لندن - محمد المصري

بعد أن تألق ماسون ماونت وتامي أبراهام مع تشيلسي هذا الموسم، كان المدير الفني للفريق فرانك لامبارد يتحدث عن شخص واحد فقط، هو نيل باث، مدير الأكاديمية.

وضع لامبارد إيمانه بالشباب هذا الموسم بعد أن عانوا من تهميش واضح مع جوزيه وماوريسيو ساري، ولم يخف لامبارد امتنانه لباث بسبب تزويده الفريق بالعديد من اللاعبين الموهوبين في مواجهة حظر الانتقالات.

في الواقع، كما قال مدرب ليفربول يورجن كلوب قبل رحلة فريقه إلى ملعب ستامفورد بريدج قبل أسبوعين، يمكن القول إنه لا يوجد نادٍ مجهز بشكل أفضل من تشيلسي للتعامل مع حظر النقل، وهذا يرجع جزئياً إلى العمل الذي أنجزه مدير الأكاديمية باث وزملائه.

منذ عام 2014، فاز تشيلسي بخمس كؤوس لإنجلترا للشباب، واثنين من ألقاب الدوري الإنجليزي لأقل من 18 عاماً، ولقب في الدوري الممتاز للناشئين تحت 21 عامًا، وبطولتي لدوري أبطال أوروبا للشباب، ما يؤكد أن القطاع الأقل سنًا يمثل مخزونًا استراتيجيًا للنادي.

يمنح لامبارد فرصاً لم يفعلها الآخرون، لكنه لا يريد اعتباره "منقذ الأكاديمية". إنه يشعر أنه يستخدم ببساطة أفضل اللاعبين المتاحين له وأنها مجرد صدفة سعيدة للغاية لأن العديد من هؤلاء اللاعبين قد خرجوا من تحت أيدي باث.

غودي موريس، خريج أكاديمي فاز بجائزة رباعية لم يسبق لها مثيل في إدارة الأطفال تحت سن 18 عامًا قبل متابعة لامبارد إلى مقاطعة ديربي في الموسم الماضي.

واستعان لامبارد ببعض المساعدين ممن عملوا في الأكاديمية مثل جو إدواردز وغودي مويس.

ومع ذلك، فإن عمل باث الدؤوب على مدى عقود هو الذي جعل تشيلسي يجني الثمار في الوقت الحالي.

انضم إلى النادي كمدرب تلميذ بدوام جزئي في عام 1992، لكنه تمت ترقيته إلى منصب مساعد مدير الأكاديمية في عام 2002 قبل توليه السيطرة الكاملة في عام 2004، ووضع الخطط للنهوض بقطاع الشباب عبر الاعتماد على الكشافة والأساليب الحديثة في تدريب الشباب.

وبفضل عينه الثاقبة والكشافة، فهم يتفوقون باستمرار على أندية كآرسنال وتوتنهام وكريستال بالاس في معركة تنافسية هائلة للاعبين الموهوبين في لندن والمناطق المحيطة بها.

يبقى تألق تامي أبراهام هو الناتج الأروع بالنسبة لباث والأكاديمية، فمن رحم معاناة تشيلسي ولد دروجبا الجديد الذي يصول ويجول في البريميرليغ حالياً.

بعد أن أعاره تشيلسي لصقل خبراته، عاد تامي الشاب لينال من شباك الخصوم فسجل 8 أهداف في 8 مباريات ليعتلي صدارة الهدافين مع سيرجيو أغويرو.

ومما لا شك فيه فإنه لولا حظر الانتقالات، لكانت فرصة أبراهام ستكون محدودة، لكن ذلك لا يغض الطرف عن العمل الرائع لمدير الأكاديمية في تطويره لتشيلسي وإنقاذه من مذبحة الحرمان من الانتقالات.