مكة المكرمة – كمال إدريس

بماء زمزم الممزوج بدهن الورد المصنوع خصيصاً، يقوم الأمير خالد الفيصل، مستشار خادم الحرمين الشريفين، أمير منطقة مكة المكرمة اليوم الإثنين، بغسل الكعبة المشرفة، وذلك جرياً على العادة السنوية، ليظل عبقها فواحاً طوال العام.

ويحضر المناسبة عدد من المسؤولين والضيوف، يتشرف بعضهم بغسل أو دهن الكعبة المشرفة بالطيب والدهن الفواح.

وأمر الله تبارك وتعالى بتطهير بيته والعناية به في قوله جل وعلا "وطهر بيتي للطائفين والقائمين والركع السجود"، كما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه غسل الكعبة يوم فتح مكة، ولم يؤثر غسلها في وقت معين أو عدد محدد، واستمرت العناية بتطهير البيت ورعايته منذ عهد المؤسس الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود وحتى عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز.

وتبلغ المساحة الإجمالية للكعبة من الداخل 120 متراً، وهي مساحة صغيرةً لا يمكن أن تستوعب أكثر من 30 شخصاً في وقت واحد، وبالرغم من ذلك يتم السماح بمشاركة 500 فرد في غسل الكعبة، يتم إدخالهم على دفعات.

ويأتي غسل الكعبة المشرفة اقتداء بسنّة النبي صلى الله عليه وسلم، عندما دخل الكعبة المشرفة عند فتح مكة، وقام عليه الصلاة والسلام بغسلها وتطهيرها من الأصنام، واستمر الخلفاء الراشدين من بعده في تلك السنة ولكن دون تحديد موعد للغسل.

ومنذ عهد مؤسس المملكة الملك عبد العزيز آل سعود جرت العادة أن يتم غسل الكعبة المشرفة مرتين في كل عام، الأولى في أول شهر بالعام الهجري "محرم"، والثانية غرة شعبان استعداداً لاستقبال المعتمرين.

وكانت السعودية قد أعلنت في 4 مايو 2016، الاكتفاء بغسل الكعبة مرة واحدة في شهر محرم، من كل عام هجري، وذلك مراعاة لجانب السلامة لقاصدي بيت الله الحرام، وحفاظا على سلامة رواد بيت الله الحرام والتيسير عليهم في أداء نسكهم وعبادتهم.

أما تغيير كسوة الكعبة المشرفة فيتم مرة واحدة في العام، وذلك يوم التاسع من ذي الحجة.