ما قامت به مملكة البحرين من خلال منتدى «رؤى البحرين» الذي نظمه ديوان سمو رئيس الوزراء والذي أقيم في نيويورك على هامش اجتماعات الجمعية العمومية للأمم المتحدة، وما قامت به جائزة الملك حمد لتمكين الشباب، وجائزة الأميرة سبيكة لتمكين المرأة هو ترويج وتسويق لإنجازات «الدولة» القائمة في مملكة البحرين، وهو لا يختلف عن ما قام به الشعب المصري يوم الجمعة على منصة مدينة نصر، الاثنان «مصر والبحرين» تنتصر فيهما الأنظمة والشعوب «للدولة» أمام المجتمع الدولي، هو إعلان عن رغبة الأنظمة والشعوب في البناء لا الهدم، وأن لدينا مكتسبات نريد أن نحافظ عليها، اختلفت الوسائل والهدف واحد، إننا نرد اليوم على كم التشويهات الظالمة التي طالتنا طوال السنوات السابقة.

المصريون قالوا للعالم إننا نريد الاستقرار لا نريد الفوضى، إن الدولة القائمة ليست المدينة الفاضلة ولكننا نريد إصلاحها دون فوضى ودون هدم الموجود.

البحرينيون في منتدى رؤى البحرين، ومن خلال تلك الجوائز يقولون إننا دولة قائمة منذ 200 عام، تاريخ سطرناه هاهنا، إنجازات في التعليم والصحة والرعاية السكنية والنماء والتعايش بين الديانات والأعراق بسلام، والمرأة اكتسبت حقوقها وأصبحت تجربتها من أنجح التجارب التي يقتدى بها، وشبابنا طموح ونريد إكمال البناء، بل منا يتعلم العالم اليوم كيف حققنا مكتسباتنا.

الأنظمة والشعوب العربية تروج للدولة العربية القائمة بكل مقوماتها الشرعية وتبرز للعالم الصورة التي طمستها الجماعات الإسلامية عن واقع هذه الدولة، وصورت من خلالها دولنا على أنها دمار وخراب وفساد، كي تبرر للمجتمع الدولي أسباب انقلابها على الشرعية.

الشعوب لا تنتصر للفساد حين ترفض الفوضى والانقلاب على الشرعية، الشعوب تنتصر للبناء التراكمي للإصلاح السلمي، تنتصر للاستطراد والنمو المتكامل، لسنا الدول الاسكندنافية في مستوى تطورها ولكننا لسنا كما صورتنا تلك الجماعات بأننا دول متخلفة فاسدة شعوبها جائعة، حتى استغرب كل من زارنا من الغرب حين شاهد بأم عينه مستوى السكن والمراكز الصحية والبنية التحتية والمستوى الثقافي والمعرفي لدى هذا الشعب وواقع المرأة والتنظيمات الإدارية، تلك مكتسبات تحققت بفضل عمل دؤوب للشعوب في ظل نظام حكم دام أكثر من 200 عام، تشويه الصورة المتعمد لأغراض لا علاقة لها بالإصلاح بل بالرغبة بسقوط الموجود وتصفير الأرض والاستيلاء على السلطة، هي وسيلة رفضتها الشعوب بعد أن رأت بأم عينها نتائجها الوخيمة وسمعت بأذنها الشعوب كيف تحسرت على ما كانت تزدريه من مكتسبات، واليوم تحارب هذه الشعوب «الجماعات» ليس لأنها تريد أن تحمي أي مظهر من مظاهر الفساد والتخلف الموجود بل لأنها تسعى للإصلاح بسلمية باستمرارية لا بتقطع.

من دعم الفوضى في دولنا من الدول الغربية لا يخلو من فساد وعنده عنصرية وعنده حقوق للإنسان مغتصبة، من دعم الانقلابات عندنا يقيد الحريات اليوم في بلده وينقلب على الانفلات والفوضى ويرفضها ليحمي «الدولة» ومكتسباتها.

شعوبنا العربية تعلمت الدرس وتحارب من أجل حماية مكتسباتها وتعيد تسويق نفسها للمجتمع الدولي من جديد لإصلاح ما شوهته الجماعات.