لإصلاح زوارقهم أم سيكون العراق صريحاً ويعطيهم تسهيلات في القاعدة الجديدة؟!
5- لا يشعر المراقب الخليجي بالارتياح جراء وجود قاعدة بحرية في ميناء الفاو المدني، قبالة ميناء مبارك الكويتي والجبيل وميناء سلمان، وميناء حمد وجبل علي وسيكون مؤشراً على عدم الاستقرار. ولا شك في أن موانئ الخليج بينها تكامل وتنافس اقتصادي مشروع، فلما لا يتم تسليح أي ميناء بقاعدة عسكرية إلا ميناء الفاو!
6- الشكل التعبوي لميناء الفاو الكبير قد يدفع الكويت لبناء قاعدة بحرية في ميناء مبارك أو قاعدة جوية في جزيرة وربة او بوبيان أو أبناء قاعدة لقوات درع الجزيرة، فيتكرر في الخليج صراع الجمهوريات البحرية الإيطالية أمالفي وبيزا وجنوة والبندقية عسكرياً وتجارياً!
* بالعجمي الفصيح:
حين بدأت الكويت مشروع ميناء مبارك الكبير أقام بعض العراقيين حفلة ردح كبيرة، وليس ما نكتبه اليوم رداً لذلك السلف، فالعراق جار شقيق تسامينا على خلافاتنا معه، لكن مشاريعه التعبوية في غياب أية تهديدات عليه يدعونا للحذر من خروج مارد التوسع العراقي من البحر وليس من البر ككل مرة.
* كاتب وأكاديمي كويتي
وحين نتذكر أن ميناء الفاو الكبير لا يزال قيد الإنشاء منذ 2010، تفتح الحيرة أمامنا باب شك أن هناك أهدافاً غير معلنة وراء هذه الخطوة ومن توجساتنا:
1- لماذا لم تطرح فكرة القاعدة مع المشروع قبل عشرة أعوام؟! وهل يمكن إنكار أن صانع القرار العراقي يقع أحياناً تحت ضغط قوى تتبع طهران أيديولوجياً وعليه فالقاعدة قد تعشعش فيها ميليشيات الحشد الشعبي؟!
2- يمكن أن تكون القاعدة إحدى مناورات طهران للفرار من الحصار الأمريكي وربما لتكون مستقبلاً نهاية خط قطار إيران - سوريا.
3- لماذا يتركز التعمير في الجنوب من أموال إعادة إعمار وتعويضات جمعت لأهل الموصل لإصلاح ما دمره الحشد الشعبي وهو يقاتل شذاذ الآفاق من «داعش» أليس للموصل والأنبار حق في مليار دولار يهدر لبناء كاسر الأمواج للقاعدة البحرية؟! أليست بغداد والبصرة أحق بـ 8 مليارات دولار لتوفير الماء والكهرباء ووقف التلوث وإكمال خطط التنمية بدل رصدها لميناء الفاو؟!
4- يملك العراق قوة بحرية ترتيبها 44 عالمياً بعد دول الخليج، وتضم 5 آلاف رجل فقط، وفي تقديرنا لا يحتاج العراق لمثل هذه القاعدة، فقد تنازلت الكويت لهم عن ميناء أم قصر، فهل سيكمل الحرس الثوري بزوارقه في سد نقص البحرية العراقية في قاعدة الفاو كضيف دائم مرة بذريعة التدريب ومرة لإصلاح زوارقهم أم سيكون العراق صريحاً ويعطيهم تسهيلات في القاعدة الجديدة؟!
5- لا يشعر المراقب الخليجي بالارتياح جراء وجود قاعدة بحرية في ميناء الفاو المدني، قبالة ميناء مبارك الكويتي والجبيل وميناء سلمان، وميناء حمد وجبل علي وسيكون مؤشراً على عدم الاستقرار. ولا شك في أن موانئ الخليج بينها تكامل وتنافس اقتصادي مشروع، فلما لا يتم تسليح أي ميناء بقاعدة عسكرية إلا ميناء الفاو!
6- الشكل التعبوي لميناء الفاو الكبير قد يدفع الكويت لبناء قاعدة بحرية في ميناء مبارك أو قاعدة جوية في جزيرة وربة او بوبيان أو أبناء قاعدة لقوات درع الجزيرة، فيتكرر في الخليج صراع الجمهوريات البحرية الإيطالية أمالفي وبيزا وجنوة والبندقية عسكرياً وتجارياً!
* بالعجمي الفصيح:
حين بدأت الكويت مشروع ميناء مبارك الكبير أقام بعض العراقيين حفلة ردح كبيرة، وليس ما نكتبه اليوم رداً لذلك السلف، فالعراق جار شقيق تسامينا على خلافاتنا معه، لكن مشاريعه التعبوية في غياب أية تهديدات عليه يدعونا للحذر من خروج مارد التوسع العراقي من البحر وليس من البر ككل مرة.
* كاتب وأكاديمي كويتي