هدى حسين
انتشرت مؤخراً بما يعرف بجلسات "الكوتشنق" التشاركية بين "الكوتش" والمستفيد لإثارة الوعي والإدراك وتعزيز الامكانات الشخصية، ويعد عالم "الكوتشنج" عالماً واسعاً قد تتداخل مفاهيمه في ظل وجوده بين الانتشار والموضة، وقد يخطئ الكثيرون فهم مصطلحاته ويصنف "الكوتش" ضمن الأطباء النفسيين.
عالم "الكوتش" كان محل نقاش معد من عدد من المختصين الذين أدلوا بدلوهم عن فائدته ومحاذيره، والتي عرضت "الوطن" حصيلتها وتفاصيلها.
وحول ذلك، كشف مدير التطوير الاحترافي للاتحاد الدولي للكوتشنق فؤاد عبدالله أن الكوتشنق تجاوز في فائدته الفرد ليصل إلى المؤسسات، وأوضح أن عدد الكوتش وصل إلى 67% من فئة النساء مقابل نسبة 33% يشغلها الرجال.
وبين أن الشخص المستفيد يحتاج إلى 6 جلسات "كوتشنق" على الأقل من 20 دقيقة إلى ساعة تقريباً لمدة 4 شهور لتكون فاعلة، حيث تبدأ أسعارها من 40 ديناراً لتصل 200 دينار، موضحاً أن السعر يحكمه خبرة الكوتش ومدى سعة أفقه وسمعته، وانقسام الكوتشنق إلى نوعين أحدهما يقدم للأفراد متعلق بالحياة وهذا منتشر جداً، والآخر يقدم للمؤسسات ويكون خليطاً بين الاستشارات الإدارية والإرشاد والكوتشنق موضحاً وجود كوتشنق مجاني يخدم المجتمع ويقدم للمؤسسات الأهلية.
وأوضح فؤاد الفرق بين الكوتش والطبيب النفسي، فالكوتش مساعد إرشادي، والطبيب النفسي يشخص ويبحث عن أعراض ويعطي العلاج، وهذا ما يجب الانتباه إليه وعدم الخلط في هذه المفاهيم، فهذا المجال يختص بالحياة وهو مجال واسع يرتكز على الوعي والإدراك والمعارف.
ويرى عبدالله أن الكوتشنق هو النظر في الوقت الحاضر للفرد وإلى المستقبل، ولا ينظر للوراء أو لتاريخ الفرد بتاتاً، موضحاً الفرق بينه وبين الطب النفسي هو أن الطب النفسي ينظر لحل المشكلة من خلال الفترة الزمنية السابقة لتاريخ المريض، حيث أن الكوتش يقدم الدعم والمساندة إلى المستفيد بحيث يستخدم المستفيد قدراته وإبداعاته للوصول إلى الحلول بنفسه، وعن أخلاقيات جلسات الكوتشنق، وقال "يجب احترام السرية التامة، والإلمام التام باختصاص الكوتشنق ومهاراته، إذ لابد أن يكون الكوتش ذكي بحيث إذا اكتشف الكوتش خلال الجلسة أن المستفيد به مرض نفسي، ينصحه بأن يراجع الطبيب النفسي، لكن للأسف ليس للكل الخبرة الكافية لاكتشاف ذلك ."
لبلوغ الحياة الأفضل
وأكد عبدالله على أن دور الكوتشنق هو إيصال الشخص لحياة أفضل أو إيجاد حياة أخرى يمكن الوصول إليها وبلوغها، ويقول: "يخرجك الكوتشنق من الشيء إلى شيء له قيمة، يوصلك لأهدافك التي لا تعرف أن تأخذ فيها خطوة، يخرج من حالة الصدمة العاطفية التي أثرت عليك، يوصل معك لحل كي يزداد إنتاج وتفعلك في الشركة التي تعمل فيها ، يصل بك إلى معرفة نقطة قوتك وكيف يمكنك الانطلاق منها، يخرجك من دائرة الروتين الممل إلى تجديد وأفكار مستمرة، وثمة فرق بين المتحدث والمدرب والكوتش، فالمتحدث يرتقي بوعيك ويلهمك بأحداث المعارف والمبادئ والقصص والأبحاث لتفكر بعمق ووعي وتعيش حقيقتك الفريدة وتحقق نجاحاً أسطورياً بنكهتك، والمدرب يمنحك تطبيقات عملية لكل ما يعلمك إياه المتحدث فهو لا يأخذك إلى فصل إلا قبل أن يقودك إلى حالة تطبيق تقني دقيق لما قرأت، لأنه يؤمن أن الأفعال أبلغ أثراً من الأقوال، والكوتش يسألك كثيراً ويستمع لك ويمنحك تقييماً لطرحك لتخرج من قراءة صفحاته بوعي أعلى بذاتك وتنوير أعمق لمكنونك، لتنتهي من هذا الكتاب بدستور شخصي عملي لكافة جوانب حياتك نابع من أعماقك وقيمك ورسالتك ورؤيتك الفريدة .
وعن الفرق بين الاستشارات النفسية والكوتش يقول عبدالله: "المستشار يميل عادة إلى التركيز على الماضي ومشاكل العميل العقلية والنفسية والسلوكية أو غيرها، أما الكوتشنق فيركز على الحاضر ونموه وليس على الماضي ومشاكله إذ لا يتعامل مع المشاكل النفسية أو العقلية أو السلوكية بمختلف أنواعها إنما يتعامل مع شخص يواجه مجموعة من التحديات في الحياة أو العمل ويريد أن يريدها بطريقة أكثر فعالية، أو شخص يريد أن يتخذ قرار أو اختيار ما، مع العلم أن الكوتش لا يشخص ولا يصف طرق علاج أو نصائح للتطوير لأنه يثق في إمكانيات ومورد للإنسان، لاسيما وأن هذه الجلسات تتم من خلال الحوار والمصاحبة والتمكين باستخدام مهارات وصفات ونماذج الكوتشنق المختلفة ."
ورداً على سؤاله حول سبب الحاجة إلى جلسة كوتشنق، يجيب عبدالله: "نحتاج لجلسة كوتشنق بسبب وجود تحدي أو عقبة في حياة الإنسان، أو ربما وجود فجوة بين المعرفة والمهارة والثقة، وقد يكون رغبة في تسريع النتائج، فهو يوصل إلى إيجاد خطة حياتية مع كيفية الوصول إليها مع تحديد ومعرفة التخصص المناسب، ورفع الأداء الشخصي أو المهني، واتخاذ قرار هام بين مجموعة خيارات وعدم الوضوح وقلة الوعي بالذات والمستقبل.. وعليه فإن الكوتشنق وقائي، هو عملية قبلية يقوم بها الكوتش لمساعدة العميل في أن يكون مستعدا لموجهة أي تحديات أو عقبات يمكن أن تواجهه مستقبلاً، فالهدف الثاني كوتشنق علاجي وهو عملية تصحيح للوضع الحالي يقوم بها العميل وذلك بمصاحبة ومساعدة الكوتش، الهدف الثالث الكوتشنق تطويري هي عملية تحسين وتطوير في الأداء يستخدم العميل من خلالها أفضل إمكانياته ومهارته للوصول إلى هدفه ."
التجربة خير برهان
حسن مصطفى تحدث من واقع تجربة، وعنها قال: "دخلت جلسات كوتشينق وخضعت لجلسات طبيب نفسي، وأجد أن مفهوم الكوتشنق عملية بين الكوتش والمستفيد لمعرفة ماذا يريد بصورة خاصة وتكون هذه العملية مستمرة يتم تحديد وقت زمني بين الكوتش والمستفيد معاً تبدأ من يوم إلى سنة وذلك حسب نوع البرنامج، وهناك فرق بين الكوتشنج الطب النفسي هو أن الطبيب النفسي عادة إلى يركز على الماضي ومشاكله سواء كانت المشاكل عقلية نفسية أو سلوكية بينما الكوتش يركز على حاضر المستفيد ونموه ولا يركز على ماضيه ومشاكله".
وأضاف حسن: "الكوتش لا يتعامل مع المشاكل النفسية أو العقلية أو السلوكية وإنما يتعامل مع شخص يواجه مجموعة من التحديات في الحياة أو العمل ويريد أن يديرها بطريقة أكثر فعالية، وأعتقد أن تشبيه الكوتشنج بالخرافات غير صحيح ولكن في الوقت نفسه ليس دائماً ممكن للكوتش أن يحل محل الطبيب النفسي حيث أن القدرات بين الطبيب والكوتش مختلفة وتشخيص الحالة وتحديد حاجتها إلى طب نفسي أو كوتش مختلفة، ومن جانب آخر هل الكوتش نفسه هل خاض تدريب بالشكل الصحيح وهل لديه القدرة والمعرفة الصحيحة التي من خلالها ممكن أن يعالج أو يحل محل الطبيب النفسي".
وظيفة مستحدثة
بدوره، قال الطبيب النفسي الدكتور طارق الشهابي: "استحوذ الكوتشنق على اهتمام الكثير من أفراد المجتمع، وانتقل المتطوعون من خدمة الناس وتقديم المساعدة إلى أخذ دورات في الكوتشينق من أجل احتراف هذه الوظيفة الجديدة وأصبحت وظيفة من الوظائف المستحدثة في المجتمع والبحرين.. فمفهوم الكوتشنج من خلال حضوري بعض الكورسات المبسطة، اكتشفت أنه يعتمد على الكثير من العلوم ومبادئ والبرمجة اللغوية العصبية وعلوم لغة الجسد وفنون الاسترخاء وفنون مهارات حل المشاكل وكيفية التعامل مع الضغوط بشكل صحيح، إذ تعتمد على الثقة والسرية التامة ومساعدة الفرد للتعرف على ذاته وتحديد أهدافه والقدرة على وضع خطة لحياة أفضل، فأهمية جلسة الكوتشينق تعتمد على جودة الكوتش وخبرته في الحياة وخبرته في المجال الكوتشينق للوصول إلى الحوار المثمر لا أكثر".
ويؤكد د.الشهابي أن الكوتشينق يعتمد على أساس فن استخدام الأسئلة السقراطية وهي من فنون الحوار والإرشاد النفسي، خصوصاً في علاج النفسي السلوكي، والعلاج المعرفي السلوكي، وعلم النفس الإكلينيكي، إذ يجب أن يكون الكوتش المحترف على دراية تامة بعلم النفس الإكلينيكي وخصوصاً الإرشاد النفسي ، لكي يكون متميزاً، إضافة إلى أسس التدريب وخبرته في لغة الجسد، فوظيفة الكوتش الأساسية هي تيسير عملية الاستبصار وبجهد العميل نفسه، وهو يعتمد على المراجع والفرد وجهده، وهي عملية استنهاض للمهارات والخبرات بالإضافة إلى تسهيل الوصول إلى الأهداف المتفق عليها بين الكوتش والمراجع، لأن هناك أهداف عديدة للكوتشينق وهناك أهداف تطويرية وأهداف وقائية وأهداف علاجية، فضلاً عن ترتيب الأولويات، ووضع الحلول للمشاكل التي يقع فيها بنفسه".
ويلفت د الشهابي النظر إلى أن الكوتش مساعد إرشادي متخصص في مجال الكوتشينق لحياة أفضل لا غير، ولكن الطبيب النفسي يبحث في مشكلة الفرد والأعراض للأمراض النفسية إذ يشخص المرض، ويعطي العلاج المناسب سواء علاج دوائياً أو علاجاً سلوكياً.. وعنه قال: "يعتبر الكوتش ناجحاً إذ اكتشف حالة من الحالات التي تحتاج إلى طبيب نفسي، ويرشده للطريق الصحيح، لذا لابد أن يكون لدينا الجرأة بأن نوجه المريض أو المراجع إلى الطريق الصحيح وتشخيصه تشخيصاً دقيقاً، فإذا كان المراجع بحاجة إلى طبيب نفسي فالكوتش يقول له بكل أمانة بأنه يحتاج إلى طبيب نفسي، لأن هناك الكثير من الحالات التي تحتاج إلى طبيب نفسي ولكنهم يذهبون إلى كوتش لحل مشاكلهم النفسية والاجتماعية التي تدهورت مع الوقت بسبب سوء التشخيص وسوء العلاج الخاطئفهناك .. أنواع كثيرة من الكوتشينق، منها مهارات كوتش قائد الفريق والأعمال والمهن والحياة وغيرها، لكن ما يقلقني أن هناك الكثير من الشباب الذين دخلوا في هذا المجال وهم فاقدين للخبرة الحياتية أساساً، وليس لديهم الخبرة الكافية لتوجيه الأفراد".
الخشية من المتخصصين
من جانبه، قال الأخصائي النفسي د.محمد القاضي "يقع صاحب المعاناة النفسية في مأزق صعب عندما يحتاج لمساعدة تخصصية ويخشى الذهاب للمختصين بسبب الخوف من وصم المجتمع له بالمرض النفسي، فيقع بين أمرين كلاهما مر، الأول المعاناة النفسية، والثاني المعاناة الإجتماعية - ألم الوصم بالمرض النفسي -، فيبدأ بالبحث عن مخرج لهذا المأزق فيلجأ إلى مجال مدربي الحياة "الكوتشينج أو اللايف كوتش" لخلوه من الوصم الاجتماعي ظنا منه أنه سيجد ضالته هناك. ومن هنا وجب التنويه لأهم الفروق الجوهرية بينهما لخطورة هذه الخطوة على صاحب المعاناة النفسية، وعلى مدرب الحياة أخلاقيا.ً
ويؤكد القاضي على أن الكوتشنج هو نوع من الإشراف يقوم به شخص مدرب على تقديم هذه الخدمة من أجل اكتشاف المواهب والقدرات لدى طالب هذه الخدمة وتنميتها وتطويرها، وعنها يقول: "يتم من خلال الكوتشنج مشاركة طالب الخدمة في وضع الأهداف والتخطيط من أجل بلوغ هذه الأهداف، وتعليمه وتدريبه على مهارات الحياة الأساسية التي تعينه على بلوغ غاياته، ومن هنا يمكن القول بأن الهدف العام للكوتشنج هو التنمية والتطوير والإرتقاء.. وهو بذلك لا يرفع معاناة ولكنه يساعد في تحسين جودة الحياة، وهو مناسب للأشخاص الذين يريدون تطوير ذواتهم ويحتاجون الى دعم ومشاركة وتوجيه ولا يوجد عوائق مرضية لديهم. أما العلاج النفسي فالأمر مختلف بالكلية، حيث أن خدمة العلاج النفسي هدفها إزالة التعويق الذي أصاب الفرد جراء مرض معطل للوظائف الحياتية اليومية الاعتيادية، فقد يكون الفرد في أوج قدرته على استغلال قدراته وتوظيفها لبلوغ أعلى الأهداف من دون حاجة لشخص يرشده، ولكن يأتي المرض فجأة ليعطل أبسط الوظائف لدى أبرع البشر."
وأضاف: "العلاج النفسي ليس مجرد إرشاد ولا تنمية مهارات حياتية للفرد، بل هو أعقد من ذلك بكثير، فالمرض له أسباب مهيئة وأسباب مفجرة يجب تحديدها والتعرف عليها، إذ يجب فهم التفاعلات النفسية العميقة اللاشعورية على الإدراك والسلوك والعلاقات، كما يجب تحديد سمات الشخصية الحاملة للمرض، وقياس مدى دافعية الفرد ووعيه ومدى قدراته.. يجب فهم مثيرات المرض المحيطة وآليات المواجهة والتصدي المناسبة لها، كما يجب التعرف على الفئات العلاجية وتحديد الآليات المناسبة لكل فرد على حدى، فالأمر ليس كالممرات يمر من خلالها جموع الناس، ولكن لكل واحد منهم ما يناسبه وما لا يناسب الآخر بالرغم من تشابه المشكلة ظاهريا. لذلك غير مصرح لغير المختصين ممارسة العلاج النفسي، فالاختصاصي النفسي العيادي مسؤول عن الأرواح التي يعالجها، لذلك لا يمكن العمل بهذا المجال إلا بعد اجتياز الشروط اللازمة لتقديم هذه الخدمة الحساسة."
وأوضح أنه من غير اللائق أن يقوم مدرب الحياة بتقديم خدمة العلاج النفسي، أو تقديم جلسات لمن يشتكي المرض النفسي، إذ يجب عليه أخلاقياً أن يحول المرضى إلى أهل الاختصاص ولا يعتبر هذا قدح في كفاءته، فقد يضر المريض ويزيد من معاناته إن لم يفعل ذلك، فالكلمة أمانة ولا يستهان بها لشدة أثرها على من يعاني بالفعل، فالأمر أشبه بمحاولة غير المختص لعلاج كسر عظام أحد المصابين.
آراء مواطنون
ولدى استطلاع آراء المواطنين، قالت علياء الموسوي البالغة "27 عاماً": "لم أجرب خوض جلسة كوتشنق، ولكن من خلال اطلاعي عليه أرى أن هذا المجال يحتاج إلى الكثير من الوعي والإدراك والمعارف، فهناك فرق بين الكوتشنج والتدريب وبين الاستشارات أو الطب النفسي، إلا أنها في اعتقادي تبدو علوم متداخلة لكنها متخصصة أيضاً، وكل مجال يحتاج لدراسة معتدلة ومتعمقة.. ونحن لسنا منصفين أبداً لكل مجال وليس لدينا الجرأة بأن نوجه المريض أو المراجع إلى الطريق الصحيح وتشخيصه تشخيصا دقيقا، بحيث إذا كان يحتاج كوتشينق أو كان يحتاج طبيب نفسي".
من جانبها، قالت خديجة عبد النور "لم أدخل جلسة كوتشنج لكنني استعنت بالكتب بديلاً لها، أطلعت وقرأت الكثير لأفهم ماهيتها، وأجد الكوتشينج رائجاً وبكثرة نظراً لأهميته، وأعتقد أن قدرات المدربين أساساً قد تكون متفاوته وبالتالي ليس كل كوتش يمكن الاستفادة منه، فهو تدريب وليس علم بحد ذاته، وبالتالي فإن تدريب الكوتش ليس سهلاً بل يتضمن الكثير من المناهج كالإرشاد النفسي وعلم الإدارة وفن البرمجة العصبية وغيرها من علوم الطاقة.. وأجد أننا اليوم بحاجة إلى كوتش لا يسهل علينا الصعوبات التي نتعرض إليها فقط بل يساعدنا على التعرف على الذات وتحديد الأهداف ووضع الخطط، لإحداث تغيير جوهري في الحياة العلمية والعملية".
وأضافت "قد يصل الإنسان لمرحلة لا يكون فيها متمكنا من التعرف على نفسه أو دواخله، إذ يحتاج البعض لمن يعينهم على سبر أغوارهم واكتشاف القدرات الكامنة بتلك الغرف المهملة في عقولهم وذواتهم ، وأحيانا أظن إننا جميعاً نحتاجه، فداخل كل إنسان منا إنساناً آخر ربما لم يتعرف عليه بعد، كما أجد الكوتش أقرب للمرشد النفسي أو الروحي كما يحب البعض تسميته، لكن ليس من ضمن مهامه أن يكون مستشاراً نفسياً أو يعالج الاضطرابات النفسية والعصبية أو أن يقدم علاجاً ما أو إعطاء وصفة طبية بالطبع، فهو بالتالي لا يحل محل الطبيب النفسي أبداً هو ليس طبيباً أو حتى معالجاً، لكن يجب أن يكون ملماً بهذه المشاكل النفسية وكيفية التعامل معها لا علاجها بالمعنى الدقيق ففي النهاية لابد أن يتخطاها المتدرب أو المستفيد لكي يصل لغايته".
وتابعت "الكوتشنق ليست خرافات كما يعتقد البعض، ولكن المدربون غير الكفوئين هم الذين شوهوا سمعته، فهناك الكثير ممن يحتاج المساعدة ومد يد العون ليحدث التغيير المصيري بحياته، فجميعنا نملك الكثير من خبايا أرواحنا وعقولنا وقدراتنا التي لا نعلم عنها شيئا، قد يغيبها عنا قصر النظر أو تركيز الاهتمام وتصويبه بالاتجاه الخاطئ، فالكوتش الحقيقي أو المرشد الروحي كما أفضل تسميته هو من يستطيع أن يساعد على هذا الاكتشاف وتحقيق النقلة التي يحتاجها معظمنا، فهناك الكثير من هؤلاء المؤثرين على مستوى العالم، وبالآونة الأخيرة بدأوا يبرزون في البحرين أيضاً".
ويرى موسى جعفر الذي يبلغ من العمر 46 عاماً أنه كثرت في الآونة الأخيرة مسميات لتخصصات كثيرة وعنها يقول: "لا نستطيع الحكم عليها فهي لازالت موضع بحث ومنها موضوع الكوتشنق، فالعلم أو التخصص قد يكون موضع حاجة نسبية، إذ يحتاج الأمر إلى تمحيص مع النظر إلى الحاجة العقلانية فيه، فأحياناً كثيرة وبالذات في هذا الواقع يكون الشخص هو الذي يجعل الآخرين يذمون في هذا العلم أو ينفرون منه إن كان منحرفاً في التطبيقات والوسائل، وهذا أمر لا يتعلق بالكوتشنق أو التدريب أو أي علم أو تخصص، إذ تعتبر الاستشارة ضرورية في الحياة و بالذات من المختصين الذين يتحدثون عن الاهتمامات في حياتنا، فربما يكون هناك فرق بين الكوتشنق والتدريب وبين الاستشارات أو الطب النفسي، فأنا أؤمن بالتخصصية في كل جانب".
.