في كتابي الأول بعنوان من عبق الماضي، والمنشورة مادته في جريدة «أخبار الخليج» مجزءاً منذ عام 1997، في باب البراحة، ثم جمعت تلك الأجزاء في كتاب موثق بمكتب حماية حقوق المؤلف تحت رقم 831/2002، وأجريت معي عدة مقابلات إذاعية لاقت استحسانا من إخواني المواطنين.
مملكة البحرين وشعبها المسلم، وإتباعاً لتعاليم الإسلام التي تحث على الرفق بالحيوان، وعدم إيذائه أو قتله إلا بالحق، كانت الشرطة تتعقب الكلاب الضالة بالفرجان إذا اشتكى الناس من أذاها، وتقتل الكلاب بالرصاص، والشرطي المكلف بهذه المهمة، يقطع جزءاً من ذيل الكلب المقتول، ويحتفظ به في جراب، لإحصاء كم كلباً قتل وكم رصاصة استعمل، وإذا الرصاصة الأولى لم تصب الكلب في مقتل، يرميه برصاصة أخرى، وهنا يقطع من ذيل الكلب قطعتين.
ويحدث كثيراً أن الكلب المقتول مملوك لابن أسرة من أسر الفريق، وليس من الكلاب الضالة، والابن يعتني بالكلب ويطعمه ويسقيه منذ كان جرواً، ويتعلق الطفل بالكلب، ويتعلق الكلب بالطفل، ويصبح – أي الكلب – حارساً أمينا للبيت، ولا يذهب بعيدا إلا برفقة صاحبه، وكل كلب له اسم يُنادى به، وأيضاً مرافقة الكلب لراعي الغنم قديماً وحراسة الكلاب للبيوت، واستعمالهم للصيد أثناء القنص، عادة يمارسها كل الرجال العرب من قديم الزمان، ولنا في قصة أصحاب الكهف وكلبهم عبرة، وأيضاً قصة صاحب العظمة الشيخ حمد بن عيسى بن علي آل خليفة وكلبته التي حزنت وهي تسير في جنازته تغمده الله بواسع رحمته، وهذا يقوم دليلاً على وفاء الكلاب.
وأشهر هذه الكلاب السلوقي، ولا يملكها إلا كبار القوم، لأنها كلاب مدربة على الصيد، خاصة صيد الأرانب، وتطارد الغزلان حتى تعييها من التعب فتصيد إحداها، وهنا يأتي دور صاحب الكلب.
أما الكلاب التي يملكها أبناء الأسر في البحرين، فهي من فصيلتين، إما الجعري أو البجي، كما خلدت في كتابي هذا سيرة المرأة التي كانت تربي وتعتني بالكلاب والقطط وتطعمها وتسقيها، في بيتها الواقع إلى الجنوب الشرقي من المستشفى الأمريكي بالمنامة، ويطلق عليها الخرساء في الأربيعينيات من القرن الماضي، فكان لها شرف الحصول على لقب تأسيس أول جمعية للرفق بالحيوان في البحرين في زمن مضى، قبل أن نعرف هذا المسمى الذي جاء إلينا من الخارج، مع إننا نطبقه بحياتنا فطرياً، لكنها لم تقلد أي وسام، رحمها الله تعالى.
حدثت حادثة أن قتل ذلك الشرطي المكلف كلباً مملوكاً لطفل من أسرة من أسر المحرق، ووصل الخبر إلى ذلك الطفل من أصحابه ففزع إلى بيته وهو يصيح ويصرخ وينادي على أمه، قتلوا كلبي، وأسرع والد الطفل إلى مركز الشرطة شاكياً للضابط قتل كلب ابنه برصاصة، فواساه الضابط وهدأ من روعه، ووعده بعدم تكرار مثل ذلك.
بعدها صدر قانون حماية الكلاب المملوكة من القتل، أوجزه فيما يلي، إن البلدية أصدرت إعلانا يحتم على كل مالك لكلب، أن يتوجه إلى البلدية – سابقاً لا توجد إلا بلديتان أولاهما في المنامة والثانية في المحرق- ، حيث صكت البلدية قطعة من المعدن مستديرة في حجم عملتنا المعدنية ذات المائة فلس، فيها رقم يشتريها كل مالك لكلب بخمس روبيات، ويسجل الرقم واسم المالك وعنوانه في سجل خاص في البلدية، وتثبت هذه القطعة المعدنية بواسطة طوق من الجلد في رقبة الكلب المحمي، مما يدل على أن هذا الكلب مملوك، ولا يجوز قتله، وتم حماية العديد من الكلاب، كما يوجد قانون بلدي صادر عام 1920 لرعاية الحيوانات مثل الحمير، ومضى على هذا الإعلان مائة عام.
أوردت ما أوردت للتذكير بأن البحرينيين، دينهم يحثهم على الرفق بالحيوان، والله سبحانه وتعالى ما خلقهم عبثاً، فلكل مخلوق سبب وفائدة فطرية، للتوازن الحيواني والبيئي، ومنذ فترة تطرقت إلى تنامي أعداد الكلاب وتناقص أعداد القطط في بلاج الجزائر، وخوف رواد البلاج خاصة الذين ينتفعون بالشاليهات، إن الكلاب تخيف الكبير والصغير، فلا بد من حل، واقترحت على الجهة المسؤولة بحكومتنا الموقرة أن تخصص أراضي في البر، وتقسم حسب مساحات، وتوزع على من يريد الاعتناء بالكلاب والقطط بالمجان، وللتقليل من تناسلهم اقترحت إيجاد أي وسيلة سليمة لوضع حد لتكاثرهم، والطلب من الأطباء البيطريين القيام بزيارات إلى هذه المستعمرة لمتابعة الحالة الصحية للكلاب والقطط، وفتح الباب للمواطنين والمقيمين لمن يريد منهم امتلاك كلب أو قط وتربيته في منزله.
في مقابلة تلفزيونية من البحرين جرت مع سعادة الشيخة مروة بنت عبدالرحمن آل خليفة رئيسة مؤسسة جمعية حماية الحيوان والبيئة، وأهداف هذه المؤسسة ذات البعد الإسلامي والإنساني، المحافظة على هذه الحيوانات الأليفة، وهذا يقوم دليلاً واضحاً على أن مملكة البحرين تحمي ما على أرضها من حيوانات ونباتات وأشجار، للمحافظة على التوازن البيئي المطلوب، وألا تتعرض حيوانات ونباتات وأشجار على اليابسة وكذلك ما يحويه بحرنا البكر من أحياء ونباتات لها دورها في دوام الكون، كل الشكر والتقدير لصاحبة السعادة الشيخة مروة بنت عبدالرحمن آل خليفة على هذه المبادرة الإنسانية والكونية، سائلاً الله تعالى لها ولفريقها النجاح والتوفيق والأجر الوافر.
* مؤسس نادي اللؤلؤ، وعضو بلدي سابق، وناشط اجتماعي
مملكة البحرين وشعبها المسلم، وإتباعاً لتعاليم الإسلام التي تحث على الرفق بالحيوان، وعدم إيذائه أو قتله إلا بالحق، كانت الشرطة تتعقب الكلاب الضالة بالفرجان إذا اشتكى الناس من أذاها، وتقتل الكلاب بالرصاص، والشرطي المكلف بهذه المهمة، يقطع جزءاً من ذيل الكلب المقتول، ويحتفظ به في جراب، لإحصاء كم كلباً قتل وكم رصاصة استعمل، وإذا الرصاصة الأولى لم تصب الكلب في مقتل، يرميه برصاصة أخرى، وهنا يقطع من ذيل الكلب قطعتين.
ويحدث كثيراً أن الكلب المقتول مملوك لابن أسرة من أسر الفريق، وليس من الكلاب الضالة، والابن يعتني بالكلب ويطعمه ويسقيه منذ كان جرواً، ويتعلق الطفل بالكلب، ويتعلق الكلب بالطفل، ويصبح – أي الكلب – حارساً أمينا للبيت، ولا يذهب بعيدا إلا برفقة صاحبه، وكل كلب له اسم يُنادى به، وأيضاً مرافقة الكلب لراعي الغنم قديماً وحراسة الكلاب للبيوت، واستعمالهم للصيد أثناء القنص، عادة يمارسها كل الرجال العرب من قديم الزمان، ولنا في قصة أصحاب الكهف وكلبهم عبرة، وأيضاً قصة صاحب العظمة الشيخ حمد بن عيسى بن علي آل خليفة وكلبته التي حزنت وهي تسير في جنازته تغمده الله بواسع رحمته، وهذا يقوم دليلاً على وفاء الكلاب.
وأشهر هذه الكلاب السلوقي، ولا يملكها إلا كبار القوم، لأنها كلاب مدربة على الصيد، خاصة صيد الأرانب، وتطارد الغزلان حتى تعييها من التعب فتصيد إحداها، وهنا يأتي دور صاحب الكلب.
أما الكلاب التي يملكها أبناء الأسر في البحرين، فهي من فصيلتين، إما الجعري أو البجي، كما خلدت في كتابي هذا سيرة المرأة التي كانت تربي وتعتني بالكلاب والقطط وتطعمها وتسقيها، في بيتها الواقع إلى الجنوب الشرقي من المستشفى الأمريكي بالمنامة، ويطلق عليها الخرساء في الأربيعينيات من القرن الماضي، فكان لها شرف الحصول على لقب تأسيس أول جمعية للرفق بالحيوان في البحرين في زمن مضى، قبل أن نعرف هذا المسمى الذي جاء إلينا من الخارج، مع إننا نطبقه بحياتنا فطرياً، لكنها لم تقلد أي وسام، رحمها الله تعالى.
حدثت حادثة أن قتل ذلك الشرطي المكلف كلباً مملوكاً لطفل من أسرة من أسر المحرق، ووصل الخبر إلى ذلك الطفل من أصحابه ففزع إلى بيته وهو يصيح ويصرخ وينادي على أمه، قتلوا كلبي، وأسرع والد الطفل إلى مركز الشرطة شاكياً للضابط قتل كلب ابنه برصاصة، فواساه الضابط وهدأ من روعه، ووعده بعدم تكرار مثل ذلك.
بعدها صدر قانون حماية الكلاب المملوكة من القتل، أوجزه فيما يلي، إن البلدية أصدرت إعلانا يحتم على كل مالك لكلب، أن يتوجه إلى البلدية – سابقاً لا توجد إلا بلديتان أولاهما في المنامة والثانية في المحرق- ، حيث صكت البلدية قطعة من المعدن مستديرة في حجم عملتنا المعدنية ذات المائة فلس، فيها رقم يشتريها كل مالك لكلب بخمس روبيات، ويسجل الرقم واسم المالك وعنوانه في سجل خاص في البلدية، وتثبت هذه القطعة المعدنية بواسطة طوق من الجلد في رقبة الكلب المحمي، مما يدل على أن هذا الكلب مملوك، ولا يجوز قتله، وتم حماية العديد من الكلاب، كما يوجد قانون بلدي صادر عام 1920 لرعاية الحيوانات مثل الحمير، ومضى على هذا الإعلان مائة عام.
أوردت ما أوردت للتذكير بأن البحرينيين، دينهم يحثهم على الرفق بالحيوان، والله سبحانه وتعالى ما خلقهم عبثاً، فلكل مخلوق سبب وفائدة فطرية، للتوازن الحيواني والبيئي، ومنذ فترة تطرقت إلى تنامي أعداد الكلاب وتناقص أعداد القطط في بلاج الجزائر، وخوف رواد البلاج خاصة الذين ينتفعون بالشاليهات، إن الكلاب تخيف الكبير والصغير، فلا بد من حل، واقترحت على الجهة المسؤولة بحكومتنا الموقرة أن تخصص أراضي في البر، وتقسم حسب مساحات، وتوزع على من يريد الاعتناء بالكلاب والقطط بالمجان، وللتقليل من تناسلهم اقترحت إيجاد أي وسيلة سليمة لوضع حد لتكاثرهم، والطلب من الأطباء البيطريين القيام بزيارات إلى هذه المستعمرة لمتابعة الحالة الصحية للكلاب والقطط، وفتح الباب للمواطنين والمقيمين لمن يريد منهم امتلاك كلب أو قط وتربيته في منزله.
في مقابلة تلفزيونية من البحرين جرت مع سعادة الشيخة مروة بنت عبدالرحمن آل خليفة رئيسة مؤسسة جمعية حماية الحيوان والبيئة، وأهداف هذه المؤسسة ذات البعد الإسلامي والإنساني، المحافظة على هذه الحيوانات الأليفة، وهذا يقوم دليلاً واضحاً على أن مملكة البحرين تحمي ما على أرضها من حيوانات ونباتات وأشجار، للمحافظة على التوازن البيئي المطلوب، وألا تتعرض حيوانات ونباتات وأشجار على اليابسة وكذلك ما يحويه بحرنا البكر من أحياء ونباتات لها دورها في دوام الكون، كل الشكر والتقدير لصاحبة السعادة الشيخة مروة بنت عبدالرحمن آل خليفة على هذه المبادرة الإنسانية والكونية، سائلاً الله تعالى لها ولفريقها النجاح والتوفيق والأجر الوافر.
* مؤسس نادي اللؤلؤ، وعضو بلدي سابق، وناشط اجتماعي