براء ملحم
أكد محامون أن مواقع التواصل الإجتماعي تعد من أبرز أسباب الطلاق بين الزوجين، بسبب الخيانات الزوجية من الطرفين، إلى جانب عدم النفقة على الزوجة.
وأوضحوا لـ "الوطن": أن غالبية من يلجأون الى طلب الطلاق تتراوح أعمارهم ما بين 20 و40 عاماً، فضلاً عن وجود عدد قليل من الذين يطلبون الطلاق بعد تجاوزهم سن الـ 70 عاماً، لافتين إلى وجود عدد كبير من الأسباب التافهة التي لا ترقى لأن تكون سبباً في هدم بيت الزوجية.
وحول ذلك، قالت المحامية هدى الشاعر أن من الأسباب الرئيسة خلف زيادة قضايا الطلاق تتمثل في مواقع التواصل الاجتماعي التي ساهمت بشكل كبير بانتشار الخيانات بين الزوجين، وبالأخص بين فئة الشباب وذلك من قبل الطرفين "الزوج والزوجة"، إذ شكلت مواقع التواصل الاجتماعي بيئة خصبة لممارسة الخيانة بين الزوجين.
وأشارت إلى أنه من الأسباب الشائعة أيضاً عدم النفقة والهجران، إضافة إلى الطعن بالشرف، وهي من الأسباب التي إذا ثبتت يتم تطليق الزوجة فورا بموجبها.
وأكدت الشاعر على أن غالبية الأزواج الذي يلجأون إلى طلب الطلاق تتراوح أعمارهم ما بين العشرين والأربعين سنة، علماً بأن قضايا الطلاق زادت بالآونة الأخيرة وبالأخص بين فئة الشباب.
من جهتها، أكدت المحامية سهام صليبيخ أن عدداً كبيراً من حالات الطلاق تعود لأسباب تافهة لا ترقى إلى أن تكون سبباً لهدم بيت الزوجية، ومن الأمثل على ذلك طلب الزوجة الطلاق بسبب سهر زوجها خارج البيت.
وأضافت أن الخيانات الزوجية والتي غالبيتها ناتجة عن وسائل التواصل الاجتماعي سبباً مهماً اليوم في حالات الطلاق، حيث ثبت وجود ضرر ووجود أدلة تكميلية تؤكد هذا الضرر، إضافة الى اعتراف الزوج بخيانته على سبيل المثال، حينها يمكن للزوجة الحصول على الطلاق.
وأشارت صليبيخ أن من الأسباب التي تلجأ لها الزوجات كثيراً الاعتداء على سلامة الجسد، وهو ما يتم استغلاله أحياناً لرفع الدعاوي الجنائية والتي تكون غالباً حلات كيدية، إلا أن القضاء الشرعي تعامل مع هذه الحالات بذكاء.
وأكدت أن الضرر والاعتداء على سلامة الجسد ليس مقتصراً على النساء فحسب، بل يوجد عدد من الحالات التي يتعرض بها الأزواج للعنف والاعتداء بالضرب عليهم والطرد من المنزل، إلا أنهم يلتزمون الصمت بسبب خوفهم من نظرة المجتمع إليهم، كي لا تتشوه صورتهم أمام الاخرين.
ونوهت إلى عدد وجود كبير من حالات الطلاق اليوم ترجع الى عدم النفقة أو إساءة المعاملة والاعتداء اللفظي بالكلام، علماً بأن غالبية من يلجأون إلى طلب الطلاق تتراوح أعمارهم من 22 إلى 45 عاماً، وأشارت إلى أنه هناك عدد قليل من الحالات التي تجاوزت السبعين عاماً وتطلب الطلاق بسبب عدم تحملهم العيش أكثر مع شريكهم، وأن ما كان يصبرهم على الزواج هم الأبناء.
بدورها، أكدت المحامية شيرين الغزالي أن من أبرز أسباب اللجوء إلى الطلاق اليوم هو عدم نفقة الزوج على زوجته، وإتكال بعض الأزواج على زوجاتهم كونهم يعملون ولديهم راتب شهري، وفي حالت أخرى يكون إنفاق الزوج غير كافٍ ولا يغطي احتياجات بيته.
وأضافت أن الخيانة الزوجية تعد من أبرزالأسباب المؤدية إلى الطلاق في مجتمعنا اليوم، حيث يتقدمن العديد من النساء بطلب الطلاق لاكتشافهن خيانة أزواجهن لهن، علماً بأن غالبية قضايا الطلاق بسبب الخيانة الزوجية يكون الرجل هو الخائن، إلا أنه توجد حالات قليلة تكون الزوجة هي الخائنة وعلى علاقة بشخص آخر خارج إطار العاقة الزوجية.
وأشارت إلى وجود عدد من قضايا الطلاق ترفع لأسباب سخيفة وتافهة جداً، ومن الحالات الغريبة والتافهة طلب إحدى الزوجات الطلاق بسبب أن زوجها لا يصحبها إلى المطاعم للغداء والعشاء كصديقاتها، إلى جانب أن الزوج لا يأذن لها بالسفر مع صديقاتها.
ونوهت الغزالي إلى أن مواقع التوصل الاجتماعي أكبر مؤثر على النساء بالوقت الحالي، إذ إن هناك عدداً كبيراً من الزوجات يحاولن العيش بأسلوب حياة يفوق قدرات أزواجهم بسبب تأثير مواقع التواصل الاجتماعي عليهم، علماً بأن هناك عدد النساء يطلبون الطلاق بسبب الوضع المادي السيئ لأزواجهم، معتقدين بأنهم إذا حصلوا على الطلاق سوف يحصلون على مبالغ مالية من الجمعيات وعدد من علاوات الغلاء إذ يصل المبلغ إلى 400 دينار شهرياً، مؤكدة أن هذا النوع من التفكير موجود عند عدد من الزوجات.
وأكدت أن نسبة الطلاق في الفترة الأخيرة ازدادت بشكل كبير، وأن أكثر الفئات لجوء للطلاق هم ما بين 20 عاماً و35 عاماً، إذ تمثل هذه الفئة النسبة الأكبر من قضايا الطلاق، علماً بأن هناك حالات قليلة لمن هم فوق سن 50 عاماً.
يشار إلى أن المحاكم الشرعية سجلت خلال العام 2018 معدل 5 حالات طلاق يومياً، إذ بلغ عدد البحرينيين الذين سجلوا حالات طلاقهم في المحاكم الشرعية إلى 1667 والبحرينيات 1518.
ومن أبرز حالات الطلاق في 2019، قيام زوجة برفع دعوى طلاق على زوجها بعد زواج دام 24 سنة، لقيام الأخير بضربها والاعتداء عليها أمام الناس وفي الأماكن العامة، وكان أخرها ضربها بسبب تأخرها في قياس الملابس بأحد المجمعات التجارية.
وفي حادثة أخرى، طلقت المحكمة زوجة من زوجها بعد قام بضربها في الشارع العام أمام وزارة العدل، وسبها وسرق هاتفها، حيث طلبت الزوجة بتطليقها من زوجها لاستحالة العشرة والضرر المتمثل في الضرب والسب والتشهير.
ومن القضايا الغريبة أيضاً، طلب زوجة من زوجها أن يوصلها لبيت والدها كي تجلس هناك فترة قصيرة برفقة عائلتها، إلا أنها وبدون أي سبب قامت برفع دعوى نفقة على زوجها بعد أن زعمت بأنه قد طردها من منزل الزوجية وكان يعتدي عليها بالضرب وتخلف عن سداد نفقاتها الزوجية لسبع سنوات، الا أن الحقيقة كانت مخالفة لذلك، حيث تبين أن الزوجة هي من كانت تعتدي بالضرب على زوجها، فضلاً عن كونه ملتزماً بالإنفاق عليها بل وتكبد نفقات سفرها السياحي للخارج خلال فترة تواجدها بمنزل والدها.