* مظاهرات العراق.. بركان غضب في وجه النفوذ والنهب الإيراني

* نائب عراقي: مساعد قاسم سليماني وراء قناصة المتظاهرين

* ممثل خامنئي يحرض العراقيين: هاجموا سفارة أمريكا

عواصم - (وكالات، بوابة العين الإخبارية): أكدت الشرطة ومصادر طبية، السبت، أن "8 أشخاص قتلوا في اشتباكات جديدة بين المتظاهرين والشرطة في العاصمة العراقية، بغداد"، ما يرفع عدد ضحايا الاحتجاجات إلى أكثر من 100 قتيل، وأكثر من 4 آلاف جريح.

وفي تطور آخر، أحرق متظاهرون مقار حزبية في الناصرية، جنوب العراق.

وتجددت التظاهرات وسط العاصمة العراقية، بعد ظهر السبت، حيث سمع إطلاق للرصاص الحي باتجاه المتظاهرين، الذين تجمعوا في محيط وزارة النفط على الطريق المؤدي إلى ساحة التحرير، بحسب ما أفادت وكالة فرانس برس.

من جانبه، أكد النائب في البرلمان العراقي، أحمد الجبوري، السبت، أن هناك غرفة عمليات يقودها مساعد قائد فيلق القدس بالحرس الثوري الإيراني الجنرال قاسم سليماني، ويدعى حاج حامد ويتبعه القناصون الذين يستهدفون المتظاهرين، ويأتمرون بأمره بهدف قتل المحتجين السلميين.

وأضاف الجبوري أن جموع المتظاهرين بدأت تتحرك باتجاه ساحات التحرير والأندلس والطيران وستكون التظاهرات أكبر وأقوى من ذي قبل، بسبب ما قامت به الحكومة من قمع وقتل للمتظاهرين عن طريق القناصة، الذين كانوا في أعلى البنايات قرب أماكن التظاهرات.

وقال الجبوري إن "الوضع الحالي في العراق بائس وجلسة البرلمان لم يحضر بها سوى 60 نائباً".

إلى ذلك أوضح مراسل "العربية" أن عدداً من المحتجين تظاهروا قرب مول النخيل في بغداد، وبداية شارع فلسطين، فيما أقدمت القوات الأمنية العراقية على إطلاق الغاز المسيل لتفريقهم، مقدراً العدد بحوالي الـ500 شخص.

وأعلنت مفوضية حقوق الإنسان في وقت سابق السبت مقتل متظاهر بالرصاص الحي، وارتفع عدد الضحايا تباعاً في أوقات لاحقة.

وكانت المفوضية أعلنت في وقت سابق، السبت، ارتفاع حصيلة قتلى احتجاجات العراق التي انطلقت، الثلاثاء، إلى 100 معظمهم من المتظاهرين، بينما أصيب نحو 4 آلاف بجروح.

وأوضحت أن حصيلة القتلى تضمنت 6 عناصر شرطة على الأقل، لقوا حتفهم خلال المواجهات التي اندلعت بين المتظاهرين المناهضين للحكومة وقوات الأمن في بغداد وعدة مناطق في جنوب البلاد، وفق مصادر طبية وأخرى في الشرطة.

وأتى تجدد التظاهرات بعد انتهاء لقاء جمع عدداً من ممثلي المتظاهرين برئيس البرلمان العراقي، محمد الحلبوسي.

وأفاد مراسل العربية بأن الاجتماع انتهى بين تنسيقيات المتظاهرين والحلبوسي، بتسلم طلبات المتظاهرين، على أن تبحث وتناقش مع الكتل السياسية والحكومة العراقية في وقت لاحق السبت.

يذكر أن السبت هو اليوم الخامس من الاحتجاجات التي نظمت في بغداد والمحافظات الجنوبية، وتصدت لها قوات الأمن بالرصاص، حيث قتل نحو 100 شخص في التظاهرات، التي بدأت ضد الفساد وللمطالبة بتأمين خدمات الكهرباء والماء وتحولت إلى المطالبة بإسقاط الحكومة.

وكان قائد عمليات بغداد الفريق الركن جليل الربيعي، دعا في وقت سابق السبت، المتظاهرين في العراق إلى عدم اللجوء للعنف أو القوة خلال التظاهرات المطالبة بتحسين الأوضاع في البلاد، مشيراً إلى وجود حالات قنص بين صفوف المتظاهرين والقوات الأمنية لخلق حالة من الفتنة.

وأعلنت قيادة عمليات بغداد، في بيان محاولتها اعتقال قناص يستهدف المتظاهرين في العاصمة العراقية. ونقلت عن الربيعي قوله إن الجهد الاستخباري في القيادة حاول اعتقال قناص في إحدى مناطق بغداد، كان يستهدف المتظاهرين، لكنه تمكن من الفرار من قيادة بغداد إلى جهة مجهولة.

ويسعى الحرس الثوري الإيراني وميليشيات الحشد الشعبي التابعة له بكل الوسائل إلى القضاء على مظاهرات العراق التي أصبحت مطالبها الرئيسة إنهاء النفوذ الإيراني في العراق وتشكيل نظام سياسي وطني عراقي بعيداً عن إيران وميليشياتها.

ورغم تكرار المظاهرات الشعبية خلال السنوات الماضية في العراق فإن غالبيتها كانت إما مدعومة من أحزاب وميليشيات للضغط على أحزاب وميليشيات منافسة لها للحصول على مكاسب مالية وإدارية كبيرة، أو تمويل من قبل الحرس الثوري لتنفيذ مشاريع النظام الإيراني في ظل انشغال العراقيين بتلك المظاهرات.

لكن المظاهرات الحالية وبحسب ملامحها منذ اليوم الأول ورغم أنها رفعت مطالب الإصلاح وتوفير الخدمات أظهرت أنها مظاهرات شعبية غير مسيسة نابعة من معاناة العراقيين الذين لم تتركهم إيران يتمتعوا بالديمقراطية والحرية، فظلت جاثمة على صدورهم عبر مجموعة من السياسيين التابعين لها الذين كانت تعدهم منذ ثمانينيات القرن الماضي لتسيطر على العراق بهم، فورطوا العراق بسلسلة حروب.

وتستمر محاولات النظام الإيراني لتشويه الاحتجاجات الشعبية في العراق التي خلفت حتى الآن أكثر من 100 قتيل، والتي تصفها وسائل إعلام إيران الرسمية بـ "أعمال شغب"، محاولة ربطها بجهات خارجية بمختلف الطرق السياسية والأمنية والإعلامية.

وفي جديد المواقف الإيرانية، دعا حسين شريعتمداري، ممثل المرشد الإيراني علي خامنئي في صحيفة "كيهان" الحكومية ورئيس تحريرها، في افتتاحية له السبت، العراقيين إلى "احتلال السفارة الأمريكية أسوة بما فعله الإيرانيون عام 1979".

وكرر شريعتمداري الاتهامات التي تكيلها الأحزاب الموالية لطهران للمتظاهرين زاعماً أن الاحتجاجات "مسيرة من قبل أمريكا وأطراف خارجية"، علماً أن هذه التظاهرات التي خرجت منذ الثلاثاء الماضي، انطلقت بشكل عفوي ومستقل عبر دعوات على شبكات التواصل الاجتماعي، دون أن يتبناها أي حزب سياسي أو زعيم ديني.