أكد الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية د. عبداللطيف الزياني أن الانتخابات التي شهدتها مملكة البحرين كانت رسالة قوية ذات مدلولات سياسية بالغة الاهمية، مبينا ان أهل البحرين أرادوا التأكيد على تمسكهم بالديمقراطية ودعمهم للمشروع الإصلاحي لجلالة الملك.واضاف "لقد ثبت لكل من يتابع الامور في البحرين أن الديمقراطية راسخة في هذا الوطن العزيز، وفي وجدان شعبها الطيب، وهي المدخل لكل وطني مخلص لبلاده ولقيادة الوطن للعمل من أجل مستقبل أفضل. وشدد على ان الاوضاع – التي وصفها بالمؤسفة – التي تعيشها المنطقة تستدعي قيام المجتمع الدولي بتحمل مسؤولياته، كما يتطلب وقفة عربية جادة ومسؤولة لتدارك الوضع وإنهاء حالة التشرذم.واكد الزياني في حوار خاص و مع صحيفة الأيام البحرينية و نشر اليوم على أن منظومة مجلس التعاون هي كيان راسخ ويحظى بمكانة مهمة على المستويين الإقليمي والدولي، وان دول المجلس بمكانتها واستخدامها الامثل لقدراتها وعناصر القوة لديها بمختلف أنواعها العسكرية والاقتصادية والسياسية وموقعها الجغرافي وبإرادة وعزيمة شعوبها قادرة على مواجهة ما يعترضها من تحديات ومخاطر.وكشف الزياني عن ان هناك قيادة عسكرية خليجية موحدة يجري العمل على تفعيلها حاليا واستكمال عناصرها التنظيمية المختلفة، ومعلنا ان قوة درع الجزيرة ستنضوي تحت هذه القيادة.وبين أن العملة الخليجية الموحدة تحظى باهتمام كبير من قبل قادة دول المجلس، وأن إنشاء المجلس النقدي جاء انعكاسا لذلك بتولي هذه المسؤولية وهناك جهود متواصلة لاستكمال متطلبات إصدار العملة الخليجية الموحدة.وقال الزياني ان الأحداث التي مرت بها المنطقة خلال الأربع سنوات الماضية هي تطورات خطيرة تؤثر بعمق على الأمن والاستقرار الاقليمي والسلم الدولي، وكان من أهم تداعياتها استمرار سفك الدماء العربية، وتمادي اسرائيل في ممارساتها العدوانية وانتهاك حقوق الشعب الفلسطيني، وتنامي الحركات الارهابية المتطرفة، وازدياد أعداد اللاجئين والمهجرين العرب، وحالة ضعف وانقسام عربي غير مسبوقة.واوضح بأن هذه الأوضاع المؤسفة التي تعيشها المنطقة تستدعي قيام المجتمع الدولي بتحمل مسؤولياته، وتتطلب وقفة جادة ومسؤولة من الدول العربية لتدارك الوضع وانهاء حالة التشرذم، والنظر في ما يمكن عمله تجاه كل هذه التحديات غير المسبوقة التي تواجه امتنا العربية.واشار الزياني خلال المقابلة إن الاحداث والمتغيرات التي تمر بها المنطقة، منذ إنشاء المجلس قبل أكثر من ثلاثة عقود، تؤكد بُعد نظر وحكمة أصحاب الجلالة والسمو قادة دول المجلس، وعمق إدراكهم للمخاطر التي تواجه دول المجلس في حاضرها ومستقبلها المنظور، وبالتالي فقد جاء تأكيد القادة، على تضامن دول المجلس وعزمهم الوقوف صفاً واحداً في مواجهة مختلف المخاطر والتحديات، والحرص على تعزيز وتعميق التعاون في مختلف المجالات بين الدول الأعضاء بما فيها المجال الدفاعي. ثم جاءت الاتفاقية الدفاعية لدول المجلس لتنص على ذلك في العديد من موادها تعزيزاً للتلاحم وتأكيد العزم على الوقوف يداً واحدة في مواجهة مختلف الأخطار والظروف وكان من الطبيعي أن يحظى التعاون العسكري بعناية خاصة من لدن القادة ومن المسؤولين المعنيين على مختلف المستويات.وقال ان قمة القطرية تنعقد في ظل ظروف اقليمية حساسة وتحديات عديدة تتطلب تشاورا مستمرا وتنسيقا دائما بين القادة من أجل حماية أمن واستقرار دول المجلس ومضاعفة الانجازات التنموية في مسيرة العمل الخليجي المشترك، وسيكون أمام قادة دول المجلس جدول أعمال حافل بالموضوعات المهمة وفي مختلف المجالات السياسية والدفاعية والأمنية والاقتصادية والتنموية، وأنا على ثقة بأنها ستكون قمة ناجحة وستخرج بالعديد من القرارات البناءة التي من شانها تعزيز هذه المسيرة الخليجية المباركة.ويرى الزياني ان مسيرة مجلس التعاون الخليجي بعد مرور 33 عاماً كانت حافلة بالإنجازات المهمة الهادفة، وبحكمة أصحاب الجلالة والسمو قادة دول المجلس ورؤيتهم الثاقبة، وحرصهم الدائم على أن تعطى الأولوية لتحقيق كل ما يعود بالنفع والخير على مواطني دول المجلس، وبما يقوي ويعزز مجالات الترابط والتكامل بين دول المجلس.واوضح ان هناك العديد من الانجازات المهمة في مسيرة التكامل الخليجي، كالاتحاد الجمركي، والسوق المشتركة، والاتحاد النقدي، ومشروع الربط الكهربائي بين دول المجلس، بالإضافة إلى العديد من المشروعات الاستراتيجية التكاملية التي لاتزال في طور الدراسة الفنية كالسكك الحديدية، والربط المائي، ومشروع الأمن المائي، والأمن الغذائي. وهذه كلها مشروعات حيوية مهمة سوف تسهم إن شاء الله في تعزيز المسيرة، وزيادة التواصل والترابط بين دول المجلس وشعوبها. كما لا يجب أن ننسى أنه خلال هذه المسيرة الخيرة تم تأسيس العديد من الهيئات الخليجية المتخصصة في مجالات التعاون المشترك بين دول المجلس، بالإضافة إلى توحيد العديد من الأنظمة والتشريعات القانونية، وتوحيد المعايير والمقاييس الخليجية للسلع والمنتجات.وبشأن العلاقة مع الجمهورية الايرانية قال الزياني "نحن ننظر الى ايران كبلد جار، وتربطنا بالشعب الايراني المسلم روابط تاريخية وحضارية، وينبغي أن تبنى العلاقات معه على أساس التعاون والمصالح المشتركة. وإن دول مجلس التعاون تدعو دائما الى احترام سيادة الدول، وعدم التدخل في الشؤون الداخلية لدول المجلس والدول العربية، واحترام مبادئ حسن الجوار، والى حل الخلافات بالحوار البناء والامتناع عن استخدام القوة أو التهديد بها، بما فيها انهاء احتلال ايران لجزر الامارات الثلاث طنب الكبرى وطنب الصغرى وأبو موسى، وأن يكفل الحل النهائي لبرنامج ايران النووي الاستخدام السلمي للطاقة النووية وفق المعاهدات والاتفاقات الدولية، ومعايير واجراءات الوكالة الدولية للطاقة الذرية وتحت اشرافها، مع ضمان عدم تحول البرنامج في أي مرحلة من مراحله الى الاستخدام العسكري.وحول موقف مجلس التعاون من تطورات الأوضاع في اليمن بعد سيطرة الحوثيين على صنعاء وتمددهم إلى باقي المحافظات، اكد ان دول مجلس التعاون سعت من خلال المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية الى تجنيب اليمن ويلات الحرب الاهلية والدمار وتحقيق حل سياسي سلمي للأزمة اليمنية، وكان هدفنا الاساسي هو منع سفك الدماء اليمنية والحفاظ على أمن اليمن واستقراره ووحدته وسيادته، والوصول الى صيغة سياسية تتوافق عليها كل القوى اليمنية تمهد لإطلاق عملية تنمية شاملة تحقق مطالب وتطلعات الشعب اليمني الشقيق.