(بوابة العين الإخبارية): طالبت وكالة "بلومبرج" قادة أوروبا بنهج أشد صرامة في التعامل مع إيران، والكف عن التساهل وغض الطرف، وتقديم التنازلات واستخدام الكلمات اللطيفة.

وأضافت الوكالة الأمريكية أن "هذا التعامل جرأ النظام وجعله أكثر عدوانية واستفزازا بشكل لا يمكن تبريره، وعلى نحو يهدد استقرار الاقتصاد العالمي والشرق الأوسط".

وتابعت، في افتتاحية بعنوان "أوروبا يجب أن تتوقف عن تدليل إيران"، أنه "خلال الأسابيع الأخيرة، عندما هاجمت إيران جيرانها، وأحيت طموحاتها النووية، وعطلت التجارة الإقليمية بشكل خطير، ووجهت تهديدات علنية للعالم، لم تقم أوروبا بأكثر من تهدئة وتدليل النظام، مشددة على أنه هذا يجب أن يتوقف، لأن استقرار الاقتصاد العالمي والشرق الأوسط يعتمد عليه".

وأشارت إلى أنه منذ أن "أعلن الرئيس دونالد ترامب انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووية لعام 2015 بين طهران والقوى العالمية الكبرى، سمح الموقعون الأوروبيون لتعاطفهم مع إيران بأن يحجب رؤيتهم للأحداث الجارية في الشرق الأوسط".

وفي ذلك الوقت، اعترضوا وقالوا إن الاتفاق يخدم غرضه المحدود المتمثل في إيقاف سعي إيران لحيازة أسلحة نووية، ووصفوا الانسحاب الأمريكي بأنه متهور، كما كانوا يخشون أن إدارة ترامب تصنع دوافع للحرب، وانتقدوا العقوبات الاقتصادية الأمريكية وحاولوا الحفاظ على الاتفاق بعد أن تخطى مرحلة عدم الجدوى.

واعتبرت وكالة "بلومبرج" أنه منذ ذلك الحين، غض الأوروبيون الطرف عن سلوك إيران الخطير على نحو متزايد مع دول جوارها، حتى بعد أن صعدت قواتها ووكلاؤها من الهجمات على الملاحة المدنية في الخليج، ودمروا منشآت نفطية سعودية. كما رفضت فرنسا وألمانيا الانضمام إلى الجهود البحرية التي تقودها الولايات المتحدة لحماية الشحن في تلك المياه، حتى بريطانيا ترددت.

وعندما تخطى النظام حدود تخصيب اليورانيوم المفروضة بموجب الاتفاق النووي، كان ينبغي على الأوروبيين على الأقل أن يصدروا إدانات واضحة. وبدلاً من ذلك، اقترح الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون تخفيف العقوبات على الإيرانيين، ومنحهم تسهيلات ائتمانية بقيمة 15 مليار دولار، هو بشكل أساسي رشوة لتشجيع الامتثال.

ونوهت "بلومبرج" بأن هذا التساهل اللانهائي شجع فقط سلوك إيران الاستفزازي على نحو تدريجي، حتى بلغ ذروته بشن هجوم سافر بطائرات مسيرة وقذائف في 14 سبتمبر على منشآت نفط في شمال شرق السعودية.

واستدركت بالقول "ربما يكون الأوروبيون محقين في الخوف من اندلاع حرب في منطقة الخليج؛ لكن عليهم الآن أن يدركوا أن إيران، وليست الولايات المتحدة، هي التي من المرجح أن تشعل الحرب".

الوكالة الأمريكية أكدت أنه بغض النظر عن نفورهم من ترامب، لا يمكنهم تجاهل عروضه المتكررة للتفاوض، ولا يمكنهم إنكار أن تصرفات إيران تعرض الاقتصاد العالمي للخطر.

وارتأت أن أقوى إشارة على الاستنكار يمكن أن يرسلها الأوروبيون إلى طهران تتمثل في تكملة العقوبات الاقتصادية الأمريكية بعقوباتهم. والصفقة النووية التي يتوقون إلى حمايتها، في الواقع، تتطلب اتخاذ إجراءات عقابية لخرق حدود التخصيب. كما يجب عليهم المساهمة بقطع البحرية للمساعدة في حماية ممرات الشحن في الخليج من الزوارق الإيرانية.

ومضت بالقول "إذا كان احتمال الوقوف خلف ترامب أكبر مما ينبغي لقادة أوروبا على تحمله، فإن أفضل بديل هو الابتعاد عن الطريق، ينبغي عليهم إبلاغ النظام بأن جميع الجهود المبذولة لإنقاذ الاتفاق قد توقفت إلى أن تنهي إيران عدوانها على جيرانها، وتستأنف الامتثال للاتفاق النووي".

وأردفت "يجب ألا يكون هناك أي حديث عن تسهيلات ائتمانية وإعفاء من العقوبات، وبدلاً من ذلك، يتعين عليهم الضغط على إيران لتقبل عرض ترامب بإجراء مفاوضات- بوساطة أوروبية، إذا كان ذلك يساعد- أو مواجهة العواقب دون دعم ألماني وفرنسي وبريطاني".