القاهرة - عصام بدوي
أقدم طبيب جراح مصري شاب على إنهاء حياته من خلال الإقدام على الانتحار من خلال قطع شرايين الدم، وتوثيق محاولته لإنهاء حياته على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، ليصاب أصدقاؤه ومتابعوه بحالة من الذهول، دفعت الكثيرين إلى التوجه إلى منزله لإنقاذ حياته.
"أنا استسلمت.. الحياة قاسية وكلها معاناة.. ولا تستحق".. بهذه العبارة علق الطبيب الشاب الذي يقطن بمحافظة الأقصر جنوب مصر على محاولته الانتحار، بعدما تعرض للكثير من الضغوطات النفسية والمشاكل الأسرية التي دفعت به للدخول في حالة من الاكتئاب، خاصة بعدما قام بكتابة منشور على موقع التواصل الاجتماعي، يكشف من خلاله تفاصيل حالته الصحية، ليواجه حملة من التنمر بين رواد موقع التواصل، وهذا ما تسبب في زيادة سوء حالته النفسية.
والطبيب الشاب أصيب منذ نحو أسبوعين بجلطة دماغية، أثرت على قدرته على الحركة بشكل طبيعي، وفي ظل الخلافات القائمة بينه وبين أفراد أسرته زادت حالته النفسية سوءاً ليكشف عن طبيعة علاقته مع أسرته، ليقوم بكتابة منشور قاله فيه: "أخويا كل يوم بييجي يشتمني مش أقل من 5 مرات في اليوم.. وأمي كل يوم تعنفني وتستفزني لحد ما الضغط بتاعي يعلى فوق الـ 200.. عايزين يقتلوني بأي طريقة بس مش لاقيين طريقة أسهل من كده".
استغاثات رواد موقع التواصل الاجتماعي نجحت في إنقاذ حياة الطبيب الشاب، وقام البعض بالتوجه إلى منزله فور قيامه بكتابة منشور الانتحار، وتم نقله لمستشفى الأقصر الدولي.
والطبيب الشاب مايكل هلال، نائب طبيب جراحة، نشر عبر حسابه الشخصي منشوراً، قال من خلاله، "بالنسبة للناس اللي متعرفنيش وميعرفوش الـdimensions للي حصل.. أولاً أنا نايب جراحة قلب.. الجلطة عملاقة في المخ في شريان كبير اسمه الـmiddle cerebral artery.. إل extend بتاع الجلطة عمل infarction وischaemia يعني نقص في التروية الدموية.. في الفص الصدغي كله أللي هو temporal lobe، وأخد معاه فص تاني اسمه ال parietal lobe، دول فصين من أربع فصوص في النص اليمين أللي هو الـright hemisphere.. مفيش أي طريقة أعرف بيها مدى الـdamage أللي حصل.. بس عموماً الإيد والرجل الشمال مش شغالين.. إمبارح اكتشفت إن العصب السمعي طار وفقدت السمع في الودن اليمين".
وتابع قائلاً، "إنهاردة العصب التامن طار وفقدت التوازن تماماً.. السيولة كان لازم تعمل نزيف داخلي.. أي حد هيتوقع إنها تعمل نزيف في المخ.. بس لحسن الحظ النزيف الداخلي حصل في القولون.. معرفش إيه المراكز التانية في الفصين دول ممكن يطيروا.. ممكن ماموتش من نزيف تاني أو سكتة قلبية وأفضل عايش بس هابقي عايش عاجز ومش هارجع للجراحة تاني واحتمال مقدرش أرجع الطب كله، وده أسوأ من الموت، ومش متخيل حياتي بالشكل ده.. أنا نفسياً كويس ومستعد.. أنا مكنتش متوقع كمية الحب أللي اديتوهالي".
وأضاف الطبيب المنتحر قائلاً: "أنا محظوظ جداً بيكم.. بالمناسبة فيه بنت كنت مرتبط بيها من سنتين اتصلت بيا بتقولي إنت بتلم تعاطف واهتمام وعايزة تنصب عليا.. بجد والله.. ما علينا.. أنا كويس.. وأنا آسف إني مش قادر أرد على حد أو أتكلم.. أنا مش قادر.. مش مش مهتم أو مش عايز.. أنا ماستاهلش الاهتمام ولا التعاطف يا جماعة.. أنا كطبيب شوفت مرضى حالاتهم أسوأ بكتير وشوفت أسر اتدمرت وماتت بالكامل.. يعني أنا شايف إنى محظوظ فعلاً.. الحياة عشوائية وعبثية وأنا مدرك ده تماماً.. وقصة إن تحصلي كوارث صحية نادرة ومش مفهومة.. دي حاجة عادية.. أنا مش على راسي ريشة عشان أعيش حياة مستقرة.. شيئ طبيعي إني أكون جزءاً من عبثية الحياة.. وأنا متصالح مع ده.. وبالمناسبة الـthree years survival rate of massive stroke in young age is 5%.. ممكن تكون محظوظ تاني وأكون من الـ5% أللي ممكن يعيشوا تلات سنين كمان.. فيه ناس عندهم طاقة إنهم يكافحوا.. أنا طاقتي انتهت تماماً.. الحياة لا تستحق الكفاح والمعاناة.. أنا عشت كتير وعرفت كتير ومريت بتجارب وخبرات تكفى 200 سنة".
وأنهى الطبيب المنتحر على "فيسبوك" حديثه: أنا مش زعلان.. الخوف إحساس طبيعي.. أنا اختبرت مشاعر كتير وأخدت كفايتي من الحياة.. أخدت كفايتي من الألم والمعاناة.. ومن الحب ومن الكفاح ومن الفرحة واللحظات المسروقة وأخدت كفايتي من الذكريات.. أنا مش عارف بأقول إيه.. الموضوع مفيهوش استسلام ولا مقاومة.. ده المخ مش أي عضو تاني.. وأى دكتور عارف إن محدش يعرف إيه أللي ممكن يحصل بعدين خصوصاً مع جلطة بالحجم العملاق ده.. دي المفروض إنها fatal stroke يعنى جلطة قاتلة.. ده كلام الكتب.. أنا مش عارف هل أنا محظوظ إني لسه عايش ومش في غيبوبة.. ولا أنا حظي سيئ إني مموتش وباختبر مخي والمراكز بتموت بالبطيئ.. بس أنا كويس فعلاً.. وكفاية الحب أللي ماستحقهوش فعلاً.. أنا مش أحسن من الناس أللي بتعاني من أمراض مؤلمة، ولا أحسن من الناس أللي بتموت من الجوع في اليمن مثلاً.. ولو أنا باعاني وبمر باختبارات وتجارب مؤلمة.. يبقي ده قدري we don't chose our birth and we don't chose our death.. بس أنا عندي رفاهية إني أقدر ا chose my death when it's unbearable.. ده تمن الحرية المطلقة".
أقدم طبيب جراح مصري شاب على إنهاء حياته من خلال الإقدام على الانتحار من خلال قطع شرايين الدم، وتوثيق محاولته لإنهاء حياته على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، ليصاب أصدقاؤه ومتابعوه بحالة من الذهول، دفعت الكثيرين إلى التوجه إلى منزله لإنقاذ حياته.
"أنا استسلمت.. الحياة قاسية وكلها معاناة.. ولا تستحق".. بهذه العبارة علق الطبيب الشاب الذي يقطن بمحافظة الأقصر جنوب مصر على محاولته الانتحار، بعدما تعرض للكثير من الضغوطات النفسية والمشاكل الأسرية التي دفعت به للدخول في حالة من الاكتئاب، خاصة بعدما قام بكتابة منشور على موقع التواصل الاجتماعي، يكشف من خلاله تفاصيل حالته الصحية، ليواجه حملة من التنمر بين رواد موقع التواصل، وهذا ما تسبب في زيادة سوء حالته النفسية.
والطبيب الشاب أصيب منذ نحو أسبوعين بجلطة دماغية، أثرت على قدرته على الحركة بشكل طبيعي، وفي ظل الخلافات القائمة بينه وبين أفراد أسرته زادت حالته النفسية سوءاً ليكشف عن طبيعة علاقته مع أسرته، ليقوم بكتابة منشور قاله فيه: "أخويا كل يوم بييجي يشتمني مش أقل من 5 مرات في اليوم.. وأمي كل يوم تعنفني وتستفزني لحد ما الضغط بتاعي يعلى فوق الـ 200.. عايزين يقتلوني بأي طريقة بس مش لاقيين طريقة أسهل من كده".
استغاثات رواد موقع التواصل الاجتماعي نجحت في إنقاذ حياة الطبيب الشاب، وقام البعض بالتوجه إلى منزله فور قيامه بكتابة منشور الانتحار، وتم نقله لمستشفى الأقصر الدولي.
والطبيب الشاب مايكل هلال، نائب طبيب جراحة، نشر عبر حسابه الشخصي منشوراً، قال من خلاله، "بالنسبة للناس اللي متعرفنيش وميعرفوش الـdimensions للي حصل.. أولاً أنا نايب جراحة قلب.. الجلطة عملاقة في المخ في شريان كبير اسمه الـmiddle cerebral artery.. إل extend بتاع الجلطة عمل infarction وischaemia يعني نقص في التروية الدموية.. في الفص الصدغي كله أللي هو temporal lobe، وأخد معاه فص تاني اسمه ال parietal lobe، دول فصين من أربع فصوص في النص اليمين أللي هو الـright hemisphere.. مفيش أي طريقة أعرف بيها مدى الـdamage أللي حصل.. بس عموماً الإيد والرجل الشمال مش شغالين.. إمبارح اكتشفت إن العصب السمعي طار وفقدت السمع في الودن اليمين".
وتابع قائلاً، "إنهاردة العصب التامن طار وفقدت التوازن تماماً.. السيولة كان لازم تعمل نزيف داخلي.. أي حد هيتوقع إنها تعمل نزيف في المخ.. بس لحسن الحظ النزيف الداخلي حصل في القولون.. معرفش إيه المراكز التانية في الفصين دول ممكن يطيروا.. ممكن ماموتش من نزيف تاني أو سكتة قلبية وأفضل عايش بس هابقي عايش عاجز ومش هارجع للجراحة تاني واحتمال مقدرش أرجع الطب كله، وده أسوأ من الموت، ومش متخيل حياتي بالشكل ده.. أنا نفسياً كويس ومستعد.. أنا مكنتش متوقع كمية الحب أللي اديتوهالي".
وأضاف الطبيب المنتحر قائلاً: "أنا محظوظ جداً بيكم.. بالمناسبة فيه بنت كنت مرتبط بيها من سنتين اتصلت بيا بتقولي إنت بتلم تعاطف واهتمام وعايزة تنصب عليا.. بجد والله.. ما علينا.. أنا كويس.. وأنا آسف إني مش قادر أرد على حد أو أتكلم.. أنا مش قادر.. مش مش مهتم أو مش عايز.. أنا ماستاهلش الاهتمام ولا التعاطف يا جماعة.. أنا كطبيب شوفت مرضى حالاتهم أسوأ بكتير وشوفت أسر اتدمرت وماتت بالكامل.. يعني أنا شايف إنى محظوظ فعلاً.. الحياة عشوائية وعبثية وأنا مدرك ده تماماً.. وقصة إن تحصلي كوارث صحية نادرة ومش مفهومة.. دي حاجة عادية.. أنا مش على راسي ريشة عشان أعيش حياة مستقرة.. شيئ طبيعي إني أكون جزءاً من عبثية الحياة.. وأنا متصالح مع ده.. وبالمناسبة الـthree years survival rate of massive stroke in young age is 5%.. ممكن تكون محظوظ تاني وأكون من الـ5% أللي ممكن يعيشوا تلات سنين كمان.. فيه ناس عندهم طاقة إنهم يكافحوا.. أنا طاقتي انتهت تماماً.. الحياة لا تستحق الكفاح والمعاناة.. أنا عشت كتير وعرفت كتير ومريت بتجارب وخبرات تكفى 200 سنة".
وأنهى الطبيب المنتحر على "فيسبوك" حديثه: أنا مش زعلان.. الخوف إحساس طبيعي.. أنا اختبرت مشاعر كتير وأخدت كفايتي من الحياة.. أخدت كفايتي من الألم والمعاناة.. ومن الحب ومن الكفاح ومن الفرحة واللحظات المسروقة وأخدت كفايتي من الذكريات.. أنا مش عارف بأقول إيه.. الموضوع مفيهوش استسلام ولا مقاومة.. ده المخ مش أي عضو تاني.. وأى دكتور عارف إن محدش يعرف إيه أللي ممكن يحصل بعدين خصوصاً مع جلطة بالحجم العملاق ده.. دي المفروض إنها fatal stroke يعنى جلطة قاتلة.. ده كلام الكتب.. أنا مش عارف هل أنا محظوظ إني لسه عايش ومش في غيبوبة.. ولا أنا حظي سيئ إني مموتش وباختبر مخي والمراكز بتموت بالبطيئ.. بس أنا كويس فعلاً.. وكفاية الحب أللي ماستحقهوش فعلاً.. أنا مش أحسن من الناس أللي بتعاني من أمراض مؤلمة، ولا أحسن من الناس أللي بتموت من الجوع في اليمن مثلاً.. ولو أنا باعاني وبمر باختبارات وتجارب مؤلمة.. يبقي ده قدري we don't chose our birth and we don't chose our death.. بس أنا عندي رفاهية إني أقدر ا chose my death when it's unbearable.. ده تمن الحرية المطلقة".