أتظنون أن الجملة أعلاه تعبر عن «حالة مرضية» لشخصية معقدة نفسياً، تحس في داخلها بانعدام ثقة، وأن الموقع الذي وصلت إليه لم تستحقه، وبالتالي لا بد من أن يكون شغلها الشاغل تحطيم كل كفاءة تعمل معها؟!
إن كنتم تظنون ذلك، فنحن على اتفاق هنا، لأن من يكون «الهوس» الذي يعتريه مرهوناً بـ«كسر» البشر، هو شخصية تحتاج لعلاج فوري، لكن قبل ذلك، تحتاج لإبعاد من مواقع المسؤولية، لأن وجود مثل هذه النوعية بحد ذاته «جريمة» ترتكب بحق الوطن والمواطنين.
لدي قصص عديدة، بعضها من تجارب شخصية مررت بها، وبعضها نقل لي بواسطة «ضحايا» لمثل هذه النوعية من المسؤولين، وكلها تخلص إلى محصلة واحد تتمثل بأننا «نعاني»، نعم نعاني وبشدة، من نوعيات من المسؤولين يخالفون توجه البلد العام، التوجه الذي يقول بأن «رأس مال» البلد يتمثل بإنسانها، بطاقاتها وكفاءاتها، حينما يعمد هؤلاء لـ«تكسير» مجاديف الناس، و«تحطيم» طموحاتهم وأحلامهم وآمالهم.
يقول لي أحد الكفاءات الوطنية والذي ظل يعمل في موقع ما، بأنه وصل لمرحلة تخوله أن يكون الرجل الثاني في القطاع، ورغم ما كان يخبره به مسؤوله المباشر عن كفاءته وقدرته وأحقيته حتى، إلا أن هذه الكفاءة كانت تدرك تماماً بأن الكلام الذي يوصله له المسؤول ما هو إلا «تخدير» ليس إلا، لأنه في المقابل لم تكن هناك جدية في منحه الفرصة، والفارق هناك يتمثل بأن هذه الكفاءة لا يتوانى عن «قول الحق»، ولا «يقبل بالفساد الإداري والظلم»، ولم «يسلك من الجوقة والحاشية» التي تطبل للمسؤول، بصريح العبارة لمن ينجح مسؤوله الأول بأن «يغسل دماغه» أو «يغريه» بأي شيء، ليعمل وهو «لا يرى ولا يسمع ولا يتكلم» بشأن ما يحصل من «لخبطة إدارية» أو «تحيز ومحسوبية» أو «ضياع لبوصلة العمل».
يكمل الشخص حديثه ويقول: وصل لعلمي ذات يوم حديث من صديق لهذا المسؤول، بشأن كلام دار بينهما بشأني، وكان الصديق يقول للمسؤول بأن فلان يعمل معك، ومنحه الفرصة لتولي منصب أعلى سيساعدك، لأنه شخص لا يرضى بالظلم ولا بالأخطاء الإدارية وسينصف الناس، بل سيعرف تماماً كيف يوظفهم في اتجاه صحيح، فرد المسؤول بأنه يعرف ذلك تماماً، بل واثق من ذلك كل الثقة، لكن المشكلة هو أن هذه الكفاءة «ستغدر به»!
سألته: كيف ستغدر به؟! أجابني: لا أعرف، فليس الغدر من شيمي، بل من شيمه هو للأسف. لكن مصيبتنا بأن مثل هذه النوعية من البشر تظن بأن تقريب الكفاءات والطاقات الصادقة النظيفة في عملها، والصريحة في آرائها، هي بداية لانكشافهم وتعريتهم من إدارة فاسدة يمارسونها، ومن أخطاء فادحة يرتكبونها، وأنهم سيمنحون هذه الكفاءة الفرصة لاستبدالهم والجلوس في مواقعهم، بالتالي الحل عبر تحطيمهم!
هذا واقع يحصل للأسف، ففي قطاعات عديدة ستجد بعض المسؤولين بدلاً من تطوير الطاقات والكفاءات وبدلاً من إعداد صفوف ثانية وثالثة ليحملوا الراية من بعد الصف الأول، يقومون بالتفنن في طرائق التحطيم وتدمير الطموحات، فقط لأجل «الكرسي» الذي هو ملك للدولة، لكن مثل هؤلاء الأشخاص يعتبرونه «ملكاً خاصاً لهم»، ولأجل بقائهم عليه واستمراره بإمكانهم القيام بأشنع السلوكيات لتدمير البشر.
من يحطم الناس، ومن يدمر مستقبل البشر، ومن يعذب الكفاءات والطاقات، ويتحول لحجر عثرة في طريقهم، هؤلاء «مجرمون» في حق الدولة، ويجب محاسبتهم أشد الحساب.
* اتجاه معاكس:
يزعجني جدا أن أضرب مقارنة بالآخرين، لكن ما حصل في دبي قبل يومين من محاسبة صارمة، وإعلان صريح عن الفاشلين، أمر يجعلنا نتساءل بحرقة: متى يحصل مثل هذا الشيء لدينا؟!
إن كنتم تظنون ذلك، فنحن على اتفاق هنا، لأن من يكون «الهوس» الذي يعتريه مرهوناً بـ«كسر» البشر، هو شخصية تحتاج لعلاج فوري، لكن قبل ذلك، تحتاج لإبعاد من مواقع المسؤولية، لأن وجود مثل هذه النوعية بحد ذاته «جريمة» ترتكب بحق الوطن والمواطنين.
لدي قصص عديدة، بعضها من تجارب شخصية مررت بها، وبعضها نقل لي بواسطة «ضحايا» لمثل هذه النوعية من المسؤولين، وكلها تخلص إلى محصلة واحد تتمثل بأننا «نعاني»، نعم نعاني وبشدة، من نوعيات من المسؤولين يخالفون توجه البلد العام، التوجه الذي يقول بأن «رأس مال» البلد يتمثل بإنسانها، بطاقاتها وكفاءاتها، حينما يعمد هؤلاء لـ«تكسير» مجاديف الناس، و«تحطيم» طموحاتهم وأحلامهم وآمالهم.
يقول لي أحد الكفاءات الوطنية والذي ظل يعمل في موقع ما، بأنه وصل لمرحلة تخوله أن يكون الرجل الثاني في القطاع، ورغم ما كان يخبره به مسؤوله المباشر عن كفاءته وقدرته وأحقيته حتى، إلا أن هذه الكفاءة كانت تدرك تماماً بأن الكلام الذي يوصله له المسؤول ما هو إلا «تخدير» ليس إلا، لأنه في المقابل لم تكن هناك جدية في منحه الفرصة، والفارق هناك يتمثل بأن هذه الكفاءة لا يتوانى عن «قول الحق»، ولا «يقبل بالفساد الإداري والظلم»، ولم «يسلك من الجوقة والحاشية» التي تطبل للمسؤول، بصريح العبارة لمن ينجح مسؤوله الأول بأن «يغسل دماغه» أو «يغريه» بأي شيء، ليعمل وهو «لا يرى ولا يسمع ولا يتكلم» بشأن ما يحصل من «لخبطة إدارية» أو «تحيز ومحسوبية» أو «ضياع لبوصلة العمل».
يكمل الشخص حديثه ويقول: وصل لعلمي ذات يوم حديث من صديق لهذا المسؤول، بشأن كلام دار بينهما بشأني، وكان الصديق يقول للمسؤول بأن فلان يعمل معك، ومنحه الفرصة لتولي منصب أعلى سيساعدك، لأنه شخص لا يرضى بالظلم ولا بالأخطاء الإدارية وسينصف الناس، بل سيعرف تماماً كيف يوظفهم في اتجاه صحيح، فرد المسؤول بأنه يعرف ذلك تماماً، بل واثق من ذلك كل الثقة، لكن المشكلة هو أن هذه الكفاءة «ستغدر به»!
سألته: كيف ستغدر به؟! أجابني: لا أعرف، فليس الغدر من شيمي، بل من شيمه هو للأسف. لكن مصيبتنا بأن مثل هذه النوعية من البشر تظن بأن تقريب الكفاءات والطاقات الصادقة النظيفة في عملها، والصريحة في آرائها، هي بداية لانكشافهم وتعريتهم من إدارة فاسدة يمارسونها، ومن أخطاء فادحة يرتكبونها، وأنهم سيمنحون هذه الكفاءة الفرصة لاستبدالهم والجلوس في مواقعهم، بالتالي الحل عبر تحطيمهم!
هذا واقع يحصل للأسف، ففي قطاعات عديدة ستجد بعض المسؤولين بدلاً من تطوير الطاقات والكفاءات وبدلاً من إعداد صفوف ثانية وثالثة ليحملوا الراية من بعد الصف الأول، يقومون بالتفنن في طرائق التحطيم وتدمير الطموحات، فقط لأجل «الكرسي» الذي هو ملك للدولة، لكن مثل هؤلاء الأشخاص يعتبرونه «ملكاً خاصاً لهم»، ولأجل بقائهم عليه واستمراره بإمكانهم القيام بأشنع السلوكيات لتدمير البشر.
من يحطم الناس، ومن يدمر مستقبل البشر، ومن يعذب الكفاءات والطاقات، ويتحول لحجر عثرة في طريقهم، هؤلاء «مجرمون» في حق الدولة، ويجب محاسبتهم أشد الحساب.
* اتجاه معاكس:
يزعجني جدا أن أضرب مقارنة بالآخرين، لكن ما حصل في دبي قبل يومين من محاسبة صارمة، وإعلان صريح عن الفاشلين، أمر يجعلنا نتساءل بحرقة: متى يحصل مثل هذا الشيء لدينا؟!