نفى الرئيس الأمريكي دونالد ترمب أن يكون "اقترح" تفجير قنابل نووية داخل الأعاصير الكبيرة لتشتيتها وتعطيلها قبل بلوغها سواحل الولايات المتحدة، مشيراً إلى أنه لم يقل ذلك، واعتبر ما "فبركه" موقع Axios الإخباري الأمريكي الأحد عن لسانه، بأنه من باب "الأخبار المزيفة" طلباً للشهرة.

وعلى افتراض أنه سيجري تنفيذها، فالفكرة أصلاً قديمة، وأول من راودته كان خبيراً أمريكياً بالمناخ اسمه Jack W. Reed ويعمل في خمسينات القرن الماضي لدى أحد المختبرات، واقترح في 1959 أن تستخدم الإدارة الأمريكية السلاح النووي لتدمير الإعصار بنووية عيار 20 ميغاطون تكفل تبطيء رياح عاصفة من سرعة 100 عقدة إلى 50 على الأكثر، طبقاً لما كان جاك ريد يظن.

إلا أن علماء النوويات درسوا فكرته ذلك الوقت ووجدوها كارثية، لأنها تحول الإعصار العادي إلى آخر مشبع بالإشعاعات، وبكلفة تزيد مئات المرات عما لحق بولايات أمريكية من خسائر بسبب الأعاصير، حيث إن إطلاق قذائف نووية عدة من غواصة إلى "عين الإعصار" فتنفجر فيها ويبعد تفجيرها الهواء الساخن الموجود عادة وسط العاصفة إلى أعلاها، ويحل مكانه هواء بارد يؤدي إلى تباطؤ بسرعة الرياح، فيتفكك الإعصار ويتلاشى.

لكن جاك ريد نسي أن الطاقة النووية ضعيفة جداً مقارنة بقوة الإعصار الذي إذا كان متوسط الحجم فإنه يطلق 600 تريليون وحدة طاقة بالثانية الواحدة، أي ما يعادل 10 قنابل نووية عيار هيروشيما تنفجر كل 20 دقيقة، أو 30 بالساعة.

أما في اليوم الواحد فيطلق أكثر مما استهلكته الولايات المتحدة عام 2009 من طاقة كهربائية.

وإذا تم تفجير الإعصار بأقوى قنبلة صنعها الإنسان حتى الآن، وهي روسية قوتها 50 ميغاطون، ومعروفة باسم Tsar في الغرب، أو Ivan بروسيا، فإنها ستعجز ولن تفعل شيئاً أيضاً أمام قوة الإعصار البالغة طاقته في يوم واحد 238 قنبلة "تزار" تنفجر مرة واحدة، أي ما قد يدمر الأرض بمن عليها من دون التوصل إلى تدمير الإعصار.