أوصت اختصاصية التغذية العلاجية والحميات أبرار عمران بإعطاء الأطفال في عمر المدرسة أغذية تقوي الذاكرة والمناعة، وتجنب الوجبات السريعة والبطاطس المقلية (الشيبس) والحلويات لأنها تحد من قدرات الطفل الذهنية وتركيزه.
وأكدت في حوار لـ"الوطن" ضرورة الاهتمام بقيمة الطعام وأن يكون صحياً وسريع الهضم.
وأوضحت أن الأطعمة التي تقوي الذاكرة غنية بمصادر أوميغا 3 (مثل الأسماك الدهنية كالسالمون والتونا وفول الصويا والمكسرات والبذور)، والشوكلاتة الداكنة لاحتوائها على مضادات الأكسدة المهمة لصحة الدماغ، والقهوة لاحتوائها على الكافيين ومضادات الأكسدة، والتوت والفراولة، وفاكهة الأفوكادو التي تعتبر مصدر دهون جيدة ومهم لسلامة الدماغ، والبيض لاحتوائه على فيتامينات مهمة للدماغ والذاكرة، والخضار الورقية وخصوصاً "الكيل" فهو من الخضار المهمة جداً".
وأكدت أهمية أن يتضمن طعام الأطفال أغذية تقوي المناعة، فالثوم يحارب العدوى والأورام السرطانية، والزبادي يحتوي على البكتيريا النافعة التي تحافظ على سلامة الجهاز الهضمي، ويحتوي البروكلي والقرنبيط والملفوف على الفيتامينات والمعادن ومضادات الأكسدة المهمة للجهاز المناعي، مشيرة إلى أهمية تناول فيتامين ج (الليمون والبرتقال والفلفل الحلو) الذي يخفف أعراض الزكام، وتناول الطماطم التي تحتوي على مضادات أكسدة وفيتامينات تقضي على الجذور الحرة المسببة للسرطانات.
وعن نمط التغذية السائد اليوم قالت عمران "مع انتشار المطاعم والوجبات السريعة وأنواع الحلويات الكثيرة، أصبح الأطفال يعانون من زيادة الوزن، والسبب قلة الحركة، فالأطفال الآن منكبون على الأجهزة الإلكترونية (البلاي ستيشن والآيباد) ويقضون ساعات يومهم حولها دون حركة، إضافة إلى الاعتماد على الوجبات السريعة والحلويات عالية السعرات وقلة تناول الخضار والفواكه، لذا وجب على الأهل أن ينتبهوا ويتابعوا وزن أطفالهم عند دخولهم المدرسة في السنوات الأولى، خصوصاً عند ملاحظة فرط الشهية في تناول الطعام والوجبات السريعة والحلويات".
حمية الأطفال
وأكدت عمران عدم اتساق مفهوم الحمية الغذائية مع الأطفال لأنهم في مرحلة بناء، وعن تأثير الحمية قالت "لا بد من الانتباه إلى أن نفسية الطفل تتأثر سلباً حين نجعله يتبع حمية غذائية، فإذا كان الوالدان شديدان في التعامل ويوجهون الانتقاد له باستمرار ويحرجونه أمام الناس فعليهما التوقف فوراً، إذ لا بد من جعل تنظيم الأكل هواية جديدة للطفل واحتوائه ومحادثته بانفراد وحب، ومحاولة ترغيبه في الاستمرار ومشاركته هذا التغيير، فعنصر المشاركة أمر مهم عند التعامل مع الأطفال".
وعن الحمية الواجب اتباعها، أوضحت "يجب أن تكون الحمية قائمة وممارسة دون أن يشعر الأطفال بالحرمان من الحلويات التي يعشقونها عبر تنظيم وجباتهم بشكل عام وإضافة منتجات الحليب والخضار والفواكة المنوعة إلى جانب الكربوهيدرات والبروتينات والدهون الجيدة، إذ لا مانع من أكلهم قليلاً من الحلوى التي يفضلونها شرط أن يكملوا وجباتهم الرئيسة وألا تكون الحلوى بديلاً للوجبة في أي حال".
ابدؤوا بأنفسكم
ملاحظات مهمة يمكن توجيهها للأهالي حين تطبيق حمية غذائية لأطفالهم، أوضحتها عمران بالقول "يجب أن يكون الأهل قدوة صالحة للأبناء ويبدؤوا تغيير عاداتهم السيئة أولاً قبل البدء بتغيير أبنائهم ، ثانيا تجنب توجيه الانتقادات اللاذعة للأبناء ومقارنتهم بالأطفال الآخرين لأن ذلك يولد ردة فعل للطفل بكره التغيير، ثالثاً التشجيع والمدح وتقديم الهدايا في حال بدأ الطفل بالتغيير، أيضاً يجب أن يكون هناك مكافأة للطفل بين فترة وأخرى بالسماح له بتناول وجبته غير الصحية حتى لا يشعر بالتقييد، وشرح أسباب التغيير والتركيز على النتائج الجميلة التي تأتي بعد التغيير وليس التركيز على المخاطر والمساوئ، كذلك التركيز على طرح الأشياء المسموحة والبدائل الصحية وليس الأشياء الممنوعة، أخيراً جعل الطفل يصنع وجبته بنفسه كنوع من التغيير والترغيب".
المنتجات الخالية من السكر
وعن مدى نجاعة المنتجات الخالية من السكر، قالت أبرار عمران "تحتوي المنتجات الخالية من السكر الموجودة في الأسواق (مشروبات غازية وشوكولا وحلويات..) على محليات صناعية بدل السكر يمتصها الجسم بمعدل أبطأ بكثير من السكر، ولكن لا ينبغي الخلط بينها وبين المنتجات خالية السعرات الحرارية إذ يجب مراقبة باقي مكونات المنتج واستهلاكه باعتدال، وحسب "المايو كلينيك" فإن هذه المنتجات يتم تسويقها على أنها خالية من السكر لا خالية من السعرات الحرارية، لذلك يمكن أن تسبب زيادة الوزن، لأن الأطعمة المصنعة التي تحتوي على بدائل السكر لا تقدم نفس الفوائد الصحية مثل الأطعمة الطبيعية كالفواكه والخضروات".
ودعت عمران إلى "ضبط كمية الحلويات (الشوكولاتة) أو البطاطا (الشيبس) المعطاة للأولاد"، مضيفة "بالنسبة للشوكولاتة يجب ألا يتناول الطفل في الأسبوع الواحد أكثر من لوحين بحجم اليد، والشيبس يفضل أن يكون مرة واحدة أسبوعياً والحصة الواحدة هي 13 قطعة. وإذا اضطر الأمر البحث عن بدائل صحية. فالطفل يمكن أن يتحمل الحرمان من الحلويات والبطاطس إذا لم يكن ممنوعاً بل كان موجوداً ضمن نظامه الغذائي حتى لو بكمية محدودة، هنا سيتشجع على الاستمرار. أما المشروبات الغازية، فحبذا لو يحرص الأهل على عدم إدخالها إلى منازلهم ،وإذا اضطر الأمر فمرة واحدة في الأسبوع وبكمية بسيطة".
خطر الحلويات والشيبس
وعن سبب تشديدها على أطعمة مثل الحلويات والبطاطس (الشيبس)، أوضحت أنها أنواع فقيرة بالعناصر الغذائية وبالمقابل عالية السعرات الحرارية وتحتوي على كمية عالية من الدهون والسكريات، وأضافت "حين يدمن الطفل على هذه الأنواع من الطعام دون أن يحصل على التغذية المطلوبة فإن ذلك يؤدي إلى تغيير في عادات التغذية السليمة مما يؤثر على عملية النمو لديه. كما أثبتت الأبحاث أن كثرة تناول هذه الأطعمة (خصوصاً الحلويات) تقلل قدرات الطفل الذهنية وتحد من الانتباه والتركيز. لذا أنصح الأهل الذين لديهم أطفال يعانون البدانة مراجعة اختصاصي تغذية معتمد، وعمل فحوصات لأطفالهم للتأكد من عدم وجود مشكلة صحية أو ارتفاع في الكوليسترول لتدارك السمنة المفرطة قبل فوات الأوان".
الوجبات الملونة
ونبهت عمران إلى أن الأطفال لا يحبون تناول المأكولات الصحية التي تحتوي على الحديد رغم أهميته الكبيرة. وأوضحت "يوجد الحديد في اللحوم والدجاج والأسماك والبقوليات فيجب تنويع وجبات الأطفال بين هذه المأكولات. وتساعد الأطعمة الغنية بفيتامين "ج" في تعزيز امتصاص الحديد الغذائي، مثل الفواكه الحمضية، والفراولة والفلفل الحلو والطماطم. وعلى الأمهات اللاتي يعانين من نحافة أطفالهن الحرص على ترغيبهم بالأكل بجعل وجباتهم ملونة بطريقة جميلة تجذبهم لتناولها، مع تقليل الحلويات و"الشيبس" حتى لا يعتمدوا عليها بدل الوجبات الرئيسية. ومن المهم مضاعفة كمية البروتين في الوجبة وإدخال "الإنشور" الذي يعتبر شراباً بروتينياً يحوي العناصر الغذائية المهمة للأطفال".
تجنب وجبات الليل
كيف نجنب الأطفال عادة تناول الطعام ليلاً؟ سؤال أجابت عنه عمران بالقول "الحل في تنظيم الأكل على أن يكون طوال اليوم بكميات بسيطة، لأن تفويت الوجبات خلال اليوم يؤدي إلى فرط الأكل في الفترة المسائية. كما أن عامل السهر من الأمور المساعدة على فرط الشهية خلال الليل بسبب نشاط هرمون الجوع في الفترة الليلية المخصصة للنوم، لذلك يجب العمل على تنظيم النوم وتجنب السهر".
مناعة الأطفال
وعن طرائق تقوية مناعة الأطفال، أوضحت عمران "الثوم يحارب العدوى والأورام السرطانية ويقوي المناعة، كما أن الزبادي يحتوي على البكتيريا النافعة التي تحافظ على سلامة الجهاز الهضمي، كذلك البروكلي والقرنبيط والملفوف تحتوي على الفيتامينات والمعادن ومضادات الأكسدة المهمة للجهاز المناعي، الشوفان والشعير من الحبوب عالية الألياف التي تساعد في المناعة، كذلك الشاي الأسود يحتوي على الثيانين وهو مضاد للفيروسات، ويحتوي السمك على "السيلينيوم" وهو يحارب الفيروسات والتهابات الجهاز التنفسي، والتفاح لاحتوائه على مضادات الأكسدة المحاربة للأمراض، والبطاطا الحلوة (الفندال) تحتوي على فيتامين ألف والبيتا كاروتين المهمين ضد الأمراض، والعسل محارب للبكتيريا والعدوى".
ونصحت عمران الأهل بـ"تعويد أطفالهم على اتباع أسلوب حياة صحي مبني على نظام غذائي متوازن وممارسة التمارين الرياضية بانتظام حتى لو لم يكونوا يعانون من زيادة وزن أو مشكلة صحية، في ظل انتشار الأمراض والوفيات بسبب أسلوب الحياة غير الصحي وسوء التغذية. ويجب ألا يكون الأكل عشوائياً بل يراعي جودة الطعام وطريقة حفظه وطبخه تجنباً لحدوث المشاكل الصحية ووقاية من الإصابة بالأمراض المزمنة مستقبلاً، فالحمية الغذائية المتوازنة واجب على كل شخص كبير وصغير وليست مجرد موضة".