فاطمة يتيم

يحتفل العالم الاثنين 12 أغسطس بيوم الشباب العالمي، الذي أقرته الجمعية العامة للأمم المتحدة يوماً دولياً للشباب، ليكون بمثابة احتفال سنوي بدور الشابات والشباب كونهم شركاء أساسيين في التغيير، فضلا عن كونه فرصة للتوعية بالتحديات والمشكلات التي تواجه الشباب والشابات في كل أنحاء العالم. واعتمدت الجمعية العامة القرار بإعلان السنة الدولية للشباب ابتداء من 12 أغسطس 2010، ودعت الحكومات، ومنظمات المجتمع المدني، والأفراد، والمجتمعات المحلية في كل أرجاء العالم إلى دعم الأنشطة التي تقام على الصعيدين المحلي والدولي في يوم الشباب العالمي.

وبحسب موقع منظمة الأمم المتحدة فإن شعار موضوع العام 2019 "النهضة بالتعليم". ويسلط شعار هذا العام الضوء على الجهود المبذولة، بما في ذلك جهود الشباب أنفسهم، لإتاحة التعليم للجميع وتيسيره أمام الشباب، تأسيساً على الهدف الرابع من خطة التنمية المستدامة لعام 2030، الذي ينص على "ضمان التعليم الجيد المنصف والشامل للجميع وتعزيز فرص التعلم مدى الحياة للجميع".

إنجازات شبابية في البحرين

ويحظى الشباب في البحرين باهتمام خاص منذ انطلاق المشروع الإصلاحي لجلالة الملك المفدى، حيث تبلورت استراتيجية متكاملة لاستثمار طاقات الشباب وتوجيهها في المجالات الأكثر نفعاً، والتركيز على مساعدة الشباب في الحصول على فرص عمل ملائمة، وتمكينهم من خلال التدريب والتأهيل والاهتمام بالأنشطة الرياضية لتلك الفئة التي يمثل أفرادها نحو 40% من إجمالي السكان.

ومن أبرز نتائج المشروع الإصلاحي مشاركة الشباب البحريني في مؤسسات المجتمع المدني وإعطاؤهم الفرصة الكاملة في تشكيل تلك المؤسسات وإبراز طاقاتهم فيها، ومنها الجمعيات الشبابية التي برزت بصورة واضحة في العمل المدني حتى باتت بفضل التوجيهات السامية مكاناً مفضلاً لاحتضان الشباب وإقامة الأنشطة والبرامج المختلفة التي تؤكد حراكها الوطني الصادق تجاه تنمية الشباب والارتقاء بالعمل المدني في المملكة.

وتحتفل البحرين بيوم الشباب العالمي، في سبيل جعل الشباب فاعلين في المجتمع، مدربين بصورة علمية متميزة، مسلحين بالخبرة الكافية ويعتمد عليهم في دفع عجلة التنمية، استمراراً لمسيرة النهضة الشاملة في المملكة، والدخول بكل قوة في الارتقاء بمؤسسات المجتمع المدني من أندية ومراكز شبابية وجمعيات ومنظمات ومؤسسات مهنية مختلفة، والدخول في سوق العمل.

دور محوري للتعليم

المراد من اليوم العالمي للشباب لعام 2019 هو البحث في كيفية تركيز الحكومات والشباب والمنظمات المعنية بقضايا الشباب وغيرها من أصحاب المصلحة على النهضة بالتعليم بما يصنع منه أداة قوية لتحقيق خطة التنمية المستدامة لعام 2030.

ويعد التعليم المتاح والشامل أمراً بالغ الأهمية لتحقيق التنمية المستدامة، فالتعليم يضاعف التنمية، لما له دور محوري في تسريع التقدم المحرز في جميع أهداف التنمية المستدامة السبعة عشر ذات الصلة به، سواء أكان ذلك هدف القضاء على الفقر، أو هدف الصحة الجيدة، أو هدف المساواة بين الجنسين. وما يجهله كثيرون هو أن الشباب أنفسهم أبطال نشيطون في مجال تحقيق التعليم الشامل والميسر للجميع، وتسعى المنظمات التي يقودها الشباب، وكذلك الأفراد أنفسهم من الشباب، جنباً إلى جانب مع مختلف أصحاب المصلحة والحكومات، إلى النهضة بالتعليم بشكل ملموس بحيث يصبح أداة أساسية للتنمية المستدامة والشمول لمختلف الفئات الاجتماعية، فعلى سبيل المثال، تقوم المنظمات التي يقودها الشباب بالنهضة بالتعليم من خلال الجهود المبذولة في وسائل الضغط والدعوة، وإقامة الشراكات مع المؤسسات التعليمية، وتطوير برامج تدريبية تكميلية.

وبحسب موقع منظمة الأمم المتحدة، يوجد حالياً 1.8 مليار شاب تتراوح أعمارهم بين 10 و24 سنة في العالم، وهو أكبر عدد من الشباب على الإطلاق، إلا أن 1 من كل 10 أطفال يعيش في مناطق الصراع و24 مليون منهم لا يذهبون إلى المدارس، وأدى غياب الاستقرار السياسي وتحديات سوق العمل والفضاءات المحدودة للمشاركة السياسية والمدنية إلى زيادة عزلة الشباب في المجتمعات.