ريانة النهام



مع اندثار عدد من من الحرف التراثية التي كانت تشكل جزءاً من تاريخ البحرين، يعود اليوم الاهتمام بإحياء مهنة النجارة التقليدية لصناعة الأبواب الخشبية والمقاعد و"المشربيات" المزخرفة بالزخارف القديمة.

يقول جمال شاهين الذي يزاول المهنة منذ نحو 55 عاماً إن سبب عودة هذه المهن الآن رغبة الناس في تصميم منازلهم بالطراز القديم كونه يحمل طابعاً جميلاً ومميزاً، إضافة إلى التشجيع المقدم من الدولة للمحافظة على التراث الأصيل، ممثلة بالشيخة مي بنت محمد آل خليفة والشيخ خالد بن حمود آل خليفة.

ويدعو شاهين المدارس الحكومية إلى الاهتمام بتعليم هذه المهن للأبناء من خلال إرسال مجموعة من الطلبة كل أسبوع إلى أحدى الورش. ويضيف "مدرسة البيان اتخذت هذه الخطوة ودعتني لفترة محددة لتدريس أبنائها. وبالفعل نجحت التجربة واستمتع الطلبة"، مؤكداً استعداده لذهاب إلى مدارس مجاناً لتعليم الأبناء هذه المهنة التراثية.

بدأ جمال شاهين تعلم النجارة منذ الصغر من والده. ورغم الصعوبات التي واجهها فإن الرغبة التي امتلكها دفعته للتمسك بالمهنة واحترافها حتى صار من أشهر النجارين التقليديين في المملكة.

ويشير شاهين إلى أن "عدد مزاولي المهنة قليل جداً ويعدون على أصابع اليد. وربما يكون السبب أن الناس لم يتدربوا عليها منذ البداية على يد الأجداد، فهجرت المهنة فترة طويلة وكادت تندثر، لكنها تعود الآن مع تشجيع الجهات المسؤولة".

ويضيف "الوقت المستغرق في هذه المصنوعات يختلف وكذلك الأسعار، فنجارة الباب تختلف عن نجارة الصندوق أو النوافذ، والوقت المستغرق يختلف حسب النقوش الموجودة فيها. الأسعار متفاوتة لكنها مقبولة في السوق وفي متناول الجميع. وقد صرنا نتلقى طلبات من دول الخليج مثل السعودية والإمارات وعمان".