أسدل الستار قبل يومين عن الملتقى الوطني الأول للتراث الثقافي غير المادي الذي أقامته هيئة البحرين للثقافة والآثار، والذي تضمن مجموعة من أوراق العمل والفعاليات المصاحبة ذات العلاقة بتراث مملكة البحرين على عدد من الأصعدة.
وكان مما لفت انتباهي التجديد الفريد الذي تضمنته ورقة عمل حول موضوع «الفجري»، أعدها وقدمها الفنان جاسم بن حربان، إذ رافق ثراء المادة العلمية وغزارة المعلومات، تطبيقات وأمثلة عملية من خلال أداء بعض المواويل والأغاني بألحان متفرقة في فن الفجري، وبمصاحبة أداء فرقة بن حربان الشعبية. تلك النماذج المقتضبة من الأداء لم تكن كافية على الإطلاق بالنسبة لشعب انفصل نسبياً عن تراثه، وقد أيقظت تلك المواويل والأغاني فيه الحنين لماضٍ عريق، ربما لم يكن جزءاً منه، ولكنه يدرك ملياً أنه ينتمي إليه، ومن حيث هناك قد أتى.
لقد وُفق واضع برنامج الملتقى بتخصيص أمسية لفن الفجري بدار المحرق لتكون الختام الأخير لفعاليات الملتقى وبرنامجه الثري، وكان مما لفتني انسجام الحضور مع هذا الفن الأصيل، منغمسين بالكامل في روعة الألحان وعمق الكلمات، إلى جانب الرقصات الشعبية المصاحبة والمواويل المؤثرة.
لقد لامس فن الفجري الحضور على نحو غريب جداً، وربما مما أسهم في ذلك أيضاً الاختيار الدقيق لموقع إقامة الأمسية، فدار المحرق أو دار جناع كانت موطن تلك الفنون الشعبية والموقع الأمثل لممارستها منذ زمن بعيد، فاختيار البيئة الأصلية، والأجواء الشعبية، وجلوس الحضور في أحد الممرات الضيقة من الحي «داعوس الفريج» كلها مجتمعة شكلت لوحة فريدة من الزمن الجميل، الذي بالكاد يعرف عنه أبناء الأجيال الحالية، حتى الأجيال التي سبقت قليلاً، تلك التي إليها ننتمي «جيل الثمانينات»، نعرف إلى حد ما أن ثمة فنوناً شعبية غنائية، وكنا ننظر إليها من خلال وصلات غنائية بسيطة بثتها التلفزيونات في سنوات مضت، ولكننا لم نعش أجواءها الحقيقية كما بعثتها من جديد هيئة البحرين للثقافة والآثار.
إن المهتمين بالفرق الشعبية الغنائية والمتذوقين لأدائها يعرفون جيداً معنى «الطق الحامي»، وهي عبارة نقولها لأداء الأغاني الشعبية بمعية الآلات الموسيقية الشعبية كالطبل والدف وغيرها، إلى جانب التصفيق، ولكن على نحو حماسي وبصوت عالٍ يبعث على السرور ويجبرك على الانتباه والتفاعل معه، وقد حظيت تلك الليلة بـ»طق حامي» جميل. ولعل من أبرز ما يميز الغناء الشعبي الذي يرافقه الطبل، أنك عندما تستمع إليه تشعر بوقع الطبل في قلبك، ما يزيد من شدة حماستك وتفاعلك.
* اختلاج النبض:
شكراً هيئة البحرين للثقافة والآثار لإحياء هذا الفن الأصيل، شكراً للفنان جاسم بن حربان، الذي منحنا تجربة غنائية رائعة في مصافحة أولى لتراثنا عبر العودة إليه من جديد.
وكان مما لفت انتباهي التجديد الفريد الذي تضمنته ورقة عمل حول موضوع «الفجري»، أعدها وقدمها الفنان جاسم بن حربان، إذ رافق ثراء المادة العلمية وغزارة المعلومات، تطبيقات وأمثلة عملية من خلال أداء بعض المواويل والأغاني بألحان متفرقة في فن الفجري، وبمصاحبة أداء فرقة بن حربان الشعبية. تلك النماذج المقتضبة من الأداء لم تكن كافية على الإطلاق بالنسبة لشعب انفصل نسبياً عن تراثه، وقد أيقظت تلك المواويل والأغاني فيه الحنين لماضٍ عريق، ربما لم يكن جزءاً منه، ولكنه يدرك ملياً أنه ينتمي إليه، ومن حيث هناك قد أتى.
لقد وُفق واضع برنامج الملتقى بتخصيص أمسية لفن الفجري بدار المحرق لتكون الختام الأخير لفعاليات الملتقى وبرنامجه الثري، وكان مما لفتني انسجام الحضور مع هذا الفن الأصيل، منغمسين بالكامل في روعة الألحان وعمق الكلمات، إلى جانب الرقصات الشعبية المصاحبة والمواويل المؤثرة.
لقد لامس فن الفجري الحضور على نحو غريب جداً، وربما مما أسهم في ذلك أيضاً الاختيار الدقيق لموقع إقامة الأمسية، فدار المحرق أو دار جناع كانت موطن تلك الفنون الشعبية والموقع الأمثل لممارستها منذ زمن بعيد، فاختيار البيئة الأصلية، والأجواء الشعبية، وجلوس الحضور في أحد الممرات الضيقة من الحي «داعوس الفريج» كلها مجتمعة شكلت لوحة فريدة من الزمن الجميل، الذي بالكاد يعرف عنه أبناء الأجيال الحالية، حتى الأجيال التي سبقت قليلاً، تلك التي إليها ننتمي «جيل الثمانينات»، نعرف إلى حد ما أن ثمة فنوناً شعبية غنائية، وكنا ننظر إليها من خلال وصلات غنائية بسيطة بثتها التلفزيونات في سنوات مضت، ولكننا لم نعش أجواءها الحقيقية كما بعثتها من جديد هيئة البحرين للثقافة والآثار.
إن المهتمين بالفرق الشعبية الغنائية والمتذوقين لأدائها يعرفون جيداً معنى «الطق الحامي»، وهي عبارة نقولها لأداء الأغاني الشعبية بمعية الآلات الموسيقية الشعبية كالطبل والدف وغيرها، إلى جانب التصفيق، ولكن على نحو حماسي وبصوت عالٍ يبعث على السرور ويجبرك على الانتباه والتفاعل معه، وقد حظيت تلك الليلة بـ»طق حامي» جميل. ولعل من أبرز ما يميز الغناء الشعبي الذي يرافقه الطبل، أنك عندما تستمع إليه تشعر بوقع الطبل في قلبك، ما يزيد من شدة حماستك وتفاعلك.
* اختلاج النبض:
شكراً هيئة البحرين للثقافة والآثار لإحياء هذا الفن الأصيل، شكراً للفنان جاسم بن حربان، الذي منحنا تجربة غنائية رائعة في مصافحة أولى لتراثنا عبر العودة إليه من جديد.