عائلة محيرة من أب و6 أبناء، وجدوهم في عزلة تامة بقبو منزل في أرياف مقاطعة Drenthe الواقعة في شرق الشمال الهولندي، ينتظرون فيه نهاية العالم ودماره منذ 9 سنوات.

وتم التعرف على العائلة "اللغز"، الأحد الماضي، فقط لأن كبير الأبناء سناً، مضى يتمشى خارج القبو، وقاده سيره إلى بلدة Ruinerwold البعيدة أكثر من 140 كيلومتراً عن العاصمة أمستردام، فدخل هناك إلى مطعم روى فيه محنته.

مالك المطعم، وهو Chris Westerbeek، ذكر لوسائل إعلام هولندية مستمرة بإبراز الخبر الذي ألمّت "العربية.نت" بمزيد من تفاصيله، مترجمة من مواقعها، أن الشاب "دخل وطلب 5 زجاجات بيرة، تجرعها سريعاً الواحدة بعد الأخرى، عندها اقتربت وبدأت أتحدث إليه في دردشة عادية، كشف لي خلالها أنه فر من القبو ويحتاج إلى مساعدة، لذلك اتصلت بالشرطة"، كما قال.

ووصف المالك الشاب بطريقة بدت كأنه يتحدث عن كائن من العصر الحجري، من أنه "كان طويل الشعر، متسخ اللحية. ملابسه قديمة شبه بالية، وكان مشوشاً مضطرباً، وأخبرني أنه لم يدخل أي مدرسة في حياته، ولا قصّ حلاق شعره منذ 9 أعوام، وأن له أخوة يقيمون معه، أعمارهم من 18 إلى 25 سنة، ولا اتصال لهم من أي نوع مع خارج المزرعة التي ينتظرون بقبوها دمار العالم، ويريد نهاية لحياتهم فيه" وعلم منه ما ذكره رئيس بلدية البلدة أيضاً، وهو Roger de Groot الذي أخبر الإعلاميين بأن أم الأبناء توفيت قبل وصولهم إلى المزرعة وعزل أنفسهم بقبوها.

ووجد أفراد من الشرطة التي مضت دوريات منها إلى المنزل الواقع في مزرعة ريفية سكانها 4000 تقريباً، ممراً سرياً من السلالم يؤدي إلى القبو، وممتد من غرفة جلوس تحجبها خزانة كبيرة. كما وجدوا أن بعض الأبناء "كانوا على قناعة تامة، بأن الأرض لا يعيش فيها أي بشري آخر سواهم" وفقاً لما ترجمته "العربية.نت" من الوارد في موقع صحيفة Algemeen Dagblad الشهيرة. ووجدوا أيضاً أن الأب طريح الفراش لتعرضه لنزيف دماغي في السابق، شل معظم وعيه تقريباً، فنقلوا الجميع إلى مركز للعناية بالعائلات المرضى، ثم عادوا إلى المنزل يدققون فيه وخارجه بكل صغيرة وكبيرة، بحثاً عن إجابات لأسئلة محيّرة بالعشرات.

من جيران في المزرعة للمنزل، علمت الشرطة أنه كان محاطاً بأسوار عالية طوال سنوات، لذلك كانوا يعتبرونه مهجوراً، فيما نقلت قناة RTV Drenthe التلفزيونية المحلية بالبلدة، أن الأبناء كانوا يقيمون دائماً بالقبو، ويعيشون على ما ينمو عشوائياً من الخضراوات في المزرعة وجوار البيت، كما على حيوانات تميل إليها وإلى حديقة المنزل، ونقلت عن أحد الجيران أنه لم يرَ سوى رجل واحد في حديقة المنزل، ولا طفل ولا بالغ سواه، وأنه كان يرى حيوانات على الأرض، كالأوز والكلاب.

أما اللغز الكبير في ما تم العثور عليه، فهو رجل عمره 58 سنة، وليس أبا الأبناء، وقد اعتقلته الشرطة ووصفت بأن دوره غير واضح، وهو يخضع الآن لتحقيق يأخذ بعين الاعتبار كل الاحتمالات، ويطرح أسئلة مهمة: من يملك المنزل، وكيف عاش في القبو من كانوا أطفالاً بالبداية، بقرار ممن، ومن كان يدفع ضريبة المنزل، كما وفواتير الماء والكهرباء وغاز التدفئة، وغيرها الكثير من تساؤلات ينتظرون أجوبة عليها، وأهمها: أليس لهذه العائلة أقرباء ومعارف وأفراد من ذوي الأم والأب يسألون عنها؟