المراكز الشبابية الوجهة الأولى للشباب في البحرين
برامج مدينة الشباب ارتفعت من 14 إلى 100
عدد المنظمين ارتفع من 73 في أول سنة إلى 265 حالياً
عدد الفرص التدريبية زاد من 845 إلى 2700
100 قصة نجاح لشباب أطلقوا مشاريعهم الخاصة
تحدي المستقبل.. كيف نصنع عالماً خالياً من الدماء والفقر والجهل
إبراهيم الراشد: تمكين الشباب اقتصادياً مطلب ملح
ضعف الإيمان بالعمل التطوعي أهم الصعوبات
جائزة فارس شباب البحرين بمناسبة اليوم الدولي
أحمد الغسرة: نعاني عزوف الشباب عن الأنشطة
بعض الجهات الرسمية تنافس المؤسسات الأهلية
مبنى المنظمات الشبابية مهمل دون كهرباء منذ 6 أشهر
هدى حسين
قال مدير إدارة تمكين الشباب في وزارة شؤون الشباب والرياضة نوار المطوع إن تخصيص الأمم المتحدة يوماً للشباب هو اعتراف عالمي رفيع المستوى بالدور الحيوي للشباب في دعم التنمية المستدامة في العالم، مؤكداً أن "البحرين عاصمة الشباب الأولى، وأن المملكة بقيادة جلالة الملك المفدى دولة نموذجية إقليمياً وعالمياً، لا في تنمية الشباب والاستثمار بهم فقط، بل في تمكينهم وتحفيزهم على مساعدة أنفسهم، والوصول بإمكاناتهم إلى مستويات متقدمة من الريادة والإبداع والتميز".
وقال المطوع لـ"الوطن، بمناسبة يوم الشباب العالمي الذي يصادف 12 أغسطس، إن المراكز الشبابية تعتبر الوجهة الأولى للشباب في البحرين، موضحاً أن مدينة الشباب كانت تضم في انطلاقتها 14 برنامجاً ارتفع عددها إلى 100 حالياً، كما كان عدد المنظمين في أول سنة 73 وارتفع حالياً إلى 265 منظماً، وزاد عدد الفرص التدريبية من 845 إلى 2700 فرصة.
ولفت المطوع إلى وجود أكثر من 100 قصة نجاح بحرنيية لشباب أطلقوا مشاريعهم الخاصة وشقوا طريقهم للنجاح، واصفاً الشباب البحريني بأنهم من ذوي الهمة والعطاء والإنجاز والريادة والإبداع.
وعن أبرز البرامج التي تعمل عليها وزارة شؤون الشباب الرياضة استعداداً ليوم الشباب الدولي، قال المطوع إن "الفعاليات والبرامج والأنشطة مستمرة طوال العام سواء التي تنفذها الوزارة أو المراكز الشبابية (..) وأقول للشباب في هذه المناسبة إن الوطن ليست كلمات نكتبها، ولا عبارات نقولها، ولا أبيات ننظمها، ولا شعارات نرفعها، بل شعور نابع من القلب يترجم إلى أفعال تطبق على أرض الواقع ، الوطن من أغلى وأثمن الأشياء في الوجود، وحبه حافز للإنتاج والنهضة وتنمية الأمم والمجتمعات، إذ يستمد الإنسان من حبه لوطنه الانتماء والعزيمة والتفاني والإخلاص والحس الوطني، كل ذلك من أجل رفعة شأن الوطن وتوحيد كلمته".
وأضاف المطوع موجهاً حديثه للشباب "دافعوا عن الوطن وتمسكوا بكل ما يؤدي إلى وحدته ورفع رايته عالياً، تصدوا لمن يحاول خرق أمنه ونشر الفساد والبغضاء بين أبنائه، وضعوا أيديكم بأيدي ولاة أمركم، وحافظوا على مكتسبات الوطن ومنجزاته، كونوا الأفضل عطاء للوطن دائماً، وقدسوا مكانته لديكم، فالبحرين أولاً دائماً وأبداً. واعلموا أن حب الوطن يظهر بنشر روح التسامح والمحبة والأخوة بين الجميع، يظهر بإخلاصكم في أداء عملكم، وجلب كل ما فيه خير وصلاح للوطن وأهله، وفي المحافظة على خيراته وثرواته، وتحقيق العدل ونشر الخير واحترام الأنظمة والقوانين وتطبيقها. كونوا سواعد خير في بناء الوطن، وأثبتوا جدارتكم في محافل العلم والعمل، وحافظوا على مآثر آبائكم وأجدادكم، وكونوا خير خلف لخير سلف (..) كونوا على تطلع دائم نحو الخير، ونظر إيجابي إلى الحياة، فلا مكان للمتشائمين، ولا مستقبل لليائسين. وحاربوا الأفكار الهدامة الداعية للصراع والعنف والكراهية، واعلموا أن الأعداء يريدون بكم سوءاً وهلاكاً، ولا تلتفتوا إلى الشعارات الفارغة، أو الهتافات التي لا مضمون لها، وكونوا سفراء سلام ورحمة، وأن تكون قضيتكم هي كيف تصنعون عالماً جديداً خالياً من الدماء والفقر والمرض والجهل".
وأكد المطوع أن "البحرين اتخذت خطوات واضحة لتفعيل دور الشباب واعتباره جزءاً رئيساً في عملية التطوير والتنمية المجتمعية وإشراكه في صناعة القرار. ونحن فخورون بشبابنا البحريني الذي أصبح علامة فارقة في عدد من المجالات، بفضل ما قدمه من نتاج فكري وثقافي وفني وأداء متميز ورفيع المستوى، استحق عليه الإشادة والتقدير، وكذلك حصوله على اعتراف من الأسرة الدولية".
شباب 2030
وعن مدينة شباب 2030، قال المطوع إنها "تحتفل هذا العام بمرور عقد على انطلاقتها العام 2010، وهي مشروع رائد في البحرين، إذ تحظى برعاية ودعم واحتضان واهتمام مباشر من قائد وملهم وناصر الشباب سمو الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة، حيث ترجم سموه تمكين الشباب على أرض الواقع ليكون نموذجاً لبرنامج شبابي يحتذى، ليس على صعيد المنطقة فحسب إنما على المستوى العالمي، فأصبحت البحرين عاصمة الشباب الأولى، ومقصداً وملتقى لمختلف شباب العالم".
وأضاف المطوع أن "مدينة الشباب حصلت على جائزة المركز الأول في أفضل الممارسات الشبابية في الملتقى العربي الأول الذي نظمته جامعة الدول العربية بالإمارات. وتشرفت حينها برئاسة وفد البحرين في هذا الملتقى المهم. واستطاعت المدينة أن تخرج العديد من الشباب الذين شغلوا مناصب قيادية عليا في مختلف المؤسسات الحكومية والخاصة، كما تمكن كثير منهم من إطلاق مشروعاتهم الخاصة وشقوا طريقهم نحو النجاح. هذه الجائزة الرفيعة على المستوى العربي تؤكد أيضاً المكانة الكبيرة للتجربة البحرينية في رعاية الشباب وتفوقها، إذ بات الجميع ينظر اليها باعتبارها النموذج الشبابي الأفضل من حيث المضمون والمخرجات الشبابية المتدربة."
وقال المطوع إن "ما يميز مدينة هذا العام أنها تركز على مبادرات الخطة الوطنية لتعزيز الانتماء الوطني وترسيخ قيم المواطنة (بحريننا)، إذ سيحمل كل مشارك فيها شعار "بحريني وأفتخر" في إطار الاهتمام بتعزيز المواطنة والانتماء للوطن، فالمدينة هي المكان المناسب لتنفيذ مبادارت الخطة من خلال استثمار طاقات وإبداعات الشباب المشارك في خدمة الوطن، وتدريبهم وتأهيلهم بطريقة متميزة، تجعلهم نماذج فاعلة في المجتمع".
وبين المطوع أن "مدينة شباب 2030 ما كانت لتنجح لولا دعم سمو الشيخ ناصر بن حمد، والمشاركة الفاعلة من الشباب البحريني المبدع، والبرامج التدريبية الاحترافية ذات الطابع العالمي، ونتمنى أن تكون لشباب الوطن مدينة تحتضنهم طوال العام، يطلقون من خلالها طاقاتهم وإبداعاتهم ومواهبهم".
وعن معدل الزيادة في مشاركة الشباب مقارنة بالأعوام الماضية، قال المطوع "كان عدد البرامج في انطلاق مدينة الشباب ١٤ وحالياً ١٠٠ برنامج، وكان عدد المنظمين في أول سنة ٧٣ وحالياً ٢٦٥، وزاد عدد الفرص التدريبية من ٨٤٥ إلى ٢٧٠٠. سابقاً لم يكن هناك شهادات احترافية، في هذه السنة توجد شهادات احترافية من أكثر من جهة، وعندنا أكثر من ١٠٠ قصة نجاح شبابية أطلقوا مشاريعهم الخاصة وشقوا طريقهم للنجاح".
فارس شباب البحرين
في اليوم الدولي للشباب، تبرز أهمية الجمعيات الشبابية باعتبارها ملتقى يعبر من خلاله الشباب عن أفكارهم ومشاعرهم، وقبل كل شيء عن قدرتهم على التنظيم.
رئيس جمعية الخالدية الشبابية إبراهيم الراشد عرف بجمعيته بالقول "نحن جمعية بحرينية تراثية شبابية تعمل على توعية الشباب وتنمية مواهبهم ليكونوا قادرين على المساهمة الفاعلة في التنمية المجتمعية المستدامة وتعمل على فتح آفاق التبادل الثقافي والمعرفي بين الشباب محلياً. تأسست الجمعية في 7 مايو 2012 في قلالي، وعدد أعضائها 23. رؤيتنا هي جيل شبابي محافظ على التراث والثقافة البحرينية بتعزيز وتنمية إبداعات الشباب. ومن أهداف الجمعية دعم المشاريع الشبابية واستثمار أوقات الشباب، والمشاركة في التنشئة الوطنية للأجيال الشابة على المستويات الإنسانية والثقافية والاجتماعية القائمة على أسس وقيم الوحدة الوطنية، وتنظيم نشاطات بمختلف المجالات، والمشاركة في الفعاليات الوطنية والمهرجانات والمؤتمرات الخليجية والعربية والعالمية" .
وأضاف الراشد "وضعت الجمعية خطة تستمر عامين تتضمن عدداً من البرامج والأنشطة التي ترتبط ارتباطاً وثيقاً بالمجتمع البحريني لإيماننا المطلق بأن الشباب البحريني قادر على الإبداع والعطاء فيما لو توفرت له القاعدة المتينة التي يمكن أن ينطلق من خلالها للإبداع والتميز" .
وتابع "يحتاج الشباب إلى تمكينهم في كثير من المجالات وأبرزها الجانب الاقتصادي لأنه مرتبط بالرؤية الاقتصادية 2030، خصوصاً أن البحرين تتجه إلى تنويع مصادر الدخل وبالتالي يعد تمكين الشباب في هذا الجانب مطلباً ملحاً إذ يساعدهم على استحداث المشاريع وخلق فرص العمل".
وعن الصعوبات التي تواجه الشباب اليوم، قال الراشد " تتمثل الصعوبات في ضعف الإيمان بالعمل التطوعي عند بعض الأسر البحرينية، نتيجة تأثير التكنولوجيا الحديثة، وتركيز الشباب اليوم على العمل الوظيفي، وقلة التوعية من خلال البرامج والأنشطة".
وفيما يخص المجالات التي تنشط فيها جمعيته، قال الراشد "تسعى الجمعية لدعم الشباب وتوظيفهم ودعم خريجي الثانوية الراغبين بالالتحاق بجامعة البحرين وجامعة بوليتكنك البحرين وتسهيل الإجراءات لهم، تنظيم حفلات الزواج الجماعي، ومشروع ترميم البيوت الآيلة للسقوط للشباب المقبلين على الزواج، وورش تعليمية على مدار العام، ومحاضرات توجيهية للشباب العاطلين عن العمل. ودعم المشاريع الشبابية المبتكرة التي تفيد المملكة مستقبلاً" .
وعن اليوم الدولي للشباب، قال الراشد "تنظم جمعية الشباب الخالدية سنوياً جائزة فارس شباب البحرين تزامناً مع المناسبة، وهي عبارة عن 15 فئة، بوجود هيئة مستقلة من مجموعة خبراء ومختصين في العمل الشبابي. وتم اعتماد معايير لكل جائزة واستقبال الترشيح وعرضها على الهيئة المستقلة وفقاً للمعايير المطلوبة، ويقدم الشباب فيها حسب الفئة المناسبة لهم. وهذه الجائزة فرصة لذكر المنجزات التي حققتها البحرين على الصعيد الشبابي في ظل العهد الزاهر لحضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى، واهتمام الحكومة الرشيدة بالشباب، وما يقدم من دعم إلى الشباب في البحرين من مختلف القطاعات .
التنشئة الوطنية
رئيس جمعية الشباب الديمقراطي البحريني أحمد الغسرة قال إن الجمعية "تأسست العام ٢٠٠٢، وتضم نحو ٦٠ عضواً. وتعمل الجمعيةفي حدود القانون على تحقيق الأهداف التالية: دعم المشروع الديمقراطي في الدستور وميثاق العمل الوطني والنهج السياسي والمجتمعي الذي يقوده ملك البلاد المفدى، والمشاركة في التنشئة الوطنية للأجيال الشابة من المواطنين على المستويات الإنسانية والثقافية والاجتماعية القائمة على أسس وقيم الوحدة الوطنية، والحفاظ على الهوية العربية الإسلامية ونشر التراث العربي والإسلامي لكونه المنبع الأول للثقافة، والعمل على نشر الوعي الوطني بين أجيال الشباب من الجنسين، والمشاركة في عملية البناء الديمقراطي للمجتمع التي تؤدي إلى قيام دولة المؤسسات والقانون، والعمل على نشر الوعي الوطني والقومي بقضايا الأمة العربية وقضيتها المركزية وهي القضية الفلسطينية، وإقامة النشاطات الثقافية والترفيهية والرياضية التي تنمي القدرات المختلفة لأجيال الشباب، والمشاركة في الفعاليات الوطنية والمساهمة بشكل فعال من خلال توعية الشباب بالواجب الوطني والعمل التطوعي، والمشاركة في المهرجانات والمؤتمرات الخليجية والعربية والعالمية التي من شأنها رفع اسم البحرين في المحافل الدولية والتي تؤكد روح ورغبة تواصل الشباب البحريني بالشباب العالمي وتبادل التجارب والمعرفة والخبرات."
وأكد الغسرة سعي الجمعية إلى تحقيق الأهداف بوسائل عدة منها "تشكيل اللجان ذات الاختصاص، والتعاون مع مختلف المؤسسات والهيئات ووسائل الإعلام، وعقد الندوات والمؤتمرات والبرامج وتنظيم الدورات وورش العمل، وإصدار النشرات والدراسات والأبحاث، والعمل على إصدار مجلة ثقافية تعنى بالتوعية والتربية الديمقراطية".
وعن يوم الشباب الدولي، قال الغسرة: "تنظم الشباب الديمقراطي البحريني في 12 أغسطس من كل عام فعالية احتفالية بمناسبة هذا اليوم بدعوة الجميع من مسؤولين ومن يهمه الأمر وجميع الشباب، وتصدر بياناً تهنئ فيه الشباب البحريني يتضمن مواقف وأهداف الجمعية بالإضافة إلى مطالب الشباب البحريني لتمكينه في مجالات عدة".
وعن تمكين الشباب، قال الغسرة "هناك مجالات عدة يمكن تمكين الشباب فيها منها المجال الاقتصادي والثقافي والسياسي. وتساهم الشباب الديمقراطي بدور في تمكين الشباب البحريني، إذ ينقص الشباب البحريني اليوم الإيمان به وبجهوده وإعطائه المسؤولية وتمكينه في المناصب القيادية إن كان على مستوى الأعمال أو على مستوى السياسة، وبهذه المناسبة تطالب الشباب الديمقراطي بتخفيض سن التصويت إلى ١٨ عاماً."
عزوف شبابي
وعن التحديات والصعوبات التي تواجه الشباب اليوم، قال الغسرة "إن من أبرز التحديات التي يواجهها الشباب اليوم إيجاد الوظيفة الملائمة التي تلبي طموحه، إضافة إلى قلة الدعم والفرص في القطاعين الحكومي والخاص للاستثمار في الطاقات الشبابية وعلى سبيل المثال دعم المواهب والإبداعات. أما التحديات التي تواجه الجمعية اليوم كمنظمة مجتمع مدني فهي عزوف الشباب عن الانخراط في الأنشطة الشبابية على العموم، إضافة إلى ضعف التمويل وتعقيدات الحصول على تمويل من تبرعات. كما أصبحت بعض الجهات الرسمية منافسة للمنظمات الأهلية بدل أن تكون متعاونة معها لإنجاح فعاليات مشتركة، إذ يتشتت صوت منظمات المجتمع المدني في ظل العدد اللا محدود من الفعاليات الرسمية. كما تعاني المنظمات الشبابية كثيراً مع وسائل الإعلام حيث أن الحضور الإعلامي هو نصف العمل ولا يمكن للمنظمات الشبابية أن تؤثر دون إيصال الصوت لجميع الشباب البحريني. ومن أهم العقبات التي تواجه المنظمات الشبابية اليوم هو إهمال صيانة مبنى المنظمات الشبابية حيث انه دون كهرباء لمدة أكثر من ٦ أشهر".
- - - - - -- - - - - -- - - - --
يوضع في كادر
الشباب شركاء التغيير
في 17 ديسمبر 1999، أقرت الجمعية العامة للأمم المتحدة إعلان 12 أغسطس من كل عام بوصفه يوماً دوليا للشباب، ليكون بمثابة احتفال سنوي بدور الشابات والشباب كونهم شركاء أساسيين في التغيير، فضلاً عن كونه فرصة للتوعية بالتحديات والمشكلات التي تواجه الشباب والشابات في كل أنحاء العالم.
المجالات الخمسة عشر ذات الأولوية لبرنامج العمل العالمي للشباب: التعليم، التشغيل، الجوع والفقر، الصحة، البيئة، تعاطي المخدرات، جنوح الأحداث، أنشطة شغل الفراغ، الفتيات والشابات، المشاركة، العولمة، تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، فيروس نقص المناعة البشرية(الإيدز)، الشباب والنزاع، العلاقات بين الأجيال.
يسلط شعار اليوم الدولي للشباب 2019 الضوء على الجهود المبذولة، بما في ذلك جهود الشباب أنفسهم، لإتاحة التعليم للجميع وتيسيره أمام الشباب، تأسيساً على 4 أهداف من أجل خطة التنمية المستدامة للعام 2030، وتنص على "ضمان التعليم الجيد المنصف والشامل للجميع وتعزيز فرص التعلّم مدى الحياة للجميع". فالمراد من اليوم العالمي للشباب 2019 البحث في كيفية تركيز الحكومات والشباب والمنظمات المعنية بقضايا الشباب وغيرها من أصحاب المصلحة على النهضة بالتعليم بما يصنع منه أداة قوية لتحقيق خطة التنمية المستدامة 2030.
يعد التعليم المتاح والشامل أمراً بالغ الأهمية لتحقيق التنمية المستدامة، حيث يمكن له أن يضطلع بدور في منع نشوب الصراعات. وفي الواقع، فالتعليم "مُضاعِف للتنمية" لأن له دوراً محورياً في تسريع التقدم المحرز في جميع أهداف التنمية المستدامة السبعة عشر ذات الصلة به، سواء أكان ذلك هدف القضاء على الفقر، أو هدف الصحة الجيدة، أو هدف المساواة بين الجنسين، أو هدف العمل اللائق والنمو الاقتصادي، أو الحد من التفاوت، أو هدف العمل في مجال المناخ، أو هدف إنشاء المجتمعات المسالمة. فيجب أن يؤدي التعليم إلى نتائج تعليمية ذات صلة وفعالة، من حيث مناسبة محتوى المناهج الدراسية للأغراض المرادة منها، وليس للثورة الصناعية الرابعة ومستقبل العمل وحسب، وإنما مناسبة كذلك للفرص والتحديات المتغيرة والسياقات الاجتماعية.
إن الدور الحاسم الذي يضطلع به التعليم الجيد في تنمية الشباب هو أمر لا خلاف عليه. وفضلاً عن ذلك، تفيد التنمية الشاملة للشباب المجتمع ككل. ومع ذلك، فإن مما يجهله كثيرون هو أن الشباب أنفسهم أبطال نشيطون في مجال تحقيق التعليم الشامل والميسر للجميع. وتسعى المنظمات التي يقودها الشباب، وكذلك الأفراد أنفسهم من الشباب، جنباً إلى جانب مع مختلف أصحاب المصلحة والحكومات، إلى النهضة بالتعليم بشكل ملموس بحيث يصبح أداة أساسية للتنمية المستدامة والشمول لمختلف الفئات الاجتماعية. فعلى سبيل المثال، تقوم المنظمات التي يقودها الشباب بالنهضة بالتعليم من خلال الجهود المبذولة في وسائل الضغط والدعوة، وإقامة الشراكات مع المؤسسات التعليمية، وتطوير برامج تدريبية تكميلية، وغيرها.