أكد الخبير د.جاسم حاجي، أن التقارير تشير إلى أن الذكاء الاصطناعي سيساهم بـ320 مليار دولار في اقتصاد المنطقة بحلول عام 2030، أي بزيادة 11% في الناتج المحلي الإجمالي، خلال ما يقارب عقد من الزمان، وفقاً لما نشره موقع "تقرير البحرين".

وأضاف حاجي أنه "من المرجح أن تستفيد من تطبيقات الذكاء الاصطناعي بشكل كبير الصناعات التجارية الخاصة، كالبيع بالتجزئة وغيرها، إلا أن المكاسب الأكبر ستكون من نصيب القطاع العام".

وأوضح، أن مفهوم "الذكاء الاصطناعي" تغير بمرور الوقت، ولكن في جوهره كانت هناك دائماً فكرة بناء آلات قادرة على التفكير مثل البشر، مبيناً أن مصطلح "الذكاء الاصطناعي"، جاء نتيجةً لإكساب الآلات صفة "الذكاء"، أو القدرة على التفكير، بالإضافة لإصدار قرارات ذاتية مثيلة للإنسان.

ويعتبر حاجي من أوائل الذين نبغوا في مجال الذكاء الاصطناعي، ويعود له الفضل الكثير في البحرين ودول مجلس التعاون الخليجي في انتشار مفردة "الذكاء الاصطناعي" ومن خلال كتاباته ومؤلفاته ومساهماته المعتبرة في الساحة، وعبر الوسائط الإعلامية الحديثة الواسعة الانتشار، كما يعود الفضل للدكتور حاجي في تطبيق العديد من الابتكارات والتطبيقات الخلاقة في عمليات التقنية المعلوماتية لطيران الخليج منذ تعيينه في منصبه الحالي كمدير لقسم تقنية المعلومات.

وعن النتائج الإيجابية التي حققها الذكاء الاصطناعي في العصر الحديث، قال حاجي "حالياً هذا المصطلح هو واحد من أهم العبارات الطنانة في عدة مجالات، فها نحن نرى اليوم السيارات والطائرات التي تسيير دون الحاجة إلى سائق لها".

وأضاف: "من الناحية الطبية أصبحت الروبوتات تحل مكان البشر في إجراء العمليات الصعبة والمعقدة، ومن الجانب الاقتصادي ظهور الثورة الصناعية 4.0، وإضافة إلى ذلك ظهور الأمن السيبراني الذي يهدف إلى تعزيز ودعم التقنيات القائمة على الذكاء الاصطناعي لاستخدامها في الحكومة القطاع العام على نطاق أوسع.

وعن أوجه الاستفادة من الذكاء الاصطناعي، أكد حاجي أنه يمكن من خلال الذكاء الاصطناعي الترشيد في الإنفاق وإيجاد بدائل للأعمال الروتينية والمتكررة في القطاعين العام والخاص مثل عمليات الذكاء الاصطناعي كالـ"الشات بوت" بما يسمى بـ"مساعدين الذكاء الاصطناعي" في عدة بنوك، إضافةً إلى أنه من الممكن تطويره لخدمات المواطنين والمراجعين في عدة وزارات حكومية وتطويرهم لتكنولوجيا أفضل كالروبوتات في عمليات أكثر تعقيداً في جميع الوزارات.

وقال: "الذكاء الاصطناعي أصبح يمكن استخدامه في عدة مجالات مثل الصحة والتربية والأمن وغيره من المجالات، فهذه المجالات تحتاج أن تتطور بفضل الذكاء الاصطناعي على المدى القريب".

وبشأن قيام المؤسسات الجامعية في البحرين الترويج للذكاء الاصطناعي، بين حاجي، أن أكبر دور في الترويج للذكاء الاصطناعي تلعبه المدارس و الجامعات مثل جامعة البحرين وجامعة بوليتكنك، ففي كل عام يتم تخريج عدد كبير من الخريجات والخريجين في مجال تكنولوجيا المعلومات، وعلوم المستقبل، وبالأخص في الذكاء الاصطناعي.

وقال: "يجب علينا استثمار هذه الطاقات و الكفاءات الشابة، من خلال تجميع هذا الكادر في مركز إقليمي بالمملكة للبحث والتطوير في مجال الذكاء الاصطناعي وجذب الشركات الأمريكية وبرمجة الروبوتات وتصديرها لدول المنطقة بدلاً من العمل في دول آسيا و دول أوروبا الشرقية".