يوسف ألبي

في البطولات الكبرى دائماً ما تكون الكلمة للأندية ذات الصيت الكبير وهي التي تكون لها الأفضلية على حساب باقي المنافسين والخصوم، فعلى سبيل المثال هناك أندية رغم تراجعها ولكن عامل الشخصية يلعب دوراً أساسيا وجوهرياً في البطولات الكبرى، ففي دوري أبطال أوروبا الجميع يدرك أن أندية بحجم الريال والميلان وليفربول والبايرن وبرشلونة واليوفي وغيرها من أندية الصفوة يكونون مرشحين لنيل "ذات الأذنين" حتى ولو كانوا في أسوء أحوالهم، وفي كأس العالم لا شك أن الكفة تصب في مصلحة البرازيل وألمانيا وإيطاليا والأرجنتين بسبب الاسم الكبير والشخصية القوية لهؤلاء في البطولات الكبرى.

ففي السنوات الأخيرة ومنذ استقطاب مانشستر سيتي الفيلسوف بيب جوارديولا، شاهدنا تألقا واضح للفريق الذي أكتسح جل البطولات المحلية بدون رحمة تاركاً وراءه أندية إنجلترا في حيرة من أمرهم، ولكن في البطولة الأهم وهي دوري أبطال أوروبا لم يستطيع الفريق في تحقيق اللقب بل والوصول للمباراة النهائية على أقل تقدير لتكون هذه البطولة عصية عليهم، فمن الظلم تقييم فشل أو نجاح المدرب بعدد البطولات أو عدم تحقيقه لبطولة معينة لفترة محددة خصوصاً في ظل نجاح الفريق في تحقيق كم هائل من البطولات، فهناك مدربين حققوا دوري الأبطال ولكن لا يملكون عدد وافر من البطولات مثل أساطير التدريب أريغو ساكي ويوب هاينكس وفابيو كابيلو ورافاييل بينيتيز وجوس هيدينك، وآخرين لم ينالوا شرف الفوز بالأبطال مثل السير بوبي روبسون والمحنك أرسين فينغر والداهية دييغو سيميوني، ولكن كل هؤلاء مهما حققوا أو لم يحققوا فهم من أعظم المدربين في العالم.

فالإسباني حقق دوري الأبطال مرتين مع برشلونة في حقبة ذهبية، ويعتبر من أكثر ثلاث مدربين تحقيقاً للبطولات الأوروبية والقارية وعدم فوزه للأبطال مع "السيتيزن" لا يعني إطلاقاً التقليل من قيمة الفيلسوف غوارديولا، فهناك عوامل وأسباب عديدة لعدم نيله لقب "ذات الأذنين" مع الفريق الإنجليزي وأهما أن الفريق لا يمتاز بخبرة كافية في الأبطال بالإضافة لعدم تحمله ضعوط مع هذه النوعية من البطولة، كما أن مانشستر سيتي لا يملك الشخصية والنفس الطويل في المسابقة الأهم والأكثر قوة في القارة العجوز، ولكن في المستطيل الأخضر لا يوجد مستحيل فهناك فرص من الممكن أن تأتي وتستغل بصورة مثالية وأن جاءت هذه الفرصة فلن يفوتها الاستثنائي بيب جوارديولا الذي غير الكثير من الأمور في عالم كرة القدم.

‏‫