عمان - براء بسام

استقبل الأردنيون عيد الأضحى بقائمة طويلة من الاستعدادات، سيراً على تقاليد طويلة سواء بتحضير الأضاحي، والحلويات وأنشطة التسوّق، والسياحة الداخلية، فيما كان العيد لدى آخرين فرصة مواتية للسياحة الخارجية.

وتسبب تزامن فترة عطلة العيد مع اقتراب موسم العودة إلى المدارس إلى ضعف الإقبال على الأسواق مقارنة بسنوات سابقة، يضاف إلى ذلك كثافة الاعتماد على منصات التجارة الإلكترونية من الخارج لتلبية متطلبات العائلات من التجهيزات المتنوعة.

وقال الناطق باسم وزارة الصناعة والتجارة والتموين ينال البرماوي، إن خطة رقابية شاملة على الأسواق خلال أيام عيد الأضحى المبارك جاءت بهدف ضمان توفر جميع السلع بأسعار مناسبة.

وتتضمن الخطة، تشديد الرقابة على قطاع الألبسة والتأكد من حقيقة التنزيلات والترويج والتصفية. وتشمل الخطة المخابز للتأكد من مناوبتها وتوفر الخبز العربي الكبير المنتج من الطحين الموحد المدعوم وإعلان الأسعار والالتزام بالأسعار المحددة.

كما تتضمن التركيز على محلات بيع الحلويات والسكاكر والشوكولاتة والهدايا والتقيد بالبيع حسب الأسعار المعلنة ومطابقة الأوزان المثبتة على عبوات البيع مع بطاقة البيان، بالإضافة إلى محلات بيع البطاقات الخلوية.

وضمت الخطة أيضاً محلات بيع اللحوم والخضار والفواكه للتشديد على إعلان الأسعار والتقييد بالبيع حسب الأسعار المعلنة كحد أعلى، إضافة إلى تكثيف الرقابة على محطات المحروقات وبيع الغاز لضمان توفر المشتقات النفطية للمواطنين دون أي نقص أو ممارسات استغلالية لها.

وتتضمن الخطة الرقابية فترتين صباحية ومسائية تغطي كافة المناطق الجغرافية ووفقا لأولويات الأسواق للسلع ذات الاهتمام بمناسبة العيد.

وبين أن الوزارة لن تتوانى عن اتخاذ كافة الإجراءات القانونية بحق المخالفين، مؤكداً وفرة كافة السلع الاستهلاكية في الأسواق بكميات كبيرة وبأصناف وأسعار معتدلة تناسب مختلف شرائح المجتمع وبخاصة تلك السلع التي يزداد عليها الطلب خلال العيد.

وشهدت أسواق مستلزمات العيد إقبالاً "معتدلاً" بحسب العاملين فيه، خاصة أسواق الملابس والمجوهرات، واحتياجات الضيافة كالحلويات والقهوة العربية بأصنافها، والعصائر والشوكولاتة.

وأرجع العاملون في السوق الطلب المتوسط إلى تزامن فترة عيد الأضحى مع موسم العودة إلى المدارس.

واعتبر ممثل قطاع المواد الغذائية في غرفة تجارة الأردن رائد حمادة، أن الحركة التجارية على شراء مستلزمات الضيافة تعتبر أقل من المستويات التي حققتها خلال الأعوام الماضية رغم استقرار الأسعار في السوق المحلية.

وأرجع حمادة محدودية الإقبال على شراء مستلزمات الضيافة إلى جملة من الأسباب أهمها ضعف القدرة الشرائية لدى المواطنين بسبب ارتفاع الكلف المعيشية، إضافة إلى اقتراب حلول العام الدراسي الجديد وهو ما يجعل العائلات تعيد ترتيب أولويات الإنفاق.

وبين أن أسعار الحلويات تتفاوت من محال لآخر ومن محافظة إلى أخرى وذلك بحسب النوعية، منوهاً إلى المنافسة الواسعة بين التجار ما يصب في صالح المواطنين.

ويشكل قطاع المواد الغذائية حوالي ثُلث حجم القطاع التجاري الأردني ويضم 50 ألف منشأة عاملة.

أما ممثل قطاع المجوهرات والألبسة في غرفة تجارة الأردن أسعد القواسمي، فأشار إلى أن أكثر العوائل تفضل التجهيز لموسم عودة المدارس على تجهيزات العيد، ورغم ذلك فإن محلات الملابس التقليدية تعاني جراء الاعتماد على التجارة الإلكترونية لتلبية متطلبات العيد.

وأشار إلى أن الشراء عبر منصات التجارة الإلكترونية أضعف الطلب على الأسواق، رغم التخفيضات والتنزيلات الكبيرة فيها.

وشهدت حجوزات السفر إلى الخارج ازدحاماً ملحوظاً نظراً لتعدد الوجهات والعروض الواسعة التي قدمتها الشركات ووكلاء السفر.

وأكد هادي أبوالسعود نائب رئيس جمعية وكلاء مكاتب السياحة والسفر أن الوجهات المفضلة للسفر خلال عطلة عيد الأضحى تشمل كل من شرم الشيخ في جمهورية مصر الشقيقة وجورجيا إضافة إلى قبرص وتركيا.

يشار إلى أن الحجوزات الفندقية المحلية شهدت تحسناً ملحوظاً خاصة في المناطق السياحية مثل البحر الميت والعقبة والبترا، وهو الأمر الذي رده العاملون في القطاع إلى طول فترة عطلة العيد التي تمتد من الجمعة 9 أغسطس وحتى صباح الخميس 15 أغسطس.

يشار إلى أن بيانات البنك المركزي الأردني أظهرت أن إنفاق الأردنيين على السفر للخارج بلغ حوالي 500 مليون دينار "700 مليون دولار" بما يشمل السفر لغايات التعليم أو العلاج.

من جانبه، أكد رئيس جمعية مربي المواشي زعل كوالي وجود كميات وافرة من الأضاحي والأغنام هذا العام تفوق النصف مليون رأس أغنام حيث تشير التقديرات إلى أن عدد الأضاحي سيقترب من نحو ثلاثمائة ألف أضحية.

وأشار إلى أن موسم العام الحالي اتسم بانخفاض ملحوظ على أسعار الأضاحي حيث تبلغ للأضاحي "البلدية" بين 200 دولار و350 دولاراً، أما للأضاحي المستوردة من أستراليا أو رومانيا فتتراوح أسعارها أيضاً بين 190 وحتى 300 دولار.

وتوزع عدد الأضاحي والأغنام المتوفرة في السوق بين 300 ألف رأس من الأغنام المحلية "البلدية" وحوالي 200 ألف رأس تم استيرادها من الخارج لموسم عيد الأضحى الحالي.

وكانت وزارتا "الصناعة والتجارة"، و"الزراعة" أطلقتا خطة رقابية شاملة، بهدف تكثيف الرقابة على الأسواق وإجراء مسح لكميات الأضاحي وأسعارها بالتنسيق مع الشركات المستوردة لضمان وصول المواشي للمواطنين بأسعار معقولة دون "مغالاة" في ظل منافسة شديدة بين المستوردين والتجار.

وقال المواطن عبدالله الصالح إن أسعار الأضاحي لهذا العام "معقولة" للغاية وبمتناول كثير من الشرائح الاجتماعية حيث لم نشهد ارتفاعاً في أسعارها عن العام الماضي، حيث يفضل الصالح شراء أضحية "بلدية" على المستوردة نظراً للتقارب الكبير في الأسعار.