من منّا لا يعرف الفنان الهولندي»فنسنت فان جوخ» ذلك الفنان العظيم، الذي كان يعاني من الكآبة وجلد الذات والتي وصلت به إلى حد الاضطراب، كل هذا بدأ بسبب حساسيته المفرطة وبسبب اكتراثه لكلام الناس ورضاهم، فكان دائماً يسأل نفسه «كيف أبدو في عيون معظم الناس»؟، كان دائماً يرى نفسه في عيون الناس صغيراً وبأنه ذلك الشخص النكرة الغريب الأطوار المزعج القبيح لدرجة أنهم كانوا ينعتونه أحياناً بالمجنون، وهو كان يسعى ليل نهار جاهداً طيلة حياته لتغيير تلك النظرة العاتمة عنه حتى وصل في نهاية إبداعه الفني إلى الانتحار.
كان جوخ يرسم نهار كل يوم من الساعة الثامنة صباحاً حتى الخامسة عصراً، واستطاع خلال تسع سنوات أن ينتج 1700 لوحة، بالمقابل كان يقضي ساعات طويلة في كل ليلة من أجل كتابة الرسائل لأخيه» ثيو» والتي بلغت 900 رسالة أدبية بليغة لا يقل مستوى كتابتها عن كتابة أشهر الأدباء، فهو كان ينقل عبر تلك اللوحات والرسائل هموم الفقراء وأحلام اليقظة ومعاناته وانفعالاته وكيف كانت رحلته في الحياة بين الكآبة والإبداع.
إن قصة «جوخ» من السهل التعرف عليها من خلال التعمق في قراءة لوحاته التي تتكلم عن تفاصيل تجربته الحياتية بدءاً من طفولته التي صنعت منه إنساناً معذباً كونه «بديل طفل» كما كان يرى نفسه كونه يحمل اسم أخيه الذي مات، وكيف صنعت منه هذه الحادثة طفلاً معذباً، وشعوره الدائم بالذنب وبأن وجوده سبب لموت أخيه وكيف كان كل صباح أثناء ذهابه إلى الكنيسة يمر على قبر يحمل شاهداً باسمه.
طفولة مليئة بالحزن والأسى جعلت منه طفلاً يصعب التعامل معه، لا يستطيع أحد الاقتراب منه سوى أخيه، وكيف كان هذا الطفل يمضي ساعات طويلة في الريف الهولندي ليكتشف الطبيعة التي انعكست بكل مشاهدها في لوحاته والتي تشكلت من خيالات ومعاناة الطفولة.
هل تعلمون أن اللون الأصفر الذي كان طاغياً في لوحات «فنسنت» يعود إلى لون السيارة التي نقلوه أهله بها وهو في عمر الـ11 وإبعاده عن الطبيعة والفلاحين ولإدخاله مدرسة داخلية تبعد 30 كيلومتراً عن منزله، مما جعل هذا اللون الأصفر مسيطراً ومؤثراً في شخصيته وفِي لوحاته يذكره دائماً بتلك السيارة الصفراء التي أبعدته عن دفء العائلة والريف والفلاحين وجمال الطبيعة.
كان جوخ يحاول أن يحقق أحلام عائلته مبتعداً عن ميوله فوجد نفسه يعمل موظفاً، فيكون مصيره الطرد في كل وظيفة، لينتهي به المطاف أن يكون فاشلاً في عين والده فيطرده من المنزل.
بعد ذلك عاش زاهداً في كوخ متخذاً الدين طريقاً له مما جعله يتعرض للإرهاق الشديد على حساب صحته النفسية والعقلية، فتوصل في عام 1879 إلى قرار بأن الحياة الدينية غير مناسبة له، فبدأ مشوار حياته الفنية وهو في الـ27 من عمره ليخفف عن نفسه تلك الضغوط النفسية التي يعانيها.
ثم قطع جوخ أذنه اليسرى بآلة حادة بسبب ظروف عاطفية مر بها، وفي أعقاب هذا الحادث سيئ الصيت ظل يعانى من نوبات عصبية متفرقة ومنهكة لمدة 18 شهراً، لينتهي به المطاف إلى إطلاق الرصاص على نفسه في وسط حقول القمح عام 1890 اتجاه قلبه الأكثر هشاشة.
فنان عظيم رسم لوحات تقدر بملايين الدولارات ولَم يقدر من قبل الناس في حياته، والأكثر ألماً أنه قبل أن ينتحر رسم لوحة «جذور الشجرة» والتي رسمها في صبيحة يوم انتحاره، وقد رسم فيها جذوراً عارية إلى جانب الأجزاء السفلية من جذوع الأشجار والتي كانت مرسومة على خلفية لتربة رملية صفراء لا تظهر فيها السماء إلا كبقعةٍ صغيرة في الطرف العلوي من يسار اللوحة وكأنها رسالة يودع فيها العالم.
والجدير بالذكر بأن هناك فيلماً درامياً سينمائياً جسد فنه العظيم رغم حياته المأساوية تحت عنوان «فينسنت المحب» والذي تم إصداره عام 2017، وهو فيلم شديد الخصوصية، يروي قصة فان جوخ من خلال فنّه وموته الأسطوري الغريب، لتدور أحداثه حول حكاية رسالة تركها جوخ لأخيه ثيو قبل انتحاره ولَم تصل.
إن الفنان العظيم «فان جوخ» لا يجب النظر إليه بوصفه فناناً مجنوناً، ولكنه فنان كغيره من الفنانين يمر بحالات من الكآبة والاضطراب النفسي بسبب الظروف المحيطة به، وبسبب الحساسية المفرطة لدى كل فنان والتي قد تكون مبهمة عند البعض، فكيف استطاع هذا الفنان أن يرسم كل هذه اللوحات بكل هذا الإبداع وهو مجنون، فدائماً يجب النظر إلى أي فنان بأنه أرق مخلوق يتأثر بالظروف وبأنه حالة استثنائية تختلف عن باقي البشر وإبداعه يحتم عليه أن يكون أكثر حساسية ليشعر بما حوله، فهو مختلف في طريقة حياته وفِي نظرته للأشياء المحيطة به، فمن هذا الاختلاف يولد الإبداع، فرفقاً بكل فنان مرهف الإحساس مبدع في فنه.
كان جوخ يرسم نهار كل يوم من الساعة الثامنة صباحاً حتى الخامسة عصراً، واستطاع خلال تسع سنوات أن ينتج 1700 لوحة، بالمقابل كان يقضي ساعات طويلة في كل ليلة من أجل كتابة الرسائل لأخيه» ثيو» والتي بلغت 900 رسالة أدبية بليغة لا يقل مستوى كتابتها عن كتابة أشهر الأدباء، فهو كان ينقل عبر تلك اللوحات والرسائل هموم الفقراء وأحلام اليقظة ومعاناته وانفعالاته وكيف كانت رحلته في الحياة بين الكآبة والإبداع.
إن قصة «جوخ» من السهل التعرف عليها من خلال التعمق في قراءة لوحاته التي تتكلم عن تفاصيل تجربته الحياتية بدءاً من طفولته التي صنعت منه إنساناً معذباً كونه «بديل طفل» كما كان يرى نفسه كونه يحمل اسم أخيه الذي مات، وكيف صنعت منه هذه الحادثة طفلاً معذباً، وشعوره الدائم بالذنب وبأن وجوده سبب لموت أخيه وكيف كان كل صباح أثناء ذهابه إلى الكنيسة يمر على قبر يحمل شاهداً باسمه.
طفولة مليئة بالحزن والأسى جعلت منه طفلاً يصعب التعامل معه، لا يستطيع أحد الاقتراب منه سوى أخيه، وكيف كان هذا الطفل يمضي ساعات طويلة في الريف الهولندي ليكتشف الطبيعة التي انعكست بكل مشاهدها في لوحاته والتي تشكلت من خيالات ومعاناة الطفولة.
هل تعلمون أن اللون الأصفر الذي كان طاغياً في لوحات «فنسنت» يعود إلى لون السيارة التي نقلوه أهله بها وهو في عمر الـ11 وإبعاده عن الطبيعة والفلاحين ولإدخاله مدرسة داخلية تبعد 30 كيلومتراً عن منزله، مما جعل هذا اللون الأصفر مسيطراً ومؤثراً في شخصيته وفِي لوحاته يذكره دائماً بتلك السيارة الصفراء التي أبعدته عن دفء العائلة والريف والفلاحين وجمال الطبيعة.
كان جوخ يحاول أن يحقق أحلام عائلته مبتعداً عن ميوله فوجد نفسه يعمل موظفاً، فيكون مصيره الطرد في كل وظيفة، لينتهي به المطاف أن يكون فاشلاً في عين والده فيطرده من المنزل.
بعد ذلك عاش زاهداً في كوخ متخذاً الدين طريقاً له مما جعله يتعرض للإرهاق الشديد على حساب صحته النفسية والعقلية، فتوصل في عام 1879 إلى قرار بأن الحياة الدينية غير مناسبة له، فبدأ مشوار حياته الفنية وهو في الـ27 من عمره ليخفف عن نفسه تلك الضغوط النفسية التي يعانيها.
ثم قطع جوخ أذنه اليسرى بآلة حادة بسبب ظروف عاطفية مر بها، وفي أعقاب هذا الحادث سيئ الصيت ظل يعانى من نوبات عصبية متفرقة ومنهكة لمدة 18 شهراً، لينتهي به المطاف إلى إطلاق الرصاص على نفسه في وسط حقول القمح عام 1890 اتجاه قلبه الأكثر هشاشة.
فنان عظيم رسم لوحات تقدر بملايين الدولارات ولَم يقدر من قبل الناس في حياته، والأكثر ألماً أنه قبل أن ينتحر رسم لوحة «جذور الشجرة» والتي رسمها في صبيحة يوم انتحاره، وقد رسم فيها جذوراً عارية إلى جانب الأجزاء السفلية من جذوع الأشجار والتي كانت مرسومة على خلفية لتربة رملية صفراء لا تظهر فيها السماء إلا كبقعةٍ صغيرة في الطرف العلوي من يسار اللوحة وكأنها رسالة يودع فيها العالم.
والجدير بالذكر بأن هناك فيلماً درامياً سينمائياً جسد فنه العظيم رغم حياته المأساوية تحت عنوان «فينسنت المحب» والذي تم إصداره عام 2017، وهو فيلم شديد الخصوصية، يروي قصة فان جوخ من خلال فنّه وموته الأسطوري الغريب، لتدور أحداثه حول حكاية رسالة تركها جوخ لأخيه ثيو قبل انتحاره ولَم تصل.
إن الفنان العظيم «فان جوخ» لا يجب النظر إليه بوصفه فناناً مجنوناً، ولكنه فنان كغيره من الفنانين يمر بحالات من الكآبة والاضطراب النفسي بسبب الظروف المحيطة به، وبسبب الحساسية المفرطة لدى كل فنان والتي قد تكون مبهمة عند البعض، فكيف استطاع هذا الفنان أن يرسم كل هذه اللوحات بكل هذا الإبداع وهو مجنون، فدائماً يجب النظر إلى أي فنان بأنه أرق مخلوق يتأثر بالظروف وبأنه حالة استثنائية تختلف عن باقي البشر وإبداعه يحتم عليه أن يكون أكثر حساسية ليشعر بما حوله، فهو مختلف في طريقة حياته وفِي نظرته للأشياء المحيطة به، فمن هذا الاختلاف يولد الإبداع، فرفقاً بكل فنان مرهف الإحساس مبدع في فنه.