يوسف ألبي

في الموسمين الماضيين حقق كل من برشلونة ومانشستر سيتي لقبي الدوري الإسباني والإنجليزي أحياناً بمنافسة شرسة وغالباً ما تكون بأريحية وقبل مراحل من انتهاء البطولة، أما يوفنتوس وبايرن ميونيخ فهم أبطال الكالتشيو والبوندسليغا لأكثر من نصف عقد من الزمن، فالأول سيطر لمدة 8 سنوات متتالية، والثاني استعمر اللقب لسبعة مواسم كاملة، وهذي دلالة واضحة على فقدان المنافسة في الدوري الإيطالي والألماني.

أما في هذا الموسم فمن الممكن أن تتغير الكثير من الأمور، فهناك احتمالية واردة أن نشاهد منافسة أكثر من الأعوام السابقة، ناهيك عن إمكانية وجود بطل جديد في الدوريات الأربعة الكبرى عطفاً على ما شاهدناه خلال الجولات الماضية.

الدوري الإنجليزي

يصارع ليفربول الزمن من أجل الفوز بالبريميرليغ للمرة الأولى منذ حوالي ثلاثة عقود، حيث يتصدر الريدز بقيادة مدربه الألماني المحنك يورغن كلوب جدول الترتيب بالعلامة الكاملة برصيد أربعة وعشرون نقطة من 8 مواجهات، ليبتعد بفارق ثمان نقاط كاملة عن أقرب منافسيه مانشستر سيتي الذي يملك في جعبته ستة عشر نقطة بخمسة أنتصارات وتعادل وحيد والخسارة في مواجهتين أمام نوريتش سيتي و ولفرهامبتون، ورغم الفارق إلا أن رفقاء غوارديولا لا شك أنهم منافسون حقيقيون على اللقب، فسيناريو الموسم الماضي أكبر دليل على صحة ذلك، فبعد أن كان ليفربول يبتعد بفارق واسع من النقاط تمكن السيتي من خطف اللقب بفارق نقطة وحيدة في نهاية المطاف، ولا خلاف أن المنافسة ستنحصر للموسم الثاني على التوالي بين الليفر والسيتي.

الدوري الإسباني

احتكر برشلونة بقيادة الأسطورة ليونيل ميسي على لقب الليغا في العامين الأخيرين بجدارة واستحقاق وبفارق أكثر من عشر نقاط عن الوصيف، ولكن في هذا الموسم هناك مؤشرات بمنافسة ثلاثية قوية على اللقب، فريال مدريد مع مدربه الاستثنائي الفرنسي زين الدين زيدان يتصدر جدول الترتيب برصيد 18 نقطة بفارق نقطتين عن غريمة الأزلي برشلونة وثلاث نقاط عن أتلتيكو مدريد، ويحاول النادي الملكي استرجاع بطولة الدوري إلى خزائنه وزيادة رصيده إلى 34 لقباً (رقم قياسي)، كما أن برشلونة مع ميسي لا شك سيكون ضمن المرشحين للقب، فمن الصعب جداً عن ترشيح النادي الكتلوني مهما كان، فيكفي أن الفريق سيطر على لقب الليغا بشكل ملحوظ خلال العقد الأخير، أما أتلتيكو مدريد فالجميع يتفق أنه الرقم الصعب في الدوري والمنافس الأوحد لقطبي إسبانيا، حيث يأمل "الروخي بلانكوس"مع مديره الفني البارع دييغو سيميوني من استعادة ذكريات عام 2014، عندما توج بالبطولة على حساب رفقاء ميسي ورونالدو.

الدوري الإيطالي

8 سنوات كاملة سيطر فيها يوفنتوس على لقب الدوري الإيطالي مع منافسة خجولة من باقي أندية الكالتشيو، وعلى الرغم من تصدر "السيدة العجوز" الدوري المحلي برصيد 19 نقطة، إلا أننا بصدد مشاهدة منافسة محتملة هذا الموسم مع صاحب المركز الثاني إنتر ميلان بقيادة مدربه الجديد المجتهد أنطونيو كونتي الذي يتخلف بفارق نقطة وحيدة عن اليوفي، حيث تصدر "النيراتزوري" على أغلب جولات هذا الموسم قبل أن يفقده بعد خسارته أمام يوفنتوس، ويجب ألا ننسى نابولي الذي كان قريب من الفوز بالدوري في المواسم الماضية لولا الخبرة والحظ، ويملك نادي الجنوب الإيطالي مدرباً قديراً وهو المخضرم كارلو أنشيلوتي، الذي يعلم بالخبايا الصغيرة والكبيرة عن الكرة الإيطالية، والذي يملك حظوظاً بقيادة نابولي للقب بعد غياب طويل.

الدوري الألماني

في البوندسليغا يتصدر بوروسيا مونشنغلادباخ ويأتي خلفه فولفسبورغ ولكن أستبعد تماماً منافستهما على لقب الدوري المحلي، وعلى الرغم من احتلال بايرن ميونيخ المركز الثالث برصيد 14 نقطة وتراجع مستواه مقارنة بالسنوات الأخير، ولكن يظل الفريق البافاري المرشح الأبرز لنيل اللقب المحلي للمرة الثامنة على التوالي، ولا شك أن بوروسيا دورتموند سيكون منافساً شرساً للبايرن، فوجود دورتموند في المركز الثامن برصيد 12 نقطة لا يعني عدم قدرته على المنافسة، فهناك متسع من الوقت لتدارك ذلك، حيث يملك "أسود الفيستيفال" مدرباً بإمكانه تحقيق طموحات الجماهير وهو السويسري لوسيان فافر ولاعبون قادرون على قيادة الفريق للفوز باللقب، وعلى رأسهم ماركو ريوس وباكو ألكاسير وأشرف حكيمي وجادون سانشو وغوتزه والمخضرم هوملز وغيرهم من اللاعبين، كما هناك منافس ثالث من الممكن أن يكون الحصان الأسود في البطولة وهو لايبزيغ الذي يحتل المركز الخامس بنفس رصيد البايرن، فمنذ صعود الفريق لمصاف الكبار تمكن من كسب احترام الجميع، حيث كان دائماً ما يحتل المراكز المتقدمة في الدوري، ويسعى الفريق بقيادة مدربه الشاب يوليان ناجلسمان والمهاجم اليافع تيمو فيرنر من ترك بصمة تاريخية في البوندسليغا هذا الموسم.