مرَّت قبل أيام فقط، الذكرى السنوية ليوم المعلم، وفي غالبية الدول العربية يكَّرم المعلم في هذا اليوم تكريماً متواضعاً من طرف إدارة المدرسة وبشكل خجول جداً، وليس من طرف الوزارات المعنية بالتربية والتعليم. أمَّا التكريم فهو عبارة عن إعطاء المعلم قلماً مكتوباً عليه اسمه، أو هدية متواضعة جراء تفانيه في مهنته. لم نعد نلحظ أي اهتمام أو تقدير لجهود المعلم في الوطن العربي إلا في بعض المحطات التي يفوز بها بجائزة عالمية مثلاً فيكرم حينها لأنَّ بتكريمه قد تكرّم إدارة المدرسة أو الوزارة لا غير.
ما لا يمكن قبوله في يوم المعلم هو أن يتساوى حق المعلم مع حق الطالب الكسول المشاغب واللامبالي. فاليوم أصبح المعلم بلا قيمة معنوية أو رمزية داخل مدارسنا، فغالبية الأنظمة تقف مع الطالب بما هو طالب بغض الطرف عن سلوكه العنيف الذي يمارسه ضد المعلم. ففي حال قام الطالب بإهانة معلمه ربما يوبخ أو يُنذر فقط، وفي حال اشتكى ذات الطالب على معلمه أو قام أحد أقاربه بتقديم بلاغ ضد المعلم ولو كان البلاغ كاذباً، فإن لجان التحقيق «ستشتغل» ضده حتى يكره مهنته لأنه سيتأكد حينها ألا قانون يحميه ولا وزارة تنفعه.
من هذا الوعي ومن خلال هذا المنطلق وجدنا الكثير الكثير من المعلمين تركوا مهنتهم مع أول فرصة جاءتهم للخروج، على الرغم من وجود طاقات كبيرة منهم، والبعض الآخر مازال شاباً في مقتبل العمر لكنه فضل التقاعد المبكر أو الاختياري صوناً لما تبقى له من كرامته وعزته.
ما يجب الحديث عنه هنا، هو ضرورة إيقاف مسلسل الاعتداء على المعلمين وإهانتهم ولو بالقول العابر أو التلميح المبطن. فالكثير من المعلمين يخبروننا بأنهم يتعرضون لأنواع مختلفة من التنمر من طرف الطلبة، والبعض الآخر يخشون استعادة هيبتهم وحقوقهم من ذات الفئة من الطلبة خشية أن يقوم هؤلاء الطلبة بالإبلاغ عنهم ولو كذباً فيحالون إلى التحقيق، لأنهم يدركون تماماً أن القوانين الحالية تنصف الطالب أكثر من المعلم، وهذه من أكبر الاستراتيجيات القاتلة في مسيرتنا التعليمية.
نعم، نحن ضد إهانة أو ضرب الطالب تحت أية ذريعة كانت، لكن وقبلها يجب ألا نقبل أن يُهان المعلم من طرف الطالب أيضاً، حيث يجب أن يكون الاحترام المتبادل هو شعار الطرفين، والأهم والأولى أن يكون احترام المعلم هو الأساس الذي يُبنى عليه احترام الطالب، لا أن يخشى المعلم على نفسه من التنمر وهو على رأس العملية التعليمية، باعتباره سندها وقوتها وعزتها.
مما يُؤسف له هنا، أنه وفي يوم المعلم، أخذنا نطالب بالدفاع عنه بدل الحديث عن تكريمه بطريقة لائقة تليق بمقامه وبمكانته المعنوية في نفوس هذا الجيل، فلجنة تحقيق واحدة كفيلة بأن تتشكل بفضل طالب مشاغب أو ولي أمر عجز عن تربية ابنه، فيقف حينها المعلم في قفص الاتهام بشكل مُذلٍّ، ثم نأتي في يوم المعلم لنتساءل بعد كل هذه الممارسات الخاطئة والبشعة ضده عن السؤال الجوهري التالي، وهو، كيف نكرم المعلم في يوم المعلم؟ وا عجباه!
ما لا يمكن قبوله في يوم المعلم هو أن يتساوى حق المعلم مع حق الطالب الكسول المشاغب واللامبالي. فاليوم أصبح المعلم بلا قيمة معنوية أو رمزية داخل مدارسنا، فغالبية الأنظمة تقف مع الطالب بما هو طالب بغض الطرف عن سلوكه العنيف الذي يمارسه ضد المعلم. ففي حال قام الطالب بإهانة معلمه ربما يوبخ أو يُنذر فقط، وفي حال اشتكى ذات الطالب على معلمه أو قام أحد أقاربه بتقديم بلاغ ضد المعلم ولو كان البلاغ كاذباً، فإن لجان التحقيق «ستشتغل» ضده حتى يكره مهنته لأنه سيتأكد حينها ألا قانون يحميه ولا وزارة تنفعه.
من هذا الوعي ومن خلال هذا المنطلق وجدنا الكثير الكثير من المعلمين تركوا مهنتهم مع أول فرصة جاءتهم للخروج، على الرغم من وجود طاقات كبيرة منهم، والبعض الآخر مازال شاباً في مقتبل العمر لكنه فضل التقاعد المبكر أو الاختياري صوناً لما تبقى له من كرامته وعزته.
ما يجب الحديث عنه هنا، هو ضرورة إيقاف مسلسل الاعتداء على المعلمين وإهانتهم ولو بالقول العابر أو التلميح المبطن. فالكثير من المعلمين يخبروننا بأنهم يتعرضون لأنواع مختلفة من التنمر من طرف الطلبة، والبعض الآخر يخشون استعادة هيبتهم وحقوقهم من ذات الفئة من الطلبة خشية أن يقوم هؤلاء الطلبة بالإبلاغ عنهم ولو كذباً فيحالون إلى التحقيق، لأنهم يدركون تماماً أن القوانين الحالية تنصف الطالب أكثر من المعلم، وهذه من أكبر الاستراتيجيات القاتلة في مسيرتنا التعليمية.
نعم، نحن ضد إهانة أو ضرب الطالب تحت أية ذريعة كانت، لكن وقبلها يجب ألا نقبل أن يُهان المعلم من طرف الطالب أيضاً، حيث يجب أن يكون الاحترام المتبادل هو شعار الطرفين، والأهم والأولى أن يكون احترام المعلم هو الأساس الذي يُبنى عليه احترام الطالب، لا أن يخشى المعلم على نفسه من التنمر وهو على رأس العملية التعليمية، باعتباره سندها وقوتها وعزتها.
مما يُؤسف له هنا، أنه وفي يوم المعلم، أخذنا نطالب بالدفاع عنه بدل الحديث عن تكريمه بطريقة لائقة تليق بمقامه وبمكانته المعنوية في نفوس هذا الجيل، فلجنة تحقيق واحدة كفيلة بأن تتشكل بفضل طالب مشاغب أو ولي أمر عجز عن تربية ابنه، فيقف حينها المعلم في قفص الاتهام بشكل مُذلٍّ، ثم نأتي في يوم المعلم لنتساءل بعد كل هذه الممارسات الخاطئة والبشعة ضده عن السؤال الجوهري التالي، وهو، كيف نكرم المعلم في يوم المعلم؟ وا عجباه!