لا أحد يعرف الشروط التي تم بموجبها الإفراج عن السفينة الإيرانية التي ظلت محتجزة في جبل طارق نحو شهر لكن كما هي عادته عمد النظام الإيراني إلى الترويج لفكرة أن الإفراج تم «رغماً عن أنف» بريطانيا وأمريكا وأنه هو الذي خرج منتصراً وأن النصر حليفه دائماً وأنه الصحيح الذي لا صحيح عداه.
تمكن النظام الإيراني من الترويج لهذه الفكرة والمتاجرة فيها دفع حتى غير العامة إلى التصفيق له والمشاركة من دون قصد في عملية الترويج هذه، حيث نشر بعض المثقفين تغريدات مفادها أن هذا النظام من القوة بمكان بحيث أرغم بريطانيا على الإفراج عن السفينة وهزم جبروت الولايات المتحدة التي بذلت جهوداً كبيرة لإبقاء السفينة قيد الاحتجاز، وأنه في المقابل لا تستطيع أي دولة عربية أن تفعل مثلما فعل هذا النظام لو أنها كانت مالكة للسفينة المحتجزة.
المثير في الأمر أن النظام الإيراني سيظل يعلك في هذه القصة فترة طويلة وسيوظفها في الترويج لتلك الفكرة والقول بأن على دول الخليج العربي أن تعيد حساباتها «فهي أمام إيران المختلفة عن إيران التي كانت وأنها هي سيدة المنطقة» وأنها هي التي تستطيع أن تستعيد حق كل دولة خليجية وأن تدافع عنها لو أنها وافقت على تبعيتها لإيران! «فالإفراج عن السفينة مثال عملي على تمكن إيران وتبين قدراتها».
لا أحد حتى الآن يعرف الشروط التي تم بموجبها إطلاق سراح السفينة الإيرانية، والأكيد أن أحداً لن يعرف شيئاً عن ذلك، والأكيد أيضاً أن النظام الإيراني لم يجد بداً من الموافقة على كل الشروط التي من الطبيعي أن يكون بينها شرط عن عدم معاودة الوقوع في نفس الخطأ وارتكاب نفس المخالفة. وهذا يكفي للقول بأن ما يروج له النظام الإيراني عن قدراته وتمكنه من إجبار السلطات المعنية في جبل طارق على إطلاق سراح السفينة كلام لا قيمة له لأن الواقع ينقضه.
ليس هذا فقط الذي يروج له النظام الإيراني، فهو يعمل منذ وقت غير قصير على الترويج لأفكار أخرى من بينها أن قضية فلسطين لا يمكن أن يتمكن غيره من حلها وأنه هو الوحيد المهتم بها وبالفلسطينيين وأن العرب لم يفعلوا شيئاً لفلسطين ولا يفعلون ولن يفعلوا وأنهم على العكس يسعون إلى عمل علاقات مع إسرائيل ويشتغلون معها على تصفية هذه القضية.
أيضاً يعمل النظام الإيراني على الترويج لفكرة أنه «ملتزم بالانتصار لكل المضطهدين في العالم» وأنه لهذا السبب يقف إلى جانب كل من يعتبر نفسه معارضة في بلاده وخصوصاً في دول الخليج العربية، وأنه لولاه لتم تقاسم اليمن ولانتهت دولته وتاريخه... ولانتهت سوريا ولبنان والعراق وفلسطين.. ولانتهى العالم العربي كله!
النظام الإيراني يصرف المليارات من ثروة الشعب الإيراني على الترويج لهذه الأفكار ولإظهار نفسه على أنه لا يقل مستوى ولا شأناً عن الدول الكبرى وأن الدول الكبرى وأولها الولايات المتحدة تحسب له ألف حساب ولا تستطيع مناطحته.
وبالتأكيد لا ينسى النظام الإيراني الترويج لفكرة أنه ملك المياه في المنطقة وأنه قادر على منع كل سفينة و»أخذها غصباً»، لهذا فإن المتوقع هو أن يقوم في الفترة المقبلة بزيادة مرات مطاردة السفن الأجنبية وتهديدها، ولن يتردد عن فعل هذا حتى لو اضطر إلى دفع الأموال للدول الكبرى كي تشاركه في تمثيل مثل هذا المشهد.
لولا أن بريطانيا وجدت أنه بعد أن وقع النظام الإيراني على الشروط والتعهد بعدم تكرار الخطأ صار ممكناً الإفراج عن السفينة الإيرانية لما تم الإفراج عنها. أما الكلام الذي يردده النظام الإيراني فكلام بعيد عن الحقيقة.
تمكن النظام الإيراني من الترويج لهذه الفكرة والمتاجرة فيها دفع حتى غير العامة إلى التصفيق له والمشاركة من دون قصد في عملية الترويج هذه، حيث نشر بعض المثقفين تغريدات مفادها أن هذا النظام من القوة بمكان بحيث أرغم بريطانيا على الإفراج عن السفينة وهزم جبروت الولايات المتحدة التي بذلت جهوداً كبيرة لإبقاء السفينة قيد الاحتجاز، وأنه في المقابل لا تستطيع أي دولة عربية أن تفعل مثلما فعل هذا النظام لو أنها كانت مالكة للسفينة المحتجزة.
المثير في الأمر أن النظام الإيراني سيظل يعلك في هذه القصة فترة طويلة وسيوظفها في الترويج لتلك الفكرة والقول بأن على دول الخليج العربي أن تعيد حساباتها «فهي أمام إيران المختلفة عن إيران التي كانت وأنها هي سيدة المنطقة» وأنها هي التي تستطيع أن تستعيد حق كل دولة خليجية وأن تدافع عنها لو أنها وافقت على تبعيتها لإيران! «فالإفراج عن السفينة مثال عملي على تمكن إيران وتبين قدراتها».
لا أحد حتى الآن يعرف الشروط التي تم بموجبها إطلاق سراح السفينة الإيرانية، والأكيد أن أحداً لن يعرف شيئاً عن ذلك، والأكيد أيضاً أن النظام الإيراني لم يجد بداً من الموافقة على كل الشروط التي من الطبيعي أن يكون بينها شرط عن عدم معاودة الوقوع في نفس الخطأ وارتكاب نفس المخالفة. وهذا يكفي للقول بأن ما يروج له النظام الإيراني عن قدراته وتمكنه من إجبار السلطات المعنية في جبل طارق على إطلاق سراح السفينة كلام لا قيمة له لأن الواقع ينقضه.
ليس هذا فقط الذي يروج له النظام الإيراني، فهو يعمل منذ وقت غير قصير على الترويج لأفكار أخرى من بينها أن قضية فلسطين لا يمكن أن يتمكن غيره من حلها وأنه هو الوحيد المهتم بها وبالفلسطينيين وأن العرب لم يفعلوا شيئاً لفلسطين ولا يفعلون ولن يفعلوا وأنهم على العكس يسعون إلى عمل علاقات مع إسرائيل ويشتغلون معها على تصفية هذه القضية.
أيضاً يعمل النظام الإيراني على الترويج لفكرة أنه «ملتزم بالانتصار لكل المضطهدين في العالم» وأنه لهذا السبب يقف إلى جانب كل من يعتبر نفسه معارضة في بلاده وخصوصاً في دول الخليج العربية، وأنه لولاه لتم تقاسم اليمن ولانتهت دولته وتاريخه... ولانتهت سوريا ولبنان والعراق وفلسطين.. ولانتهى العالم العربي كله!
النظام الإيراني يصرف المليارات من ثروة الشعب الإيراني على الترويج لهذه الأفكار ولإظهار نفسه على أنه لا يقل مستوى ولا شأناً عن الدول الكبرى وأن الدول الكبرى وأولها الولايات المتحدة تحسب له ألف حساب ولا تستطيع مناطحته.
وبالتأكيد لا ينسى النظام الإيراني الترويج لفكرة أنه ملك المياه في المنطقة وأنه قادر على منع كل سفينة و»أخذها غصباً»، لهذا فإن المتوقع هو أن يقوم في الفترة المقبلة بزيادة مرات مطاردة السفن الأجنبية وتهديدها، ولن يتردد عن فعل هذا حتى لو اضطر إلى دفع الأموال للدول الكبرى كي تشاركه في تمثيل مثل هذا المشهد.
لولا أن بريطانيا وجدت أنه بعد أن وقع النظام الإيراني على الشروط والتعهد بعدم تكرار الخطأ صار ممكناً الإفراج عن السفينة الإيرانية لما تم الإفراج عنها. أما الكلام الذي يردده النظام الإيراني فكلام بعيد عن الحقيقة.