زينب ومحفوظة فتاتان بحرينيتان تعملان على مشروع أسمتاه "بكل حب"، إذ تصنعان يدوياً فواصل للكتب وبطاقات رسائل مشغولة فنياً من مواد صديقة للبيئة بحيث تقدم كل قطعة فنية رسالة معينة.
تعتبر زينب ومحفوظة المعارض أفضل ساحة لعرض المنتجات وتريان أن الصناعات اليدوية المحلية كنز وثقافة، وأن الشباب البحريني يحتاج الدعم ليخرج طاقاته ويبادر.
زینب حسن المعباد، تبلغ من العمر ٢٥ سنة، حاصلة على بكالوریوس أدب إنجلیزي من جامعة البحرین، وشهادة أخرى من السفارة الأمریكیة، وهي مستشارة أكادیمیة / تعلیم Leadership. أما محفوظة عبدالرضا حسن فتبلغ من العمر ٢٣ سنة، حاصلة على بكالوریوس أدب إنجلیزي من جامعة البحرین، وتعمل مدرسة لغة إنجلیزیة.
فن يدوي
تقول زينب "مشروع "بكل حب"، هو فن یدوي مع رسالة خلف كل قطعة فنیة ومن سماته أنه مشروع صدیق للبیئة".
وعن تفاصيل المنتجات، تقول "فواصل كتب، وظروف وبطاقات معایدة. تبدأ أسعارنا من 600 فلس إلى 12 دیناراً. ويسلط المشروع الضوء على الجهد و الوقت الذي یكرسه الفنانون في الصناعة الیدویة التي تجعل كل قطعة فنیة ممیزة عن الأخرى بعكس المنتجات التي تصنع بكمیات كثیرة وقد تفقد من قیمتها المعنویة."
وتضيف "بدأ مشروعنا كهوایة نسعى من خلالها إلى تطویر أنفسنا واستغلال هذه المساحة لنشر ثقافة الفن في المجتمع وأن نحفز به الآخرین لتقدیر الجمال الفني والیدوي، وأن نترك بصمتنا في المجتمع".
مشروع إنساني
فيما تقول محفوظة "نحب أن نقدم هذا العمل كمشروع إنساني لا مشروع تجاري، إذ حصلنا على تشجیع وتفاعل كبیر من المقربين، ولا نزال في المرحلة الأولى من تسویق المشروع. وأعتقد بأن تحقيق الانتشار سيستغرق وقتاً".
وتضيف "انطلق المشروع رسمیاً في أول مارس الماضي، وكان الهدف أن نرسل رسالة لكل الأشخاص الموهوبین بأن یستغلوا موهبتهم وأن يعملوا على تطویر أنفسهم، فمن خلال هذا المشروع یمكنني أن أمارس هوایة الرسم بصنع قطع یدویة وفنیة تسعد الآخرین."
فواصل ورسائل
وعن تفاصيل العمل تقول زينب "أود التأكيد على أهمیة الفواصل التي نصنعها، فهي فواصل ذات أهمية في عالم القراءة ولدى القراء، فالفواصل الممیزة تعطي جمالا عند القراءة وهي شيء جمیل يشجع القارئ على قلب الصفحة وترك علامة عند آخر ما قرأ ، كذلك الفواصل بإمكانها أن تعطي القراءة بعداً معنویاً وتشجع القارئ على أن یكمل صفحات كتاب. فوجود فاصل ممیز یجعل للكتاب خصوصیة بالنسبة لقارئه."
وتضيف زينب "القراءة مهمة جداً في حیاة الإنسان والمجتمع، هي غذاء العقل والروح، وتوسع المعلومات الشخصیة للفرد و تشجع على التفكیر الإبداعي من خلال التفكیر بصورة مختلفة. فمن خلال قراءتي للكتب التطویریة تشكلت شخصیتي المتفتحة والمتقبلة للظروف المختلفة والساعية لإيجاد حلول . كما جعلتني القراءة أكثر وعياً بالاختلافات بین البشر، ما ساعدني على أن أتعایش مع أشخاص ومواقف مختلفة."
بحاجة إلى معارض
وعن كیفیة صناعة الفواصل تقول محفوظة "نرسم على ورق مخصص ثم نقص الورق لنحوله إلى واحدة من منتجاتنا ومنها الفواصل، حيث نقطع الورق بحجم الفواصل ونرسم عليه ونضيف اللمسات الفنیة بحرق جوانب الفواصل لإعطائها شكلاً ممیزاً ونضع شریطاً في أعلى الفاصل. ونستخدم ورقاً بجودة عالیة ليبقى لمدة أطول، وألواناً مختلفة مثل المائیة أو الاكرلیك. ويكون التغلیف یدوياً بلمسة فنیة ونستخدم مواد صدیقة للبیئة یمكن إعادة تدویرها، و یتم تزیین التغلیف بالورد المجفف والختم الشمعي. وكل العمل يدوي من القص إلى اللصق والتزیين لننتج في النهاية قطعة فنیة متكاملة."
وعن أهمية شبكات التواصل الاجتماعي ودورها في تسويق المنتجات، تقول محفوظة "شبكات التواصل الاجتماعي مساحة تجمع الأشخاص والمجتمعات على نطاق عالمي فمن خلالها یمكن الوصول لجمیع الفئات العمریة وتسویق المنتجات لكن البضائع الصغیرة مثل الفواصل تحتاج إلى العرض في معارض ومحلات لیتمكن الزبون من فحصها عن قرب و یتشجع بأن یشتري القطعة".
آمنوا بأفكاركم الصغيرة
يقدم "بكل حب" نموذجاً لأفكار شبابية تشق طريقها في المجتمع لتحدث الأثر، ثمة رسالة يوجهها المشروع للشباب بلسان زينب "إذا كانت لدیكم فكرة أبدؤوها .هذا هو الشعار والمبدأ الذي نؤمن به في مشروعنا، فعلى الشاب أن يبحث عن شخص یؤمن بفكرته ویدفعه لتقدیم المزید و یتحمل العقبات معه والتشجيع قد يأتي من أشخاص من مختلف الثقافاتو الشریك الذي یدفعك معنویاً سیجعلك تتمسك بمشروعك وتتقدم إلى الإمام، وأقول للشباب لا تجعلوا تفكیركم تجارياً بحتاً استغلوا مشاریعكم للتطور."
وعن العقبات التي تواجههم، تقول زينب "لا یوجد دعم كاف لكي نشارك في المعارض و هي أفضل مساحة لكي نعرض منتجاتنا، نحن ندعم المشروع بأنفسنا وحالیاً فوائدنا تعود على تنمية المشروع، وطموحنا المستقبلي أن نصبح مصدر إلهام للآخرين، وأن نطور المشروع ونزيد من خبراتنا في التعامل مع الآخرین، فهذا العمل يسعدنا كثيراً".