كم يستغرق زمن سلق بيضة؟ خمس دقائق على أكثر تقدير. ولا مشكلة إذا نسيت البيضة على النار في ماء مغلي لعشر دقائق. والبيض المسلوق وصفة مثالية للذين لا يجيدون الطبخ أو من هم على عجلة من أمرهم ولا يمكنهم المكوث أكثر لإعداد وجبة أخرى. وفي اللغات الدارجة في كل الثقافات يوسم كل شيء أعد على عجل ودون توفر عنصر الجودة فيه بأنه «مسلوق».
صحيح أن الزمن الذي نعيش فيه يوصف بأنه عصر السرعة. لكنها سرعة مشروطة. سرعة هذا الزمن أشبه بمهارة تلخيص كتاب، أو اختزال نظرية. إنها مهارة تحتاج ذكاء خاصاً وفق تخليص الكم الكبير من المعلومات من الحشو والزوائد والتقاط المعلومات المركزية بحرفية. عصر السرعة يعني التخلص من الإجراءات البيروقراطية الطويلة في العمل، واختراع آلية عمل سريعة وفاعلة. عصر السرعة يتميز بسرعة الوصول للهدف بزيادة سرعة الأجهزة الإلكترونية، و»أتمتة» كثير من العمليات التي كانت تستغرق أياماً أو ساعات ليتم إنجازها في دقائق معدودة، وبجودة عالية وبتأثير أكثر ديمومة.
والشخصيات المسلوقة التي ستصادفها هي شخصيات تم تجهيزها على عجل. فقد تقابل أشخاصاً أنهوا جميع مراحل الدراسات العليا في زمن قياسي لا يتناسب مع طبيعة تلك الدراسات. وستقابل أشخاصاً ترقوا في السلم الوظيفي في سنوات معدودة يصعب أن تمكنهم من الخبرة المطلوبة للوصول إلى مواقع قيادية. ستسمع أيضاً عن أشخاص حصلوا على عضويات محلية ودولية وحصلوا على جوائز في بعض مجالات الإبداع في وتيرة متلاحقة ومتسارعة لا تتلاءم مع نمطية الأداء وضحالة الإنتاج.
والشخصيات المسلوقة متوفرة في كل مكان. وليست حكراً على مجال واحد. إذ يتم إنتاجهم في أماكن العمل المختلفة في القطاعات الحكومية والخاصة. وأحياناً يتم فرضهم في مواقع العمل التطوعي بغرض جذب الشخصيات العامة وجمع التبرعات. وهم مبدعون ومثقفون تم زرعهم في التكوينات الثقافية المختلفة. وهم اليوم أبرز نجوم شبكات التواصل الاجتماعي الذين صاروا يؤثرون في ملايين المتابعين ويجنون ملايين الدولارات في العام الواحد، ويلتقون بشخصيات هامة. كل ذلك ينجزونه في أعمار لا تتجاوز الثلاثين!
وحين اللقاء بالشخصيات المسلوقة قد يتبادر إلى ذهنك أنهم الـ»2%» العباقرة في كل بلد. وأنهم سيذهلونك بسعة اطلاعهم وبتجاربهم النوعية وبفكرهم النير وبالثقة المؤثرة التي يتمتعون بها. لكنك ستفاجأ بصمتهم المميز وشيء من نظرة التحدي والشعور بالأنفة التي تخيل للرائي بأنها ثقة. وبطرحهم المقتضب المائل للعمومية والتسويف والإرجاء في الإجابة عن الأسئلة. بالتالي ستكتشف أن هؤلاء أجريت لهم عمليات تصنيع وتعليب وتسويق ليس إلا.
والطعام المسلوق هو في الغالب طعام العاجزين عن الطبخ، أو طعام المرضى لتجنيبهم الدهون والبهارات المهيجة لأمراضهم. لذلك فالشخصيات المسلوقة حين تزيد أعدادها في مجال ما ومجتمع معين، فذلك مؤشر على عجز المجتمع وإصابته بكثير من الأمراض التي جعلته فاقداً للجودة والحيوية والفاعلية والإنتاج الجيد.
صحيح أن الزمن الذي نعيش فيه يوصف بأنه عصر السرعة. لكنها سرعة مشروطة. سرعة هذا الزمن أشبه بمهارة تلخيص كتاب، أو اختزال نظرية. إنها مهارة تحتاج ذكاء خاصاً وفق تخليص الكم الكبير من المعلومات من الحشو والزوائد والتقاط المعلومات المركزية بحرفية. عصر السرعة يعني التخلص من الإجراءات البيروقراطية الطويلة في العمل، واختراع آلية عمل سريعة وفاعلة. عصر السرعة يتميز بسرعة الوصول للهدف بزيادة سرعة الأجهزة الإلكترونية، و»أتمتة» كثير من العمليات التي كانت تستغرق أياماً أو ساعات ليتم إنجازها في دقائق معدودة، وبجودة عالية وبتأثير أكثر ديمومة.
والشخصيات المسلوقة التي ستصادفها هي شخصيات تم تجهيزها على عجل. فقد تقابل أشخاصاً أنهوا جميع مراحل الدراسات العليا في زمن قياسي لا يتناسب مع طبيعة تلك الدراسات. وستقابل أشخاصاً ترقوا في السلم الوظيفي في سنوات معدودة يصعب أن تمكنهم من الخبرة المطلوبة للوصول إلى مواقع قيادية. ستسمع أيضاً عن أشخاص حصلوا على عضويات محلية ودولية وحصلوا على جوائز في بعض مجالات الإبداع في وتيرة متلاحقة ومتسارعة لا تتلاءم مع نمطية الأداء وضحالة الإنتاج.
والشخصيات المسلوقة متوفرة في كل مكان. وليست حكراً على مجال واحد. إذ يتم إنتاجهم في أماكن العمل المختلفة في القطاعات الحكومية والخاصة. وأحياناً يتم فرضهم في مواقع العمل التطوعي بغرض جذب الشخصيات العامة وجمع التبرعات. وهم مبدعون ومثقفون تم زرعهم في التكوينات الثقافية المختلفة. وهم اليوم أبرز نجوم شبكات التواصل الاجتماعي الذين صاروا يؤثرون في ملايين المتابعين ويجنون ملايين الدولارات في العام الواحد، ويلتقون بشخصيات هامة. كل ذلك ينجزونه في أعمار لا تتجاوز الثلاثين!
وحين اللقاء بالشخصيات المسلوقة قد يتبادر إلى ذهنك أنهم الـ»2%» العباقرة في كل بلد. وأنهم سيذهلونك بسعة اطلاعهم وبتجاربهم النوعية وبفكرهم النير وبالثقة المؤثرة التي يتمتعون بها. لكنك ستفاجأ بصمتهم المميز وشيء من نظرة التحدي والشعور بالأنفة التي تخيل للرائي بأنها ثقة. وبطرحهم المقتضب المائل للعمومية والتسويف والإرجاء في الإجابة عن الأسئلة. بالتالي ستكتشف أن هؤلاء أجريت لهم عمليات تصنيع وتعليب وتسويق ليس إلا.
والطعام المسلوق هو في الغالب طعام العاجزين عن الطبخ، أو طعام المرضى لتجنيبهم الدهون والبهارات المهيجة لأمراضهم. لذلك فالشخصيات المسلوقة حين تزيد أعدادها في مجال ما ومجتمع معين، فذلك مؤشر على عجز المجتمع وإصابته بكثير من الأمراض التي جعلته فاقداً للجودة والحيوية والفاعلية والإنتاج الجيد.