نواصل في الجزء الثاني من المقال حديثنا عن الملتقى الحكومي. من المشاهدات التي أود أن أتوقف عندها بصفتها دروساً وعبراً إدارية وجب تعلمها من صاحب السمو الملكي ولي العهد من خلال ما دار في الملتقى الحكومي 2019 هي:
1- سمو ولي العهد يعرف المسؤولين بأسمائهم ومهامهم المناطة بهم:
لربما يقول لي أحدهم أن هذا الوضع طبيعي، فسموه يتعامل مع المسؤولين بشكل قريب، ولكني رأيت في حياتي عدداً من المسؤولين لا يعرفون أسماء موظفيهم. فهل مطلوب من المسؤول أن يعرف أسماء موظفيه؟؟!! سؤال جوهري في عالم الإدارة، رأيت إجابته في الفرح الذي اكتسى كل مسؤول ذكر سمو ولي العهد اسمه بشكل شخصي، وأعتقد أني بت أكثر إيماناً بأنه من الرائع جداً أن يعرف المسؤول الأول في الوزارة أو المؤسسة الحكومية من يعمل بهم، ويعرف قدراتهم لكي يوظفها أفضل توظيف. ولا أقصد من كلامي أن أكسر الحواجز التراتبية الإدارية، أو أن يترك المسؤول الأول عمله ويجلس ليتعرف على جميع موظفيه لا سيما إذا كانت أعدادهم بالآلاف، ولكن في رأيي المتواضع أن هناك عدداً من الطرق السهلة والمفيدة التي من الممكن أن تقرب المسؤول الأول من موظفيه، كأن يجتمع مع كل إدارة على حدة، ويستمع فيها من الموظفين، وينصت لهم، وأن يكون اجتماعاً مباشراً يسمع فيه المسؤول أكثر مما يتحدث، بحيث يترك للموظفين فرصة التعبير عن أفكارهم. أو يلتقي ببعض الموظفين المجدين من مختلف الرتب الوظيفية، في اجتماع غير رسمي. أو أن يخصص يوماً في الشهر يلتقي فيه بالموظفين من خلال مجلس مفتوح، فالموظفون هم عملاء داخليون، وهم سبب رئيس في نجاح علاقاتك مع عملائك الخارجيين، وإذا كنت لا تملك يوماً لهم في الشهر، فهناك خلل واضح في توزيع مهام عملك. وللعلم فقط بأن أصغر الموظفين يعلمون جيداً ما يدور في العمل، ناهيك عن أن الموظف الذي يقدم الخدمة للعملاء هو أكثر خبرة بالثغرات التي تشوبها، ولربما يقدم لك حلولاً تغيب عنك بسبب مشاغلك. وبما أن سمو ولي العهد أكد على كل مسؤول حكومي بأنه لا يوجد حد في التميز في الخدمة، وأن تقديم الخدمات المتميزة للمواطنين مطلب أساس لن يغفل عنه سموه شخصياً، فيجب أن يكون هناك شريان رئيس يربط المسؤول الأول بالوزارة بموظفي تقديم الخدمات.
فلنتعلم من سيدي سمو ولي العهد، ولنبدأ في بناء فريق البحرين بطريقة ناجعة، فالفريق أكبر من مجرد صورة تحتوي على عدد من المسؤولين من الصف الأول من الإداريين فقط. تسمى بالإدارة العليا، وليعي كل مسؤول بأن كل إدارة عليا تحتاج إلى أساس صلب يسندها لكي تظل في «عليا».
2- أنسب الفضل لأصحابه:
كم هو جميل أن نرى المسؤول الأول يصطحب معه المسؤول المشرف على المشروع أثناء التكريم إلى المنصة الرئيسية، وكأن لسان حاله يقول، هذا هو الشخص الذي أدين له بفضل الفوز باسم الوزارة، وكم أعجبني شخصياً قيام بعض المسؤولين في نفس يوم التكريم بزيارة موظفيهم والإدارات المختصة التي كانت سببا وراء الفوز لشكرهم، فمن الثقة الإدارية أن ينسب الفضل لأصحابه.
وأستغرب من عدد من المسؤولين الذين أخذوا الجائزة وأضافوها إلى كوكبة الإنجازات التي يعتبرونها جزءاً من إنجازهم الفردي، متناسين بأنه لا يوجد فريق بلاعب واحد فقط، وفريق البحرين يتألف من الكل وليس المسؤول فقط.
فليقتدِ هؤلاء المسؤولون ببعض القادة الرائعين الذين قدموا الشكر للفريق الذي يعمل معهم بشكل يعكس الود المتبادل بين المسؤول وموظفيه مهما اختلفت التراتبية الإدارية بينهم، وليؤمن هؤلاء المسؤولون بأنه يمكن تقاسم الإنجاز والفخر والفرح من مبدأ قانون الوفرة.
3- الإيكو أو الصدى:
وهو مبدأ يعرفه العاملون في مجال التدريب، ويقصد به هو إعادة نشر ما تم الاستفادة منه خلال أي دورة تدريبية، بحيث تهدف المؤسسات الرائدة عند ابتعاث أي فرد منها للتدريب أن يقوم هذا الشخص فور عودته من البرنامج التدريبي بإعادة نشر أهم ما تعلمه في التدريب على زملائه لكي يستفيدوا مما اكتسبه من علوم ومعارف ومهارات، فتزيد دائرة التعلم ونقل المعرفة داخل المؤسسة.
فهل اجتمع المسؤولين مع موظفيهم، ونقلوا لهم ما دار في الملتقى الحكومي؟
قد يظن بعض المسؤولين أن حضوره تشريف للملتقى، ولكن هذا الملتقى ليس «للكشخة» و»الفشخرة» فهذا الملتقى أعمق بكثير، فهناك مهام تسند، ومواعيد تسليم لمشاريع ترصد. وهو كما ذكر صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد «تكليف لا تشريف».
وبما أن فريق البحرين لا يستثني أي موظف مهما كانت درجته الوظيفية، أتمنى أن يقوم كل مسؤول حضر الملتقى الحكومي بتمرير أهم الرسائل لموظفيه فهم من سينفذون الخطط، وهم جزء أصيل من فريق البحرين.
1- سمو ولي العهد يعرف المسؤولين بأسمائهم ومهامهم المناطة بهم:
لربما يقول لي أحدهم أن هذا الوضع طبيعي، فسموه يتعامل مع المسؤولين بشكل قريب، ولكني رأيت في حياتي عدداً من المسؤولين لا يعرفون أسماء موظفيهم. فهل مطلوب من المسؤول أن يعرف أسماء موظفيه؟؟!! سؤال جوهري في عالم الإدارة، رأيت إجابته في الفرح الذي اكتسى كل مسؤول ذكر سمو ولي العهد اسمه بشكل شخصي، وأعتقد أني بت أكثر إيماناً بأنه من الرائع جداً أن يعرف المسؤول الأول في الوزارة أو المؤسسة الحكومية من يعمل بهم، ويعرف قدراتهم لكي يوظفها أفضل توظيف. ولا أقصد من كلامي أن أكسر الحواجز التراتبية الإدارية، أو أن يترك المسؤول الأول عمله ويجلس ليتعرف على جميع موظفيه لا سيما إذا كانت أعدادهم بالآلاف، ولكن في رأيي المتواضع أن هناك عدداً من الطرق السهلة والمفيدة التي من الممكن أن تقرب المسؤول الأول من موظفيه، كأن يجتمع مع كل إدارة على حدة، ويستمع فيها من الموظفين، وينصت لهم، وأن يكون اجتماعاً مباشراً يسمع فيه المسؤول أكثر مما يتحدث، بحيث يترك للموظفين فرصة التعبير عن أفكارهم. أو يلتقي ببعض الموظفين المجدين من مختلف الرتب الوظيفية، في اجتماع غير رسمي. أو أن يخصص يوماً في الشهر يلتقي فيه بالموظفين من خلال مجلس مفتوح، فالموظفون هم عملاء داخليون، وهم سبب رئيس في نجاح علاقاتك مع عملائك الخارجيين، وإذا كنت لا تملك يوماً لهم في الشهر، فهناك خلل واضح في توزيع مهام عملك. وللعلم فقط بأن أصغر الموظفين يعلمون جيداً ما يدور في العمل، ناهيك عن أن الموظف الذي يقدم الخدمة للعملاء هو أكثر خبرة بالثغرات التي تشوبها، ولربما يقدم لك حلولاً تغيب عنك بسبب مشاغلك. وبما أن سمو ولي العهد أكد على كل مسؤول حكومي بأنه لا يوجد حد في التميز في الخدمة، وأن تقديم الخدمات المتميزة للمواطنين مطلب أساس لن يغفل عنه سموه شخصياً، فيجب أن يكون هناك شريان رئيس يربط المسؤول الأول بالوزارة بموظفي تقديم الخدمات.
فلنتعلم من سيدي سمو ولي العهد، ولنبدأ في بناء فريق البحرين بطريقة ناجعة، فالفريق أكبر من مجرد صورة تحتوي على عدد من المسؤولين من الصف الأول من الإداريين فقط. تسمى بالإدارة العليا، وليعي كل مسؤول بأن كل إدارة عليا تحتاج إلى أساس صلب يسندها لكي تظل في «عليا».
2- أنسب الفضل لأصحابه:
كم هو جميل أن نرى المسؤول الأول يصطحب معه المسؤول المشرف على المشروع أثناء التكريم إلى المنصة الرئيسية، وكأن لسان حاله يقول، هذا هو الشخص الذي أدين له بفضل الفوز باسم الوزارة، وكم أعجبني شخصياً قيام بعض المسؤولين في نفس يوم التكريم بزيارة موظفيهم والإدارات المختصة التي كانت سببا وراء الفوز لشكرهم، فمن الثقة الإدارية أن ينسب الفضل لأصحابه.
وأستغرب من عدد من المسؤولين الذين أخذوا الجائزة وأضافوها إلى كوكبة الإنجازات التي يعتبرونها جزءاً من إنجازهم الفردي، متناسين بأنه لا يوجد فريق بلاعب واحد فقط، وفريق البحرين يتألف من الكل وليس المسؤول فقط.
فليقتدِ هؤلاء المسؤولون ببعض القادة الرائعين الذين قدموا الشكر للفريق الذي يعمل معهم بشكل يعكس الود المتبادل بين المسؤول وموظفيه مهما اختلفت التراتبية الإدارية بينهم، وليؤمن هؤلاء المسؤولون بأنه يمكن تقاسم الإنجاز والفخر والفرح من مبدأ قانون الوفرة.
3- الإيكو أو الصدى:
وهو مبدأ يعرفه العاملون في مجال التدريب، ويقصد به هو إعادة نشر ما تم الاستفادة منه خلال أي دورة تدريبية، بحيث تهدف المؤسسات الرائدة عند ابتعاث أي فرد منها للتدريب أن يقوم هذا الشخص فور عودته من البرنامج التدريبي بإعادة نشر أهم ما تعلمه في التدريب على زملائه لكي يستفيدوا مما اكتسبه من علوم ومعارف ومهارات، فتزيد دائرة التعلم ونقل المعرفة داخل المؤسسة.
فهل اجتمع المسؤولين مع موظفيهم، ونقلوا لهم ما دار في الملتقى الحكومي؟
قد يظن بعض المسؤولين أن حضوره تشريف للملتقى، ولكن هذا الملتقى ليس «للكشخة» و»الفشخرة» فهذا الملتقى أعمق بكثير، فهناك مهام تسند، ومواعيد تسليم لمشاريع ترصد. وهو كما ذكر صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد «تكليف لا تشريف».
وبما أن فريق البحرين لا يستثني أي موظف مهما كانت درجته الوظيفية، أتمنى أن يقوم كل مسؤول حضر الملتقى الحكومي بتمرير أهم الرسائل لموظفيه فهم من سينفذون الخطط، وهم جزء أصيل من فريق البحرين.