القوات التركية التي دخلت عنوة أراضي شمال شرق سوريا قبل نحو أسبوع، هي قوات غازية ومحتلة، ولا يوجد تفسير آخر، فهو اعتداء على سيادة سوريا ووحدة أراضيها، ومهما حاولت تركيا التبرير والخداع والمراوغة، إلا أن ما فعلته يبقى مخالفاً لكل القوانين والأعراف الدولية.
ولكن السؤال لماذا الآن؟ لماذا اختارت تركيا الهجوم وغزو شمال شرق سوريا التي تسيطر عليها قوات سوريا الديمقراطية، ذات الغالبية الكردية في هذا التوقيت بالذات؟ ليس بسبب الأكراد، فالجميع يعلم أن المناوشات التي تحدث بين تركيا والأكراد ليست وليدة اليوم، وفي اعتقادي أن هناك أبعاداً لهذا الغزو التركي، ويمكن ربطه بالتحالف التركي، الإيراني والقطري، وأيضاً بعض الدول الغربية التي رغم استنكارها وإدانتها «الباردة»، إلا أنها لا يمكن استبعاد استفادتها من هذا الغزو التركي.
ولو رجعنا إلى إيران وقطر، فالأولى كانت في طريقها لخسارة كبيرة ومشهودة دولياً، حيث كانت تحصد الخسارة تلو الأخرى مؤخراً، ولم تنجح في استمالة الرأي العام الدولي لما يتعلق بتعزيز مواقفها الأخيرة في المنطقة، سواء الهجوم المتهمة فيه بقوة على المنشآت النفطية السعودية، أو ممارستها للقرصنة في مياه الخليج العربي، ولقد حاولت إيران جاهدة تلميع صورتها في نيويورك خلال انعقاد الدورة الاعتيادية للأمم المتحدة، ولكنها فشلت في ذلك، وكما أشرنا من قبل أن رئيسها روحاني عاد من نيويورك بـ»خفي حنين».
وها هي إيران تواجه خطراً جديداً يهددها وعملاءها، وهو ثورة الشعب العراقي الذي لم يتراجع عن مطالبه التي سلبها منهم النظام الإيراني وعملاؤه في العراق، رغم سقوط عدد كبير من أبناء الشعب العراقي بالرصاص الحي الذي لم تتردد القوات العراقية / الإيرانية في استخدامها ضد المدنيين الثائرين، وأعتقد أن الغزو التركي جاء في وقت مناسب لإيران ليخف الضغط الدولي عنها، وينسى الجميع أمرها، لانشغالهم بتركيا، وأيضاً ليعطي النظام الإيراني راحة أكثر لأن يتعامل مع ثورة الشعب العراقي بالقمع والتنكيل والقتل، وهو ما يجيده هذا النظام المارق جيداً.
أما قطر فهي تكاد تكون الدولة الوحيدة التي لم تصدر بياناً يستنكر ويدين الغزو التركي لسوريا، وأنى لها ذلك وتركيا هي «ولي أمر» قطر الآن، بل إن تركيا أعلنت عبر بيان رسمي نشرته قناة CNN أن قطر تدعم العمليات العسكرية التركية ضد شمال شرق سوريا، ولم تنفِ قطر ذلك، أما بعض الدول الغربية فاكتفت بإصدار بيانات «باردة» ضد تركيا الدولة العضو في قوات حلف شمال الأطلسي «الناتو» الذي اكتفى ببيان خجول، دعا من خلاله تركيا إلى «ضبط النفس»، فنتج عن ضبط النفس هذا وقوع ضحايا تجاوز عددهم 120 قتيلاً وجريحاً، وهو رقم مرشح للارتفاع بحسب ما ذكره بيان للمرصد السوري لحقوق الإنسان، ونزوح أكثر من 190 ألف مدني بحسب مصادر كردية.
هذا كله يقودنا إلى نتيجة هي أن الغرب راضٍ عن هذا الغزو، فلم يصدر ما يردع تركيا ويوقفها عند حدها، سواء عبر فرضه لعقوبات اقتصادية أو سحب سفرائها منها، أو تعطيل عضويتها في «الناتو»، وغيرها من إجراءات تنفيذية رادعة، وأرجو من الدول العربية اتخاذ مثلها ضد تركيا، وعدم الاكتفاء ببيانات إدانة فقط، بل لا بد أن تقترن تلك البيانات بأفعال ملموسة ضد تركيا.
أعتقد أن ما قامت به تركيا هو جزء من مخطط تقسيم الشرق الأوسط، فتركيا إحدى إدوات الغرب لتقسيم الأمة العربية، ومعها إيران التي تعمل على ذلك منذ أربعين عاماً من خلال عملائها الموجودين في أغلب دول المنطقة، وقطر أيضاً التي يخون نظامها العرب، بل ويسعى إلى تقسيمه وزرع الفتن وعدم استقرار دول المنطقة، ويدفع من أجل ذلك ملايين الدولارات، كل ذلك لخدمة الكيان الصهيوني المستفيد الأول والأخير من ضعف وتهلهل وانكسار الأمة العربية، وننتظر موقفاً حازماً من العرب حيال هذا الغزو التركي الذي لا يجب أن يمر مرور الكرام، فالسكوت عنه يعني الموافقة عليه، وهو ما قد يعني المزيد منه في المستقبل.
ولكن السؤال لماذا الآن؟ لماذا اختارت تركيا الهجوم وغزو شمال شرق سوريا التي تسيطر عليها قوات سوريا الديمقراطية، ذات الغالبية الكردية في هذا التوقيت بالذات؟ ليس بسبب الأكراد، فالجميع يعلم أن المناوشات التي تحدث بين تركيا والأكراد ليست وليدة اليوم، وفي اعتقادي أن هناك أبعاداً لهذا الغزو التركي، ويمكن ربطه بالتحالف التركي، الإيراني والقطري، وأيضاً بعض الدول الغربية التي رغم استنكارها وإدانتها «الباردة»، إلا أنها لا يمكن استبعاد استفادتها من هذا الغزو التركي.
ولو رجعنا إلى إيران وقطر، فالأولى كانت في طريقها لخسارة كبيرة ومشهودة دولياً، حيث كانت تحصد الخسارة تلو الأخرى مؤخراً، ولم تنجح في استمالة الرأي العام الدولي لما يتعلق بتعزيز مواقفها الأخيرة في المنطقة، سواء الهجوم المتهمة فيه بقوة على المنشآت النفطية السعودية، أو ممارستها للقرصنة في مياه الخليج العربي، ولقد حاولت إيران جاهدة تلميع صورتها في نيويورك خلال انعقاد الدورة الاعتيادية للأمم المتحدة، ولكنها فشلت في ذلك، وكما أشرنا من قبل أن رئيسها روحاني عاد من نيويورك بـ»خفي حنين».
وها هي إيران تواجه خطراً جديداً يهددها وعملاءها، وهو ثورة الشعب العراقي الذي لم يتراجع عن مطالبه التي سلبها منهم النظام الإيراني وعملاؤه في العراق، رغم سقوط عدد كبير من أبناء الشعب العراقي بالرصاص الحي الذي لم تتردد القوات العراقية / الإيرانية في استخدامها ضد المدنيين الثائرين، وأعتقد أن الغزو التركي جاء في وقت مناسب لإيران ليخف الضغط الدولي عنها، وينسى الجميع أمرها، لانشغالهم بتركيا، وأيضاً ليعطي النظام الإيراني راحة أكثر لأن يتعامل مع ثورة الشعب العراقي بالقمع والتنكيل والقتل، وهو ما يجيده هذا النظام المارق جيداً.
أما قطر فهي تكاد تكون الدولة الوحيدة التي لم تصدر بياناً يستنكر ويدين الغزو التركي لسوريا، وأنى لها ذلك وتركيا هي «ولي أمر» قطر الآن، بل إن تركيا أعلنت عبر بيان رسمي نشرته قناة CNN أن قطر تدعم العمليات العسكرية التركية ضد شمال شرق سوريا، ولم تنفِ قطر ذلك، أما بعض الدول الغربية فاكتفت بإصدار بيانات «باردة» ضد تركيا الدولة العضو في قوات حلف شمال الأطلسي «الناتو» الذي اكتفى ببيان خجول، دعا من خلاله تركيا إلى «ضبط النفس»، فنتج عن ضبط النفس هذا وقوع ضحايا تجاوز عددهم 120 قتيلاً وجريحاً، وهو رقم مرشح للارتفاع بحسب ما ذكره بيان للمرصد السوري لحقوق الإنسان، ونزوح أكثر من 190 ألف مدني بحسب مصادر كردية.
هذا كله يقودنا إلى نتيجة هي أن الغرب راضٍ عن هذا الغزو، فلم يصدر ما يردع تركيا ويوقفها عند حدها، سواء عبر فرضه لعقوبات اقتصادية أو سحب سفرائها منها، أو تعطيل عضويتها في «الناتو»، وغيرها من إجراءات تنفيذية رادعة، وأرجو من الدول العربية اتخاذ مثلها ضد تركيا، وعدم الاكتفاء ببيانات إدانة فقط، بل لا بد أن تقترن تلك البيانات بأفعال ملموسة ضد تركيا.
أعتقد أن ما قامت به تركيا هو جزء من مخطط تقسيم الشرق الأوسط، فتركيا إحدى إدوات الغرب لتقسيم الأمة العربية، ومعها إيران التي تعمل على ذلك منذ أربعين عاماً من خلال عملائها الموجودين في أغلب دول المنطقة، وقطر أيضاً التي يخون نظامها العرب، بل ويسعى إلى تقسيمه وزرع الفتن وعدم استقرار دول المنطقة، ويدفع من أجل ذلك ملايين الدولارات، كل ذلك لخدمة الكيان الصهيوني المستفيد الأول والأخير من ضعف وتهلهل وانكسار الأمة العربية، وننتظر موقفاً حازماً من العرب حيال هذا الغزو التركي الذي لا يجب أن يمر مرور الكرام، فالسكوت عنه يعني الموافقة عليه، وهو ما قد يعني المزيد منه في المستقبل.