في الوقت الذي يشجع فيه التربويون على الاحتفال بمناسبة بدء العام الدراسي الجديد، وتعزيز القيم الإيجابية في التعاطي مع المنظومة التعليمية من مدرسة ومدرس وكتاب.. نشهد تناقضاً ملموساً في واقعنا كحال العديد من التناقضات.. فكيف يكتمل المشهد الاحتفالي ببدء العام الدراسي الجديد دون وجود كتب جديدة «تلق» في حقائب أبنائنا.. ودون صفوف باردة مكتملة الصيانة ودورات مياه نظيفة يتم تنظيفها بشكل مستمر طوال اليوم في ظل زيادة عدد الطلاب المهولة.
الحديث ليس عن توزيع كتب جديدة فقط بل عن دلالات حمل الطالب لكتاب جديد أبيض نظيف بجلادة واحدة وطابع واحد ودون أطراف متآكلة، نتحدث أيضاً عن صناعة كتاب شيق.. صناعة كتاب يسعد به الأطفال.. ودروس تحبب الطالب لا تنفره.. تحقق له المتعة للتعلم واكتساب المعارف.
لست من المعارضين لدخول الكتاب الإلكتروني لمنظومة التعليم كشريك لتكتمل المنظومة التعليمية به، ولكنني أعارض فقدان قيمة الكتاب وإمكانية تلمس صفحاته وحمله، أعارض أن يحمل ابني وأبناء خلق الله كتباً قديمة وضع عليها «طابعان أو ثلاثة» على بعض! وأستذكر أحد اللقاءات الصحفية مع الدكتورة هيفاء محمود -وهي أحد أهم وأبرز أطباء العيون ليس في البحرين فقط بل في العالم العربي-، أكدت فيه أنها من المعارضين لحمل الطفل للألواح الذكية سواء كان للترفيه أو التعليم، لأنها ببساطة تؤثر وتقلل من نور العيون.. بل قالت إنها تطالب بعودة الجيل الجديد للكتاب.. فهل من حملة توعوية تقودها وزارة التربية والتعليم ومؤسسات المجتمع المدني لتعزيز قيمة الكتاب.
أمر آخر يتعلق بزيادة عدد الطلاب في المدارس، فهذا الأمر لا يستلزم تقليص عدد الطلاب المقبولين في الصف الأول، وتفويت السنوات عليهم، بل يستلزم افتتاح مدارس جديدة تستوعب الزيادة في أعداد السكان وبالتالي الطلاب، وزيادة عدد المعلمين وتحقيق الجودة الفعلية داخل الصف الدراسي، يلمسها الطالب نفسه، لا أن تكون حبراً على ورق، أو أوراقاً وجداول واستمارات تملأ الملفات.
وعوداً على بدء، إن الجو الاحتفالي للطلاب.. والتشجيع على الدراسة.. وتعزيز حب المدرسة وتقوية الارتباط بالكتاب المدرسي، كلها أمور مهمة تحيلنا للحديث عن نوع الكتاب المدرسي ومحتواه، وأهمية النظر إلى الداخل والتنقيح والتعديل والتطوير، فهو جزء مهم في منظومة المنهج بمفهومه الواسع، لذا وجب الاهتمام بـ»صناعة الكتاب المدرسي»، وإعادة النظر فيه من وضوح اللغة، وبساطة أسلوبه، فالكتاب المدرسي ما هو إلا وعاء يجب أن ينظر للمعلومات والمعارف التي توضع به من أجل مستقبل مغاير.. وهنا مربط الفرس.
تؤكد وزارة التربية والتعليم دائماً على استرجاعها الكتب المستخدمة ومراجعتها وفرزها وإعادة توزيع الصالح منها، وتوفيرها للأعداد اللازمة من الكتب التي تغطي احتياجات جميع الطلبة، فهذا الإجراء يأتي في إطار الترشيد وخفض الكلفة والاستخدام الأمثل للموارد، واعتبروها أنها خطوة ناجحة رغم بعض النقائص التي تم تلافيها، إلا أنني أجد أن تدوير الورق للكتب المستعملة وتأمين كتب جديدة للطلاب أمر مهم لابد من عدم التخلي عنه، بل أطالب بالعودة إليه، وأن يتم الترشيد في أمور أخرى لا تمس التعليم ولا أساس التعليم وهو الكتاب.. فنحن في حاجة ماسة إلى إعادة النظر في كتب أبنائنا المدرسية وفق رؤية 2030 بما تختزله من قيم العصرنة والتقدم والتطور.. وبما يحقق أسس نظريات التعلم والتعليم وفق أسس صناعة الكتاب المدرسي الأربعة وهي الأساس الفكري، والاجتماعي والسيكولوجي النفسي والمعرفي.. عندها فقط سنقول أن أبناءنا سيحدثون الفارق الذي نطمح إليه.
الحديث ليس عن توزيع كتب جديدة فقط بل عن دلالات حمل الطالب لكتاب جديد أبيض نظيف بجلادة واحدة وطابع واحد ودون أطراف متآكلة، نتحدث أيضاً عن صناعة كتاب شيق.. صناعة كتاب يسعد به الأطفال.. ودروس تحبب الطالب لا تنفره.. تحقق له المتعة للتعلم واكتساب المعارف.
لست من المعارضين لدخول الكتاب الإلكتروني لمنظومة التعليم كشريك لتكتمل المنظومة التعليمية به، ولكنني أعارض فقدان قيمة الكتاب وإمكانية تلمس صفحاته وحمله، أعارض أن يحمل ابني وأبناء خلق الله كتباً قديمة وضع عليها «طابعان أو ثلاثة» على بعض! وأستذكر أحد اللقاءات الصحفية مع الدكتورة هيفاء محمود -وهي أحد أهم وأبرز أطباء العيون ليس في البحرين فقط بل في العالم العربي-، أكدت فيه أنها من المعارضين لحمل الطفل للألواح الذكية سواء كان للترفيه أو التعليم، لأنها ببساطة تؤثر وتقلل من نور العيون.. بل قالت إنها تطالب بعودة الجيل الجديد للكتاب.. فهل من حملة توعوية تقودها وزارة التربية والتعليم ومؤسسات المجتمع المدني لتعزيز قيمة الكتاب.
أمر آخر يتعلق بزيادة عدد الطلاب في المدارس، فهذا الأمر لا يستلزم تقليص عدد الطلاب المقبولين في الصف الأول، وتفويت السنوات عليهم، بل يستلزم افتتاح مدارس جديدة تستوعب الزيادة في أعداد السكان وبالتالي الطلاب، وزيادة عدد المعلمين وتحقيق الجودة الفعلية داخل الصف الدراسي، يلمسها الطالب نفسه، لا أن تكون حبراً على ورق، أو أوراقاً وجداول واستمارات تملأ الملفات.
وعوداً على بدء، إن الجو الاحتفالي للطلاب.. والتشجيع على الدراسة.. وتعزيز حب المدرسة وتقوية الارتباط بالكتاب المدرسي، كلها أمور مهمة تحيلنا للحديث عن نوع الكتاب المدرسي ومحتواه، وأهمية النظر إلى الداخل والتنقيح والتعديل والتطوير، فهو جزء مهم في منظومة المنهج بمفهومه الواسع، لذا وجب الاهتمام بـ»صناعة الكتاب المدرسي»، وإعادة النظر فيه من وضوح اللغة، وبساطة أسلوبه، فالكتاب المدرسي ما هو إلا وعاء يجب أن ينظر للمعلومات والمعارف التي توضع به من أجل مستقبل مغاير.. وهنا مربط الفرس.
تؤكد وزارة التربية والتعليم دائماً على استرجاعها الكتب المستخدمة ومراجعتها وفرزها وإعادة توزيع الصالح منها، وتوفيرها للأعداد اللازمة من الكتب التي تغطي احتياجات جميع الطلبة، فهذا الإجراء يأتي في إطار الترشيد وخفض الكلفة والاستخدام الأمثل للموارد، واعتبروها أنها خطوة ناجحة رغم بعض النقائص التي تم تلافيها، إلا أنني أجد أن تدوير الورق للكتب المستعملة وتأمين كتب جديدة للطلاب أمر مهم لابد من عدم التخلي عنه، بل أطالب بالعودة إليه، وأن يتم الترشيد في أمور أخرى لا تمس التعليم ولا أساس التعليم وهو الكتاب.. فنحن في حاجة ماسة إلى إعادة النظر في كتب أبنائنا المدرسية وفق رؤية 2030 بما تختزله من قيم العصرنة والتقدم والتطور.. وبما يحقق أسس نظريات التعلم والتعليم وفق أسس صناعة الكتاب المدرسي الأربعة وهي الأساس الفكري، والاجتماعي والسيكولوجي النفسي والمعرفي.. عندها فقط سنقول أن أبناءنا سيحدثون الفارق الذي نطمح إليه.