* الدول السبع تتفق على منع إيران من امتلاك السلاح النووي
باريس - لوركا خيزران
لم يطل الجدل حول تكليف الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بنقل رسالة موحدة من زعماء الدول السبع إلى إيران حول ملفها النووي، إذ خرج الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لينفي تفويض ماكرون الذي أعقب ترامب بتصريح مشابه أكد فيه أن كل دولة لها طريقتها ومبادراتها الخاصة لكن باتجاه هدف واحد وهو منع إيران من امتلاك قنبلة نووية وكذلك منعها من زعزعة الاستقرار بالمنطقة، ما رأى فيه محلل سياسي فرنسي ضربة جديدة لإيران التي كانت تتوقع دعماً أكبر من فرنسا.
الرئيس الفرنسي أكد في اليوم الثاني لقمة زعماء مجموعة الدول السبع الكبرى المنعقدة في باريس عدم حصوله على تفويض لتوجيه رسائل لإيران، لكنه سيواصل إجراء محادثات مع طهران لتهدئة التوتر. وجاء ذلك بعد تضارب في الأنباء بشأن وجود تفويض مشترك من قادة المجموعة.
وقال الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون "دار بيننا نقاش بشأن إيران وهذا مكّننا من رسم خطين مشتركين: لا توجد دولة عضو في مجموعة السبع ترغب في امتلاك إيران قنبلة نووية، وكل أعضاء مجموعة السبع مهتمون بشدة بالاستقرار والسلام في المنطقة"، مضيفاً "أنه ورئيس الوزراء الياباني شينزو آبي كان لهما مبادرات بخصوص إيران".
وأضاف "لكن لم يصدر تفويض رسمي من مجموعة السبع، وبالتالي فهناك مبادرات سيستمر إطلاقها للوصول إلى هذين الهدفين".
وكان مصدر بالرئاسة الفرنسية قد ذكر أن زعماء دول المجموعة اتفقوا على ضرورة أن يجري ماكرون محادثات ويوجه رسائل إلى إيران.
وسبق للرئيس الأمريكي أن نفى موافقته على رسالة مشتركة من قبل مجموعة السبع إلى إيران حول برنامجها النووي، كما أعلن نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون في وقت سابق.
وقال ترامب للصحافيين "لا لم أناقش ذلك". ويتناقض هذا التصريح مع ما أعلنه ماكرون في وقت سابق أن دول مجموعة السبع "اتفقت على ما ستقوله لإيران".
وأضاف ترامب "سنقوم بمبادرتنا الخاصة لكن لا يمكن منع الناس من التكلم. إذا أرادوا التكلم، يمكنهم".
تصريحات ترامب وماكرون "تصعد من حدة الضغط على إيران التي كانت تتوقع موقفاً فرنسياً أكثر دعماً"، بحسب المحلل السياسي الفرنسي أليكس لاغاتا الذي قال لـ"الوطن" إن "ترامب بدا مرتاحاً بعد الغداء، الذي جاء بعد سلسلة من تغريدات عنيفة أشارت إلى أنه لم يكن في مزاج يسمح بتقديم تنازلات مع أقرانه من مجموعة السبع".
وغرد ترامب بعد الغداء مشيداً بـ"علاقته الخاصة" مع ماكرون، وقال "حتى الآن كل شيء جيد للغاية. الطقس ممتاز. الكل يتعامل بود. أعتقد أننا سننجز الكثير في نهاية هذا الاسبوع".
وأضاف لاغاتا أن "تصريحات ترامب وماكرون الأحد عادت لتقلب الطاولة على إيران فالجميع لن يسمح لها بحيازة القنبلة النووية وزعزعة الاستقرار لكن كل حسب طريقته، ويبدو أن طريق فرنسا بعد انتهاء توجيه الرسائل لطهران لن تختلف عن طريقة أمريكا".
وأوضح أن "القضية لا تحتمل التهاون، هناك سلاح نووي سيقع بيد نظام غير مسؤول وله تاريخ بزعزعة الاستقرار، ما يعني أن مواجهة طموحه النووي سيكون على قدر المخاطر".
وقدم ماكرون، الذي يؤدي دور الوسيط منذ أشهر ويلتقي بشكل منتظم نظيره الإيراني حسن روحاني، السبت، إلى ترامب تسوية للخروج من المأزق.
وعرض عليه خيار السماح لطهران "بتصدير جزء من نفطها لفترة محددة" مقابل التزامها مجدداً بعدم تخصيب اليورانيوم لحيازة السلاح النووي، وفق "فرانس برس".
وكانت الرئاسة الفرنسية قالت إن ماكرون وترامب توصلا لـ"نقاط تقارب" حول قضايا تشمل التجارة والبرنامج النووي الإيراني وحرائق الغابات التي تدمر أجزاء كبيرة من منطقة الأمازون.
وكان هناك خلافات اقتصادية فرنسية أمريكية، وهدد ترامب بالانتقام من فرض فرنسا ضرائب جديدة على شركات التكنولوجيا الأمريكية الكبرى، التي تدفع الجزء الأكبر من ضرائب الاتحاد الأوروبي في الدول التي تفرض ضرائب منخفضة، وأصر ماكرون على أنه "لا يوجد سبب لإثارة حرب تجارية حول هذا".
كما توصل الزعيمان إلى أرضية مشتركة حول كيفية الاستجابة للحرائق الكبرى في مناطق واسعة من الأمازون، بعد أن اتهم ماكرون الرئيس البرازيلي يير بولسونارو، بالفشل في القيام بما يكفي في مواجهة "الأزمة الدولية".
وأغضبت الاتهامات الفرنسية الرئيس البرازيلي، والذي رد بتوبيخ لاذع للرئيس الفرنسي، وشجب ما أسماه "العقلية الاستعمارية".
وكان ماكرون أكد من قبل على أنه سيبذل قصارى جهده لجعل الدول الصناعية الكبرى تتوافق على استراتيجية موحدة، خلال استضافة بلاده لقمة مجموعة الدول السبع الصناعية الكبرى، والتي يبدو أنها ستكون قمة صعبة.
وقال ماكرون في خطاب متلفز قبل اجتماع القمة في منتجع بياريتز الفرنسي، إنه سيحاول إقناع قادة مجموعة السبع بأن التوترات وخاصة التجارية، لها عواقب سيئة على الجميع. ودعا إلى وقف التصعيد لتجنب إشعال حروب تجارية في كل مكان بالعالم.
وشدد رئيس المجلس الأوروبي المنتهية ولايته دونالد تاسك، على أن هذه القمة ربما تكون الفرصة الأخيرة لاستعادة التوافق والانسجام.
باريس - لوركا خيزران
لم يطل الجدل حول تكليف الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بنقل رسالة موحدة من زعماء الدول السبع إلى إيران حول ملفها النووي، إذ خرج الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لينفي تفويض ماكرون الذي أعقب ترامب بتصريح مشابه أكد فيه أن كل دولة لها طريقتها ومبادراتها الخاصة لكن باتجاه هدف واحد وهو منع إيران من امتلاك قنبلة نووية وكذلك منعها من زعزعة الاستقرار بالمنطقة، ما رأى فيه محلل سياسي فرنسي ضربة جديدة لإيران التي كانت تتوقع دعماً أكبر من فرنسا.
الرئيس الفرنسي أكد في اليوم الثاني لقمة زعماء مجموعة الدول السبع الكبرى المنعقدة في باريس عدم حصوله على تفويض لتوجيه رسائل لإيران، لكنه سيواصل إجراء محادثات مع طهران لتهدئة التوتر. وجاء ذلك بعد تضارب في الأنباء بشأن وجود تفويض مشترك من قادة المجموعة.
وقال الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون "دار بيننا نقاش بشأن إيران وهذا مكّننا من رسم خطين مشتركين: لا توجد دولة عضو في مجموعة السبع ترغب في امتلاك إيران قنبلة نووية، وكل أعضاء مجموعة السبع مهتمون بشدة بالاستقرار والسلام في المنطقة"، مضيفاً "أنه ورئيس الوزراء الياباني شينزو آبي كان لهما مبادرات بخصوص إيران".
وأضاف "لكن لم يصدر تفويض رسمي من مجموعة السبع، وبالتالي فهناك مبادرات سيستمر إطلاقها للوصول إلى هذين الهدفين".
وكان مصدر بالرئاسة الفرنسية قد ذكر أن زعماء دول المجموعة اتفقوا على ضرورة أن يجري ماكرون محادثات ويوجه رسائل إلى إيران.
وسبق للرئيس الأمريكي أن نفى موافقته على رسالة مشتركة من قبل مجموعة السبع إلى إيران حول برنامجها النووي، كما أعلن نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون في وقت سابق.
وقال ترامب للصحافيين "لا لم أناقش ذلك". ويتناقض هذا التصريح مع ما أعلنه ماكرون في وقت سابق أن دول مجموعة السبع "اتفقت على ما ستقوله لإيران".
وأضاف ترامب "سنقوم بمبادرتنا الخاصة لكن لا يمكن منع الناس من التكلم. إذا أرادوا التكلم، يمكنهم".
تصريحات ترامب وماكرون "تصعد من حدة الضغط على إيران التي كانت تتوقع موقفاً فرنسياً أكثر دعماً"، بحسب المحلل السياسي الفرنسي أليكس لاغاتا الذي قال لـ"الوطن" إن "ترامب بدا مرتاحاً بعد الغداء، الذي جاء بعد سلسلة من تغريدات عنيفة أشارت إلى أنه لم يكن في مزاج يسمح بتقديم تنازلات مع أقرانه من مجموعة السبع".
وغرد ترامب بعد الغداء مشيداً بـ"علاقته الخاصة" مع ماكرون، وقال "حتى الآن كل شيء جيد للغاية. الطقس ممتاز. الكل يتعامل بود. أعتقد أننا سننجز الكثير في نهاية هذا الاسبوع".
وأضاف لاغاتا أن "تصريحات ترامب وماكرون الأحد عادت لتقلب الطاولة على إيران فالجميع لن يسمح لها بحيازة القنبلة النووية وزعزعة الاستقرار لكن كل حسب طريقته، ويبدو أن طريق فرنسا بعد انتهاء توجيه الرسائل لطهران لن تختلف عن طريقة أمريكا".
وأوضح أن "القضية لا تحتمل التهاون، هناك سلاح نووي سيقع بيد نظام غير مسؤول وله تاريخ بزعزعة الاستقرار، ما يعني أن مواجهة طموحه النووي سيكون على قدر المخاطر".
وقدم ماكرون، الذي يؤدي دور الوسيط منذ أشهر ويلتقي بشكل منتظم نظيره الإيراني حسن روحاني، السبت، إلى ترامب تسوية للخروج من المأزق.
وعرض عليه خيار السماح لطهران "بتصدير جزء من نفطها لفترة محددة" مقابل التزامها مجدداً بعدم تخصيب اليورانيوم لحيازة السلاح النووي، وفق "فرانس برس".
وكانت الرئاسة الفرنسية قالت إن ماكرون وترامب توصلا لـ"نقاط تقارب" حول قضايا تشمل التجارة والبرنامج النووي الإيراني وحرائق الغابات التي تدمر أجزاء كبيرة من منطقة الأمازون.
وكان هناك خلافات اقتصادية فرنسية أمريكية، وهدد ترامب بالانتقام من فرض فرنسا ضرائب جديدة على شركات التكنولوجيا الأمريكية الكبرى، التي تدفع الجزء الأكبر من ضرائب الاتحاد الأوروبي في الدول التي تفرض ضرائب منخفضة، وأصر ماكرون على أنه "لا يوجد سبب لإثارة حرب تجارية حول هذا".
كما توصل الزعيمان إلى أرضية مشتركة حول كيفية الاستجابة للحرائق الكبرى في مناطق واسعة من الأمازون، بعد أن اتهم ماكرون الرئيس البرازيلي يير بولسونارو، بالفشل في القيام بما يكفي في مواجهة "الأزمة الدولية".
وأغضبت الاتهامات الفرنسية الرئيس البرازيلي، والذي رد بتوبيخ لاذع للرئيس الفرنسي، وشجب ما أسماه "العقلية الاستعمارية".
وكان ماكرون أكد من قبل على أنه سيبذل قصارى جهده لجعل الدول الصناعية الكبرى تتوافق على استراتيجية موحدة، خلال استضافة بلاده لقمة مجموعة الدول السبع الصناعية الكبرى، والتي يبدو أنها ستكون قمة صعبة.
وقال ماكرون في خطاب متلفز قبل اجتماع القمة في منتجع بياريتز الفرنسي، إنه سيحاول إقناع قادة مجموعة السبع بأن التوترات وخاصة التجارية، لها عواقب سيئة على الجميع. ودعا إلى وقف التصعيد لتجنب إشعال حروب تجارية في كل مكان بالعالم.
وشدد رئيس المجلس الأوروبي المنتهية ولايته دونالد تاسك، على أن هذه القمة ربما تكون الفرصة الأخيرة لاستعادة التوافق والانسجام.