بعد مرور 6 سنوات على تدخل قوات فرنسية لتحريرها من قبضة جماعات مسلحة بسطت سيطرتها على نصف أراضي مالي في 2012، ما زالت بلدة غاو الواقعة شمال شرقي البلاد على بعد 1200 كلم في عمق الصحراء، الأقل أمنا والأكثر خطورة في الإقليم المضطرب الذي ينشط فيه مقاتلو تنظيم داعش في الصحراء الكبرى، وينفذون هجمات تستهدف القوات الدولية المنتشرة في غاو، ومواقع عسكرية ومدنية في بوركينافاسو والنيجر المجاورتين.
ورغم استمرار تدهور الوضع الأمني والإنساني، إلا أن السكان استأنفوا حياة شبه طبيعية في البلدة النائية وبدت الشوارع غير المسفلتة مكتظة بالسيارات، وازدحم سوق المدينة بالمتسوقين.
وعن ازدحام المتسوقين هذا، قال أحد الباعة لـ"العربية نت": "يأتون من غاو وخارجها لاقتناء حاجياتهم من الأغذية، كما يرغب البعض في شراء ما يكفي لعدة أيام وتخزين المشتريات في بيته، لكن القدرة الشرائية للناس ضعيفة والوضع المعيشي والمادي صعب لغالبية سكان البلدة".
بيد أن معظم المدارس مازالت مغلقة، حيث يشكو السكان ضعف التغطية الصحية، ويقولون إن إجلاء المرضى إلى العاصمة باماكو أصبح مستحيلا بسبب قطاع الطرق، وعصابات الجريمة المنظمة، والمقاتلين النابعين للجماعات المتمردة والمتطرفة، الذين يعتدون على المسافرين وينزعون منهم أموالهم وأمتعتهم بالقوة.
وكان المجتمع الدولي رد على احتلال جماعات متطرفة شمال مالي باستنفار عسكري إقليمي ودولي لمواجهة هذا التمدد الخطير للعنف، لكن قطر تبنت موقفا مغايرا، حيث ساندت توغل المتطرفين في المنطقة، وقدمت لهم مساعدات وفقا لشهادات من قادة وباحثين ووجهاء ينحدرون من غاو.
وفي هذا السياق، قال مالكي ابراهيم، محام وناشط حقوقي من سكان البلدة لـ "العربية نت": "كان هناك جسر جوي تمر منه طائرات شحن قطرية هبطت في مطار غاو وأفرغت حمولتها من الحبوب والأسلحة والبضائع المختلفة، في الوقت الذي كانت فيه المدينة تحت السيطرة الكاملة والعملية لمقاتلي ما تطلق على نفسها اسم جماعة التوحيد والجهاد".
الجدير بالذكر أن جماعة التوحيد والجهاد هي تنظيم متطرف ارتبط بالقاعدة في المغرب الإسلامي وبايع داعش الذي أسس في مالي ما أسماه فرعه الإفريقي في الصحراء الكبرى لاحقا.
وخلال احتلالهم لبلدة غاو، شرع مقاتلو هذه الجماعة الدموية في تطبيق تفسيرها المتطرف لأحكام الدين، حيث لاذ موظفو البعثات الإنسانية الدولية بالفرار خشية القتل أو الخطف، لكن الجماعة قدمت تسهيلات وحماية لجمعيات وهيئات قطرية ظهرت لاحقا ضمن قائمة الإرهاب التي نشرتها دول المقاطعة العربية.
جمعيات قطر الخيرية بمناطق الإرهابيين
بدوره، قال فهد أغ المحمود ، رئيس قوة الدفاع عن النفس التابعة لقبائل الطوارق في غاو لـ"العربية نت": "ما استطعنا ملاحظته و يمكننا أن نشهد عليه هو دخول جمعيات قطر الخيرية و تحركها بحرية في المناطق التي احتلها الإرهابيون 2012".
وأضاف قائلا: "أعتقد أنه بدون تسهيلات وحماية من المجموعات المتطرفة لم تكن جمعيات قطر لتعمل في شمال مالي".
فيما شدد عابدين ولد محمد الأمين العام المساعد للحركة العربية الأزوادية على أن "قطر وزعت مساعدات في شمال مالي".
يشار إلى أن تبعات الدعم القطري للإرهاب في شمال مالي مستمرة حتى اليوم، فيما تحاول السلطات في هذا البلد الفقير والمترامي الأطراف إعادة الهدوء للمنطقة دون جدوى، حيث توجد مساحات واسعة خارج سيطرتها، فيما تنتشر الفوضى الدامية ويفتقد السكان الشعور بالأمن بسبب تكرار الهجمات الانتحارية وغارات المسلحين وانتشار الجريمة المنظمة وقطاع الطرق.
ورغم استمرار تدهور الوضع الأمني والإنساني، إلا أن السكان استأنفوا حياة شبه طبيعية في البلدة النائية وبدت الشوارع غير المسفلتة مكتظة بالسيارات، وازدحم سوق المدينة بالمتسوقين.
وعن ازدحام المتسوقين هذا، قال أحد الباعة لـ"العربية نت": "يأتون من غاو وخارجها لاقتناء حاجياتهم من الأغذية، كما يرغب البعض في شراء ما يكفي لعدة أيام وتخزين المشتريات في بيته، لكن القدرة الشرائية للناس ضعيفة والوضع المعيشي والمادي صعب لغالبية سكان البلدة".
بيد أن معظم المدارس مازالت مغلقة، حيث يشكو السكان ضعف التغطية الصحية، ويقولون إن إجلاء المرضى إلى العاصمة باماكو أصبح مستحيلا بسبب قطاع الطرق، وعصابات الجريمة المنظمة، والمقاتلين النابعين للجماعات المتمردة والمتطرفة، الذين يعتدون على المسافرين وينزعون منهم أموالهم وأمتعتهم بالقوة.
وكان المجتمع الدولي رد على احتلال جماعات متطرفة شمال مالي باستنفار عسكري إقليمي ودولي لمواجهة هذا التمدد الخطير للعنف، لكن قطر تبنت موقفا مغايرا، حيث ساندت توغل المتطرفين في المنطقة، وقدمت لهم مساعدات وفقا لشهادات من قادة وباحثين ووجهاء ينحدرون من غاو.
وفي هذا السياق، قال مالكي ابراهيم، محام وناشط حقوقي من سكان البلدة لـ "العربية نت": "كان هناك جسر جوي تمر منه طائرات شحن قطرية هبطت في مطار غاو وأفرغت حمولتها من الحبوب والأسلحة والبضائع المختلفة، في الوقت الذي كانت فيه المدينة تحت السيطرة الكاملة والعملية لمقاتلي ما تطلق على نفسها اسم جماعة التوحيد والجهاد".
الجدير بالذكر أن جماعة التوحيد والجهاد هي تنظيم متطرف ارتبط بالقاعدة في المغرب الإسلامي وبايع داعش الذي أسس في مالي ما أسماه فرعه الإفريقي في الصحراء الكبرى لاحقا.
وخلال احتلالهم لبلدة غاو، شرع مقاتلو هذه الجماعة الدموية في تطبيق تفسيرها المتطرف لأحكام الدين، حيث لاذ موظفو البعثات الإنسانية الدولية بالفرار خشية القتل أو الخطف، لكن الجماعة قدمت تسهيلات وحماية لجمعيات وهيئات قطرية ظهرت لاحقا ضمن قائمة الإرهاب التي نشرتها دول المقاطعة العربية.
جمعيات قطر الخيرية بمناطق الإرهابيين
بدوره، قال فهد أغ المحمود ، رئيس قوة الدفاع عن النفس التابعة لقبائل الطوارق في غاو لـ"العربية نت": "ما استطعنا ملاحظته و يمكننا أن نشهد عليه هو دخول جمعيات قطر الخيرية و تحركها بحرية في المناطق التي احتلها الإرهابيون 2012".
وأضاف قائلا: "أعتقد أنه بدون تسهيلات وحماية من المجموعات المتطرفة لم تكن جمعيات قطر لتعمل في شمال مالي".
فيما شدد عابدين ولد محمد الأمين العام المساعد للحركة العربية الأزوادية على أن "قطر وزعت مساعدات في شمال مالي".
يشار إلى أن تبعات الدعم القطري للإرهاب في شمال مالي مستمرة حتى اليوم، فيما تحاول السلطات في هذا البلد الفقير والمترامي الأطراف إعادة الهدوء للمنطقة دون جدوى، حيث توجد مساحات واسعة خارج سيطرتها، فيما تنتشر الفوضى الدامية ويفتقد السكان الشعور بالأمن بسبب تكرار الهجمات الانتحارية وغارات المسلحين وانتشار الجريمة المنظمة وقطاع الطرق.