* البحرينيون يتابعون الأشخاص أكثر من المؤسسات على وسائل التواصل
* لا بد من توعية الناس بالاستخدام الصحيح والآمن للهواتف والتطبيقات
* الناس عزفوا عن حضور دورات التدريب لانشغالهم ببرامج التواصل
* الذكاء الاصطناعي والواقع المعزز وانترنت الأشياء ستجعل الحياة أسهل
* الكتب التقنية تصبح قديمة بعد 3 أشهر ودور النشر قللت الطباعة
هدى حسين
طالب اختصاصي تكنولوجيا التعليم في مدراس المستقبل بوزارة التربية علي حسن سبيل باستحداث منهج لتعليم الاستخدام الآمن للتكنولوجيا، معتبراً تكنولوجيا الاتصال ضرورة حياتية أهم من بعض المواد الدراسية.
ودعا سبيل البحرينيين إلى التحول من مستهلكين للتقنية والتكنولوجيا إلى صانعين ومبتكرين لها، موضحاً أهمية توعية الناس باستخدام الهاتف والتطبيقات بشكل صحيح.
وقال سبيل، في حوار لـ"الوطن" إن البحرينيين يميلون إلى متابعة الأشخاص على وسائل التواصل أكثر من المؤسسات والمنظمات.
ولفت إلى وجود عزوف عن حضور دورات التدريب وانشغال الناس ببرامج التواصل الاجتماعي، مبيناً أن الذكاء الاصطناعي والواقع المعزز وانترنت الأشياء وG5 جديد التكنولوجيا الذي سيجعل الحياة أسهل بكثير.
ولفت سبيل إلى أن الكتب التقنية تصبح قديمة بعد ٣ أشهر لذلك قللت دور النشر من طباعة هذه الكتب.
استطاع علي سبيل الوصول لأكبر عدد من سكان البحرين من خلال حسابه على الانستغرام الذي يقدم كثيراً من المعلومات عن الهواتف الذكية وأشهر التطبيقات التجارية وغير التجارية، وأهم التحديثات التي تحدث بشكل تقني سريع في أشهر المواقع.
وسبيل من مواليد البحرين قرية سترة العام ١٩٨٤، وهو خريج جامعة البحرين تخصص بكالوريوس التكنولوجيا المعلومات. يعمل اختصاصي تكنولوجيا تعليم في مدراس المستقبل، ويدرب المعلمين على توظيف التقنية الحديثة في التعليم، وإضافة إلى عمله الصباحي، أطلق في ٢٠٠٧ مشروعاً خاصاً كمدرب في الفترة المسائية في مراكز التدريب وبشكل فردي.
بداية الرحلة
وعن عمله في التدريب قال سبيل "أعمل بشكل عام في الكمبيوتر وبرامج الكمبيوتر، استمررت فترة طويلة في مجال التدريب حوالي ١٠ سنوات، وكنت أصمم دورات موجهة إلى فئة معينة مثل برنامج الفوتوشوب للمصورين فقط. بعد فترة من الزمن مع ظروف السوشيال ميديا لاحظت عزوفاً من الناس عن حضور دورات التدريب، وانشغالهم التام ببرامج التواصل الاجتماعي واستخدامها، واكتشفت أن الناس صاروا يفضلون فتح التلفون لمشاهدة فيديو يتحدث عن مضمون دورة مكثفة لعدة أيام. اتجهت إلى اليوتيوب وأسست قناة اسمها "توك توك" موجهة للتعليم وتخدم التطبيقات التي توظفها وزارة التربية إضافة إلى الأشياء التي يحتاجها التعليم والمعلم والمجتمع. ولاحظت أن المشاهدات تزيد لكن ليس بالعدد المطلوب، والسبب أن كل دولة تتميز بتوجه فئة معينة لمنصة معينة، خاصة في البحرين إذ توجه البحرينيون أكثر إلى برنامج الانستغرام والسناب شات، كما أنهم يميلون إلى متابعة الفرد أكثر من المؤسسة أو المنظمة".
وأضاف سبيل "اتجهت بعد ذلك إلى برنامج سناب شات وكان الموضوع سهلاً جداً وأفضل من قناتي علي اليوتيوب، حتى الكلام الذي أقدمه كان حراً وسلسلاً لأني قريب من المجتمع إضافة إلى أنه ينتهي بعد ٢٤ ساعة، بعد فترة صار المتابعون يطلبون مني إعادة الكلام والشرح. ومن سلبيات السناب شات أنه لا يحفظ الفيديوهات القديمة".
مردود مادي قوي
وعن تحوله إلى الانستغرام، قال سبيل "اتجهت للانستغرام منذ سنتين ونصف. وركزت على الهواتف الذكية والتطبيقات بشرح تفصيلي. ولدي قناعة تامة بأن الكمبيوتر اليوم يقل دوره بين المستخدمين العاديين، لم تقل أهميته بل دوره، لأنه مهم عند الاختصاصيين. وعندما أنا أريد أن أقدم معلومات وأفيد أكبر عدد من الناس فإن الفئة ستكون من المستخدمين العاديين. والأجهزة الذكية اليوم تلبي جميع احتياجاتنا. حتى الطلبة في المدارس والجامعات أصبحت الأجهزة الذكية تكفيهم وتغنيهم عن استخدام الكمبيوتر. الشيء المهم في الهاتف المحمول الذكي هو التطبيقات التي أتحدث عنها وستفيد أكبر عدد من الناس، وأحاول كل يوم شرح تطبيق أو تطبيقين بشكل مكثف، لكي أغطي أكبر عدد من التطبيقات، ومؤخراً أصبحت أميز في اختياراتي، فأختار التطبيق المناسب للشرح والتطوير، كي لا يمل الجمهور ويبتعد".
وأكد سبيل أن "التطبيقات الشهيرة مثل سناب شات والانستغرام وأشهر مواقع التواصل الاجتماعي لا تحتاج إلى تسويق، فهي اجتهاد شخصي أشرحه بشكل تفصيلي وأسلط الضوء على أي تحديث ينزل، أما التطبيقات غير المشهورة فمعظمها تكون تجارية وتقدم خدمات فيكلمني أصحابها لشرح التطبيق بمقابل مادي كإعلان".
وأضاف "كثير من الذين قابلتهم أو أرى مقابلاتهم على مستوى الخليج يقولون دائماً إنهم يريدون إفادة الناس فقط، وهذا أمر غير صحيح. سأكون صريحاً، أجل أنا فعلاً أريد فائدة الناس ولكن هذا كله تعبي وأنا أحتاج فائدة مادية كذلك، خاصة أن المجال يتطلب أن أشتري هواتف ذكية وأجرب التطبيقات عليها وشراء تطبيقات أيضاً لذلك أحتاج دخلاً مادياً قوياً. وهناك مردود مادي ولله الحمد" .
وتابع سبيل "الهدف من عملي على الانستغرام هو توعية الناس باستخدام الهاتف والتطبيقات بشكل صحيح، فأنا أحزن جداً عندما أرى شخصاً لا يستخدم الهاتف بشكل صحيح ولا يستغل التطبيقات لصالحه وصالح عمله، لذلك جمعت المعلومات الصحيحة حول الاستخدام الصحيح على منصتي في الانستغرام لإفادة أكبر عدد من الناس ."
56 ألف متابع
وعن انتشاره في البحرين، قال سبيل "اليوم ولله الحمد لدي أكثر من ٥٦ ألف متابع، ولدي شهرة في البحرين وخارج البحرين وبعض جمهوري من غير الناطقين باللغة العربية أو الانجليزية مثل الأكراد إذ يحاولون التواصل معي وكثير منهم لا أفهم لغتهم لكنهم يفهمون شرح الفيديو عن طريق تتبع الخطوات. وأتمنى مستقبلاً الانتشار أكثر لأن الانتشار يعني فائدة لعدد أكبر من الناس. أتمنى أن أصل للعربية ثم العالمية".
يستخدم سبيل اللغة العربية في فيديوهاته. وعن ذلك قال "أعتقد بأني سأستمر باستخدام اللغة العربية في الشرح مستقبلاً لأني سأفقد عدداً كبيراً من المتابعين حال تحولي إلى الإنجليزية. ولدي فكرة مستقبلية لفئة الصم والبكم باستخدام لغة الإشارة، فهي فئة مهمة جداً في المجتمع ويحتاجون إلى دمجهم، لكني أحتاج إلى اختصاصي لغة إشارة لأوظف معي شخصاً قادراً على توصيل المعلومة بالإشارة لهذه الفئة. الفكرة تتملكني لكنني أحتاج إلى التخطيط لها والتفكير بعمق والعمل عليها بهدوء. ومن جانب آخر بدأت بالعمل التطوعي لكن بشكل مخفي، وهو مرتبط بحسابي وأتمنى أن يكبر ويترك بصمة خير" .
وعن كيفية قياس الأثر المجتمعي، قال سبيل "ألاحظ الأثر من خلال الانستغرام عبر عدد المشاهدات، ومن خلال التعليقات، والمحادثات، إذ يشكرونني دائماً ويعطونني بعض التجارب للتطبيقات الجديدة، كذلك في الشارع أرى كثيراً من الناس التي ترحب بي وتناقشني فيما أطرح."
الخصوصية أكبر المشاكل
وعن الصعوبات التي تواجهه قال سبيل "أواجه ضيق الوقت، إضافة إلى سرعة التقنية، فكل يوم تقريباً ينزل ألف تطبيق، ومن الصعب جداً التوفيق بين الوقت وسرعة التقنية لكني أحاول جاهداً في ذلك".
وأضاف "استفزني عنوان في الصحافة "الواتس اب يتسبب في طلاق زوجين"، وهنا أقول إن أفعالك هي التي تسببت في ذلك وليس الهواتف والتطبيقات، هذه الأدوات مهمة جداً ولا بد من استخدامها مع تطور الحياة ولكن الأهم من ذلك معرفة الاستخدام الصحيح للأجهزة أو التطبيقات، في النهاية هذه وسيلة يجب معرفة استخدامها بشكل جيد، كذلك مهم جداً معرفة ما تريد إيصاله في مواقع التواصل الاجتماعي فأي كلمة تقولها أو تنشرها محسوبة عليك. يجب أن تكون حريصاً جداً في ذلك لأن الناس لا تنسى. كما أشدد على موضوع الخصوصية فهو مهم جداً. لا تترك هاتفك في محل لتصليح الهواتف، يمكن أن يأخذ كل أسرارك وصورك. لا تعطي ايميلك والرقم السري لأي أحد لأن كل شيء موجود على الايميل، كل تحركاتك كل موقع تذهب إليه، صورك محادثاتك ملاحظاتك، يمكن أن يفتحه في أي وقت ويتطفل على كل أسرارك، أكبر المشاكل التي أصادفها تتعلق بالخصوصية".
الحياة ستصبح أسهل
وعن جديد التكنولوجيا، قال سبيل "الذكاء الاصطناعي والواقع المعزز وانترنت الأشياء وG5 هو الجديد في هذا العالم . سيضاف إلى الأجهزة الذكية الكثير، وسيسهل علينا الكثير من الأمور، فالواقع المعزز هو أننا نعيش واقعنا بتعزيز المعلومات، مثال على ذلك عندما تقع عيني على مبنى ما تظهر لي كل المعلومات والبيانات عن هذا المبنى فقط بالنظر إليه، أو أصوره بالتلفون فيظهر لي كم موقف للسيارة فيه وفي أي اتجاه، وهكذا، أما انترنت الأشياء فسيسهل الحياة كثيراً، إذ أستطيع أن أتحكم بالمنزل من خلال الهاتف بالبلوتوث والـ wifi ، وأتحكم بالمكيف والإضاءة والكهرباء والماء وكل شيء، والآن أصبح ذلك أرخص من السابق ."
وأكد سبيل أن "الشركات اليوم أصبحت تسعى للتعرف على احتياجاتنا واستخداماتنا حسب كل عمر وكل فئة، نحتاج أن نستعد لذلك بوعي .وزارة التربية والتعليم لديها للأمانة توجه لتعليم الاستعمال الآمن للتكنولوجيا لتوعية الطلبة ولكنه ليس منهجاً. وفي اعتقادي ونتيجة للتطور الذي يحدث في العالم فإننا نحتاج لأن يكون منهجاً. فهذه الأمور أصبحت اليوم أهم من بعض المواد، أنا أراها مهمة جداً، كذلك بعض المناهج تحتاج لتطوير بشكل مستمر إذ لاحظت مؤخرا أن بعض دور النشر قللت من طباعة الكتب في مجال التقنية خاصة باللغة العربية، والسبب أن الكتب تصبح قديمة بعد ٣ أشهر بسبب التطور التقني السريع جداً، بحيث تظهر أمور جديدة كثيرة، فيصبح الكتاب قديماً وبلا فائدة."
مستهلكون لا منتجون
وأضاف سبيل "نحن اليوم للأسف مستهلكون بامتياز للتقنية والتكنولوجيا، لأننا لا ننتج شيئاً في هذا المجال، وإن وجد فمعظمه بهدف تجاري بامتياز، يمكن أن يخدم بنكاً أو مؤسسة أو منظمة، ويقتصر الإنتاج على فئة محدودة جداً. نحن هنا في البحرين نتغنى دائماً بأنا شبابنا مبدع ولا أنكر هذا الشيء لكن هناك تراجع كبير، بينما دول الخليج في تطور رهيب ونحن هنا نتطور ولكن بشكل بطيء. نحن بحاجة إلى حماية أنفسنا من التجسس أو الاختراق، والسبب هو جهل الاستخدام لا أكثر، لذا يجب علينا توثيق البرامج التي نستعملها والتحقق بخطوتين، كذلك التأكد من كل إيميل ورسالة تصل قبل إعطاء المعلومات لأي جهة، لأن الاختراق أو التجسس يحدث عن طريق إعطاء أي جهة معلوماتنا الشخصية" .
* لا بد من توعية الناس بالاستخدام الصحيح والآمن للهواتف والتطبيقات
* الناس عزفوا عن حضور دورات التدريب لانشغالهم ببرامج التواصل
* الذكاء الاصطناعي والواقع المعزز وانترنت الأشياء ستجعل الحياة أسهل
* الكتب التقنية تصبح قديمة بعد 3 أشهر ودور النشر قللت الطباعة
هدى حسين
طالب اختصاصي تكنولوجيا التعليم في مدراس المستقبل بوزارة التربية علي حسن سبيل باستحداث منهج لتعليم الاستخدام الآمن للتكنولوجيا، معتبراً تكنولوجيا الاتصال ضرورة حياتية أهم من بعض المواد الدراسية.
ودعا سبيل البحرينيين إلى التحول من مستهلكين للتقنية والتكنولوجيا إلى صانعين ومبتكرين لها، موضحاً أهمية توعية الناس باستخدام الهاتف والتطبيقات بشكل صحيح.
وقال سبيل، في حوار لـ"الوطن" إن البحرينيين يميلون إلى متابعة الأشخاص على وسائل التواصل أكثر من المؤسسات والمنظمات.
ولفت إلى وجود عزوف عن حضور دورات التدريب وانشغال الناس ببرامج التواصل الاجتماعي، مبيناً أن الذكاء الاصطناعي والواقع المعزز وانترنت الأشياء وG5 جديد التكنولوجيا الذي سيجعل الحياة أسهل بكثير.
ولفت سبيل إلى أن الكتب التقنية تصبح قديمة بعد ٣ أشهر لذلك قللت دور النشر من طباعة هذه الكتب.
استطاع علي سبيل الوصول لأكبر عدد من سكان البحرين من خلال حسابه على الانستغرام الذي يقدم كثيراً من المعلومات عن الهواتف الذكية وأشهر التطبيقات التجارية وغير التجارية، وأهم التحديثات التي تحدث بشكل تقني سريع في أشهر المواقع.
وسبيل من مواليد البحرين قرية سترة العام ١٩٨٤، وهو خريج جامعة البحرين تخصص بكالوريوس التكنولوجيا المعلومات. يعمل اختصاصي تكنولوجيا تعليم في مدراس المستقبل، ويدرب المعلمين على توظيف التقنية الحديثة في التعليم، وإضافة إلى عمله الصباحي، أطلق في ٢٠٠٧ مشروعاً خاصاً كمدرب في الفترة المسائية في مراكز التدريب وبشكل فردي.
بداية الرحلة
وعن عمله في التدريب قال سبيل "أعمل بشكل عام في الكمبيوتر وبرامج الكمبيوتر، استمررت فترة طويلة في مجال التدريب حوالي ١٠ سنوات، وكنت أصمم دورات موجهة إلى فئة معينة مثل برنامج الفوتوشوب للمصورين فقط. بعد فترة من الزمن مع ظروف السوشيال ميديا لاحظت عزوفاً من الناس عن حضور دورات التدريب، وانشغالهم التام ببرامج التواصل الاجتماعي واستخدامها، واكتشفت أن الناس صاروا يفضلون فتح التلفون لمشاهدة فيديو يتحدث عن مضمون دورة مكثفة لعدة أيام. اتجهت إلى اليوتيوب وأسست قناة اسمها "توك توك" موجهة للتعليم وتخدم التطبيقات التي توظفها وزارة التربية إضافة إلى الأشياء التي يحتاجها التعليم والمعلم والمجتمع. ولاحظت أن المشاهدات تزيد لكن ليس بالعدد المطلوب، والسبب أن كل دولة تتميز بتوجه فئة معينة لمنصة معينة، خاصة في البحرين إذ توجه البحرينيون أكثر إلى برنامج الانستغرام والسناب شات، كما أنهم يميلون إلى متابعة الفرد أكثر من المؤسسة أو المنظمة".
وأضاف سبيل "اتجهت بعد ذلك إلى برنامج سناب شات وكان الموضوع سهلاً جداً وأفضل من قناتي علي اليوتيوب، حتى الكلام الذي أقدمه كان حراً وسلسلاً لأني قريب من المجتمع إضافة إلى أنه ينتهي بعد ٢٤ ساعة، بعد فترة صار المتابعون يطلبون مني إعادة الكلام والشرح. ومن سلبيات السناب شات أنه لا يحفظ الفيديوهات القديمة".
مردود مادي قوي
وعن تحوله إلى الانستغرام، قال سبيل "اتجهت للانستغرام منذ سنتين ونصف. وركزت على الهواتف الذكية والتطبيقات بشرح تفصيلي. ولدي قناعة تامة بأن الكمبيوتر اليوم يقل دوره بين المستخدمين العاديين، لم تقل أهميته بل دوره، لأنه مهم عند الاختصاصيين. وعندما أنا أريد أن أقدم معلومات وأفيد أكبر عدد من الناس فإن الفئة ستكون من المستخدمين العاديين. والأجهزة الذكية اليوم تلبي جميع احتياجاتنا. حتى الطلبة في المدارس والجامعات أصبحت الأجهزة الذكية تكفيهم وتغنيهم عن استخدام الكمبيوتر. الشيء المهم في الهاتف المحمول الذكي هو التطبيقات التي أتحدث عنها وستفيد أكبر عدد من الناس، وأحاول كل يوم شرح تطبيق أو تطبيقين بشكل مكثف، لكي أغطي أكبر عدد من التطبيقات، ومؤخراً أصبحت أميز في اختياراتي، فأختار التطبيق المناسب للشرح والتطوير، كي لا يمل الجمهور ويبتعد".
وأكد سبيل أن "التطبيقات الشهيرة مثل سناب شات والانستغرام وأشهر مواقع التواصل الاجتماعي لا تحتاج إلى تسويق، فهي اجتهاد شخصي أشرحه بشكل تفصيلي وأسلط الضوء على أي تحديث ينزل، أما التطبيقات غير المشهورة فمعظمها تكون تجارية وتقدم خدمات فيكلمني أصحابها لشرح التطبيق بمقابل مادي كإعلان".
وأضاف "كثير من الذين قابلتهم أو أرى مقابلاتهم على مستوى الخليج يقولون دائماً إنهم يريدون إفادة الناس فقط، وهذا أمر غير صحيح. سأكون صريحاً، أجل أنا فعلاً أريد فائدة الناس ولكن هذا كله تعبي وأنا أحتاج فائدة مادية كذلك، خاصة أن المجال يتطلب أن أشتري هواتف ذكية وأجرب التطبيقات عليها وشراء تطبيقات أيضاً لذلك أحتاج دخلاً مادياً قوياً. وهناك مردود مادي ولله الحمد" .
وتابع سبيل "الهدف من عملي على الانستغرام هو توعية الناس باستخدام الهاتف والتطبيقات بشكل صحيح، فأنا أحزن جداً عندما أرى شخصاً لا يستخدم الهاتف بشكل صحيح ولا يستغل التطبيقات لصالحه وصالح عمله، لذلك جمعت المعلومات الصحيحة حول الاستخدام الصحيح على منصتي في الانستغرام لإفادة أكبر عدد من الناس ."
56 ألف متابع
وعن انتشاره في البحرين، قال سبيل "اليوم ولله الحمد لدي أكثر من ٥٦ ألف متابع، ولدي شهرة في البحرين وخارج البحرين وبعض جمهوري من غير الناطقين باللغة العربية أو الانجليزية مثل الأكراد إذ يحاولون التواصل معي وكثير منهم لا أفهم لغتهم لكنهم يفهمون شرح الفيديو عن طريق تتبع الخطوات. وأتمنى مستقبلاً الانتشار أكثر لأن الانتشار يعني فائدة لعدد أكبر من الناس. أتمنى أن أصل للعربية ثم العالمية".
يستخدم سبيل اللغة العربية في فيديوهاته. وعن ذلك قال "أعتقد بأني سأستمر باستخدام اللغة العربية في الشرح مستقبلاً لأني سأفقد عدداً كبيراً من المتابعين حال تحولي إلى الإنجليزية. ولدي فكرة مستقبلية لفئة الصم والبكم باستخدام لغة الإشارة، فهي فئة مهمة جداً في المجتمع ويحتاجون إلى دمجهم، لكني أحتاج إلى اختصاصي لغة إشارة لأوظف معي شخصاً قادراً على توصيل المعلومة بالإشارة لهذه الفئة. الفكرة تتملكني لكنني أحتاج إلى التخطيط لها والتفكير بعمق والعمل عليها بهدوء. ومن جانب آخر بدأت بالعمل التطوعي لكن بشكل مخفي، وهو مرتبط بحسابي وأتمنى أن يكبر ويترك بصمة خير" .
وعن كيفية قياس الأثر المجتمعي، قال سبيل "ألاحظ الأثر من خلال الانستغرام عبر عدد المشاهدات، ومن خلال التعليقات، والمحادثات، إذ يشكرونني دائماً ويعطونني بعض التجارب للتطبيقات الجديدة، كذلك في الشارع أرى كثيراً من الناس التي ترحب بي وتناقشني فيما أطرح."
الخصوصية أكبر المشاكل
وعن الصعوبات التي تواجهه قال سبيل "أواجه ضيق الوقت، إضافة إلى سرعة التقنية، فكل يوم تقريباً ينزل ألف تطبيق، ومن الصعب جداً التوفيق بين الوقت وسرعة التقنية لكني أحاول جاهداً في ذلك".
وأضاف "استفزني عنوان في الصحافة "الواتس اب يتسبب في طلاق زوجين"، وهنا أقول إن أفعالك هي التي تسببت في ذلك وليس الهواتف والتطبيقات، هذه الأدوات مهمة جداً ولا بد من استخدامها مع تطور الحياة ولكن الأهم من ذلك معرفة الاستخدام الصحيح للأجهزة أو التطبيقات، في النهاية هذه وسيلة يجب معرفة استخدامها بشكل جيد، كذلك مهم جداً معرفة ما تريد إيصاله في مواقع التواصل الاجتماعي فأي كلمة تقولها أو تنشرها محسوبة عليك. يجب أن تكون حريصاً جداً في ذلك لأن الناس لا تنسى. كما أشدد على موضوع الخصوصية فهو مهم جداً. لا تترك هاتفك في محل لتصليح الهواتف، يمكن أن يأخذ كل أسرارك وصورك. لا تعطي ايميلك والرقم السري لأي أحد لأن كل شيء موجود على الايميل، كل تحركاتك كل موقع تذهب إليه، صورك محادثاتك ملاحظاتك، يمكن أن يفتحه في أي وقت ويتطفل على كل أسرارك، أكبر المشاكل التي أصادفها تتعلق بالخصوصية".
الحياة ستصبح أسهل
وعن جديد التكنولوجيا، قال سبيل "الذكاء الاصطناعي والواقع المعزز وانترنت الأشياء وG5 هو الجديد في هذا العالم . سيضاف إلى الأجهزة الذكية الكثير، وسيسهل علينا الكثير من الأمور، فالواقع المعزز هو أننا نعيش واقعنا بتعزيز المعلومات، مثال على ذلك عندما تقع عيني على مبنى ما تظهر لي كل المعلومات والبيانات عن هذا المبنى فقط بالنظر إليه، أو أصوره بالتلفون فيظهر لي كم موقف للسيارة فيه وفي أي اتجاه، وهكذا، أما انترنت الأشياء فسيسهل الحياة كثيراً، إذ أستطيع أن أتحكم بالمنزل من خلال الهاتف بالبلوتوث والـ wifi ، وأتحكم بالمكيف والإضاءة والكهرباء والماء وكل شيء، والآن أصبح ذلك أرخص من السابق ."
وأكد سبيل أن "الشركات اليوم أصبحت تسعى للتعرف على احتياجاتنا واستخداماتنا حسب كل عمر وكل فئة، نحتاج أن نستعد لذلك بوعي .وزارة التربية والتعليم لديها للأمانة توجه لتعليم الاستعمال الآمن للتكنولوجيا لتوعية الطلبة ولكنه ليس منهجاً. وفي اعتقادي ونتيجة للتطور الذي يحدث في العالم فإننا نحتاج لأن يكون منهجاً. فهذه الأمور أصبحت اليوم أهم من بعض المواد، أنا أراها مهمة جداً، كذلك بعض المناهج تحتاج لتطوير بشكل مستمر إذ لاحظت مؤخرا أن بعض دور النشر قللت من طباعة الكتب في مجال التقنية خاصة باللغة العربية، والسبب أن الكتب تصبح قديمة بعد ٣ أشهر بسبب التطور التقني السريع جداً، بحيث تظهر أمور جديدة كثيرة، فيصبح الكتاب قديماً وبلا فائدة."
مستهلكون لا منتجون
وأضاف سبيل "نحن اليوم للأسف مستهلكون بامتياز للتقنية والتكنولوجيا، لأننا لا ننتج شيئاً في هذا المجال، وإن وجد فمعظمه بهدف تجاري بامتياز، يمكن أن يخدم بنكاً أو مؤسسة أو منظمة، ويقتصر الإنتاج على فئة محدودة جداً. نحن هنا في البحرين نتغنى دائماً بأنا شبابنا مبدع ولا أنكر هذا الشيء لكن هناك تراجع كبير، بينما دول الخليج في تطور رهيب ونحن هنا نتطور ولكن بشكل بطيء. نحن بحاجة إلى حماية أنفسنا من التجسس أو الاختراق، والسبب هو جهل الاستخدام لا أكثر، لذا يجب علينا توثيق البرامج التي نستعملها والتحقق بخطوتين، كذلك التأكد من كل إيميل ورسالة تصل قبل إعطاء المعلومات لأي جهة، لأن الاختراق أو التجسس يحدث عن طريق إعطاء أي جهة معلوماتنا الشخصية" .