مثال التدخل في شؤون الدول الأخرى هو فضائية «الجزيرة» القطرية، فهي تعرف كيف تتغلغل وتضرب في الجذور وكيف تحدث الاهتزازات التي تعود بالنفع على أربابها، وقد وفرت على ذلك ما يكفي من أدلة منذ انطلاق ما سمي بـ «الربيع العربي». أما مثال التحريض على مصر ورئيسها فهو فضائية «الشرق» التي يسهل القول بأنها - وفضائيات أخرى عديدة تعمل في الاتجاه نفسه مثل فضائية «مكملين» - تحصل على الكثير من الدعم أو كله من قطر ومن تركيا التي تبث من أراضيها، فهذه القنوات تمتلك من الخبرة ما يمكنها تأليب الشارع على من تريد، وما يحدث في مصر هذه الأيام هو من صنيعة هذه الفضائيات وعلى رأسها «الشرق» التي يكفي متابعتها لساعة واحدة فقط للتأكد من هذه الحقيقة.
ليس الحديث هنا عن إنجازات أو إخفاقات الحكومة المصرية، فهذا شأن داخلي وإن كان واضحاً للجميع الجهود غير العادية التي يبذلها الرئيس السيسي بغية الارتقاء بمصر، لكن الحديث هو عن قدرة هذه الفضائيات على التحريض وتمكنها من التحكم في الجمهور وهي بعيدة عنه، فهذه الفضائيات هي التي صارت تقول للجمهور متى يخرج إلى الشارع وكيف يخرج وماذا يقول وكيف يتصرف لو تمت مواجهته من قبل رجال حفظ النظام والقانون.
متابعة فضائية «الشرق» بشكل خاص لمدة ساعة واحدة فقط تكفي لتبين قدرة هذه الفضائية على التحريض وحجم التمويل الذي تحصل عليه ويمكنها من تحريك البسطاء في مصر ودفعهم إلى الخروج إلى الشارع ورفع شعارات ربما لا يعرف أكثرهم معناها.
لمن لا علم له فإن ما تقوم به هذه الفضائية ومثيلاتها هو المثال على أسلوب «الإخوان المسلمين» في محاربتهم للسلطة. المثير هو أنها تؤثر على الكثيرين بدليل ما يحدث في مصر هذه الأيام، فالذين خرجوا إلى الشوارع في بعض المحافظات خرجوا متأثرين بما تروج له هذه الفضائيات. فعلهم هو نتيجة تحريضها ومبالغاتها في تصوير الأحوال. أما الأكثر إثارة فهو أن بعض الدول تنطلي عليها الحيلة فتعتقد بأن ما تروج له تلك الفضائيات صحيح ودقيق وأنه لا مفر من إحداث التغيير المطلوب في مصر «ليذوق فيها الناس طعم الحياة».
العارفون بحيل الإعلام وهذا النوع من الفضائيات لا يترددون عن القول بأن ما شاهده الناس خلال الأيام الماضية وما سيشاهدونه في الأيام المقبلة عبر هذه القنوات جله إن لم يكن كله تمثيل، ويكفي دليلا أنها لا تبث مباشرة وإنما تعتمد على فيديوهات ينتجها أفراد محسوبون عليها، والغاية طبعا هي القول بأن مصر ملتهبة وأنه حان الوقت كي يحدث فيها التغيير الذي يريده «الإخوان».
هذه الفضائيات ومثالها الأبرز «الشرق» تعمد إلى تشويه صورة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، وهي تستفيد اليوم من الموقف السالب الذي اتخذه ممثل ورجل أعمال مصري من الدولة ويقيم خارجها بسبب خلاف مالي لا أحد يعرف تفاصيله، وتتخذه مطية للتحريض على الحكم. كل هذا يثير السؤال عن أسباب قدرة هذه الفضائية وأخواتها من تمكنها من القيام بهذا الدور، خصوصا وأنها لا تعمل في مصر فقط ولكنها تقوم بتحريك مصريين في الخارج أيضا، فأن تتمكن من إخراج مجموعة منهم ليهتفوا ضد رئيس مصر في نيويورك يعني أنها من القوة بحيث تستطيع ذلك، وهو ما يصعب فهمه، فما الذي يدفع مواطنين مصريين يقيمون في الولايات المتحدة إلى الخروج في مظاهرة ورفع شعارات ضد الحكم وهم يعيشون حالة الرفاه التي يحلم بها الكثيرون؟
بلغة المصريين أقول «أقطع ذراعي إن لم يكن النظام القطري هو الذي يقف وراء تلك الفضائيات ويمولها».
ليس الحديث هنا عن إنجازات أو إخفاقات الحكومة المصرية، فهذا شأن داخلي وإن كان واضحاً للجميع الجهود غير العادية التي يبذلها الرئيس السيسي بغية الارتقاء بمصر، لكن الحديث هو عن قدرة هذه الفضائيات على التحريض وتمكنها من التحكم في الجمهور وهي بعيدة عنه، فهذه الفضائيات هي التي صارت تقول للجمهور متى يخرج إلى الشارع وكيف يخرج وماذا يقول وكيف يتصرف لو تمت مواجهته من قبل رجال حفظ النظام والقانون.
متابعة فضائية «الشرق» بشكل خاص لمدة ساعة واحدة فقط تكفي لتبين قدرة هذه الفضائية على التحريض وحجم التمويل الذي تحصل عليه ويمكنها من تحريك البسطاء في مصر ودفعهم إلى الخروج إلى الشارع ورفع شعارات ربما لا يعرف أكثرهم معناها.
لمن لا علم له فإن ما تقوم به هذه الفضائية ومثيلاتها هو المثال على أسلوب «الإخوان المسلمين» في محاربتهم للسلطة. المثير هو أنها تؤثر على الكثيرين بدليل ما يحدث في مصر هذه الأيام، فالذين خرجوا إلى الشوارع في بعض المحافظات خرجوا متأثرين بما تروج له هذه الفضائيات. فعلهم هو نتيجة تحريضها ومبالغاتها في تصوير الأحوال. أما الأكثر إثارة فهو أن بعض الدول تنطلي عليها الحيلة فتعتقد بأن ما تروج له تلك الفضائيات صحيح ودقيق وأنه لا مفر من إحداث التغيير المطلوب في مصر «ليذوق فيها الناس طعم الحياة».
العارفون بحيل الإعلام وهذا النوع من الفضائيات لا يترددون عن القول بأن ما شاهده الناس خلال الأيام الماضية وما سيشاهدونه في الأيام المقبلة عبر هذه القنوات جله إن لم يكن كله تمثيل، ويكفي دليلا أنها لا تبث مباشرة وإنما تعتمد على فيديوهات ينتجها أفراد محسوبون عليها، والغاية طبعا هي القول بأن مصر ملتهبة وأنه حان الوقت كي يحدث فيها التغيير الذي يريده «الإخوان».
هذه الفضائيات ومثالها الأبرز «الشرق» تعمد إلى تشويه صورة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، وهي تستفيد اليوم من الموقف السالب الذي اتخذه ممثل ورجل أعمال مصري من الدولة ويقيم خارجها بسبب خلاف مالي لا أحد يعرف تفاصيله، وتتخذه مطية للتحريض على الحكم. كل هذا يثير السؤال عن أسباب قدرة هذه الفضائية وأخواتها من تمكنها من القيام بهذا الدور، خصوصا وأنها لا تعمل في مصر فقط ولكنها تقوم بتحريك مصريين في الخارج أيضا، فأن تتمكن من إخراج مجموعة منهم ليهتفوا ضد رئيس مصر في نيويورك يعني أنها من القوة بحيث تستطيع ذلك، وهو ما يصعب فهمه، فما الذي يدفع مواطنين مصريين يقيمون في الولايات المتحدة إلى الخروج في مظاهرة ورفع شعارات ضد الحكم وهم يعيشون حالة الرفاه التي يحلم بها الكثيرون؟
بلغة المصريين أقول «أقطع ذراعي إن لم يكن النظام القطري هو الذي يقف وراء تلك الفضائيات ويمولها».