ضمن التجارب الأولية لاستخدامات المبنى الجديد نظم مركز عبدالرحمن كانو الثقافي، مؤخرا، محاضرة بعنوان "شاهد من جزائر اللؤلؤ .. طريق اللؤلؤ في المحرق " للد. إبراهيم مطر وأدار الحوار علي عبدالله خليفة.
واستهل مطر المحاضرة بتعريف طريق اللؤلؤ بأنه يمتد على مسافة ثلاثة ونصف كيلومتر ويقع في جزيرة المحرق، ويبدأ امتداده من حالة بوماهر في أسفل الجزيرة إلى أن يصل إلى عمق جزيرة المحرق في الداخل، عارضا على الحضور عددا من الصور التاريخية الموثقة لطريق اللؤلؤ من هيئة الثقافة والآثار في المملكة والتي وضحت بشكل جلي سبب تسمية طريق اللؤلؤ بهذا الأسم فقد شكلت المحرق أرخبيل تميز بمهنة الغوص وتجارة اللؤلؤ وتميزت باحتوائها على العديد من المواقع الأثرية وبموقعها الاستراتيجي المهم لمزاولة التجارة و احتضانها للثقافة والتعليم منذ القدم.
وأشار مطر في خضم حديثه أن العام 1842 ميلادي شكل نقطة فاصلة في توثيق تاريخ المحرق بسبب زيارة سفينة فرنسية للمنطقة، وكان كابتن السفينة يمتلك موهبة الرسم فوثق العديد من الرسومات لجزيرة المحرق بتفاصيلها الدقيقة من أشجار وسواحل ومنازل، مما وضح بشكل جلي مدى الحضارة والرقي في المنطقة منذ ذلك الوقت.
وأضاف أن العديد من الوثائق والصور تثبت بما لا شك فيه مكانة المحرق كمركز تجاري مهم لتجارة اللؤلؤ الطبيعي لانتشار الهيرات وهي مناطق استخراج اللؤلؤ في البحر بالقرب من جزيرة المحرق بالإضافة للمناطق الأخرى المحيطة بها.
وعرض مطر الأحصائيات التاريخية لعدد السفن التي كانت تخرج لاستخراج اللؤلؤ من مدينة المحرق والمدن المجاورة لها مما يثبت بما لا شك فيه مدى أهمية المنطقة ومركزها التجاري المميز.
وفي الختام تحدث مطر عن النسيج الحضاري والعمراني الذي تميزت فيه المحرق بانتشار القصور القديمة والمساجد التي تميزت بالتصاميم العمرانية المميزة ومنها بيت الشيخ سلمان بن حمد آل خليفة، وبيت التاجر سلمان بن مطر، وبيت الشيخ عيسى بن علي آل خليفة، وبيت سيادي، وغيرها العديد من البيوت الأثرية التي تميزت فيها مدينة المحرق وعكست طابعا عمرانيا جذابا بنقوشها ونوافذها وأنماط بنائها.