أراقب بشغف تلك التطورات التكنولوجية الهائلة فضلاً عن التطورات في أغلب التخصصات والعلوم الأخرى، والتي باتت تفرض مواكبة واهتماماً متزايدين، ورغم أني أجد نفسي قد ولجت في عالم ساحر بالفعل، إلاَّ أني ما زلت أتساءل بين الفينة والأخرى عن تسمية «علوم المستقبل»، والتركيز على صناعة المستقبل الذي تتداوله كثير من وسائل الإعلام في دول متفرقة إقليمياً ودولياً، ما يدعوني للتساؤل أحياناً، صحيح من الضروري أن ننظر للمستقبل الذي يشار إليه، ولكن.. ماذا عن اليوم واللحظة اللذين أفنيناهما فقط من أجل ذلك المستقبل الذي يبدأ فعلياً من الدقيقة التالية لهذه اللحظة بالضبط؟!! وإن كانت هناك علوم المستقبل وقد بدأنا العمل عليها فعلاً، فما هي علوم اليوم إذاً؟!! أليست تلك العلوم التي نتحدث عنها نتاج عمل الأمس واليوم معاً، فلماذا نسبناها لغير زمانها؟
أتساءل أيضاً إن كانت العلوم قد اتخذت تقليعات خاصة كالملابس والسيارات والديكورات وغيرها، فلكل موسم أو زمن تقليعة خاصة. تُرى.. هل هناك علوم «على الموضة» أو مواكبة للعصر وأخرى داثرة؟!! ترى هل هناك علوم لم يعد لها قيمة اليوم؟ إن الإجابة المتعجلة بنعم قد تأخذ بعداً سطحياً، لأنه لو فكرنا ملياً في العلوم التي نواكبها ونسعى لتحقيقها للمستقبل لوجدناها مجرد امتداد لعلوم سابقة معروفة ونالت نصيبها من البحث والتأسيس على مدار التاريخ البشري، بالمسمى الذي نعرفه أو تحت أسماء متفرقة، ولكن كلها أفضت في بنائها التراكمي إلى تقديم الاكتشافات والاختراعات والتفسيرات لأشكال الابتكار والإنتاج المعرفي المختلفة.
هل يمكن القول بما يمكن تسميته «زمنية العلوم»؟!! وهو مصطلح اجتهدت في وضعه -لعلي أصيب فيه أو أخطئ- ولكني أعني به أن ثمة علماً قد يصلح لزمن دون آخر، وأعني بذلك العلم بشكل مطلق، أو العلم الذي نسعى لتحقيق مزيد من الاكتشافات فيه، بافتراض أن العلم إنما هو قائم ولكنه خفي، فهو متجسد في الكون، وما جهودنا العلمية كلها إلاَّ رحلات استكشافية عميقة في هذا الكون على امتداد الزمن.
وبمنظور أنثروبولوجي متجاوزين نظريات التطور الدارونية، هل هناك ثمة تطور بشري على المستوى العقلي يسمح بأن يأتي مستوى ما من العلم لجيل ما دوناً عن جيل قبله أو للبشر على مختلف العصور؟!! بمعنى.. لو أن ما نحظى به من علوم وتطورات نعيشها اليوم كانت قد وُجدت قبل 1000 عام مثلاً، هل هناك سيكون هناك ثمة ما يحول دون استيعابها بالنسبة للعقل البشري؟!! بل هل كان هناك ما يمنع من توصله إليها؟! «وأعني بذلك قدرات العقل البشري وتطوره» لولا أن التراكمية العلمية لم تتحقق في ذاك الوقت كما هي عليه اليوم، وبالتأكيد ستتحقق في المستقبل بأكبر مما هي عليه اليوم أيضاً.
* اختلاج النبض:
إنما هي فكرة فلسفية عميقة، لن أخوض في تفاصيلها على نحو موسع، ولكني مازلت أتساءل حول صحة التسمية.. «علوم المستقبل» وإن كانت العلوم تخضع على هذا النحو للمقاييس الزمنية.
أتساءل أيضاً إن كانت العلوم قد اتخذت تقليعات خاصة كالملابس والسيارات والديكورات وغيرها، فلكل موسم أو زمن تقليعة خاصة. تُرى.. هل هناك علوم «على الموضة» أو مواكبة للعصر وأخرى داثرة؟!! ترى هل هناك علوم لم يعد لها قيمة اليوم؟ إن الإجابة المتعجلة بنعم قد تأخذ بعداً سطحياً، لأنه لو فكرنا ملياً في العلوم التي نواكبها ونسعى لتحقيقها للمستقبل لوجدناها مجرد امتداد لعلوم سابقة معروفة ونالت نصيبها من البحث والتأسيس على مدار التاريخ البشري، بالمسمى الذي نعرفه أو تحت أسماء متفرقة، ولكن كلها أفضت في بنائها التراكمي إلى تقديم الاكتشافات والاختراعات والتفسيرات لأشكال الابتكار والإنتاج المعرفي المختلفة.
هل يمكن القول بما يمكن تسميته «زمنية العلوم»؟!! وهو مصطلح اجتهدت في وضعه -لعلي أصيب فيه أو أخطئ- ولكني أعني به أن ثمة علماً قد يصلح لزمن دون آخر، وأعني بذلك العلم بشكل مطلق، أو العلم الذي نسعى لتحقيق مزيد من الاكتشافات فيه، بافتراض أن العلم إنما هو قائم ولكنه خفي، فهو متجسد في الكون، وما جهودنا العلمية كلها إلاَّ رحلات استكشافية عميقة في هذا الكون على امتداد الزمن.
وبمنظور أنثروبولوجي متجاوزين نظريات التطور الدارونية، هل هناك ثمة تطور بشري على المستوى العقلي يسمح بأن يأتي مستوى ما من العلم لجيل ما دوناً عن جيل قبله أو للبشر على مختلف العصور؟!! بمعنى.. لو أن ما نحظى به من علوم وتطورات نعيشها اليوم كانت قد وُجدت قبل 1000 عام مثلاً، هل هناك سيكون هناك ثمة ما يحول دون استيعابها بالنسبة للعقل البشري؟!! بل هل كان هناك ما يمنع من توصله إليها؟! «وأعني بذلك قدرات العقل البشري وتطوره» لولا أن التراكمية العلمية لم تتحقق في ذاك الوقت كما هي عليه اليوم، وبالتأكيد ستتحقق في المستقبل بأكبر مما هي عليه اليوم أيضاً.
* اختلاج النبض:
إنما هي فكرة فلسفية عميقة، لن أخوض في تفاصيلها على نحو موسع، ولكني مازلت أتساءل حول صحة التسمية.. «علوم المستقبل» وإن كانت العلوم تخضع على هذا النحو للمقاييس الزمنية.