حقق ريال مدريد لقب كأس العالم للأندية عقب تخطي عقبة سان لورينزو والفوز عليه بهدفين نظيفين في اللقاء الذي لُعب على أرضية ملعب مراكش الدولي وعرف نسقًا لا يرقى أبدًا لمباراة من هذا الحجم. -كم كان بعيدًا ريال مدريد عن مستواه المعهود في الشوط الأول! فرجال أنشيلوتي وجدوا أنفسهم أمام خصم مستعد للتضحية بنفسه من أجل الدفاع عن مرماه...دفاع مستميت وخشونة زائدة جعلت جل لاعبي الفريق الملكي يؤدون بحذر كبير ويمتنعون عن الدخول في مواجهات ثنائية مع خصومهم، كما أننا شاهدنا الريال يبحث عن حلول غير معهودة عبر الأروقة، وهو ما جعله لا يخلق فرصًا كثيرة على المرمى. -الحراسة اللصيقة التي فرضها لاعبو سان لورينزو على كريستيانو رونالدو وجاريث بيل (دائمًا في الشوط الأول) وسوء مستوى خاميس رودريجيز كان من أسباب فشل الميرنجي الهجومي، وهو ما جعل كلًا من إيسكو وكريم بنزيمة يظهران أكثر من غيرهما، لكن دون جدوى، فقوة الريال الهجومية تكمن بالأساس في سرعة نفاثتيه عبر الأروقة ولا مركزية لاعبي الهجوم، وعندما غاب ذلك، ظهر الريال بتلك الصورة الشاحبة هجوميًا. -نقطة أخرى تُحسب على الميرنجي وهي انخذاع لاعبيه وانسياقهم وراء النسق الذي أراده سان لورينزو، إذ أن بيبي، كاربخال وراموس دخلوا في مشادات كلامية مع لاعبي الفريق الأرجنتيني أكثر من مرة، علمًا أن لاعبي سان لورينزو لم يكلوا أو يملوا من اللجوء للخشونة ومحاولة إبعاد لاعبي الريال عن أجواء اللقاء، وهو ما نجحوا فيه لحد كبير. -الفرق بين نادٍ عملاق وغيره من الأندية هو تعدد الأسلحة والقدرة على الوصول على المرمى حتى عندما لا تكون كل الأمور على ما يُرام، والريال يُثبت ذلك باستمرار. فكم من مرة عجز نجوم خط المقدمة عن التسجيل ليظهر سيرخيو راموس أو كيبلر بيبي ليسجل هدفًا يكون بمثابة مفتاح الفوز بالمباراة للميرنجي. سيرخيو راموس عاد ليكون حاسمًا، ولولا هدفه القاتل قبل نهاية الشوط الأول لشاهدنا مباراة مختلفة تمامًا في النصف الثاني من اللقاء. -من الصعب جدًا أن نتحدث عن الجوانب التكتيكية ودورها في فوز الريال، فنقطة الحسم لم تكن أبدًا بفضل تفوق مدرب على آخر، بل كانت أولًا وقبل كل شيء بفضل التفوق التقني الواضح للاعبي الريال على سان لورينزو، وكذلك عامل الخبرة، دون أن ننسى بعض الأخطاء الساذجة التي وقع فيها بعض لاعبي الفريق الأرجنتيني وخاصة حارسهم الذي أضاع كل مجهود زملائه في الشوط الأول بخطأ فادح مع بداية الشوط الثاني من اللقاء. -لاعب يجب أن نقف عنده في مباراة الليلة وهو الرائع جدًا توني كروس والذي كان مميزًا جدًا في خط وسط الفريق الملكي وتمكن من الحفاظ على توازن الفريق حينما كان مهددًا بالانسياق وراء رغباته الهجومية أمام تعنت الخصم الدفاعي. كروس لاعب يتخذ القرار الصحيح في الوقت الصحيح وكان بالنسبة لي نقطة قوة الريال عندما اختفت قوة الخط الأمامي. سان لورينزو | الغاية لا تُبرر الوسيلة يا باوزا! -لا يُمكن أن تلوم فريقًا على رغبته في الخروج بأقل الأضرار أمام أحد أقوى الأندية في العالم، لكن اللوم كل اللوم على الوسيلة التي لجأ لها إدجاردو باوزا والمتمثلة في محاولة قتل نسق اللقاء، واللجوء للخشونة واستفزاز لاعبي الريال، وهي طرق لا تمت لكرة القدم بصلة...شاهدنا في أكثر من مناسبة فرقًا تلعب ندًا للند أمام الريال وتضعه في مواقف حرجة رغم أنها لم تتخذ العنف وسيلة. -الفريق الأرجنتيني نصب جدارين دفاعيين في الشوط الأول، وفرض ضغطًا مرتفعًا جدًا على كاربخال ومارسيلو بالإضافة لرقابة لصيقة على نفاثتي الريال (بيل ورونالدو)، وهو أمر جعلهم في مأمن من جزء كبير من خطورة الفريق الملكي، لكن باوزا تناسى أن الريال قادر على تشكيل الخطورة عبر القادمين من الخلف، ولحسن حظه أن خاميس كان غائبًا عمليًا عن اللقاء رغم مشاركته، وإلا فإن النتيجة كانت لتكون مغايرة تمامًا. -الأمر الذي قد يحز في نفس مشجعي الفريق الأرجنتيني هو الفرق الواضح جدًا بين أداء فريقهم في الشوط الأول والشوط الثاني. فسان لورينزو قدم أداءً مميزًا عندما خرج من قوقعته وتخلى عن العنف وبحث عن لعب كرة القدم كما يعرفها الجميع، فخلق مجموعة من الفرص الخطيرة ولولا تألق كاسياس لشاهدنا مرمى الريال يهتز مرة واحدة على الأقل. -الخطأ الفادح لسيباستيان توريكو مع بداية الشوط الثاني كان بالنسبة لي المسمار الأخير في نعش سان لورينزو الذي وجد كل العمل الذي قام به في الشوط الأول يتعرض للهدم، فيما وجد باوزا نفسه مضطرًا لتغيير كل مخططاته وترك مساحات في الخلف مع البحث على السيطرة على وسط الميدان، وهو أمر شبه مستحيل نظرًا للفوارق التقنية الكبيرة بين الناديين.
Watan Sports
الريال يُثبت حجمه وكروس أنقذ الريال من مكر باوزا
21 ديسمبر 2014