كم هو مؤلم أن ترى صغاراً يحملون أوزاناً على ظهورهم يومياً، وتزداد ألماً عندما ترى هذا الصغير يرقى بالسلم يومياً حاملاً على ظهره تلك الأوزان، وعندما يحاول ذلك الصغير التخلص من هذا الوزن بطرقه البسيطة كأن يحاول تخفيف الوزن أو يلقى بتلك الأوزان من أعلى السلم ثم ينزل ليأخذها أو غيرها من الطرق، ستواجه محاولاته تلك بالعقاب.
وكم سمعنا أصوات الأطباء تتعالى وتحذر من إجبار الصغار على حمل الأوزان على ظهورهم، ونداءاتهم تلك كانت مستندة لما اكتشفوه من حالات مرضية وإصابات بسبب إجبار الصغار على حمل تلك الأوزان يومياً، وتستمر تلك المشكلة جيلاً بعد جيل بلا حلول. ولا أدري أهي مشكلة أم معضلة؟!!! فلم يتغير هذا الوضع على مدى عشرات السنين.
نعم حوالي ست كيلو جرامات يحملها الصغار على ظهورهم إنه وزن حقيبة المدرسة، بالرغم من أن هذه المشكلة طرحت منذ عشرات السنين، وعلى الرغم من جهود كثيرة بذلتها وزارة التربية والتعليم لحل هذه المشكلة، إلا أن المعاناة لا تزال قائمة، ومن المفارقة أن معظم هذه الكتب لا يستخدمها المعلم يومياً في الحصة لكنه يصر إصراراً شديداً على أن يحضرها الطالب، بل ويعاقب الطالب الذي يترك الكتاب في المنزل. ولا أملك إلا أن أقول أن جهود الوزارة تذهب سدى في أروقة المدارس.
ودعوني أسترجع معكم الجهود والتدابير التي بذلتها الوزارة سابقاً لحل هذه المشكلة، في التسعينات وفرت الوزارة خزانات داخل الصفوف وفي أروقة المدرسة، ووجهت المعلمين لتغيير طرق التدريس بحيث لا يحتاج المعلم للكتاب أثناء الموقف التعليمي، كما أكدت على أن يكون حل التمارين والتدريبات ضمن الأنشطة الصفية بدلاً من الأنشطة اللاصفية... ولكن المعلمين أصروا على الطرق التقليدية في التدريس فلا بد من الواجبات المنزلية، وظلت حقيبة الطالب ثقل على ظهره.
وفي أواخر التسعينات وعندما كنت أعمل أخصائية مناهج بإدارة المناهج اتخذت الوزارة إجراءات لتخفيف الحقيبة المدرسية، فوضعت جميع التدريبات في كراسة خاصة أسمتها بالكراسة التدريبية بحيث أن الطالب يكتفي بإحضار تلك الكراسة للمدرسة ويترك الكتاب المدرسي في المنزل، وبالطبع يتطلب من المعلم تغيير طريقة التدريس، وأذكر حينها أن الوزارة شكلت لجاناً عدة، وعكف الجميع على تنفيذ هذا المشروع ونفذت الوزارة العديد من البرامج التدريبية للمعلمين في طرق التدريس... ومع ذلك أصر المعلمون على أن يحضر الطلاب الكراسة والكتاب فتضاعف وزن الحقيبة... وتمسك المعلمون بالطريقة التقليدية في التدريس. وظلت حقيبة الطالب ثقل على ظهره!!!
وتكتمل تلك الدراما عندما أطلقت الوزارة مشروع جلالة الملك حمد لمدارس المستقبل، وخصوصاً تحويل الكتب الورقية إلى كتب إلكترونية، وقد أصدر سعادة وزير التربية والتعليم حينها مشكورا، قراراً بتشكيل لجنة تختص ببحث أفضل السبل للحد من الآثار السلبية لوزن الحقيبة المدرسية، وأعلنت اللجنة عن إيجاد بعض الحلول التي ستعمل على تنفيذها في أسرع وقت ومنها تحويل الكتب الورقية إلى كتب إلكترونية، بحيث تتوافر للطلبة على شكل أقراص مدمجة CD بالإضافة إلى وجود نسخ في المدرسة وأصبحت سبورة المعلم إلكترونية، وبها جميع المواد والوسائل التعليمية، ناهيك عن أن موقع الوزارة يضم الكتب إلكترونياً، وتجد الوزارة تبذل جهوداً جبارة في تدريب المعلمين على توظيف التقنية الحديثة في طرق التدريس... ورغم كل هذه الجهود تمسك المعلمون بالطريقة التقليدية في التدريس وأصروا أن يحضر الطالب الكتب يومياً، وظلت حقيبة الطالب ثقل على ظهره!!!!
وكلنا نذكر أن سعادة وزير التربية والتعليم وجه مشكوراً نهاية الفصل الدراسي الأول من العام الدراسي 2018 - 2019 بجعل الواجبات المدرسية جزءاً لا يتجزأ من الحصص الدراسية والأنشطة الصفية، والاستعاضة عن الواجبات المنزلية بالتطبيقات العملية اليومية التي تنفذ في نهاية كل حصة دراسية، كما أن جميع الكتب الدراسية محملة على الموقع الإلكتروني للوزارة، وبالتالي لا داعي لحمل الكراسات والكتب إلى المنزل، ورغم ذلك.. ظلت حقيبة الطالب ثقل على ظهره !!!!
ولا أملك أن أقول إلا أعان الله أبناءنا على حمل تلك الأثقال!!!!! ولا تعليق أبعد من ذلك!!!!
ومن التجارب التي استوقفتني تجربة فرنسا حيث قامت بتخصيص كتابٍ يشمل جميع المواد الدراسية لكل شهر دراسي، وفي تقديري إنها فكرة متميزة تحق أكثر من هدف، فعلاوة على أن هذا التصميم من الكتب يخفف وزن الحقيبة المدرسية، فإنه يسهم في بناء تكامل وترابط بين المواد الدراسية، فإن إصدار كتاب بهذا التصميم يجعل من اختصاصي المناهج لجميع المواد الدراسية يعملون بشكل متكامل مترابط، كما يساعد معلمي المواد الدراسية على التنسيق فيما بينها في تخطيط الدروس ويفتح فرص للتعاون وتبادل الخبرات وتوحيد الجهود، وهنا أتمنى من وزارة التربية دراسة الفكرة، لكنني أرجو من المعلمين في حال تنفيذ الفكرة من قبل الوزارة ألا يضغطوا على الطلبة بإحضار جميع الكتب الدراسية لجميع الأشهر، لتعود الحقيبة ثقل على ظهور الطلاب!!!! ..... ودمتم أبناء وطني سالمين.
وكم سمعنا أصوات الأطباء تتعالى وتحذر من إجبار الصغار على حمل الأوزان على ظهورهم، ونداءاتهم تلك كانت مستندة لما اكتشفوه من حالات مرضية وإصابات بسبب إجبار الصغار على حمل تلك الأوزان يومياً، وتستمر تلك المشكلة جيلاً بعد جيل بلا حلول. ولا أدري أهي مشكلة أم معضلة؟!!! فلم يتغير هذا الوضع على مدى عشرات السنين.
نعم حوالي ست كيلو جرامات يحملها الصغار على ظهورهم إنه وزن حقيبة المدرسة، بالرغم من أن هذه المشكلة طرحت منذ عشرات السنين، وعلى الرغم من جهود كثيرة بذلتها وزارة التربية والتعليم لحل هذه المشكلة، إلا أن المعاناة لا تزال قائمة، ومن المفارقة أن معظم هذه الكتب لا يستخدمها المعلم يومياً في الحصة لكنه يصر إصراراً شديداً على أن يحضرها الطالب، بل ويعاقب الطالب الذي يترك الكتاب في المنزل. ولا أملك إلا أن أقول أن جهود الوزارة تذهب سدى في أروقة المدارس.
ودعوني أسترجع معكم الجهود والتدابير التي بذلتها الوزارة سابقاً لحل هذه المشكلة، في التسعينات وفرت الوزارة خزانات داخل الصفوف وفي أروقة المدرسة، ووجهت المعلمين لتغيير طرق التدريس بحيث لا يحتاج المعلم للكتاب أثناء الموقف التعليمي، كما أكدت على أن يكون حل التمارين والتدريبات ضمن الأنشطة الصفية بدلاً من الأنشطة اللاصفية... ولكن المعلمين أصروا على الطرق التقليدية في التدريس فلا بد من الواجبات المنزلية، وظلت حقيبة الطالب ثقل على ظهره.
وفي أواخر التسعينات وعندما كنت أعمل أخصائية مناهج بإدارة المناهج اتخذت الوزارة إجراءات لتخفيف الحقيبة المدرسية، فوضعت جميع التدريبات في كراسة خاصة أسمتها بالكراسة التدريبية بحيث أن الطالب يكتفي بإحضار تلك الكراسة للمدرسة ويترك الكتاب المدرسي في المنزل، وبالطبع يتطلب من المعلم تغيير طريقة التدريس، وأذكر حينها أن الوزارة شكلت لجاناً عدة، وعكف الجميع على تنفيذ هذا المشروع ونفذت الوزارة العديد من البرامج التدريبية للمعلمين في طرق التدريس... ومع ذلك أصر المعلمون على أن يحضر الطلاب الكراسة والكتاب فتضاعف وزن الحقيبة... وتمسك المعلمون بالطريقة التقليدية في التدريس. وظلت حقيبة الطالب ثقل على ظهره!!!
وتكتمل تلك الدراما عندما أطلقت الوزارة مشروع جلالة الملك حمد لمدارس المستقبل، وخصوصاً تحويل الكتب الورقية إلى كتب إلكترونية، وقد أصدر سعادة وزير التربية والتعليم حينها مشكورا، قراراً بتشكيل لجنة تختص ببحث أفضل السبل للحد من الآثار السلبية لوزن الحقيبة المدرسية، وأعلنت اللجنة عن إيجاد بعض الحلول التي ستعمل على تنفيذها في أسرع وقت ومنها تحويل الكتب الورقية إلى كتب إلكترونية، بحيث تتوافر للطلبة على شكل أقراص مدمجة CD بالإضافة إلى وجود نسخ في المدرسة وأصبحت سبورة المعلم إلكترونية، وبها جميع المواد والوسائل التعليمية، ناهيك عن أن موقع الوزارة يضم الكتب إلكترونياً، وتجد الوزارة تبذل جهوداً جبارة في تدريب المعلمين على توظيف التقنية الحديثة في طرق التدريس... ورغم كل هذه الجهود تمسك المعلمون بالطريقة التقليدية في التدريس وأصروا أن يحضر الطالب الكتب يومياً، وظلت حقيبة الطالب ثقل على ظهره!!!!
وكلنا نذكر أن سعادة وزير التربية والتعليم وجه مشكوراً نهاية الفصل الدراسي الأول من العام الدراسي 2018 - 2019 بجعل الواجبات المدرسية جزءاً لا يتجزأ من الحصص الدراسية والأنشطة الصفية، والاستعاضة عن الواجبات المنزلية بالتطبيقات العملية اليومية التي تنفذ في نهاية كل حصة دراسية، كما أن جميع الكتب الدراسية محملة على الموقع الإلكتروني للوزارة، وبالتالي لا داعي لحمل الكراسات والكتب إلى المنزل، ورغم ذلك.. ظلت حقيبة الطالب ثقل على ظهره !!!!
ولا أملك أن أقول إلا أعان الله أبناءنا على حمل تلك الأثقال!!!!! ولا تعليق أبعد من ذلك!!!!
ومن التجارب التي استوقفتني تجربة فرنسا حيث قامت بتخصيص كتابٍ يشمل جميع المواد الدراسية لكل شهر دراسي، وفي تقديري إنها فكرة متميزة تحق أكثر من هدف، فعلاوة على أن هذا التصميم من الكتب يخفف وزن الحقيبة المدرسية، فإنه يسهم في بناء تكامل وترابط بين المواد الدراسية، فإن إصدار كتاب بهذا التصميم يجعل من اختصاصي المناهج لجميع المواد الدراسية يعملون بشكل متكامل مترابط، كما يساعد معلمي المواد الدراسية على التنسيق فيما بينها في تخطيط الدروس ويفتح فرص للتعاون وتبادل الخبرات وتوحيد الجهود، وهنا أتمنى من وزارة التربية دراسة الفكرة، لكنني أرجو من المعلمين في حال تنفيذ الفكرة من قبل الوزارة ألا يضغطوا على الطلبة بإحضار جميع الكتب الدراسية لجميع الأشهر، لتعود الحقيبة ثقل على ظهور الطلاب!!!! ..... ودمتم أبناء وطني سالمين.