* ميليشيات الحوثي تصادر وتهرب أكثر من 6 آلاف مخطوطة ومصاحف قديمة لخارج البلاد
* قرقاش: الحوثيون أثبتوا أنهم وكلاء إيران بالمنطقة
* وفد حوثي مخاطباً خامنئي: ولايتك امتداد لولاية النبي
صنعاء - سرمد عبدالسلام
يبدو أن دماء مئات الآلاف من اليمنيين التي أراقها الحوثيون خلال السنوات الفائتة في مذابح حروبهم العبثية قربانا لنظام الولي الفقيه، لم تكن كافية لإثبات ولائهم، حيث قامت الميليشيات الحوثية بتهريب بعض الآثار اليمنية والمخطوطات التراثية القديمة إلى إيران والحوزات الشيعية، كفرض جديد من فروض الولاء لداعميهم.
وكشفت مصادر محلية لـ "الوطن" أن "ميليشيات الحوثي صادرت أكثر من 6 آلاف مخطوطة ومصاحف قديمة مكتوبة يدوياً أحدها مطرز بماء الذهب وذلك من الجامع الكبير ودار المخطوطات وعدد من المواقع الاخرى في العاصمة صنعاء، وتهريبها الى خارج البلد".
ولفتت المصادر إلى أن "معظم تلك المخطوطات القديمة التي يعود بعضها إلى أكثر من مئات السنين، تختص الكثير منها بالعلوم الدينية وعلم الكلام بحجة إخضاعها للترميم".
وينظر رجال الدين الإيرانيين المتشددين الى اليمن باعتبارها مخزناً ضخماً يحتوي كماً هائلاً من المخطوطات الإسلامية القديمة، التي تعود إلى ماقبل 1400 عام، وتحديدا الى الفترة التي جاء فيها الإمام علي بن أبي طالب لليمن مبعوثا للنبي محمد عليه الصلاة والسلام من أجل تعليم الناس فيها أصول الدين الإسلامي.
وشهدت صنعاء خلال الفترات الماضية زيارة سرية لفريق مكون من ثلاثة أشخاص، يرجح من خلال هيئتهم وأحاديثهم بأنهم خبراء أثار إيرانيون، وفق تأكيدات مصدر في وزارة الأوقاف التابعة لحكومة الإنقلاب غير المعترف بها دوليا.
وذكر المصدر لـ "الوطن" أن "الفريق ومعهم أحد المسؤولين الحوثيين زاروا قبل نحو 4 أشهر تقريبا دار المخطوطات والجامع الكبير بصنعاء، وسط إجراءات أمنية مشددة".
وأضاف، أن مسؤولين في ميليشيات الحوثي قاموا في أعقاب هذه الزيارة، بأخذ عدد من المخطوطات بما في ذلك مصحف قديم كتب بخط اليد، يعود تاريخه الى مايزيد عن 1000 عام، وذلك بحجة إخضاعها لعمليات ترميم خوفا من التلف، ولكنها لم تعد حتى اللحظة.
وسبق للحكومة اليمنية الشرعية أن اتهمت ميليشيات الحوثي بنهب العديد من القطع الأثرية القديمة وتهريبها إلى خارج البلد لبيعها وإستغلال عوائدها المالية في تمويل عملياتهم الحربية.
غير أن تركيز الميليشيات في البحث مؤخراً على المخطوطات والكتب القديمة، يعطى دلالات وأبعاد إضافية خارج دائرة القيمة المادية التي تجنيها الميليشيات من عمليات بيعها لتلك الآثار المسروقة.
ويرى محمد الحميري، الباحث المتخصص في التراث الإسلامي أن "الحوثيين لا يتعاملون مع تلك المخطوطات بوصفها قيمة وإرث حضاري عظيم، بل من منطلق عقيدتهم وهويتهم الخاصة، كغيرهم من الجماعات العنصرية والدينية المتطرفة".
وأكد الحميري في حديثه لـ"الوطن"، "وجود مخاوف حقيقية مثارة بشأن نوايا الحوثيين وأسيادهم في إيران من هذا العبث، من خلال التلاعب وتزوير التاريخ وتشويه الدين الإسلامي، وبما يعزز الانقسامات الطائفية بين شعوب المنطقة خدمة لأهدافهم المشبوهة".
وقال إن "المعلومات لديه تفيد أيضاً بقيام الحوثيون بإخفاء ومصادرة الكثير من المخطوطات والكتب القديمة بما فيها تلك الموجودة في المكتبات العامة والخاصة، إما بسبب أنها تتعارض مع أفكارهم الطائفية وتشكك في أحقيتهم بالحكم وفقاً للولاية التي يزعمونها، أو فضحها لجرائم الأئمة الذين حكموا اليمن خلال الألف سنة الماضية".
وتعرضت الآثار والمخطوطات اليمنية القديمة خلال السنوات القليلة الفائتة لأكبر عمليات سطو ونهب وعبث عبر التاريخ وذلك على أيدي الميليشيات الحوثية الموالية لايران، في ظل صمت مريب لمنظمة "اليونسكو" وباقي المنظمات المعنية الدولية المعنية بالتراث.
وكثفت ميليشيات الحوثي مؤخراً، عمليات البحث والتنقيب عن الآثار والمخطوطات وبصائر الوقف وبالأخص في الجامع الكبير بصنعاء الذي يعد أقدم مساجد اليمن ويعود تاريخ بنائه إلى القرن الأول الهجري.
ولم تتوقف أيادي العبث الحوثية في حدود العاصمة صنعاء وجامعها الكبير، بل امتدت لتطال عددا من المساجد التاريخية والمواقع الأثرية في المحويت وصعدة وذمار وزبيد وجبلة والجند، والتي يتوقع وجود الكثير من المخطوطات الأثرية فيها.
كما لم تسلم المكتبات الخاصة المتوارثة عند بعض العائلات المعروفة من أذى وعبث الحوثيين الذين قاموا بمصادرة الكثير من محتوياتها مثلما فعلوا سابقا مع القاضي محمد بن إسماعيل العمراني أحد أشهر رجال الدين المعتدلين في اليمن وغيره.
ويركز الحوثيون جهودهم في المخطوطات والكتب القديمة التي تمجد معتقداتهم الطائفية وتدعم ما يسمونه الولاية أو الحق الإلهي الذي يمنحهم أحقية الحكم والسلطة والنفوذ على حساب باقي البشر، فيما يقومون بحرق وإخفاء الكتب والمخطوطات المخالفة لهم أو التي تسلط الضوء على الجرائم البشعة للأئمة الذين تناوبوا على حكم اليمن خلال مئات السنين والذي يعتبر الحوثيون أنفسهم امتداداً لهم ويسعون جاهدين إلى إعادة النظام الإمامي الكهنوتي في اليمن مجدداً.
وتعد اليمن أحد أكثر البلدان في المنطقة من حيث أعداد المخطوطات والكتب القديمة بنسخها الأصلية، في علوم القرآن والحديث "المسندات والصحاح"، وعلوم أصول الدين والفقه والفرائض والمواريث.
بالإضافة إلى علم الكلام وعلوم اللغة العربية من نحو وصرف وبلاغة وعروض ومنطق، فضلا عن مؤلفات في التاريخ والسير والتراجم والمعاجم والطب والزراعة والفلك والنبات وغيرها.
في سياق متصل، أكد وزير الدولة للشؤون الخارجية الإماراتي، أنور قرقاش، الأربعاء، أن اللقاء الذي جمع قيادات من جماعة الحوثي بالمرشد الإيراني علي خامنئي في طهران، دليل يثبت "أن الحوثيين يعملون كوكلاء لإيران".
ونشر قرقاش تغريدة نشرها عبر حسابه الرسمي على "تويتر"، قال فيها إنه "لطالما بحثت العلاقات بين الحوثيين وإيران على تسمية مناسبة، وهو ما أصبح أكثر وضوحاً بعد لقاء قيادتهم مع آية الله خامنئي، بياناتهم أظهرت بوضوح ولاء الحوثيين كوكلاء، وهذا هو الاسم الصحيح لعلاقاتهم".
يذكر أن المرشد الإيراني علي خامنئي كان قد استقبل، الثلاثاء، وفداً من الحوثيين، وتسلم رسالة من زعيم الميليشيات عبدالملك الحوثي.
ومجّد المرشد الإيراني في لقائه الحوثيين ووعدهم بالنصر، كما قدم التعازي بمناسبة مقتل إبراهيم الحوثي شقيق عبدالملك، ومدح أسرة الحوثي.
كما تفاخر خامنئي بمواقف إيران "المعادية لأمريكا والغرب". وأضاف: "هذه المواقف ليست من منطلق التعصب بل مبنية على الواقع ونتيجة لتصرفات المسؤولين الأمريكيين والغربيين"، وفق قوله.
ورأس الوفد محمد عبد السلام، المتحدث باسم ميليشيات الحوثي الذي بلّغ تحيات عبدالملك للمرشد الإيراني، قائلاً لخامنئي إن الحوثيين يعتبرون "ولاية خامنئي هي امتداد لولاية رسول الله وعلي بن أبي طالب"، على حد تعبيره.
يذكر أن إيران تدعم الحوثيين بالمال والسلاح والمستشارين منذ انقلاب الميليشيات على الشرعية اليمنية في صنعاء عام 2014. وتواصل إيران تهريب الصواريخ والطائرات المسيرة إلى الحوثيين خلافاً للقرارات الأممية.
* قرقاش: الحوثيون أثبتوا أنهم وكلاء إيران بالمنطقة
* وفد حوثي مخاطباً خامنئي: ولايتك امتداد لولاية النبي
صنعاء - سرمد عبدالسلام
يبدو أن دماء مئات الآلاف من اليمنيين التي أراقها الحوثيون خلال السنوات الفائتة في مذابح حروبهم العبثية قربانا لنظام الولي الفقيه، لم تكن كافية لإثبات ولائهم، حيث قامت الميليشيات الحوثية بتهريب بعض الآثار اليمنية والمخطوطات التراثية القديمة إلى إيران والحوزات الشيعية، كفرض جديد من فروض الولاء لداعميهم.
وكشفت مصادر محلية لـ "الوطن" أن "ميليشيات الحوثي صادرت أكثر من 6 آلاف مخطوطة ومصاحف قديمة مكتوبة يدوياً أحدها مطرز بماء الذهب وذلك من الجامع الكبير ودار المخطوطات وعدد من المواقع الاخرى في العاصمة صنعاء، وتهريبها الى خارج البلد".
ولفتت المصادر إلى أن "معظم تلك المخطوطات القديمة التي يعود بعضها إلى أكثر من مئات السنين، تختص الكثير منها بالعلوم الدينية وعلم الكلام بحجة إخضاعها للترميم".
وينظر رجال الدين الإيرانيين المتشددين الى اليمن باعتبارها مخزناً ضخماً يحتوي كماً هائلاً من المخطوطات الإسلامية القديمة، التي تعود إلى ماقبل 1400 عام، وتحديدا الى الفترة التي جاء فيها الإمام علي بن أبي طالب لليمن مبعوثا للنبي محمد عليه الصلاة والسلام من أجل تعليم الناس فيها أصول الدين الإسلامي.
وشهدت صنعاء خلال الفترات الماضية زيارة سرية لفريق مكون من ثلاثة أشخاص، يرجح من خلال هيئتهم وأحاديثهم بأنهم خبراء أثار إيرانيون، وفق تأكيدات مصدر في وزارة الأوقاف التابعة لحكومة الإنقلاب غير المعترف بها دوليا.
وذكر المصدر لـ "الوطن" أن "الفريق ومعهم أحد المسؤولين الحوثيين زاروا قبل نحو 4 أشهر تقريبا دار المخطوطات والجامع الكبير بصنعاء، وسط إجراءات أمنية مشددة".
وأضاف، أن مسؤولين في ميليشيات الحوثي قاموا في أعقاب هذه الزيارة، بأخذ عدد من المخطوطات بما في ذلك مصحف قديم كتب بخط اليد، يعود تاريخه الى مايزيد عن 1000 عام، وذلك بحجة إخضاعها لعمليات ترميم خوفا من التلف، ولكنها لم تعد حتى اللحظة.
وسبق للحكومة اليمنية الشرعية أن اتهمت ميليشيات الحوثي بنهب العديد من القطع الأثرية القديمة وتهريبها إلى خارج البلد لبيعها وإستغلال عوائدها المالية في تمويل عملياتهم الحربية.
غير أن تركيز الميليشيات في البحث مؤخراً على المخطوطات والكتب القديمة، يعطى دلالات وأبعاد إضافية خارج دائرة القيمة المادية التي تجنيها الميليشيات من عمليات بيعها لتلك الآثار المسروقة.
ويرى محمد الحميري، الباحث المتخصص في التراث الإسلامي أن "الحوثيين لا يتعاملون مع تلك المخطوطات بوصفها قيمة وإرث حضاري عظيم، بل من منطلق عقيدتهم وهويتهم الخاصة، كغيرهم من الجماعات العنصرية والدينية المتطرفة".
وأكد الحميري في حديثه لـ"الوطن"، "وجود مخاوف حقيقية مثارة بشأن نوايا الحوثيين وأسيادهم في إيران من هذا العبث، من خلال التلاعب وتزوير التاريخ وتشويه الدين الإسلامي، وبما يعزز الانقسامات الطائفية بين شعوب المنطقة خدمة لأهدافهم المشبوهة".
وقال إن "المعلومات لديه تفيد أيضاً بقيام الحوثيون بإخفاء ومصادرة الكثير من المخطوطات والكتب القديمة بما فيها تلك الموجودة في المكتبات العامة والخاصة، إما بسبب أنها تتعارض مع أفكارهم الطائفية وتشكك في أحقيتهم بالحكم وفقاً للولاية التي يزعمونها، أو فضحها لجرائم الأئمة الذين حكموا اليمن خلال الألف سنة الماضية".
وتعرضت الآثار والمخطوطات اليمنية القديمة خلال السنوات القليلة الفائتة لأكبر عمليات سطو ونهب وعبث عبر التاريخ وذلك على أيدي الميليشيات الحوثية الموالية لايران، في ظل صمت مريب لمنظمة "اليونسكو" وباقي المنظمات المعنية الدولية المعنية بالتراث.
وكثفت ميليشيات الحوثي مؤخراً، عمليات البحث والتنقيب عن الآثار والمخطوطات وبصائر الوقف وبالأخص في الجامع الكبير بصنعاء الذي يعد أقدم مساجد اليمن ويعود تاريخ بنائه إلى القرن الأول الهجري.
ولم تتوقف أيادي العبث الحوثية في حدود العاصمة صنعاء وجامعها الكبير، بل امتدت لتطال عددا من المساجد التاريخية والمواقع الأثرية في المحويت وصعدة وذمار وزبيد وجبلة والجند، والتي يتوقع وجود الكثير من المخطوطات الأثرية فيها.
كما لم تسلم المكتبات الخاصة المتوارثة عند بعض العائلات المعروفة من أذى وعبث الحوثيين الذين قاموا بمصادرة الكثير من محتوياتها مثلما فعلوا سابقا مع القاضي محمد بن إسماعيل العمراني أحد أشهر رجال الدين المعتدلين في اليمن وغيره.
ويركز الحوثيون جهودهم في المخطوطات والكتب القديمة التي تمجد معتقداتهم الطائفية وتدعم ما يسمونه الولاية أو الحق الإلهي الذي يمنحهم أحقية الحكم والسلطة والنفوذ على حساب باقي البشر، فيما يقومون بحرق وإخفاء الكتب والمخطوطات المخالفة لهم أو التي تسلط الضوء على الجرائم البشعة للأئمة الذين تناوبوا على حكم اليمن خلال مئات السنين والذي يعتبر الحوثيون أنفسهم امتداداً لهم ويسعون جاهدين إلى إعادة النظام الإمامي الكهنوتي في اليمن مجدداً.
وتعد اليمن أحد أكثر البلدان في المنطقة من حيث أعداد المخطوطات والكتب القديمة بنسخها الأصلية، في علوم القرآن والحديث "المسندات والصحاح"، وعلوم أصول الدين والفقه والفرائض والمواريث.
بالإضافة إلى علم الكلام وعلوم اللغة العربية من نحو وصرف وبلاغة وعروض ومنطق، فضلا عن مؤلفات في التاريخ والسير والتراجم والمعاجم والطب والزراعة والفلك والنبات وغيرها.
في سياق متصل، أكد وزير الدولة للشؤون الخارجية الإماراتي، أنور قرقاش، الأربعاء، أن اللقاء الذي جمع قيادات من جماعة الحوثي بالمرشد الإيراني علي خامنئي في طهران، دليل يثبت "أن الحوثيين يعملون كوكلاء لإيران".
ونشر قرقاش تغريدة نشرها عبر حسابه الرسمي على "تويتر"، قال فيها إنه "لطالما بحثت العلاقات بين الحوثيين وإيران على تسمية مناسبة، وهو ما أصبح أكثر وضوحاً بعد لقاء قيادتهم مع آية الله خامنئي، بياناتهم أظهرت بوضوح ولاء الحوثيين كوكلاء، وهذا هو الاسم الصحيح لعلاقاتهم".
يذكر أن المرشد الإيراني علي خامنئي كان قد استقبل، الثلاثاء، وفداً من الحوثيين، وتسلم رسالة من زعيم الميليشيات عبدالملك الحوثي.
ومجّد المرشد الإيراني في لقائه الحوثيين ووعدهم بالنصر، كما قدم التعازي بمناسبة مقتل إبراهيم الحوثي شقيق عبدالملك، ومدح أسرة الحوثي.
كما تفاخر خامنئي بمواقف إيران "المعادية لأمريكا والغرب". وأضاف: "هذه المواقف ليست من منطلق التعصب بل مبنية على الواقع ونتيجة لتصرفات المسؤولين الأمريكيين والغربيين"، وفق قوله.
ورأس الوفد محمد عبد السلام، المتحدث باسم ميليشيات الحوثي الذي بلّغ تحيات عبدالملك للمرشد الإيراني، قائلاً لخامنئي إن الحوثيين يعتبرون "ولاية خامنئي هي امتداد لولاية رسول الله وعلي بن أبي طالب"، على حد تعبيره.
يذكر أن إيران تدعم الحوثيين بالمال والسلاح والمستشارين منذ انقلاب الميليشيات على الشرعية اليمنية في صنعاء عام 2014. وتواصل إيران تهريب الصواريخ والطائرات المسيرة إلى الحوثيين خلافاً للقرارات الأممية.