لست أبالغ فهذه حقيقة واقعة، هناك من يموت بسبب الاثنين، من العمل وكذلك الإجازة.
كنت أتحدث مع صديق يوم أمس، استذكرنا ذكرى أحد أصدقائنا الشباب الذين خطفهم المرض الخبيث وهو في عز شبابه، وكان صديقي الذي زامله في العمل يقول بأنه رحمه الله رغم ظروفه الصحية كان يرهق نفسه في العمل، وهذا مما زاد في سوء وضعه، غفر الله له وأسكنه واسع جناته.
قلت له بأنني أعرف حالات لأشخاص كان العمل يمثل لهم أساس حياتهم، وحينما ابتعدوا عنه أو خرجوا على التقاعد، المنطق هنا يفترض أنك تدخل حياة جديدة مليئة بالراحة والفرصة للاستفادة من وقتك، لكن البعض من هذه النوعية التي تغرق أنفسها في العمل، وتعتبره جل كيانها، حينما ابتعدوا عنه غادروا دنيانا بعد زمن قصير.
العمل المكثف يقتل، وكذلك الراحة الزائدة تقتل، وهنا تقف محتاراً، في أي كفة تكون.
قرأت مقالاً للكاتب السعودي الزميل عبدالله الكعيد، فيه اخترع مسمى جديداً أطلق عليه «متلازمة الموت والعمل»، ويتحدث فيه عن إدمان العمل لدرجة متقدمة حتى يكون سبباً في انهيار الإنسان ومن ثم موته، وفي المقابل يقول بأن هناك أناساً يموتون بسبب فرط الإجازات والكسل والخمول وتراكم الشحوم والوزن الزائد بما يستجلب كثيراً من الأمراض.
اليابان وهي المثال الدائم الذي نستخدمه لنضرب الأمثلة ونقدم النماذج بشأن العمل والاجتهاد والانضباطية والتفوق الصناعي والتكنولوجي وغيرها من مجالات، تخيلوا أن في اليابان أقدم 1456 موظفاً على الانتحار في عام 2014 بسبب كثرة العمل داخل الشركات والمؤسسات، خاصة بعد أن منح الموظفون فرصة العمل لـ100 ساعة عمل إضافية، وللمعلومية أسميت هذه الظاهرة بـ«الكاروشي» والتي تعني الموت من الإفراط في العمل.
ماذا نفعل في هذه الحالة؟! هل نعمل، أو لا نعمل؟! هل إذا اجتهدنا في عملنا ستكون الضريبة على صحتنا ونفسياتنا وقدراتنا العقلية، أم إذا ركنا للخمول والكسل والبحث عن الراحة سنعاني من أمراض أخرى تفضي إلى الموت؟!
السر في المعادلة الإدارية التي وضعها عبدالكلام أبوبكر زين العابدين أحد أشهر رؤساء الهند، وصانع منظومتها الصاروخية، ومهندس عملياتها الإدارية، وهي معادلة أتذكرها دائماً بعدما قرأتها بتمعن في فترة كان العمل يمثل لي كل شيء، وكان قضاء الساعات الطوال فيه بالنسبة لي يعني الاجتهاد والمثابرة والسعي للإنجاز والتفوق، ثم اكتشفت بأن لكل هذا تداعيات عديدة، أهمها أنك تفقد «التوازن» بين الحياة والعمل، ولهذا تأثيرات قد لا تلاحظها إلا بعد حين.
يقول عبدالكلام ناصحاً موظفي الهند، بأن الموظف الذي يظل في عمله بعد نهاية الدوام لا يظنن أن هذا دليل على الاجتهاد والمثابرة، بل هذا دليل على سوء التنظيم والتخطيط، إن كان هذا ديدنه اليومي، فالذكاء في العمل يقوم أولاً على التنظيم، بحيث يكون عملك منجزاً خلال ساعات دوامك يومياً، وهذا ما يمنحك الفرصة لأن تعيش حياتك في جزئها الآخر ذي الشق الاجتماعي والترفيهي.
لكننا في عالمنا العربي نعاني من إفراط مخالف للعمل، فالنسب إن رصدت سنجد أن البحث عن الإجازات، والانغماس في الكسل والخمول، هو أكثر المسببات لأمراض السمنة وفتح الباب واسعاً للأمراض أن تغزو أجسادنا، خاصة وأن الرياضة اليومية ليست عنصراً متأصلاً في مجتمعنا، بقدر ما هي ظاهرة لدى البعض الواعي لنفسه وصحته.
الاعتدال في كل شيء أمر لازم، التفريط قاتل، اعمل بجد واجتهاد في وقت عملك، لكن لا تعطِ عملك فرصة ليقتلك صحياً وذهنياً وحتى اجتماعياً، لكن أيضاً لا تركن للدعة والراحة تاركاً الحبل على الغارب لتجد نفسك تعاني في النهاية من أمراض سببها قلة الحركة وقلة العمل.
مع تمنياتي لكم بالعمر المديد الخالي من الأمراض.
كنت أتحدث مع صديق يوم أمس، استذكرنا ذكرى أحد أصدقائنا الشباب الذين خطفهم المرض الخبيث وهو في عز شبابه، وكان صديقي الذي زامله في العمل يقول بأنه رحمه الله رغم ظروفه الصحية كان يرهق نفسه في العمل، وهذا مما زاد في سوء وضعه، غفر الله له وأسكنه واسع جناته.
قلت له بأنني أعرف حالات لأشخاص كان العمل يمثل لهم أساس حياتهم، وحينما ابتعدوا عنه أو خرجوا على التقاعد، المنطق هنا يفترض أنك تدخل حياة جديدة مليئة بالراحة والفرصة للاستفادة من وقتك، لكن البعض من هذه النوعية التي تغرق أنفسها في العمل، وتعتبره جل كيانها، حينما ابتعدوا عنه غادروا دنيانا بعد زمن قصير.
العمل المكثف يقتل، وكذلك الراحة الزائدة تقتل، وهنا تقف محتاراً، في أي كفة تكون.
قرأت مقالاً للكاتب السعودي الزميل عبدالله الكعيد، فيه اخترع مسمى جديداً أطلق عليه «متلازمة الموت والعمل»، ويتحدث فيه عن إدمان العمل لدرجة متقدمة حتى يكون سبباً في انهيار الإنسان ومن ثم موته، وفي المقابل يقول بأن هناك أناساً يموتون بسبب فرط الإجازات والكسل والخمول وتراكم الشحوم والوزن الزائد بما يستجلب كثيراً من الأمراض.
اليابان وهي المثال الدائم الذي نستخدمه لنضرب الأمثلة ونقدم النماذج بشأن العمل والاجتهاد والانضباطية والتفوق الصناعي والتكنولوجي وغيرها من مجالات، تخيلوا أن في اليابان أقدم 1456 موظفاً على الانتحار في عام 2014 بسبب كثرة العمل داخل الشركات والمؤسسات، خاصة بعد أن منح الموظفون فرصة العمل لـ100 ساعة عمل إضافية، وللمعلومية أسميت هذه الظاهرة بـ«الكاروشي» والتي تعني الموت من الإفراط في العمل.
ماذا نفعل في هذه الحالة؟! هل نعمل، أو لا نعمل؟! هل إذا اجتهدنا في عملنا ستكون الضريبة على صحتنا ونفسياتنا وقدراتنا العقلية، أم إذا ركنا للخمول والكسل والبحث عن الراحة سنعاني من أمراض أخرى تفضي إلى الموت؟!
السر في المعادلة الإدارية التي وضعها عبدالكلام أبوبكر زين العابدين أحد أشهر رؤساء الهند، وصانع منظومتها الصاروخية، ومهندس عملياتها الإدارية، وهي معادلة أتذكرها دائماً بعدما قرأتها بتمعن في فترة كان العمل يمثل لي كل شيء، وكان قضاء الساعات الطوال فيه بالنسبة لي يعني الاجتهاد والمثابرة والسعي للإنجاز والتفوق، ثم اكتشفت بأن لكل هذا تداعيات عديدة، أهمها أنك تفقد «التوازن» بين الحياة والعمل، ولهذا تأثيرات قد لا تلاحظها إلا بعد حين.
يقول عبدالكلام ناصحاً موظفي الهند، بأن الموظف الذي يظل في عمله بعد نهاية الدوام لا يظنن أن هذا دليل على الاجتهاد والمثابرة، بل هذا دليل على سوء التنظيم والتخطيط، إن كان هذا ديدنه اليومي، فالذكاء في العمل يقوم أولاً على التنظيم، بحيث يكون عملك منجزاً خلال ساعات دوامك يومياً، وهذا ما يمنحك الفرصة لأن تعيش حياتك في جزئها الآخر ذي الشق الاجتماعي والترفيهي.
لكننا في عالمنا العربي نعاني من إفراط مخالف للعمل، فالنسب إن رصدت سنجد أن البحث عن الإجازات، والانغماس في الكسل والخمول، هو أكثر المسببات لأمراض السمنة وفتح الباب واسعاً للأمراض أن تغزو أجسادنا، خاصة وأن الرياضة اليومية ليست عنصراً متأصلاً في مجتمعنا، بقدر ما هي ظاهرة لدى البعض الواعي لنفسه وصحته.
الاعتدال في كل شيء أمر لازم، التفريط قاتل، اعمل بجد واجتهاد في وقت عملك، لكن لا تعطِ عملك فرصة ليقتلك صحياً وذهنياً وحتى اجتماعياً، لكن أيضاً لا تركن للدعة والراحة تاركاً الحبل على الغارب لتجد نفسك تعاني في النهاية من أمراض سببها قلة الحركة وقلة العمل.
مع تمنياتي لكم بالعمر المديد الخالي من الأمراض.