حذر رئيس مجلس أمناء مركز البحرين للدراسات الاستراتيجية والدولية والطاقة "دراسات" د.الشيخ عبدالله بن أحمد آل خليفة، من محاولات إيران استبدال قيم التعايش والتسامح في منطقة الشرق الأوسط بالطائفية والإرهاب، كما تقوم بالتدخل السافر في الشؤون الداخلية لدول المنطقة، لزعزعة الاستقرار وصناعة الفوضى.

واجتمع د.الشيخ عبدالله بن أحمد آل خليفة، في العاصمة الفنلندية هلسنكي، مع مدير البرنامج المسؤول عن أفريقيا والشرق الأوسط، بمؤسسة مبادرة إدارة الأزمات "CMI" إتوند ابراهام كاكوما، حيث جري مناقشة الموضوعات ذات الاهتمام المشترك.

وأشاد، بجهود مؤسسة مبادرة إدارة الأزمات، كمنظمة مستقلة أسسها الرئيس الفنلندي الأسبق مارتي اهتيساري الحائز على جائزة نوبل للسلام، ودورها في منع وحل النزاعات من خلال الحوار والوساطة، والمساهمة في صناعة السلام الدولي.

وأوضح رئيس مجلس الأمناء، أن البحرين بقيادة حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، عاهل البلاد المفدى، أرست نموذجاً عالمياً لتعزيز التعايش، وتأكيد أهمية سيادة القيم النبيلة للإنسانية جمعاء، وتتبني السلام العادل كخيار استراتيجي، إلى جانب التعاون البناء القائم على الاحترام المتبادل، وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى.

وأشار د.الشيخ عبدالله بن أحمد، إلى أن البحرين، اتخذت خطوات عملية ومبادرات خلاقة، كدولة محبة للسلام، ومنها العمل على أن يكون الاختلاف عنصر قوة للمجتمعات، واستثمار المعرفة والثقافة كأساس متين للسلام، وفي هذا الصدد تم إنشاء مركز الملك حمد العالمي للتعايش السلمي، وتدشين "كرسي الملك حمد للحوار بين الأديان والتعايش السلمي" في جامعة سابينزا بروما، واستضافت البحرين مؤتمرات للحوار بين الأديان والحضارات، كما تم إطلاق "إعلان مملكة البحرين" كمرجع عالمي يهدف لتعزيز قيم السلام والتسامح.

ونوه رئيس مجلس الأمناء، إلى أهمية ورشة العمل التي ستستضيفها البحرين، في أكتوبر الجاري، حول سلامة الملاحة البحرية والجوية من مخاطر تهريب أسلحة الدمار الشامل وغيرها من الأسلحة التي تهدد أمن المنطقة، ضمن مخرجات اجتماع وارسو، الذي عقد في شهر فبراير الماضي.

وأشار إلى أن البحرين تسعى إلى ضمان الأمن والتنمية في منطقة الشرق الأوسط، والتعاون مع الشركاء، لمكافحة الإرهاب، ومنع تهديد الملاحة الدولية، والمساهمة البناءة في معالجة الأزمات، وحل النزاعات.

كما استضافت البحرين ورشة "الازدهار من أجل السلام" كمبادرة للتنمية وللتعليم والحياة الأفضل، لشعوب المنطقة، وخاصة الشعب الفلسطيني، بالإضافة إلى توفير بيئة مناسبة للسلام.

وبين رئيس مجلس الأمناء، أن مركز "دراسات" يسعى إلى بناء الجسور لتعزيز التفاهم والتعاون، وتهيئة منتديات التفاعل والحوار، فضلا عن تسخير جهوده لدعم السلام والتنمية المستدامة.

كما التقى د.الشيخ عبدالله بن أحمد آل خليفة، مع خبير الاقتصاد الدائري الخالي من الكربون في صندوق الابتكار الفنلندي "SITRA" إرنستو هارتيكينين حيث ناقش الجانبان القضايا المتعلقة بتغير المناخ والطاقة المتجددة، وإطّلع على التدابير وأفضل الممارسات التي تتخذها فنلندا، في مجال الاقتصاد الدائري الخالي من الكربون وإعادة التدوير.

وأفاد رئيس مجلس الأمناء، بأن الطاقة المستدامة الصديقة للبيئة، تشكل أحد مرتكزات صناعة المستقبل التي تتبناها مملكة البحرين، مستعرضاً ما ورد في المرسوم الملكي السامي رقم (22) لسنة 2019، بشأن إنشاء "مركز الطاقة المستدامة"، بهدف المحافظة على مصادر الطاقة المستدامة ورفع كفاءة استخدامها، وتطويرها والاستثمار فيها.

وأشار د.الشيخ عبدالله بن أحمد، إلى أن "دراسات" يحرص على تشجيع البحوث المتعلقة بشؤون الطاقة المستدامة والنظيفة، كما يضع المركز في مقدمة أولوياته، قضايا الطاقة، بأبعادها المختلفة، التأمين والاستدامة والكفاءة.

ونوه رئيس مجلس الأمناء، إلى جهود المجلس الأعلى للبيئة، برئاسة سمو الشيخ عبدالله بن حمد آل خليفة الممثل الشخصي لجلالة الملك المفدى، في حماية البيئة والتنوع البيولوجي، والالتزام ببنود اتفاقية باريس لتغير المناخ وبروتوكول مونتريال، إلى جانب إعادة تدوير المخلفات قدر الإمكان، لتوفير بيئة صحية وآمنة.

وأعرب د.الشيخ عبدالله بن أحمد آل خليفة، عن اعتزازه بالتعاون مع صندوق الابتكار الفنلندي، في مجال الطاقة المتجددة والمستدامة، وشؤون البيئة، من خلال تبادل الخبرات، وبناء القدرات، وإقامة المشاريع البحثية المشتركة.